Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

مصر تدخل عصر رقمي جديد مع طرح خدمات الجيل الخامس.. الأربعاء المقبل

يستعد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الإعلان رسميًا عن إطلاق خدمات الجيل الخامس (5G) للتليفون المحمول في مصر، وذلك يوم الأربعاء القادم الموافق 4 يونيو حيث تمثل تلك الخطوة مرحلة جديدة من التحول الرقمي في مصر، كما أنها تعزز من قدرات مصر التكنولوجية على الساحة الإقليمية والعالمية.

تقام الاحتفالية الرسمية لإطلاق الخدمة في تمام الساعة السابعة مساءً بمنطقة الأهرامات، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعددا من الوزراء والمسئولين رفيعي المستوي، بالإضافة إلى قيادات شركات المحمول الأربع العاملة في السوق المصرية.

ويأتي إطلاق الخدمة بعد أن باتت شركات المحمول جاهزة فنياً وتقنياً لتقديم خدمات الجيل الخامس فورًا عقب الإطلاق الرسمي، بعد أشهر من التجارب الفنية واختبارات الجودة والتوافق مع البنية التحتية الحالية.

كما أنهى الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات كافة التراخيص والتخصيصات الترددية اللازمة، بما يضمن جودة الخدمة وتنوع التغطية على المدى القريب.

وتبلغ القيمة الإجمالية لعقود تراخيص تقديم خدمات الجيل الخامس في مصر للشركات الأربع للاتصالات نحو 600 مليون دولار، بواقع 150 مليون دولار لكل شركة، بالإضافة إلى 75 مليون دولار نظير تجديد خدمات سابقة للشركات الأربعة، تتلقاها الحكومة المصرية نظير تراخيص الخدمة.

ومن المرتقب أن المرحلة الأولى من الإطلاق ستتم في مناطق مختارة داخل القاهرة الكبرى وعدد من المدن الذكية والمناطق التجارية الحيوية، على أن يتم توسيع التغطية تدريجيًا خلال عام 2025 لتشمل محافظات أخرى، ضمن خطة الدولة لنشر خدمات الاتصالات المتقدمة ودعم الاقتصاد الرقمي.

وتشير تقارير عالمية إلى أن التأثير الاقتصادي الكامل لطرح شبكة الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم يمكن أن يتيح ما يصل إلى 13.1 تريليون دولار من السلع والخدمات، ويضيف ما يصل إلى 22.8 مليون وظيفة بحلول عام 2035.

في حين توقعت مؤسسة “فيتش سوليوشنز” أن تحدث قفزات كبيرة في أعداد مستخدمي شبكات الجيل الخامس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث توقعت أن يبلغ أعداد المستخدمين في المنطقة نحو 200 مليون مستخدم بحلول عام 2031، ارتفاعاً من 24 مليون مستخدم فقط حالياً.

ووفقا لهذه المعطيات يمثل  طرح الجيل الخامس في مصر تجاريا، مرحلة جديدة تحمل الكثير من المفاجئات سواءا كونها نقطة فاصلة في كل المجالات الصناعية والصحية والتعليمية والخدمية، وأيضا المدن الذكية التي تقوم على تقنيات الجيل الخامس، أو من ناحية أخرى إحتياجها لإطار قانوني وتشريعي شامل يستوعب تطوراتها، بالإضافة إلى الحاجة للتكامل والتواصل بين مشغلي خدمات الاتصالات والإنترنت مع اتساع دائرة الحاصلين على الرخصة.

ما الذي يستفيده العملاء من الجيل الخامس؟

تمثل شبكات الجيل الخامس (5G) قفزة نوعية في عالم الاتصالات، حيث تقدم سرعات فائقة على مستوى شبكات المحمول وسرعات الإنترنت، وقدرات جديدة لم تكن ممكنة مع الأجيال السابقة.

وتقدم شبكات الجيل الخامس سرعات تحميل وتنزيل تصل إلى 20 جيجابت في الثانية، وهي سرعة هائلة مقارنة بسرعة الجيل الرابع (4G) التي تصل إلى 1 جيجابت في الثانية على الأكثر، ويعني ذلك أن تحميل الأفلام والملفات الكبيرة يمكن أن يتم في ثوان معدودة.

