Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

صراع عمالقة التكنولوجيا على أرض «الميتافيرس».. الفوز ليس محسوما لفيسبوك

منذ أن أعلن “مارك زوكربيرج” نهاية أكتوبر الماضي أن فيسبوك سيعرف الآن باسم “ميتا”، ارتفع سعر سهم الشركة بأكثر من 9٪، وأصبح هناك هوس في التصريحات وفي الأفعال تجاه التكنولوجيا “القديمة الجديدة” التي يبدو أنها ستكون على قمة تركيز الأوساط في العالم أو في القاع، فكلا الاحتمالين وارد وسط أصوات تنادي بأن المستخدمين مقدمون على تجربة رقمية جديدة وغامرة، بينما آخرون يرون أن الشركات تدير حملات ترويجية أنيقة، لمنتج غير واضح المعالم والأبعاد متسائلين: “أين التلفزيون ثلاثي الأبعاد والضجة التي حدثت حوله!”.

وشهدت الأسابيع الأخيرة فيضانًا من الأخبار حول الميتافيرس، مشيرة إلى الجهود الجديدة التي تبذلها شركات لبناء البرامج والأجهزة التي يمكنها تشغيل الميتافيرس، مثل مايكروسوفت و Epic Games ، وكوالكوم وRoblox وشركات مثل نيفيديا التي تعمل بالفعل على عوالم افتراضية خاصة بها، لذلك يُنظر إلى عالم يسوّق للمستخدمين وعشاق الخيال العلمي على أنه الإصدار التالي من الإنترنت، وببساطة سيكون “عالم موازي”، من خلال ارتداء سماعة رأس ونظارة، ويمكن القيام بأنشطة يومية في مساحة افتراضية عبر صور  ومجسدات رمزية.

وتناولنا في موضوع سابق في نشرة “FollowICT” تعريف الميتافيرس وتكوينه وكيفية تشكيله، والذي سيوظف مزيجًا من الواقع الافتراضي والتقنيات الأخرى بدلا من أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف وسيتواصل الناس اجتماعيا في عوالم افتراضية بدلا من منصات التواصل الاجتماعي التقليدية مثل فيسبوك وتيك توك وإنستجرام وتويتر.

«ميتا فيرس».. هكذا يقود مارك زوكربيرج سكان العالم إلى سجن افتراضي جديد

ونحاول في تحليل جديد الوقوف على أبرز الشركات التي ستنافس في هذا المجال وفرص نجاح الميتافيرس، من خلال قراءة عالمية لما يحدث حول “الميتافيرس” من الشركات والمستثمرين، في واقع يشير إلى أننا أمام حالة يراهن عليها كثيرون في إحداث تحول في عالم الإنترنت بعد فترة من الثبات حول نوعيات محددة من التكنولوجيا وامتدادا لها، بالإضافة إلى تأثيره على صناعات تشمل البرامج والأجهزة التي ستعزز من هذا التحول، إلى جانب صناعة الرقائق التي يبدو أنها على موعد مع هذا الشكل الجديد من التكنولوجيا وأنماط مختلفة من الاستثمار.

ويبدو أن مسار هذه التكنولوجيا سيكون قائم على التحالفات بين الشركات المتخصصة في الصناعة بتعاقدات حصرية، وهو ما سيجدد المنافسة بين كيانات عملاقة ويضخم من قوة الميتافيرس وتأثيرها المجتمعي والتسويقي، حيث سيتم تخصيص مليارات الدولارات كاستثمارات، وسينتظر أيضا عائدات بالمليارات خلال مدد قصيرة، حتى تتمكن الشركات من اكتمال رؤيتها حولها بطموح، أو على العكس تماما والنظر إليها بشكل سلبي في حال عدم الإقبال عليها بالشكل المطلوب، في مسألة تتوقف تماما على “تجربة العميل”.

فبعد إعلانات فيسبوك ومايكروسوفت الأخيرة حول دخول ميتافيرس، أعلنت نيفيديا عن طرحها لكل من البرامج والأجهزة التي تهدف إلى توسيع تكنولوجيا الميتافيرس، وأعلنت شركة AMD المنافسة أن رقائقها ستستخدم من قبل شركة “ميتا بلاتفورم – فيسبوك سابقا” لتشغيل مراكز البيانات الخاصة بها، وبدأت عدد من الشركات البحث أو العمل ضمن الـ”ميتافيرس” بإجراء استحواذات أو رسم استراتيجات عمل جديدة تلائم طبيعة المنافسة القادمة.

وتوقع تقرير لوكالة بلومبرج، في ظل هذا السباق المحموم الذي تسعى فيه جميع الشركات الكبرى في العالم للحصول على المرتبة الأولى في تقنيات الميتافيرس أن يبلغ حجم سوق “ميتافيرس” 800 مليار دولار بحلول عام 2024.

