Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

أيمن حمزة: «خضار» تسعى لتمكين التكنولوجيا الزراعية.. ونرفض المقامرة بمستقبل الشركة بدعوى النمو السريع

من واقع ثراء التجربة يتكون رائد الأعمال، ويحدد مساره للمستقبل، خاصة إذا اعتمد على فكرة يؤمن بها كما يؤمن بها المجتمع الذي يرغب في اقناعه بها، فالحاجة أم الاختراع كما يقولون.

أحد هذه الأفكار التي نتج عنها شركة يراهن عليها كثيرين في تحقيق قفزات خلال الفترة المقبلة والحصول على جولات تمويلية والانطلاق للأسواق الخارجية، هو تطبيق خضار دوت كوم الذي انطلق في عام 2019، كأول وأسرع خدمة توصيل خضار وفاكهة طازة ومنتجات بقالة اون لاين للبيت في أقل من 3 ساعات فقط،

المؤسس المشارك أيمن حمزة كشف لـ FollowICT عن وجهة المنصة وخطهها المستقبلية من قاعدة رئيسية تستهدف رفع الكفاءة عملية بيع الخضروات والفواكه، من خلال المساهمة في تقليل الفاقد من الإنتاج الزراعي وتعظيم الإنتاجية والأرباح للمزارعين والتجار، وحققت الشركة نجاحا كبيرا،

كيف بدأت رحلتك مع ريادة الأعمال؟

بدأت في 2003 من خلال العمل في تصميم وإدارة المواقع، وأول مشروع لي في 2006، حيث كنا نبيع بعض البرامج، وعملنا فريق عمل وكان معي صديق سعودي ومبرمج ومصمم من مصر، وقدمنا حلولا للشركات العقارية، وكنا نقوم بتصميم مواقع جاهزة، ففهمنا أننا يمكننا إنتاج خدمة وبيعها لأكثر من شخص، وقدمنا حلول برمجية للشركات، بجانب العمل على تمكين الأعمال والقطاعات المختلفة، وخلال 7 أشهر كان لدينا أكثر من 100 عميل في السعودية، وانتشرنا بشكل كبير، وفي 2008 سافرت إلى السعودية، وكنت اعمل في مجال إدارة المحتوى وإنشاء المواقع، وكنت مسئولا عن موقع للسيارات، ولم يكن أحد يفكر في ذلك وقتها، وكانت فكرة رائد أعمال سعودي لديه فكر متقدم.

بعض رواد الأعمال تحدث لهم نقاط تحول فهل حدث لك ذلك؟

نعم التحول كان من خلال العمل في مكتوب عام 2009، وبعدها استحوذت ياهو على مكتوب، واستمررت في العمل مع ياهو، ثم انتقلت للعمل في سوق، كمسئول عن التسويق، وكان تحديا كبيرا، فبيئة “سوق” بيئة خصبة لأي شخص لكي ينمو فكريا وتزيد مهاراته، مع حداثة البيع والشراء Online في ذلك الوقت، وفي 2017 استحوذت عليها أمازون، وعملت معهم أيضا إلى أن أطلقنا أمازون السعودية في 2020، واستمريت مديرا للتسويق بسوق ثم أمازون لمدة عشر سنوات، فكل ذلك إجمالي الخبرات التي اكتسبتها قبل التوجه إلى العمل الخاص.

وكيف اتخذت قرار التوجه إلى تأسيس الشركات وأنت تعمل في شركة كبيرة مثل أمازون؟

القرار لم يكن سهلا، فكنت أفكر فيه منذ استحواذ أمازون على سوق في 2017، وفي بداية 2018 بدأت استثمر مبلغا صغيرا في بعض الشركات الناشئة ويكون لديّ البيزنس الخاص بي، فأحيانا كان لديّ أفكار أريد أن أطبقها، وفي الشركات الكبرى يجد الموظف صعوبة في تطبيق ذلك، فأردت أن أقوم بذلك من خلال عملي الخاص، ولكني أرى أنه ليس كل موظف يمكن أن يؤسس شركة، وخصوصا مع كمية الضغوطات التي يتعرض لها المؤسس، فيجب على الموظف أن يمر بأجزاء من تلك الضغوطات في عمله أولا حتى يستطيع أن يتحملها في عمله الخاص، ويجب أن يكون لديه مشروعه الجانبي بجانب عمله كموظف، حتى ينمو المشروع ويستطيع الموظف تعويض راتبه، ويكون لديه الخبرات الحقيقية لإنجاح مشروعه، وحاليا هناك بعض الموظفين يعملون معي ولديهم عملهم الخاص، طالما كان الموظف قادرا على الموازنة وعدم التقصير في عمله الأساسي, فالعمل الإضافي غالبا ما يكون فرصة لزيادة المهارات والتدريب لمواجهة الضغوط.

