Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

ما الذي يجب أن تفعله الشركات الناشئة بعد إفلاس بنك سيليكون فالي؟

حالة من الذعر انتابت القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم، عقب الإعلان عن انهيار بنك سيليكون فالي الأمريكي، فقد اشترى البنك الأوراق المالية طويلة الأجل المدعومة بالرهن العقاري في عام 2021 بسعر منخفض، وعندما رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل حاد، فقدت هذه الأصول قيمتها، وخصوصا مع موجة سحب الودائع، مما عرض البنك الذي يعتبر أحد أكثر البنوك شعبية للشركات الناشئة في العالم للإغلاق من قبل الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضية.

وتكبد البنك الذي تركز أنشطته على الشركات الناشئة خسائر قدرها 1.8 مليار دولار في بيع سندات الخزانة الأمريكية والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، وقام بوضع خطة لجمع 2.25 مليار دولار من رأس المال لدعم ماليته. وعلى إثرها حاول العملاء على الفور سحب أموالهم، بما في ذلك العديد من شركات رأس المال الاستثماري.

رعب الشركات الناشئة

وتعيش الشركات الناشئة على مستوى العالم في حالة رعب أكبر نتيجة اعتمادها على هذا البنك بشكل كبير، حيث يقدم البنك الذي أنشئ عام 1983، نفسه على أنه “الشريك المالي لاقتصاد الابتكار” وكان المقرض الرئيسي للشركات الناشئة، حيث يقدم خدمات مصرفية لما يقرب من نصف شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، كما قدم خدمات مصرفية لما يزيد عن 2500 شركة رأس مال استثماري.

وقد تم الإعلان عن تعويض جميع المودعين الذين تقل ودائعهم عن 250 ألف دولار من قبل مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية، وسيحصل الآخرون على دفعة أولى من ودائعهم حتى تقوم مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية بتقييم تغطية أصول البنك (تقدر بـ 96٪ من القيمة الإجمالية للودائع البالغة 173 مليار دولار).

الوضع العالمي

كتب جاري تان رئيس مجلس إدارة شركة “واي كومبينايتر” Y Combinator التي تساعد الشركات الناشئة، في تغريدة أن “الضحايا الفعليين لانهيار سيليكون فالي هم المودعون، فشركات ناشئة تضم بين 10 و100 موظف لم تعد تتمكن من صرف الرواتب، وسيتعين عليها وضع الناس في حال بطالة تقنية أو صرفهم اعتبارًا من الاثنين”. وحذر من أنه في غضون شهر أو اثنين، سيكون قد اختفى جيل من الشركات الناشئة الأمريكية”، مضيفًا أن “سنوات من الابتكار الأمريكي على المحكّ”.

وأفادت وسائل إعلام أمريكية أن المسئولين عن المصرف ناقشوا الخميس والجمعة احتمال استحواذ مصارف أخرى عليه، لكن بدون جدوى، وأفاد موقع “سيمافور” الإخباري أن شركات الاستثمار البديل (صناديق التحوط) تقترح أن تحل محل المصرف وأن تدفع فورًا أموالًا للشركات التي تتعامل مع بنك سيليكون فالي.

للقيام بذلك، يجب أن توافق هذه الأخيرة على التنازل عن ما بين 20 إلى 40% من ودائعها، إذ إن صناديق التحوط تأمل في استرداد جزء أو كامل المبلغ الذي يشكل الفرق، من المصرف.

وخارج الولايات المتحدة فمن المرجح أن يتم إعلان إفلاس وحدة SVB في بريطانيا، حيث صرح بنك إنجلترا أنه سيتم الدفع للمودعين المؤهلين من قبل صندوق التأمين على الودائع في بريطانيا، وأضاف البنك أن الودائع مؤمنة بمبلغ يصل إلى 85 ألف جنيه إسترليني أو 170 ألف جنيه إسترليني للحسابات المشتركة.

وفي الصين، قال المشروع المشترك لبنك وادي السيليكون إن عملياته كانت مستقلة ومستقرة وسعى إلى تهدئة العملاء المحليين وسط انهيار الشركة الأم الأمريكية.

ولم يقتصر الانهيار على بنك سيليكون فالي، ولكن امتد الانهيار ليصل إلى بنك “سيلفرغيت كابيتال بنك” (Silvergate Capital Corp) الصديق للعملات المشفرة، كما أغلق المنظمون في ولاية نيويورك بنك “سيغنتشر” (Signature) يوم الأحد، في ثالث انهيار مصرفي صادم خلال أسبوع، وسط جهود أوسع لمنع الأزمة من الانتشار أكثر.