كما تتميز شبكات الجيل الخامس بزمن استجابة منخفض للغاية، يصل إلى 1 ملي ثانية، مما يجعلها مثالية للتطبيقات التي تتطلب استجابة فورية، مثل الألعاب عبر الإنترنت، والخدمات السحابية، والجراحات عن بعد، والسيارات ذاتية القيادة، وأجهزة إنترنت الأشياء (IoT)، إلى جانب تحسين جودة المكالمات، مما يتيح تجربة مستخدم أفضل.

عبر هذه الإمكانيات الهائلة، تتيح شبكات الجيل الخامس (5G) الاتصال بعدد كبير من الأجهزة في وقت واحد بكفاءة عالية، مما يعزز من تطوير تقنيات وأجهزة إنترنت الأشياء (IoT)  وتحقيق إمكاناتها الكاملة.

ويعني ذلك أن الأجهزة المنزلية الذكية، والسيارات المتصلة، والأجهزة الصناعية، سيمكنها التواصل وتبادل البيانات بسرعة وكفاءة أعلى بكثير من قبل.

وبفضل السرعات العالية وزمن الاستجابة المنخفض، يمكن للمستخدمين الاستمتاع بتجربة تصفح وبث فيديوهات عالية الجودة دون تقطيع أو تأخير، كما يمكن تحسين جودة المكالمات الصوتية والفيديو بشكل كبير، كما يعزز من كفاءة الاتصال ويتيح تطبيقات جديدة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

ووفقا لتوقيت الطرح للجيل الخامس تجاريا قال خالد نجم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق، أن تشغيل خدمات الجيل الخامس من كافة الشركات خطوة مهمة جدا في هذا التوقيت، وتمنح مساحة أكبر للتحرك على مستوى الاتصالات أو الإنترنت، ودعم البنية التحتية التي تدعم التكنولوجيات المتطورة القائمة على انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات التي تشهد نموا مطردا خلال الفترة الحالية .

خالد نجم
خالد نجم

وأشار إلى أنه في كل الأحوال يجب أن يكون هناك التطبيقات اللازمة لتشغيل الجيل الخامس حتى يكون هناك استفادة كبيرة منه، فالبنية التحتية موجودة بالفعل، والدولة استثمرت مبالغ كبيرة فيها، من أجل الوصول بالاتصالات والإنترنت إلى كل بيت في مصر، ولكن ليس هناك الخدمات والتطبيقات الكافية لتشغيل الجيل الخامس حتى يتم صناعة طلب واضح عليه.، هذا بجانب أهمية إتاحة استغلال الجيل الخامس للقطاع الخاص بسعر مناسب.

ونوه خالد نجم أن سرعات الإنترنت التي سيحدثها الجيل الخامس ستفيد الكثيرين خاصة من يريدون تأسيس مشروعاتهم من المنازل، فقد جربنا العمل عن بعد في فترة الكورونا، والتي أثبتت أننا لدينا بنية تحتية محترمة، مؤكدا على ضرورة العمل على تعظيم الاستفادة من الجيل الخامس حيث تحتاج إلى نطاق ترددي أعلى بكثير مما يتطلب في الكثير من الأحيان لإنشاء بنية تحتية جديدة تماما خاصة للشركات التي لم تكن في اعتباراتها الاستثمارية والفنية تشغيل هذه التكنولوجيا على المدى القريب.

ولفت إلى أن تقنية الجيل الخامس توفر سرعات بيانات فائقة السرعة، دون أي تأخير تقريبًا، كما أن لديها القدرة على التعامل مع عدد مذهل من الأجهزة في وقت واحد، وهذا ليس مجرد تحسن تدريجي بل قفزة نوعية في الاتصال، حيث قوتها ببساطة للمستخدمين العاديين تتمثل في تنزيل ملفات ضخمة في غمضة عين، وتشغيل مقاطع فيديو بدقة 4K دون تخزين مؤقت، والانخراط في الألعاب عبر الإنترنت دون حدوث أي تأخيرات.

تابع نجم “بالنظرة الشمولية الأهم، تتمثل قوة الجيل الخامس في قدرته على إحداث ثورة في إنترنت الأشياء والرعاية الصحية والتطبيب عن بعد، وتدشين المدن الذكية الكاملة، وعلوم الفضاء، والرعاية الصحية عن بعد، وتشجيع  تطوير تطبيقات جديدة وخدمات مبتكرة ، حيث إن زمن الوصول المنخفض لشبكة الجيل الخامس وقدرتها المذهلة يجعلها الخيار المثالي ، حيث يمكن تخيل عالما يتواصل فيه عدد لا يحصى من الأجهزة الذكية، وهذا يعني منازل ومدن وصناعات أكثر كفاءة.