وما هي الشركات التي شاركت في تأسيسها؟

في البداية كنت أستثمر مبلغا صغيرا في بعض الشركات الناشئة الصغيرة، ثم بدأت في تخصيص بعض الوقت للمشاركة بها, خاصة في حال وجود مساحة للمشاركة وفرص للنمو وتوفير الخبرة لديّ بهذا المجال، وعادة ما أشارك في تأسيس بعض الشركات، عندما أجد أن هناك فرصة متاحة أو يمكن خلقها في مجال ما مع تقديم قيمة حقيقية، فقد وجدنا فرصة في مجال توصيل الطلاب، ولذلك شاركت في تأسيس شركة” سكولز”، وهو موقع وتطبيق يقدم خدمة توصيل الطلاب للمدارس والجامعات، مع مميزات جديدة مثل متابعة خط السير ومواعيد الوصول, وصورة مباشرة لولي الأمر خلال الرحلة، كما وجدنا فرصة في قطاع تمكين التجار من البيع Online بسهولة بدون أن يكون لديهم خبرة تقنية، فشاركت في تأسيس Make Order بالسعودية، ونحن مجموعة من الأصدقاء بخبرات كبيرة، وكل شخص يركز على إدارة شركة معينة، وأقوم بالتركيز على إدارة شركة “خضار” منذ أبريل 2021.

وما الذي تقدمه “خضار”؟

تعمل على رفع الكفاءة لعملية بيع الخضروات والفواكه، من خلال المساهمة في تقليل الفاقد من الإنتاج الزراعي وتعظيم الإنتاجية والأرباح للمزارعين من جهة، وتعظيم الربحية للتجار ومدى رضا عملائهم من جهة أخرى، وكل ذلك مدعوماً باستخدام التكنولوجيا في جميع مراحل العمل، وهذا القطاع من أكثر القطاعات المهمة في العالم، وهذا ما عرفناه أكثر مع كورونا وتحديات سلاسل الإمدادات، بجانب أننا وجدنا أن كفاءة الزرع منخفضة، وهناك بعض المحاصيل نسب الهادر فيها كبيرة جدا، وتصل لأكثر من 30% من المحصول، مما يعني خسارة للمزارع وخسارة لموارد الدولة المستخدمة ثم ارتفاع بالأسعار من جهة أخرى، ووجدنا في ذلك فرصة، فبدأنا نركز في قطاع الأعمال، والعمل مع المزارعين، ولدينا المخازن الخاصة بنا في الإسكندرية وقريبا في القاهرة، ونعمل مع العديد من السوبر ماركت والهايبر ماركت، والفنادق العالمية، والتطبيقات مثل BreadFast وRabbit وApitito، ونعناع وطلبات، وفي أقل من عام ونصف أصبحت شركة مربحة وتكسب بعد كل مصروفاتنا، ومنتجاتنا متوفرة بأكثر من 60 نقطة بيع في 11 محافظة، مما دفعنا لتسريع وتيرة التطوير وتمكين التكنولوجيا الزراعية وكذلك التوسع لقطاعات ومناطق جديدة.

وما هو الهدف الذي تسعى إليه خضار؟

الهدف الأكبر هو تقليل الفاقد من المحاصيل الزراعية، وتحقيق مكسب للتاجر والمزارع، مع تقديم منتج عالي الجودة بسعر مناسب للمستهلك النهائي، لأن المزارع هو أساس العملية الزراعية، فبدأنا نجاوب المزارع على سؤال ما الذي يزرعه ومتى؟ وكم سيكسب؟، ونحن نوفر للمزارع بالتعاون مع شركات مختلفة أجود البذور والمواد والمستلزمات الزراعية، ثم تقديم الاستشارات حتى الحصاد, ثم نقل المنتج وتسويقه وإتمام عملية البيع والدفع للمزارع، فنعمل على زيادة ربحية المزارع، وتمكين التكنولوجيا في البيع والشراء والزراعة، ولنكن جزءا من مشهد تطوير المنظومة الزراعية في مصر والعالم.

وما هو أهم شيء تركز عليه من أجل نمو الشركات؟

أهم شيء نقوم به هو العمل على جعل الشركة تنمو بشكل صحي، بالتأكيد بدون العمل بمبدأ النمو تحت أي تكلفة، فهذا غير منطقي من وجهة نظري، ويوم بعد يوم تظهر آثاره، فقد كنت أتحدث مع أحد المستثمرين بالسعودية، عن تحديات الاستثمار وسألني عن نسبة النمو الشهرية الجاذبة للاستثمار، فتحدثنا عن تحديات الشركات التي نمت بشكل كبير في وقت قليل، وأخبرته بأني ضد النمو بأي تكلفة، حيث إنها مقامرة على أن الشركة ستجذب استثمارات أخرى قريبا، فلو لم تأت الاستثمارات ستغلق الشركة أبوابها، ومع التقلبات العالمية أصبح من المتداول أن يغير المستثمر رأيه في آخر لحظة، لوجود فرصة ثانية أفضل ربحا وأقل خطورة، فالشركة بالنمو الكبير تكون على كف عفريت.