مارك زوكربيرج
مارك زوكربيرج

الشركات بدأت اللعبة وفيسبوك تتزعم

تستعد شركة فيسبوك منذ وقت ليس ببعيد لتكنولوجيا الميتافيرس، ولا نقصد هنا إعلان مارك زوكبيرج في 28 أكتوبر الماضي بتغيير اسم المجموعة إلى ميتا بلاتفورم، وإنما حراك المجموعة نحو الاستحواذ على عدد من الشركات تخدم السياسة العامة للشركة في هذه التكنولوجيا التي ستعبر عن هويتها بشكل كامل، حيث استحوذت على شركة “أوكولوس في آر” المتخصصة في “ميتافيرس” مقابل مليارَي دولار في عام 2014،  كما سبق أن أعلنت عن “هورايزون في آر يونيفرس” للألعاب الافتراضية بواسطة الواقع المعزز وعبر سماعات “كويست”.

وأنشأت الشركة فريق منتجات يركز على الميتافيرس، وأعلنت عن خططها لتوظيف 10 آلاف موظف خلال السنوات الخمس المقبلة للعمل على هذا الجهد.

وفي طريقها للهيمنة على هذا السوق وفقا للمحليين تظهر عيوب استراتيجيتها، خاصة وأن المكونان الأساسيان اللذان تحتاج إليهما الشركات للاستفادة من الفرص التي قد تنشأ من “الميتافيرس”، هما أشباه الموصلات، وأدوات البرمجيات المتقدمة، وفيسبوك ليست قوية في الجبهتين مما يوفر فرصا للشركات المتخصصة، وبالنسبة إلى أجهزة الواقع الافتراضي الخاصة بها، تستخدم الشركة رقائق جاهزة من شركة “كوالكوم”، ولن يساعدها ذلك في التغلب على صعوبات هذا الاختصاص.

ساتيلا ناديلا
ساتيلا ناديلا

مايكروسوفت

وبدأت شركة مايكروسوفت العمل على بناء “مؤسسة ميتافيرس” وفقا لتصريحات ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي للشركة، في توجه منها للجمع من خلال منتجاتها بين العالمين المادي والرقمي معاً كما تمتلك “مايكروسوفت” علامة “Xbox” التي تستخدم تقنيات “ميتافيرس”.

وقال ناديلا، أن الميتافيرس من منظور مايكروسوفت هو عالم رقمي دائم له صلة ما بالعالم المادي، مشيرا إلى أن الشركة أجرت العديد من النقاشات حول ماهيتها حيث يمكن أن تكون أداة اجتماعية، أو حتى أداة ترفيهية أو تقنية، وكل هذه الأشياء صحيحة، إلا أننا نعتقد أيضًا أن هناك قيمة عمل حقيقية في الميتافيرس عندما نقوم بتوصيلها بالعالم المادي ودمجها  في الأعمال التجارية.

وأشار إلى أن “مايكروسوفت تيمز” تضم أكثر من 250 مليون مستخدم نشط شهريًا وإحدى الطرق التي سيتم بها دمج تقنيات ميتافيرس هي إضافة الصور الرمزية، وهي تقريبًا شخصيات كرتونية يمكنك استخدامها لتمثيلك، والطريقة الأخرى التي يمكننا من خلالها القيام بها هي من خلال إنشاء ما نسميه التوائم الرقمية للأماكن المادية الفعلية واستخدام تلك التوائم الرقمية لإنجاز العمل.

ولفت ساتيا ناديلا، إلى أن الشركة تعمل حاليا على الإصدار الأول من عالمها الافتراضي “ميتافيرس”، حيث بدأت اختبار للنسخة جديدة من برنامج الدردشة والمؤتمرات تيمز، تتضمن وجود أفاتار رقمية، وستكون متاحة في النصف الأول من عام 2022، وسيكون متاحا للعملاء مشاركة ملفات وميزات “أوفيس”، مثل مجموعات “باوربوينت” في عالم افتراضي.

ونوه ساتيا ناديلا، إلى أنه من المقرر أن تعمل تطبيقات ميتافيرس من مايكروسوفت مع نظارات أوكلوس جوجلز التي تصنعها شركة ميتافيرس بلاتفورمز، فيما لم يتضح بعد كيف ستكون رؤى الشركات المختلفة حول ميتافيرس قادرة على التواصل.

