Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

موجة تسريح كبرى للموظفين.. عمالقة التكنولوجيا يترنحون وسط مخاوف انزلاق الاقتصاد العالمي نحو الركود

تتغير خريطة الاستثمار في مجال التكنولوجيا حول العالم، جراء التأثير المباشر لتسارع وتيرة تسريح الموظفين من جانب الشركات العالمية، فهذه الموجة التي بدأت في عام 2022 مستمرة بقوة خلال العام الجاري حيث “لاأحد أمن على وظيفته التي طالما حسد عليها” ، فالشركات تواجه العديد من المعضلات الاقتصادية والفنية التي تدفعها لهذا الاتجاه ،وترى فيه الملاذ الأمن التقليدي ، للهروب من شبح السقوط الحر الذي يمكن أن تدفع إليه نتيجة تقلص العائدات وذيادة التكاليف بسبب التغيرات الاقتصادية الحالية التي تطل برأسها القبيح على العالم ونتيجة أيضا لسياسات تبنتها الشركات في التوظيف والتوسع أكتشف خطئها بعد فوات الأوان!.

فتوسنامي تسريح موظفي الشركات التكنولوجيا الكبرى خلال هذه الفترة، يأتي مع تحقيق الشركات لخسارات كبيرة ومتتالية ترصدها نتائج الأعمال وتقيمها حركة الأسهم الهابطة في البورصات، نتيجة الأزمة الاقتصادية الحالية التي أنتجتها الحرب الروسية الأوكرانية وقبلها جائحة كورونا، واتجاه الاقتصاد العالمي نحو الركود مع ارتفاع مستويات التضخم لمستويات غير مسبوقة، والاتجاه الكبير للبنوك المركزية حول العالم لرفع أسعار الفائدة والتي تؤثر سلبيا وبشكل مباشر على حركة رؤوس الأموال الاستثمارية.

إعلانات التسريحِ من جانب الشركات بدأت مطلع عام 2022 ، وجاءت من شركات صغيرة نسبيا ومتوسطة مما لم يستدعي النظر والتحقيق، ولكن موجة التسريح طالت عمالقة التكنولوجيا مثل تويتر  وأوبر وأمازون وميتا ونتفكليس ومايكروسوفت وغيرهم، لدرجة وصلت إلى تأسيس موقع الكتروني  “layoffs.fyi” لرصد كل الوظائف المفقودة من جانب جميع الشركات، والتي تجاوز عددها 150 ألف وظيفة في العام الماضي ، مع ترشيحات مبررة لوصول الرقم إلى 300 ألف وظيفة خلال 2023 .

وعلى الرغم من أن قطاع التكنولوجيا شهد بداية سيئة خلال تفشي وباء فيروس كورونا في عام 2020، استفادت الشركات من تسارع عمليات التحول الرقمي حول العالم وارتفاع الإنفاق على التجارة الإلكترونية مع ازدهار العمل والتعلم عن بُعد، ما أثار موجة توظيفية كبيرة مع ترشيحات متفائلة بالنمو، إلا أن الأمور انقلبت بواقعية الأزمة بسبب تراجعِ الإعلانات عبر المنصات الرقمية بشكل عام ، كما أن بعض التغييرات في قواعد الخصوصية لدى الشركات ضربت سوق الإعلانات ، ففي تقارير الأرباح الأخيرة، لم تستطع “ألفابت” و”ميتا بلاتفورمز” و”مايكروسوفت” وشركات أخرى الارتقاء إلى مستوى التقديرات المتوقعة.

وبحسب بيانات شركة الاستشارات “تشالنجر وجراي وكريسماس”، أعلن قطاع التكنولوجيا الأمريكي إلغاء 97.171 ألف وظيفة في عام 2022، بزيادة 649% مقارنة بالعام السابق له، بينما أعلنت شركات التكنولوجيا الأمريكية إلغاء ما يتجاوز 30 ألف وظيفة منذ بداية شهر يناير الجاري، لتضاف إلى عمليات خفض العمالة المسجلة في عام 2022.

