Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

دينيس ويتني يكتب: المراقبة عن بعد تعزز قيمة ونزاهة الامتحانات عبر الإنترنت

فرضت جائحة كوفيد-19 تحولات جذرية غيّرت وجه عالمنا المعهود، وأجبرت مختلف القطاعات على اتخاذ تدابير استثنائية لضمان استمراريتها، ومنها بالطبع قطاع التعليم، الذي انتقل فجأة من نمط التعلم الشخصي التقليدي إلى نماذج التعليم عبر الإنترنت.

وفي حين كان هذا الانتقال سريعاً وفعالاً بشكل نسبي على صعيد العديد من طرائق التعلم التقليدية بما يشمل المحاضرات، واجهت جوانب أخرى مثل التقييمات والامتحانات تحديات ملموسة، نظراً لأن الانتقال من نموذج الامتحان الشخصي إلى الإلكتروني عبر الإنترنت يتطلب وضع سبل إدارية موثوقة وآمنة لتقديم تقييمات موضوعية.

وتجسّد المراقبة عن بعد أحد هذه الإنجازات التقنية التي تتيح للمؤسسات تقييم وامتحان المتقدمين من خلال مراقبة الامتحانات عبر الإنترنت من أي مكان. وشهدت تكنولوجيا المراقبة عن بعد تطوراً لافتاً لتصبح طريقة فعالة وآمنة لإدارة الامتحانات، فهي تحافظ على نزاهة الامتحانات وتسمح في ذات الوقت للمرشحين بالخضوع للاختبار من المنزل – ويجسّد هذا الأمر حاجة أساسية في البلدان التي لا تتوفر لديها إمكانية الوصول إلى مراكز الاختبار.

وغالباً ما تتألف هذه التقنية من امتحان يخضع لإشراف مراقبين من ذوي الخبرة و/ أو خوارزمية ذكاء اصطناعي مدعومة بمعايير وإرشادات صارمة لضمان موثوقية الامتحان ونزاهته. وبهذه الطريقة، يمكن للمرشحين الخضوع للامتحانات بغض النظر عن مكان تواجدهم حول العالم وفق مستويات عالية من الراحة والمرونة.

وعلاوة على ذلك، طرأت العديد من التطورات المهمة على كيفية قيام تقنيات المراقبة بتسهيل تجربة امتحان أكثر سلاسة وخالية من أي اضطرابات، من الامتحان وصولاً إلى التقنيات المستخدمة.

وأتاحت مسألة ظهور الذكاء الاصطناعي للمعلمين مراقبة تصرفات المرشحين عن كثب وإجراء الامتحانات بسهولة. كما ساهمت المراقبة عن بعد بتحسين الكفاءة الكلية لعملية الاختبار والمراقبة عبر إزالة العقبات اللوجستية وتسريع عمليات المراقبة والتقييم الإجمالية، وضمان الحفاظ على مستويات عالية من النزاهة الأكاديمية.

ويتوفر العديد من الدورات والشهادات المختلفة عبر الإنترنت تقدمها مؤسسات تعليمية بارزة عبر مختلف منصات التعلم عن بعد. وقد استقطبت هذه الدورات مستويات عالية من المشاركة بين أوساط المتقدمين، حيث إنها تسمح لهم باكتساب المعارف والارتقاء بسوية مهاراتهم دون الحاجة للشعور بالقلق حيال الذهاب إلى مراكز الاختبار.

ومع ذلك، عندما يتم إجراء الاختبارات الخاصة بالشهادات عبر الإنترنت، يمكن للمؤسسات والمعاهد توفير إمكانات المراقبة عن بعد لضمان اتخاذ إجراءات شاملة تمنع الطلاب من اللجوء إلى وسائل غير مناسبة أو لا تصح.

ومن أجل ضمان ذلك، يمكن الوصول إلى المراقبين المتخصصين على مدار ساعات اليوم وطوال أيام الأسبوع للمساعدة في مراقبة الامتحانات عبر مختلف المناطق الزمنية. وتقدم الامتحانات الخاضعة للمراقبة عن بعد خياراً آمناً للجميع، انطلاقاً من التحقق من هويات المرشحين ووصولاً إلى الحفاظ على جودة ودقة الامتحانات المادية التي تقام في المراكز.

أما بالنسبة للشركات، تضمن المراقبة عن بعد مصداقية شهادات التدريب أثناء العمل أو غيرها من الشهادات المهنية المصممة لصقل وإعادة تأهيل المهارات. كما أنها توفر بيئة اختبار بعيدة عن التحيز، متَسمة بأعلى مستويات المرونة والأمن.

وتتجه المزيد من المؤسسات والمعاهد نحو خيار المراقبة عن بعد للامتحانات عبر الإنترنت وعملية منح الشهادات نظراً لما تتمتع به من ميزات أمان قوية ومتقدمة من الناحية التقنية وقائمة على الذكاء الاصطناعي.

مثلاَ، تعمل جامعة زايد في دبي على تطبيق نموذج المراقبة عن بعد الذي يسمح للمدرسين بتحليل الفيديوهات المسجلة بواسطة كاميرا الطلاب لمنع حالات الغش أثناء الخضوع للامتحانات عبر الإنترنت، وذلك بهدف الحفاظ على الأمانة العلمية. وبالمثل، تراقب جامعة نيويورك أبوظبي الاختبارات عبر استخدام برمجية قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحليل أي سلوكيات غير مألوفة وكشف محاولات الغش في بث الفيديو المباشر.

وفي غمرة التحديات المستمرة التي تفرضها الجائحة والتطورات الأخيرة التي شهدها مجال الاختبار عن بعد، أعلن “معهد المحاسبين الإداريين”، الجمعية العالمية للمحاسبين والخبراء الماليين في مجال الأعمال، مؤخراً عن إتاحة إجراء امتحانات شهادة المحاسب الإداري المعتمد (CMA)، وبرنامج الاستراتيجيات والتحليل التنافسي (CSCA) باللغة الإنجليزية، عبر نظام المراقبة عن بعد في جميع الدول التي يزاول نشاطه فيها. ويتيح المعهد للمرشحين الخضوع للاختبارات عن بُعد على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع دون الحاجة للتوجه إلى أي من مراكز “بروميترك” للاختبارات.

وفي حين حملت الاضطرابات الناجمة عن الجائحة تأثيرات ملموسة على خطط صقل وإعادة تأهيل مهارات المرشحين، قدمت حلول المراقبة عن بعد خياراً ممتازاً من شأنه أن يساعد على تسهيل أهداف المرشح في الحصول على الاعتماد المهني.

وبفضل ميزاتها المحايدة للموقع، تساعد المراقبة عن بعد المؤسسات على إجراء اختبارات آمنة بصورة استثنائية عبر الإنترنت وفق أعلى درجات النزاهة والمرونة ودون المساس بسلامة ورفاهية المرشحين وبصرف النظر عن موقعهم.

وبالنظر إلى نجاحها الاستثنائي واعتمادها على نطاق واسع، ستوجد لدى أقوى المدافعين عن الطرق التقليدية صعوبة بالغة في التشكيك بالمزايا التي توفرها تكنولوجيا المراقبة عن بعد، والتي تعمل على تغيير طريقة تدريس الكفاءات وتقييمها.

تحليل كتبه: دينيس ويتني
محاسب إداري معتمد، نائب الرئيس الأول لشؤون الشهادات والامتحانات وتكامل المحتوى لدى معهد المحاسبين الإداريين.