جنسن هوانج
جنسن هوانج

نفيديا

من جانبه قال جنسن هوانج الرئيس التنفيذي لشركة نيفيديا المتخصصة في صناعة رقائق الكمبيوتر، أن الشركة تعمل على بناء منصة ميتافيرس من خلال منصتها “أومنيفيرس Omniverse”، لتوليد البيانات الاصطناعية وذلك لربط عوالم ثلاثية الأبعاد بالواقع، للمساهمة في خلق عالم افتراضي يتشارك فيه المتواجدون على المنصة، لافتا إلى أن العالم الافتراضي سيكون أكبر في الاقتصاد من العالم المادي.

وفي أبريل الماضي، تمكنت نيفيديا من إنشاء توأم رقمي لمصنع تجميع خاص بشركة السيارات BMW باستخدام النموذج الرقمي، وتمكنت الشركة الألمانية من إعادة تنظيم الآلات لاستيعاب عمليات الإطلاق الجديدة، وحتى تحميلها في الفضاء الافتراضي للتجول ورؤية خط التجميع قيد التقدم.

وأشار جنس هوانج، إلى إن العوالم الافتراضية ليست ببعيدة ستظهر مثل مواقع الويب، وتعالج كل شيء من التجمعات الاجتماعية والألعاب مع الأصدقاء إلى حرائق الغابات وأفضل طريقة لمكافحتها “سنشتري ونمتلك أشياء ثلاثية الأبعاد، مثل شراء الأغاني والكتب ثنائية الأبعاد اليوم”، حتى أن الرئيس التنفيذي أشار إلى المستقبل حيث نشتري ونمتلك منازل وسيارات وفنون ثلاثية الأبعاد، ربما يكون الادعاء الأكثر جرأة هو أن “المبدعين سيصنعون أشياء في العوالم الافتراضية أكثر مما يفعلون في العالم المادي”.

ولفت إلى أنه سيكون لدينا ملايين الروبوتات في العالم المادي، لكن سيكون لدينا مليارات الروبوتات في عوالم Omniverse، في العوالم الافتراضية، وهذه المليارات من الروبوتات تتعلم كيف تكون روبوتات فعلية – يمكن أن يكون لديك مليون منهم يتعلمون كيف يصبحون روبوتًا جيدًا”.

جيف بيزوس
جيف بيزوس

أمازون

لن تخرج شركة التجارة الإلكترونية “أمازون”، أكبر بائع للخدمات السحابية في العالم، من هذه الصناعة خالية الوفاق، بل يصنفها المحللون على أنها أكبر لاعب محتمل في “ميتافيرس” في المستقبل، خاصة مع امتلاكها ملايين العملاء على مستوى العالم، ويمكنها الجمع بين الترفيه والتجارة، مع تمتعها بملائة مالية كبيرة قادرة على ضخ مليارات الدولارات في هذا التوجه، في ظل التنوع الاستثماري الذي يستهدفه مؤسسها جيف بيزوس.

سناب شات

تعد الشركة المالكة لتطبيق “سناب شات” الشهير، ويعمل التطبيق منذ فترة طويلة على استخدام الواقع المعزز لتمكين المستخدمين من وضع إشعارات افتراضية على العالم الحقيقي عند أخذ صور أو وضع فلاتر.

وكشفت الشركة العام الجاري 2021 عن نظارات الواقع المعزز، التي تأتي في سياق استثمارها في “ميتافيرس”.

روبلوكس

تملك روبلوكس منصة ألعاب فيديو ويمكن من خلالها للمستخدمين أن ينشئوا عالمهم الافتراضي وأن يعملوا على تجارب ثلاثية الأبعاد للتعلم والعمل واللعب والإبداع والتواصل الاجتماعي. وتنوي الشركة أن تستخدم منصاتها للتسوق المستقبلي، خصوصاً أن لديها عملتها الافتراضية “روباكس”.

ويمكن للاعبين ضمن عالم روبلوكس الافتراضي أن يلعبوا سويًا، أو يستمعون للموسيقى، أو يحضرون عروضا موسيقية، أو يتواصلون، وهي محاكاة لمفهوم ميتافيرس، وهو العالم الافتراضي الذي تتم كل الأمور عليه.

أوتوديسك

تصنع شركة “أوتوديسك” المصنعة للبرمجيات السحابية، برامج يستخدمها المهندسون المعماريون والمهندسون لتصميم وإنشاء المباني والمنتجات.

وتستعمل الشركة برامجها حالياً لاستثمارها في “ميتافيرس” بحيث تبني عوالم افتراضية للألعاب والترفيه.

إبيك

تشتهر شركة “إبيك” بأنها الشركة التي تقف وراء ظاهرة ألعاب الفيديو “فورتنيت”، إذ يدفع المستخدمون لبناء واقع معزز خاص بهم، حيث إن تلك الألعاب لا تعتمد بشكل كامل على اللعب، بل أيضًا تقدم وسائل ممتازة للتواصل الاجتماعي داخل عالمها.