وفي أحدث الإعلانات ، أعلنت شركة “ألفابت” خطة لتقليص القوى العاملة بأكثر من 6%، أو ما يعادل نحو 12 ألف وظيفة، مع جهود خفض التكاليف والقلق حيال الركود.كما ذكرت شركة “أمازون” أنها ستواصل عملية خفض الوظائف التي قد تؤثر على 18 ألف وظيفة، بعد أن بدأت في العام الماضي لتشمل 10 آلاف موظف.وتعتزم أيضًا شركة “مايكروسوفت” التخلي عن 10 آلاف موظف في العام الجاري، ما يعادل 5% من القوى العاملة.

سكوت كيسلر
سكوت كيسلر

سكوت كيسلر، المحلل التقني، كشف في تقرير مطول له ، على أن شركات التكنولوجيا الكبرى كانت قبل عام 2020 في وضع توظيف كبير نتيجة سياسات استثمارية وضعتها الشركات ركزت فيها  بالاستثمار للنمو على المدى الطويل على حساب الربحية، وكانت متفائلة للغاية مع النمو الكبير في الاستهلاك الرقمي حول العالم، إلا أن الأزمة الأخيرة عصفت بكل هذه السياسات وأثبت خطأ الإدارات التنفيذية للشركات ، مما استدعى ترتيب الأوليات واتخاذ قرارات صعبة متعلقة بتسريح الموظفين.

وأشار إلى أن توسع الشركات كان مبرر، حيث يجب أن نتذكر أنه قبل عامين أغلق العالم أبوابه وقضى الكثير من الناس أوقاتهم في المنازل للاختباء من الفيروس القاتل  واتجهنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومؤتمرات الفيديو والتسوق عبر الإنترنت ، مما يشير إلى حجم الطلب الكبير الذي شهدته الشركات وراهنت عليه أنه سيصبح سلوك استهلاكي على المدى الطويل ، والدليل اتجاه شركة ميتا لتوظيف 13 ألف موظف في 2020 وحدهاكما لو أن الصناعة حصلت على جرعة من الإسبريسو ونحن الآن في أزمة الكافيين ! .

ولفت سكوت كيسلر إلى أن الشركات قامت باستثمارات قوية للغاية ، وربما استنتجت أن الأوقات الجيدة ستستمر لكن يبدو أن الرهانات كانت خاسرة، مشيرا إلى أنه تم بناء صناعة التكنولوجيا بأكملها على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية بأموال رخيصة، والآن يصطدمون بواقع جديد وسوف يدفعون الثمن.

وتوقع حدوث المزيد من عمليات تسريح العمال وتخفيضات الاستثمار خاصة مع تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي سياساته المتعلقة بأسعار الفائدة وألياته لمواجهة التضخم,

محمد الحارثي
محمد الحارثي

من جانبه قال محمد الحارثي، استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، أن الكثير من شركات التكنولوجيا العالمية خلال الفترة القليلة الماضية، توسعت بشكل مبالغ فيه وراهنت على تقنيات جديدة لم تحقق الأهداف المرجوه منها، ولا القيمة المالية والاستهلاكية، مستدلا بشركة “ميتا” التي وجهت الكثير من طاقتها تجاه مشروع “الميتافيرس” الذي لم يكن مناسبا للمرحلة الحالية بشكل أو بأخر سواء من حيث تغير أنماط الاستهلاك الرقمي بسبب جائحة كورونا ومابعدها والمتعلقة بالاتصال التقني على حساب الواقع الافتراضي.

وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية الحالية تؤثر بالتأكيد بشكل مباشر على الشركات  ونتائج أعمالها ، سواء تأثير في حجم الانفاق على التكنولوجيا أو حتى المؤشرات المالية العامة كارتفاع أسعار الفائدة من جانب البنوك المركزية وتأثيرها على حركة الاستثمار ،منوها إلى أن ظاهرة تسريح موظفي الشركات التكنولوجية شبة الجماعية هو “عرض” لهذه الأسباب وغيرها.