ولأي مدى حققت الشركات التي شاركت في تأسيسها النجاح؟

أعتقد حققت نجاحا جيدا، وإن كنا لم نحقق 5% لما نطمح إليه، فأرى أن سكولز وخضار وميك أوردر ستنجح أكثر من ذلك بكثير بإذن الله، ونحن مازلنا في البداية، فخضار في عام ونصف أصبحت موردا رئيسيا لكبرى السلاسل وغالبية تطبيقات التوصيل في 11 محافظة، وحازت على ثقة عشرات المزارعين، ولا تزال في البداية لتمكين التكنولوجيا وكذلك التوسع، وسكولز لديها المئات من أولياء الأمور الذين يثقون فيها لتوصيل ما يقارب الـ  1200 طالب بشكل شهري, بالإضافة لدخول قطاع توصيل الموظفين بالشركات، وتحقيقها نجاح كبير وشراكات مختلفة، فالشركات بدأت تظهر نتائجها الايجابية ومدى تأثيرها والحمد لله.

وما هي أهم التحديات التي واجهتك؟

أولا تحدي خارجي وهو الكفاءات القليلة، فالعثور على الشريك أو الموظف الكفء المؤهل ويكون لديه الخبرة أمر صعب، وأنا قادم من خبرات مختلفة ومتعود على طريقة مختلفة في العمل، وأن الشركاء والموظفين يجب أن يحصلوا على مساحتهم الكاملة طالما هناك ثقة وتم الاختيار بعناية، فربما يؤدون بطريقة مختلفة ليصلوا إلى الهدف المطلوب، والتحدي الثاني كان لديّ، وهو أني يجب أن أكون ملما بأشياء لم تكن لديّ من أجل إدارة شركة ناشئة، مثل الأمور المالية وأساسيات المحاسبة والتشغيل وكل تفاصيل الشركة الناشئة، ففي خضار يجب أن أعرف أسعار أهم السلع وطرق تخزينها ونقلها ومواسم الحصاد، وغيرها من التفاصيل الجديدة، وكل ذلك ليس له علاقة بما درسته أو عرفته من خلال عملي في أمازون، فالتحدي هو التعلم بشكل سريع، حتى أكون كفئا، بجانب تحدي تنظيم الوقت، واستيعاب كمية الضغوط الموجودة، والقدرة على إسناد المهام للموظفين الأكفاء والتوافق مع الشركاء، كما أن الأمور المادية تحد كبير طوال الوقت.

وهل حصلت على استثمارات؟

خضار حصلت على استثمارات من السعودية، وسكولز أيضا حصلت على استثمارات، وأرى أن النجاح الحقيقي في مسألة الاستثمارات هي القدرة على إثبات أن الشركة جديرة بالحصول على استثمارات، ثم برهان ذلك بمرور الوقت بتحقيق الأهداف المرصودة، والاستثمار مثل البنزين الذي يحرك السيارة، ولكنه لا يخلق السيارة نفسها ولا يستحق الاحتفال بالحصول عليه، ولكن عند الوصول للمحطة الأولى، وحاليا هناك جولة استثمارية مفتوحة في خضار للتوسع في السوق السعودي، فهو سوق ينمو بشكل كبير، وهناك تطور في كل المجالات، بجانب التسهيلات والفرص الموجودة، وهناك ترحيب بالشركات الناشئة، فمع بداية العام القادم بإذن الله سنكون موجودين في السعودية.

وما هي الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها؟

في الحقيقة لا أسعى بمفردي وكل ذلك لم يكن بعد الاستعانة بالله إلا بوجود شركاء  أسعى معهم إلى تمكين القطاعات المختلفة، فحاليا نمكّن المزارع ومحلات التجزئة للاعتماد على التكنولوجيا، وفي سكولز ومن خلال الشريك والرئيس التنفيذي حسني أحمد نعمل على إيجاد حلول مريحة ونقل آمن للأطفال، وهي تحديات موجودة، فنستخدم التكنولوجيا للتسهيل على الناس وتحسين حياتهم، وفي Make Order شريكي والرئيسي التنفيذي مسفر اليامي يعمل على تمكين قطاعات الأعمال وخاصة المطاعم الصغيرة، وخصوصا التي تضطر للبيع من خلال التطبيقات المختلفة التي تكسب أكثر من المطاعم نفسها، فنحاول تمكين المطاعم والمحلات للتواصل مع المشترين بشكل مباشر، فنعمل على تمكين القطاعات المختلفة باستخدام التكنولوجيا وخلق الوظائف.

ومن واقع تجربتك ما هي النصائح التي تقدمها لرواد الأعمال؟

أولا التعليم والتطوير  المستمر مع التركيز على العميل النهائي وليس المنافسين  وهو ما يجعلك بالتبعية قائدا وليس تابعا، وثانيا الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في المستقبل، فيجب الاستثمار في الأفكار التي من المعتقد أنها ستسود في المستقبل، بجانب جذب الكفاءات وتأهيل وتطوير الموظفين لأنها تؤدي إلى وجود شركة قوية.