منطقة الشرق الأوسط

أما عن تأثر المنطقة مما حدث لبنك سيليكون فالي فأشارت بعض التقارير إلى أن عدد الشركات الناشئة الإقليمية التي تأثرت بهذا الانهيار قد بلغ حوالي عشرات الشركات وشركة استثمار جرئ واحدة، بينما لا يعرف حتى الآن إلى أي مدى ستتضرر تلك الشركات، هذا فضلًا عن تأثر الشركات الناشئة التكنولوجية في الولايات المتحدة حيث ستواجه تحديات تتعلق بإمكانية توفير الرواتب في ميعادها وغيرها من المشكلات المادية التي تواجهها.

وأشارت بلومبرج أن مجموعة رويال الإماراتية تنظر في شراء أصول البنك Silicon Valley Bank، وذكرت عدة مصادر مطلعة على الإجراءات في المملكة المتحدة أن مستثمر من الشرق الأوسط كان أحد أكبر المتقدمين بعروض.

وفي مصر قال البنك المركزي المصري إنه لا توجد أية تداعيات سلبية على القطاع المصرفي المصري تأثرًا بالأوضاع المالية التي يتعرض لها بنك سيليكون فالى، مضيفا أن البنوك المصرية لا تمتلك أية ودائع أو توظيفات أو معاملات مالية لدى البنك.

وليد حسونة
وليد حسونة

وكشف وليد حسونة الرئيس التنفيذي لشركة ڤاليو، إحدى شركات المجموعة المالية هيرميس (EGX) القابضة، أن ما حدث لـ”سيليكون فالى بنك” يعد صدمة كبيرة اقتصاديا، خاصة وأنه يعد أكبر بنك مقرض للشركات الناشئة، متوقعاً أن يشهد البنك عملية استحواذ من قبل بنك آخر بهدف إنقاذ الموقف، مما سيقلل من التأثير الاقتصادي.

وأضاف حسونة أن الشركة لم تتأثر بانهيار بنك سيليكون فالي، لكن محفظة efg-ev صندوق الاستثمار المتخصص في الاستثمار في الشركات الناشئة ستتأثر بصورة طفيفة، خاصة أن نحو 2 أو3 من شركات الصندوق لديها حسابات في البنك.

ما يجب أن تفعله الشركات الناشئة

من جانبه قال رائد الأعمال محمد أبو النجا: تتعامل شركاتنا الناشئة مع SVB كواحدة من أكبر المؤسسات المصرفية التي تخدم هذا القطاع، والتأثير هو أزمة سيولة لبعض الشركات الناشئة ذات السيولة النقدية الكبيرة إذا استغرق الأمر وقتًا طويلاً، ولا داعي للذعر، هذا ليس حدثًا أساسيًا، إنه حدث سيولة يمكن أن يستغرق بعض الوقت، ولكن ليس له تأثير على جدوى شركاتنا الناشئة، فليس لهذا الحدث تأثير أكبر على النطاق الاقتصادي حيث إن البنك المركزي يحمي قطاعنا المصرفي جيدًا من مثل هذا التأثير>

وأشار إلى أن البنك المركزي يضمن الودائع في مصر، ويمكن أن يكون هذا قوة دافعة لبنك الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء رفع أسعار الفائدة، مما قد يكون مفيدًا للأسواق الناشئة، كما تعتبر هذه الأحداث صحية لأنها توفر المزيد من الخبرة لمنظومة الشركات الناشئة لدينا، وتزيد من التركيز على إدارة النقد والحاجة إلى توفير المزيد من الأموال في الشركات العاملة بدلاً من توفيرها في الخارج، وتجمع هذه الأحداث المنظومة الخاصة بالشركات الناشئة معًا لمواجهة مثل هذه العواصف مما يجعل السوق أكثر تماسكًا وقوة، وفي نفس الوقت يجب على المؤسسات المالية أن تقدم لشركاتنا الناشئة بعض التسهيلات النقدية، مقابل الحصول على أموال بالعملة الأجنبية في المستقبل لدعم عملهم والفوائد الاقتصادية التي لديهم للدولة وبناء ثقتهم في الدولة.