وتوقع محمد الحارثي، أن تستمر شركات التكنولوجيا في تحقيق المزيد من الخسائر خلال الفترة العام الجاري بسبب التوقعات الحالية المتعلقة بالاقتصاد العالمي ومواجهته شبح ركود كبير ، بالإضافة إلى أن هذه الأزمة ستفرض واقعا جديدا من حيث المنافسة من جانب منصات تكنولوجية جديدة سيكون لديها القدرة على مجابهة عملاقة التكنولوجيا الذي يواجهون مشاكل هيكيلة في الأساس في الفترة الحالية تتعلق بتراجع الإعلانات وأعداد المستخدمين النشطين وعلى رأسهم منصة “تويتر” التي زاد من أزماتها السياسات التي يتبعها “إيلون ماسك”.

وحذر صندوق النقد الدولي من أن ثلث الاقتصاد العالمي سيتعرض لحالة ركود هذا العام، حيث أشار إلى إن عام 2023 سيكون “أصعب” من العام الماضي، إذ ستمر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين بفترة تباطؤ لاقتصاداتها.

ونوه الحارثي ، إلى أن أسباب قرارت التسريح من جانب الشركات العالمية ليست واحدة فكل شركة لها أسبابها الخاصة ، إلا أن هناك بعض العوامل المشتركة الضاغطة على القطاع بشكل كامل أولها أن العديد من الشركات عينت آلاف الموظفين خلال جائحة كورونا استجابة للطلب المتزايد على خدماتها إلا أن أسلوب المعيشة الرقمي لم يستمر.

ورجح أن تقوم الشركات العالمية العاملة في القطاع بإعادة ترتيب أولياتها خلال الفترة المقبلة والتركيز على المشروعات والمبادرات الهامة فقط ، والعمل لنمو أعمالها وتحسن الأداء المالي.

الدكتور محمد عزام
الدكتور محمد عزام

من جانبه قال المهندس محمد عزام، استشاري التحول الرقمي، أن انخفاض معدلات الربحية وتباطؤ النمو الاقتصادي لتلك الشركات،أدى إلى نهج تسريح الموظفين، منوها إلى إن الشهور القليلة الماضية شهدت تسريح مايقترب من  220 ألف موظف من شركات التكنولوجيا فى العالم، بالرغم من ارتفاع القيمة السوقية لتلك الشركات، بسبب الأزمات الاقتصادية التي ضربت العالم مؤخرًا بداية بجائحة كورونا، وصولا إلى الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف، أن شركات التكنولوجيا تستطيع الاعتماد على عدد موظفين أقل، لطبيعة عملها الذي يعتمد على تطوير التكنولوجيا، والاستفادة بأقل عدد ممكن من الموظفين، منوها إلى إن تخفيض عدد الموظفين يرجع إلى تكلفة العمالة والتي أصبحت مرتفعة،كما أن المنافسة بين الشركات التكنولوجية الكبرى يعد سببًا رئيسيًا في تسريح العمالة الزائدة.

وأشار إلى أن الشركات التكنولوجية لا تعاني من ركود أو تباطؤ نمو، ولكنها أزمة عابرة بسب الأحداث مؤخرًا، وأن الشركات ستعود إلى سابق عهدها في أسرع وقت، لافتًا إلى أن هناك تقارير تشير إلى نمو مستقبلي بقطاع التكنولوجيا يقدر بأكبر من 25% (نحو تريليون دولار).

فيما يلي قائمة أبرز شركات التكنولوجيا التي تخطط لتسريح الموظفين:

ألفابيت

كشفت الشركة عن خطتها لتسريح 6% من موظفيها والذي يمثل نحو 12000 موظف في العديد من الأدوار بالشركة.

وكانت الشركة قد أعلنت في أكتوبر، عن أرباح وإيرادات للربع الثالث جاءت مخالفة لتوقعات المحللين، مع انخفاض الأرباح بنسبة 27% عن العام السابق. كما بدأ المستثمرون في الضغط على عملاق البحث لاعتماد استراتيجية أكثر جرأة للحد من الإنفاق.

وحثت شركة إدارة الأصول TCI Fund Management Ltd، ألفابيت على تحديد هدف لهوامش الربح وزيادة عمليات إعادة شراء الأسهم وتقليل الخسائر في محفظتها، مشيرة إلى أن عدد موظفي “ألفابيت” قد تضخم بنسبة 20% سنوياً منذ عام 2017.

