Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

هواوي تخطو نحو المستقبل الذكي بنظام HarmonyOS الأكثر أمانًا في الاتصال بين الأجهزة

في عام 2019، أعلنت هواوي أنها تعمل على نظام تشغيل جديد يسمى “هارموني أو إس” HarmonyOS، وأن منتجات هواوي المختلفة ستعمل بهذا النظام، والذي سيكون نظاماً مفتوح المصدر. ومؤخراً في ديسمبر 2020، صرح أحد مسئولي هواوي أنه من المتوقع أن يعمل نظام تشغيل HarmonyOS على 300 مليون جهاز شخصي في عام 2021.

ومع تزايد حجم التسريبات والتوقعات لهذا النظام، يجب أن نقيم ما نعرفه حتى الآن عن HarmonyOS من هواوي.

إن HarmonyOS هو “نظام موزع”، حيث يدمج العديد من الأجهزة الذكية المنفصلة ماديًا في جهاز افتراضي واحد بمواصفات فائقة. والسبب الذي يجعل نظام تشغيل HarmonyOS مثيرًا للاهتمام هو أنه أحد أول أنظمة التشغيل الموزعة، المصممة للاستخدام على شبكة متصلة من وحدات ذكية مختلفة تتضمن السيارات، والهواتف المحمولة، وسماعات الرأس، والأجهزة اللوحية، وأجهزة التلفاز، والساعات الذكية، وحتى الأجهزة المحدودة للغاية القدرات الحاسوبية، مثل الغسالات والثلاجات.

وبدأت هواوي هذا المشروع برؤية طموحة للنظام، فإذا فتحت تطبيق خرائط على هاتفك واخترت وجهة، فبمجرد دخول سيارتك، تتم مزامنة الخريطة تلقائيًا مع شاشة الوحدة الرئيسية. وعندما تخرج من السيارة، تنتقل الخريطة بسلاسة إلى ساعتك.

هواوي تطلق نظام التشغيل HarmonyOS 2.0
هواوي تطلق نظام التشغيل HarmonyOS 2.0

ولتحقيق هذا التناغم بين الأجهزة الذكية المختلفة، قامت هواوي ببذل جهود كبيرة في تطوير وتدقيق نظام HarmonyOS حتى تتمكن من توفير تجربة مستخدم متكاملة عبر جميع أجهزتها الذكية.

ويتطلب هذا التناغم بين الأجهزة الذكية نظاماً ذو حجم كبير، إلا أن ما فعلته هواوي هو تقليل حجم النظام من خلال تقنية “microkernel” واستخدام بنية تكنولوجية توفر وقت وجهد المطورين في تطويع التطبيقات على الأجهزة المختلفة بقدراتها وأحجامها.

ببساطة، تتيح تكنولوجيا هواوي الموزعة للأجهزة المختلفة التحدث بنفس اللغة والاتصال والتواصل مع بعضها البعض لتشغيل التطبيقات، وهذا هو مفتاح التعاون بين مختلف الأجهزة المستقلة ماديًا.

وقامت هواوي بتطوير وتحسين أنظمتها بشكل دقيق لتتفوق على أكبر شركات التكنولوجيا عالمياً، حيث يتمكن نظام الملفات الموزعة الخاص بـHarmonyOS من تسجيل أداء قراءة كتابة أسرع من 4 إلى 6 مرات من أداء بروتوكول Samba منMicrosoft.

كما يدعم HarmonyOS قراءة البيانات عبر الأجهزة، بينما لا يدعمها Android، وتتخطى قدرة البحث الموزعة في HarmonyOSتلك التي يوفرها نظام Apple iOS  بحوالي 1.2 مرة.

علاوة على ذلك، مع التكنولوجيا الموزعة، يمكن للأجهزة ذات القدرات الحاسوبية الضعيفة أن تتمتع بأمان محسن من خلال الاستفادة من ميزات الأمان للأجهزة الأخرى.

على سبيل المثال، يتمتع التلفاز الذكي بقدرة حوسبة أكبر من راوتر الانترنت، ولكن باستخدام التكنولوجيا الموزعة، يمكن أن يساعد التلفاز في تحديد المخاطر المحتملة وتخفيفها باستخدام موارد الحوسبة الخاصة بالتلفاز لتشغيل خوارزميات الأمان. ببساطة، يمكن للأجهزة مشاركة قدراتها مع بعضها البعض، وهذا يشمل إمكانيات الأمان. نظريًا، يعادل أمان النظام الموزع بأكمله أمان الجهاز الأكثر أمانًا في النظام.

باختصار، عندما يتم توصيل الأجهزة لاسلكيًا عبر ناقل افتراضي موزع، يمكن استخدام إمكانات كل جهاز بواسطة أجهزة متصلة أخرى، ويمكن استخدام إمكانيات جهازين معًا لدعم تطبيق واحد.

ومع تحسن التطورات، ظهرت بالتالي بعض العوائق في التنفيذ، منها كيفية اكتشاف الأجهزة وتوصيلها في نظام لاسلكي، حيث يتم توصيل هذه الأجهزة غالباً لاسلكيًا عبر الـWi-Fi أو الـBluetooth، مما يعني أيضاً تحديد سرعة التواصل. ولتجاوز هذا التحدي، تقوم هواوي بتطبيق نظام اتصال متطور يعتمد ثلاثة محاور أساسية للاكتشاف السريع وتنسيقه.

وتحذو الشركات الأخرى حذو هواوي في تطوير تقنيات موزعة لدعم ميزات مثل العرض على عدة شاشات –Multi-Screen Collaboration، والتي قامت هواوي بإطلاقها عبر أجهزتها سابقاً. وتلتزم هواوي بجعل نظام تشغيل HarmonyOS مفتوح المصدر بالكامل، لدعم وتسهيل عمل المطورين بأكبر قدر ممكن.

في النهاية قد تتساءل، ما الفوائد التي يمكن أن يجلبها النظام الموزع؟ بالنسبة لمصنعي الأجهزة المنزلية، يمكن أن يسمح ظهور الأنظمة الموزعة لهم بتقديم وظائف محسنة تنال إعجاب المستهلكين. وللمطورين، يقدم HarmonyOS مجموعة متنوعة من الأدوات لتنفيذ ميزات مختلفة توفر عليهم جهد البدء من نقطة الصفر وكتابة آلاف الأسطر من التعليمات البرمجية.

والأهم، يمكن للمستهلكين الاستمتاع براحة أكبر بفضل مشاركة إمكانات الجهاز والتفاعل السلس، والاستفادة من نتاج التنافس بين أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا.