Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

كل ما تريد معرفته عن «مشروع نيمبوس».. تكنولوجيا السحابة تحارب من أجل أمان إسرائيل!

تستعين إسرائيل باثنين مع عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين، جوجل وأمازون، من أجل تنفيذ مشروع نيمبوس (Project Nimbus)، الذي يهدف إلى توفير حل شامل للخدمات السحابية للحكومة الإسرائيلية ونظام الدفاع والاقتصاد، بينما يثير المشروع اعتراضات قوية لدى النشطاء ومساندي حقوق الإنسان بدعوى استخدامه ضد الفلسطينيين، بما في ذلك توظيفه لأغراض المراقبة والفصل العنصري.

ما هو مشروع نيمبوس؟

ومشروع نيمبوس (Project Nimbus) هو مشروع حوسبة سحابية للحكومة الإسرائيلية وجيشها، تم توقيعه في مايو 2021، ليزود الحكومة ومؤسسة الدفاع وغيرها من المؤسسات الإسرائيلية بحل سحابي شامل، وبموجب العقد، تقوم الشركات بإنشاء مواقع سحابية محلية من شأنها الاحتفاظ بالمعلومات داخل حدود إسرائيل وفق شروط أمنية صارمة.

وبموجب عقد بقيمة 1,2 مليار دولار، تم اختيار شركتي التكنولوجيا جوجل (Google Cloud Platform) وأمازون (Amazon Web Services) لتزويد الوكالات الحكومية الإسرائيلية بخدمات الحوسبة السحابية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML).

وتنص شروط التعاقد، التي وضعتها إسرائيل للمشروع، على منع أمازون وجوجل من وقف الخدمات بسبب ضغوط المقاطعة، كما يحظر على شركات التكنولوجيا رفض تقديم الخدمة لأي من الجهات الحكومية.

ويشتمل تنفيذ مشروع نيمبوس على 4 مراحل، الأولى هي شراء وبناء البنية التحتية السحابية، والثانية هي صياغة سياسة حكومية لنقل العمليات إلى السحابة، والثالثة تتضمن نقل العمليات إلى السحابة، والرابعة هي تنفيذ العمليات السحابية والتحكم في نشاطها وتحسينها.

ومن المقرر أن تقوم أمازون (AWS) وجوجل ببناء مراكز بيانات في إسرائيل من أجل تمكين الحكومة من نقل أنظمة الكمبيوتر الخاصة بها إلى نظام أساسي قائم على السحابة.

ما سبب الاعتراضات على مشروع نيمبوس؟

أثار مشروع نيمبوس اعتراضات واسعة بين مساهمي وموظفي الشركات التقنية المشاركة في تنفيذ المشروع، بسبب المخاوف من استخدامه في المزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان في فلسطين، في سياق الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي خلال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وعلى وجه التحديد، يؤكد الناشطون عن قلقهم من استخدام هذه التكنولوجيا في إحكام المزيد من الرقابة على الفلسطينيين، وجمع البيانات عنهم بصورة غير قانونية، فضلا عن تسهيل التوسع غير القانوني للمستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

معارضات صريحة من داخل الشركات

تضمنت قائمة المعارضين لتعاقد جوجل وأمازون مع الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ مشروع نيمبوس العديد من قيادات وموظفي الشركتين، ومنهم آرييل كورين، التي عملت كمديرة تسويق لمنتجات جوجل التعليمية، والتي عارضت هذا التعاون بصورة واضحة.

ونتيجة لذلك، تلقت كورين إنذارا بالانتقال إلى ساو باولو في غضون 17 يوما أو فقدان وظيفتها في جوجل، وقد أعلنت كورين استقالتها في رسالة وجهتها إلى زملائها بالشركة، كتبت فيها: “تقوم جوجل بشكل ممنهج بإسكات الأصوات الفلسطينية واليهودية والعربية والإسلامية التي تندد بتواطؤها في انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية، إلى درجة الانتقام رسميا من العمال والموظفين، ونشر الخوف في بيئة العمل”، في تأكيد على أن نقلها جاء انتقاما من معارضتها للمشروع.

وجمعت حركة “لا تكنولوجيا من أجل الفصل العنصري” (No Tech For Apartheid)، حوالي 47,329 توقيعا (بحلول أكتوبر 2023)، والتي استجابت لدعوة أكثر من 1000 موظف في جوجل وأمازون للوقوف ضد عقد مشروع نيمبوس، كما طالبت بالتوقف عن التعامل مع الفصل العنصري الإسرائيلي، وعدم دعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.

وشهد مؤتمر جوجل (Google Cloud Next)، في سان فرانسيسكو يوم 29 أغسطس الماضي، احتجاجات واسعة نظمتها حركة “لا تكنولوجيا من أجل الفصل العنصري”، والتي نددت باستمرار جوجل وأمازون في تنفيذ مشروع نيمبوس.

لماذا تهتم إسرائيل بمشروع نيمبوس؟

تؤكد إسرائيل أن مشروع نيمبوس يحقق لها التحول الكامل إلى الرقمنة، وسيحدث ثورة في الطريقة التي تعمل بها الحكومة الإسرائيلية، فبدلا من عمل الإدارات والوزارات الحكومية بصورة منفصلة كما الآن، ستقوم منصة السحابة بجمعها معا كوحدة واحدة، مع قاعدة بيانات ضخمة تحتفظ بجميع البيانات.

وسيكون لمشروع نيمبوس تأثير كبير على الخدمات والعمليات والتطبيقات المختلفة في إسرائيل، بحسب تصريحات لوزارة المالية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم، وبدلا من استغراق أيام لاستخراج وثائق حكومية، سيتم ذلك في غضون دقائق.

ويؤكد خبراء في تكنولوجيا المعلومات من استفادة الشركات الإسرائيلية من مشروع نيمبوس، والذي سيؤثر جذريا في جميع الصناعات، وسيحقق قفزة تكنولوجية إلى الأمام.