آندي جاسي الرئيس التنفيذي لـ أمازون

أمازون

أعلن الرئيس التنفيذي آندي جاسي يوم 4 يناير أن عملاق التجارة الإلكترونية سيقوم بتسريح 18000 موظف.

وقال جاسي: “لقد تجاوزت “أمازون” اقتصاديات صعبة وغير مؤكدة في الماضي، وسنواصل القيام بذلك. ستساعدنا هذه التغييرات على متابعة فرصنا طويلة الأجل بهيكل تكلفة أقوى”.

وفي نوفمبر، أوقفت “أمازون” التوظيف “التدريجي الجديد”.

تويتر

الاضطرابات في “تويتر” لها علاقة أكبر بعملية الاستحواذ الأخيرة – والديون المصاحبة – أكثر من المخاوف الاقتصادية. لكن الشركة عانت من بعض أعمق التخفيضات من نظيراتها في الوقت الحالي.

وبعد أن ألغى إيلون ماسك، الذي اشترى “تويتر” مقابل 44 مليار دولار، نحو 3700 وظيفة عبر البريد الإلكتروني في نوفمبر، استمرت التخفيضات في يناير، لا سيما تلك التي تعمل على الإشراف على المحتوى العالمي.

سبوتيفاي

وأعلنت مجموعة سبوتيفاي السويدية العملاقة في مجال الموسيقى بالبث التدفقي أنها ستستغني عن 6% من موظفيها البالغ عددهم حوالي عشرة آلاف، أي نحو 600.

وقال رئيس الشركة دانيال إيك عبر مدونة سبوتيفاي الرسمية “خلال الساعات المقبلة ستُعقد لقاءات شخصية مع الموظفين المعنيين”، مضيفا “تبين لي أني كنت طموحاً للغاية في الاستثمار قبل تحقيقنا نمواً في الإيرادات، ولهذه الغاية، اليوم، نقلص عدد موظفي شركتنا بنسبة تقرب من ستة في المئة”.

وفي أكتوبر الماضي، قامت شركة Spotify، بتسريح 38 موظفا على الأقل في وحدتي البث الصوتي Gimlet وParcast، وفي يونيو، أخبر الرئيس التنفيذي لشركة سبوتيفاي دانيال إيك الموظفين أن الشركة ستخفض التوظيف بمقدار 25%، وحتى نهاية الربع الثالث كان لدى شركة سبوتيفاي حوالي 9800 موظف وفقا لتقرير الأرباح.

 

ساتيا ناديلا
ساتيا ناديلا

مايكروسوفت

قالت “مايكروسوفت” إنها ستلغي 10 آلاف وظيفة هذا العام، أو حوالي 5% من قوتها العاملة، مما سيوفر نحو 1.2 مليار دولار من التكاليف في الربع الثاني من السنة المالية.

وقال الرئيس التنفيذي، ساتيا ناديلا، في منشور مدونة وبريد إلكتروني داخلي للموظفين في 18 يناير إن الشركة ستستمر في التوظيف في “المجالات الاستراتيجية الرئيسية”.

وشدد ناديلا، الذي كان يتحدث في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، على أن صناعة التكنولوجيا تحتاج للتكيف مع التباطؤ الاقتصادي الأوسع.

سيلز فورس

بدورها، ستخفض “Salesforce” حوالي 10% من قوتها العاملة وتقلل من ممتلكاتها العقارية، وفقاً لإيداع تنظيمي في 4 يناير.

وقال الرئيس التنفيذي مارك بينيوف في رسالة إلى الموظفين، “لقد وظفنا عدداً كبيراً جداً من الأشخاص” أثناء الوباء.

سيلفرجيت

قالت شركة سيلفرجيت كابيتال كورب، وهي بنك تشفير، في يناير، إنها ستفصل 40% من موظفيها بعد أن سحب العملاء ما قيمته 8.1 مليار دولار من الأصول الرقمية خلال الربع الرابع.