Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

محمد عابدين يكتب: السر وراء الـ «تي شيرت»!

تحدثت اليكم في الماضي القريب عن وجهه نظري فيما يتعلق بالسمات الثلاث الأساسية، والتي يجب توافرها جميعا وليس بعض منها في رائد الاعمال، والتي إن وجدت فبها يتيسر على المستثمر البدء في مناقشة الفكرة أو المشروع، ومن دونها مع الأسف الفشل هو النتيجة الحتمية. ودعوني أنعش ذاكرتكم الكريمة في عرضها مرة أخرى، وهي الأخلاقيات (التربية)، التعليم، والخبرة المهنية.

ولتكن هذه السمات بداية لمقالي اليوم.

في صناعة التكنولوجيا حاليا، غالبا ما يظن البعض، بل الكثير مع الأسف، أن أطراف معادلة النجاح هي: مؤسس أو مدير تنفيذي لفكرة مشروع او شركة يرتدي بنطالا وتي شيرت أسود اللون، أسوة بثوار الصناعة ممن مهدوا الطريق للمشهد التكنولوجي الحالي، وعلى العكس يتضح أن النجاح أكثر بكثير من مجرد الملابس التي نرتديها.

ولنا في ذالك مثالان شهيران من رواد مرتدي الملابس السوداء، ستيف جوبز وستيف وزنياك. لم يصنع الشريكان فقط منتجات ناجحة وثورية سطرت في تاريخ التكنولوجيا لعقدين من الزمن وفقط، بل أيضا مهدت الطريق لمئات من الحالمين والمؤمنين بتغيير الواقع الملموس للعمل الجاد والدؤوب، ومع الأسف لم يأخذ عنهم من جيل اليوم من رواد الأعمال إلا لون الملابس السوداء.

في المقابل، وكنموذج على الباحثين عن الشهرة، ولكن في الاتجاه المعاكس، تم انتقاد منصة “روبينهوود” Robinhood، التي سميت على اسم البطل الخيالي الذي يسرق الأغنياء ليعطي الفقراء، بسبب تفضيل المنصة لمصلحتها وأرباحها على مصالح العملاء.

ليتم في النهاية تغريم “روبينهوود” بحوالي 57 مليون دولار، بسبب عيوب في نظامها، وبعض الممارسات المضللة على مستوى الاتصالات والتداول، في غرامة تعتبر الأكبر في تاريخ تنظيم الصناعة المالية، لنتذكر أن النجاح لا ينبغي أن يتحقق على حساب الأخلاق.

وبالمثل، عرفنا إليزابيث هولمز، الفتاة التي أسست مؤسسة ثيرانوس، والتي قدمت نفسها باسم “السيدة جوبز” لحرصها الشديد على ارتداء الملابس السوداء وفقط، وقد جمعت شركتها 700 مليون دولار وبلغت قيمتها 10 مليار دولار.

صدق الكثيرون السيدة جوبز عندما أكدت ابتكارها لجهاز يقوم بمئات اختبارات الدم باستخدام قطرة دم واحدة، رغم اجتهاد خبراء الطب وتأكيدهم استحاله تحقيق هذا، ليكتشف العالم فيما بعد ان الشركة ليست إلا عملية للاحتيال، لتواجه هولمز عقوبة 12 عاما في السجن بسبب احتيالها، لنعرف أهمية التعليم والخبرة في تحقيق فائدة للمجتمع ككل.

في النهاية، لا يقتصر النجاح في جمع الأموال أو أن تكون أصغر مؤسس أو رائد أعمال على مستوى العالم، والأكيد أن نجاح فكرة أو مشروع يتعلق بالأخلاق والتعليم والخبره العملية التي تفيد المجتمع حقا، وقد أوضحت لنا سيرة ثوار الصناعة السابقين أن النجاح لا يمت بصلة لبنطالا وتي شيرت اسود اللون ، ولكن بالقيم التي تتمسك بها، والتأثير الذي تصنعه.

تحليل كتبه: محمد عابدين

الشريك المؤسس لكوربوريت ستاك والمدير الإقليمي