وتصمم الألعاب الإلكترونية جزءًا كبيرًا من مستقبل الميتافيرس ، وذلك حيث إن اللاعبين سيكونون قادرين على التجمع سويًا في عالم افتراضي جميل التصميم ومن ثم يلعبون بشكل محاكي للواقع، ولذلك فإنه من المتوقع أن تستثمر كافة شركات الألعاب في هذا المجال بشكل كبير.

توقعات لمستقبل ميتافيرس

وفقًا لرجل الأعمال الملياردير أورلاندو برافو الشريك المؤسس والشريك الإداري لشركة الأسهم الخاصة Thoma Bravo، فإن سباق الشركات يدل على أن الميتافيرس لديها حالة استثمار “كبيرة”، مشيرا إلى أن كلمة “metaverse” هي الكلمة الكبيرة لعام 2021.

ووصف أورلاندو برافو، الميتافيرس بأنها مفهوم خيال علمي حيث يرتدي البشر نوعًا من سماعات الرأس أو النظارات الذكية التي تسمح لهم بالعيش والعمل واللعب في عالم افتراضي يشبه إلى حد كبير ذلك الذي تم تصويره في رواية وفيلم “Ready Player One”.

أورلاندو برافو
أورلاندو برافو

وتمتلك Thoma Bravo أكثر من 83 مليار دولار من الأصول الخاضعة للإدارة ومحفظة تضم أكثر من 40 شركة برمجيات. وقد استثمرت في شركات مثل مكافي و Barracuda للأمن السيبراني ، بالإضافة إلى شركة Dynatrace للبرمجيات.

من جانبه قال جاي يانبولسكي، المنظم الرئيسي لأكبر حدث بلوكتشين و NFT في الخليج – قمة WOW في الإمارات، أن الاحتمالات لا حصر لها حول مستقبل الميتافيرس خاصة وأنه من المتوقع أن يصبح الناس مدمنين على هذه العوالم الافتراضية ، مشيرا إلى أن التقنية الجديدة ستوفر إمكانات هائلة لإحداث ثورة في أنماط حياتنا واتصالاتنا.

ولفت إلى أن أول شيء يجب القيام به هو الاستثمار في البنية التحتية للمنصات والنظم البيئية للميتافيرس، والثاني هو الاستثمار في أصول NFT الأساسية على منصة الميتافيرس ويمكن أن يكون شيئًا مثل إكسسوارات “ألعاب”، أو ملابس لتجسيد افتراضي، والطريقة الثالثة هي الاستثمار في رمز اجتماعي “وهي نوع من العملات المشفرة التي يتم إنشاؤها حول مجتمع أو مؤثر أو علامة تجارية”، لأن التفاعل الاجتماعي في metaverse قد يجلب بعض تطبيقات الشبكات الاجتماعية الجديدة ويخلق اقتصادًا للمعجبين، لذلك سيكون جزءًا لا يتجزأ من تطوير الميتافيرس.

بينما دعا مانديب سينج، المحلل لدى “بلومبرج” الشركات الكبري الباحثة عن الاستثمار في هذا المجال إلى الأخذ في الاعتبار أن يتم الترويج لفكرة “ميتافيرس” بطريقة سلسية، حتى يمكن للجمهور استيعابها ويثري تجربتهم في هذا المجال متوقعا انتشار سماعات “ميتا ” VR خلال 3 سنوات على الأقل، حتى يمكن أن يقال أن هناك عدد عملاء مابين 15 و20 مليون مستخدم.

وأكد على أن تكلفة المنتجات المتعلقة بالميتافيرس ستكون مرتفعة وتصل إلى مئات الدولارات في البداية، لذلك لن يكون سهلا استهداف أعداد غير واقعية من العملاء لمجرد طرح خدمات الميتافيرس عكس الشكل التقليدي للانترنت الذي لايحتاج سواء جهاز متصل بالانترنت ، مشيرا إلى أن عدم إقبال العملاء سيقابلة بالصرورة قلة المحتوى المقدمة على منصات ميتافيرس ، كما أن ارتفاع أسعار الوحدات والمنتجات الخاصة بها يمكن أن يحد من الاعتماد على تلك المنتجات في المدى القريب، وهو مايشير إلى التكامل المتوقع بين الشركات الكبرى في المستقبل للاعتماد على عوالم متصلة، وأيضا تسريع عمليات جذب العملاء وتطوير المكونات الخاصة بالميتافيرس لتكون أكثر تطورا في ظل ما تتطلبه تجربة عالم افتراضي لأجهزة حسية تكاد تلامس الواقع.