Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

“عنتيلة المحلة”.. لماذا نميل إلى مشاركة الأخبار الكاذبة على الإنترنت والسوشيال ميديا؟!

خبر البراءة لم يتم تداوله على نطاق واسع كما تم مع خبر الإدانة، الذي تم تداوله تحت هاشتاج "عنتيلة المحلة"

مؤخرا، تداولت المواقع الإخبارية وحسابات شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات السوشيال ميديا قضية اتهام زوج لزوجته الطبيبة البيطرية، في المحلة الكبري، بجريمة الزنا وتعدد العلاقات الجنسية، إذ اكتشف الزوج فجأة –بحسب البلاغ الذي تقدم به للنيابة العامة– وجود فلاشة تحتفظ بها الزوجة، تحتوي على مقاطعها الجنسية الفاضحة.

وانتهت تحريات المباحث إلى تلفيق الزوج التهمة لزوجته رغبة في الخلاص منها وتجريدها من حقوقها المادية الناجمة عن الطلاق، غير أن خبر البراءة لم يتم تداوله على نطاق واسع كما تم مع خبر الإدانة، الذي تم تداوله تحت هاشتاج “عنتيلة المحلة”.

فهل من تفسير علمي لميلنا لتداول الأخبار الكاذبة على الإنترنت والسوشيال ميديا؟!

أصبح مصطلح “الأخبار الكاذبة” Fake News شائعا على الإنترنت منذ عام 2016، مع ذروة انتشار المعلومات الكاذبة والخادعة على فيسبوك وتويتر، والقصص غير الحقيقية التي يؤكد صحتها كل من يتداولها، بينما هي مصطنعة وملفقة بالكامل، الأمر الذي دعا شبكات التواصل الاجتماعي إلى محاولة التصدي لانتشارها على منصاتها.

هناك عدة أسباب لهذا الميل، منها توافق بعض الأخبار الكاذبة مع معتقدات الذين يتداولونها، ورغبتهم الكامنة في أن تكون صحيحة، ومنها غرابة القصة أو خفة ظلها، والتي يمكن ان تجذب العديد من المتابعين على السوشيال ميديا.

المؤكد أنه كلما انتشرت مشاركة الخبر الكاذب، كلما زاد عدد المقتنعين بصحته، وكلما زاد حجم الكارثة الناتجة عنه. تخيل أنه في 2017، قام شخص مسلح بالدخول إلى مطعم بيتزا في واشنطن العاصمة، وأطلق النار على رواده، لمجرد قراءته لخبر كاذب متداول على الإنترنت يدعي احتجاز أطفال في قبو المطعم.

يقول جوردون بينيكوك، الأستاذ المساعد في العلوم السلوكية في جامعة ريجينا الكندية، أن معظم الناس لا يفكرون مطلقا في صحة القصة قبل مشاركتها مع الآخرين، فقد أصبحت المشاركة على الإنترنت سهلة وسريعة بضغطة زر، بينما عليهم أن يفكروا قليلا في الوجه الآخر من القصة، أو أن يستغلوا الإنترنت نفسه في البحث عن مصادر رسمية تؤكد الخبر أو تنفيه.

يستند حديث بينيكوك إلى بحث علمي أجراه على مجموعتين من الأشخاص، حيث عرض عليهم عناوين من القصص الإخبارية المتداولة على الإنترنت، بعضها صحيح وبعضها كاذب، وفي حين سأل المجموعة الأولى: “هل القصة صحيحة أو خاطئة؟”، سأل الثانية: “هل تريد مشاركة الخبر على فيسبوك؟”.

استطاعت المجموعة الأولى، التي لفت الباحث نظرها إلى ضرورة التفكير في صحة الخبر، تمييز كذب 25% من الأخبار الكاذبة، وصحة 65% من الأخبار الصحيحة، أما المجموعة الثانية، فقد وافقت على مشاركة 35% من الأخبار الكاذبة و40% من الأخبار الصحيحة.

بعبارة أخرى، نجحت 75% من الأخبار الكاذبة في خداع المشاركين في التجربة، ووافقوا على مشاركة 35% منها. إن التفكير، وإن كان يصنع فارقا، لا يخفف كثيرا من ميلنا للوقوع في أسر الخبر الكاذب ومشاركته.

يقول بينيكوك، عندما يسألك شخص عن اسمك، يأتي الجواب في رأسك فورا، ويخرج فورا على لسانك دون استهلاك طاقة الدماغ.

وعندما يسألك شخص أن تفكر لتتخذ قرارا، مثل مشاركة الخبر على فيسبوك، يجب عليك أن تتحدى مشاعرك الغريزية، وأن تبذل جزءا من طاقة دماغك للتفكير في الخبر والتأكد من صحته، وفي الغالب ستطفئء بطاريات مخك في منتصف طريق التفكير المجهد، وتختار الحل الأسهل.. ضغط زر Share.. وعلى البركة!