من جانبه قال علاء عدلي، رئيس شركة “كاراد” للاتصالات، أن طرح الجيل الخامس إيجابي للغاية ويدعم تطور السوق ويضمن استدامة نموه خاصة مع الانتقال لتقديم خدمات تكنولوجيا فائقة.

ولفت إلى ضرورة توعية المجتمع بأهمية الجيل الخامس وأهمية تعزيزه لسرعات الإنترنت وإنجاز الأعمال بشكل أسرع، بسرعات تصل إلى 10 جيجابايت في الثانية، بجانب زمن الانتقال المنخفض، كما يعمل الجيل الخامس بآليات حماية أكثر أمانًا من المستخدمة في الأجيال السابقة، حيث يتم تأمين جميع مكونات الشبكة فيها بشكل منفصل باستخدام تقنيات تشفير حديثة، كما تدعم  شبكة الجيل الخامس اتصال عدد كبير من الأجهزة، حيث تكون قادرة على دعم اتصال حوالي مليون جهاز في كل كيلومتر مربع.

ونوه إلى ضرورة توعية المستخدمين بالتطبيقات التي يمكن أن تعمل مع الجيل الخامس، وتشجيع الشركات على العمل بتلك التطبيقات، وبذلك سيكون هناك فرص كبيرة لنجاح تطبيق الجيل الخامس خاصة في حال طرحها بأسعار مناسبة، في ظل اعتماد الأجيال الجديدة على التكنولوجيا بطريقة مدهشة.

تابع علاء عدلي، نحن نعيش حاليًا في عالم حيث البيانات هي القوة الحقيقة، وبالتالي التحكم في شبكة الجيل الخامس الأساسية يمنح الشركة أو الدولة المسؤولة ميزة كبيرة على الآخرين، ونتيجة لذلك، احتلت تكنولوجيا الجيل الخامس مكانة متقدمة في منافسة القوى العظمى المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، ففي حين أنه لا توجد شركة أمريكية لديها القدرة على بناء شبكة الجيل الخامس ، فإن شركة هواوي الصينية لديها هذه القدرة وهي تهيمن حاليًا على السوق.

الدكتور حمدي الليثي
الدكتور حمدي الليثي

من جانبه أكد الدكتور حمدي الليثي، رئيس مجلس إدارة شركة«ليانتل» لحلول الاتصالات، على أن جدوى إطلاق خدمات الجيل الخامس في مصر والعديد من الدول الناشئة يتمثل بشكل رئيسي في الجدوى الاقتصادية لتطبيقه واختيار التوقيت المناسب، وأيضا توافر المقومات الفنية والتشغلية لإطلاق الخدمة خاصة وأن تكلفتها مرتفعة جدا من كافة الجوانب سواءا في استخراج الرخص أو حتى استكمال البنية التحتية للشبكات خاصة مع الارتفاع الكبير في التكلفة في الوقت الحالي.

وشدد على أنه يجب توافر مقومات استهلاكية لهذه الخدمة لتحقيق الجدوي الاقتصادية المطلوبة ، وهو مايحتاج معه إلى دخول انترنت الأشياء والتقنيات المتطورة بشكل أكبر في الصناعات والخدمات ، لخلق حالة طلب ، ولتعزيز أيضا النمو الاقتصادي بالشكل الأمثل ، حيث أنها دائرة محسوبة ومتوقفة على الاحتياج لهذه التقنية من عدمه.

وأشار الليثي إلى أن التداعيات الاقتصادية الحالية التى يتعرض لها العالم سيكون لها تأثيرا كبيرا على مستقبل تشغيل شبكات الجيل الخامس في العديد من الأسواق سواءا المتطورة او الناشئة ، في ظل ارتفاع التكاليف وعدم توافر العملة الصعبة، منوها إلى أن الكثير من الدول لم تستفيد بالشكل المطلوب من الجيل الرابع ومايوفره من خدمات ، او أن بعضها لايزال في طور تحسين البنية التحتية للاتصالات وتطوير الخدمات المقدمة للمستخدمين.

The short URL of the present article is: https://followict.news/ea9a