محمد أبو النجا
محمد أبو النجا

حول ما يجب أن تفعله الشركات الناشئة نوه أبو النجا، إلى أنه على مؤسس الشركة عدم الاعتماد على حساب مصرفي واحد، مهما كان حجم البنك وجديته وملاءمته، وإذا كان يستطيع تحمل التكاليف، فعليه أن يحصل دائما على الأموال الموضوعة على أقصى قدر من التأمين، وإذا كان يعمل مؤسس الشركة في بلد مختلف وبنك في بلد آخر, فعليه أن يحتفظ بمدرج عمليات طويل في المنطقة التشغيلية، والاحتفاظ باشتراكاته ومدفوعاته السحابية في حساب منفصل عن الحساب الرئيسي، وانصح الشركات الناشئة بشراء بعض سبائك الذهب والاحتفاظ بها في مكان آمن ليوم ممطر، حيث إن الذهب سهل البيع ويحافظ عل قيمته ولا يتأثر بانخفاض قيمة العملة كثيرا، بجانب الحصول على أكبر قدر ممكن من “أعضاء الفريق ذوي الأسهم” ليتم تحفيزهم بشدة للبقاء مع الفريق حتى لو جفت النقود.

أضاف” الشيء الأكثر أهمية هو إذا كان لدى مؤسس الشركة المال في بنك SVB ويشعر بالقلق فليترك الأمر لله، فلا أحد لديه إجابة الآن ولن تكون كل التوقعت صحيحة، ومن الناحية الفنية عليه فتح حسابين مصرفيين آخرين، ويطلب من فريقه المالي إعداد تقادم المستحقات، ومحاولة دفع المستحقات مبكرا مقابل خصم على الدفع، وإذا كان يعمل في خدمة SaaS ، فقد حان الوقت لتشغيل عرض ترويجي بخصومات كبيرة علي الاشتراكات طويلة الأمد، ومحاولة الاستفادة من المؤسسات المالية أو بيوت التمويل لتحليل المستحقات، وتجميد جميع التزامات التكلفة الجديدة غير الضرورية، والتحدث مع مورديه حول الموقف بصدق، وأن يطلب إعادة جدولة الذمم الدائنة، والتحدث مع الموظفين حول جزء الراتب المؤجل وتقديم مكافأة مستقبلية، وأن يطلب من المستثمرين جولة جسر أو جولة ديون رأس المال العامل.

تأثر الشركات

إبراهيم عصر مدير الاستثمار بشركة “أريب كابيتال” (Areeb Capital) السعودية، قال: صنفت فوربس بنك سيليكون فالي كأفضل البنوك في 2023 وبعدها بأيام حدث الانهيار، وهو أمر غريب وليس مفهوما، ولكن أتوقع أن الأزمة ممكن تأخذ وقتا قصيرا وتنتهي، والأمر يتدارك حاليا، من خلال إنشاء صندوق آخر لوضع الودائع به ومحاولة الحفاظ على قيمتها بقدر الإمكان، وهناك شخصيات من بريطانيا تسعى لحل الأزمة، وهناك دعم من الحكومة البريطانية، وهناك شخصيات من الشرق الأوسط تحاول المساهمة في حل أزمة البنك وتستحوذ على نسبة كبيرة منه، وهذه الأزمة تذكرنا بما حدث في 2008 وتم حل الأزمة في أيام،

ونوه إلى أن هناك أخبار أن الفيدرالي الأمريكي يسيطر على الوضع، وبالطبع هناك شركات في المنطقة ستتأثر بالسلب هي الشركات التي حازت على جولات تمويلية الفترة الماضية ووضعت أموالها ببنك سيليكون فالي، حيث إن هناك شركات كانت تتجه إلى هذا البنك لأنه أكثر مكان آمن وكل المستثمرين يضعون أموالهم به، ولا تعلن الشركات عن ذلك، ولن تذكر أي شركة ذلك لأن إعلانها عن خسارتها سيؤثر على سمعتها في المنطقة ومن ثم تفقد ثقة المستثمرين، وهناك شركات لن تتأثر وهي التي ستبحث عن مصادر أخرى للتمويل من جهات تمويلية ليس لها علاقة بالبنك، فليس كل المستثمرين يضعون أموالهم في بنك سيليكون فالي، فهناك من يضع أمواله في لكسمبورج أو سويسرا أو في الشركات الناشئة، فلا أحد منهم يضع أمواله في سلة واحدة.