Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

«الجيل الخامس في مصر».. المصرية للاتصالات تفتتح خطوة بناء هرم كامل من التطبيقات والخدمات الفائقة

أثارت خطوة المصرية للاتصالات، بحصولها على أول رخصة لتشغيل خدمات الجيل الخامس في مصر انتباه الجميع، في توقيت يعزز فيه القطاع مقوماته للنمو بعد تحريك أسعار الخدمات لنسب مقبولة بعد شهور من مطالبات الشركات لمواجهة ارتفاع التكلفة المتنامية، حيث وجهت المصرية للاتصالات بوصلتها نحو مساحة جديدة تشكل أساس المستقبل لصناعة الاتصالات على كافة المستويات، في ظل سباق عالمي محموم بدء منذ فترة ومثل صراع مفتوح بين الولايات المتحدة والصين وأيضا في توقيت تشجع فيه الحكومات وصناع السياسات العالميين للاستثمار في تكنولوجيا الجيل الخامس بهدف تعزيز صناعات التكنولوجيا الفائقة.

إعلان المصرية للاتصالات، شكل أيضا حالة من الدراسة حول واقعية طرح هذه التكنولوجيا في التوقيت الحالي بالسوق المصرية والاحتياجات الملحة لنجاحها، وفقا لأليات العرض والطلب وأيضا لحالة النقاش التي بدأت منذ سنوات، ففي حين يرى عدد من الخبراء أن الاستخدامات السائدة الحالية للإنترنت يكفيها تكنولوجيا الجيل الرابع، تقف شركات الاتصالات حول العالم في موقف أخر بأن المسألة تتعلق بطرح التكنولوجيا في البداية، وبالتبعية سيأتي المستخدمين وسلسال واسع من التطبيقات والتكنولوجيات الملحقة التي ستقود الطفرة القادمة في قطاع الاتصالات.

ولاشك أن الضجيج حول خدمات الجيل الخامس يتزايد يوما بعد يوم في ظل الرهانات الكبيرة التي تمتلكها في تطوير كافة القطاعات الاقتصادية وقدرتها على جلب ثورة صناعية جديدة ترتكز على سرعة البيانات وإندماج الجيل الخامس مع تقنيات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، لدفع هذه التقنيات للوصول إلى إمكاناتها الكاملة مع فوائد اقتصادية واستراتيجية غير مسبوقة.

فشبكات الجيل الخامس وفقا للمحللين لن تكون حاسمة فحسب للوصول بشكل أسرع إلى الإنترنت، وتطبيقات المدن الذكية، والمركبات ذاتية القيادة، ولكنها ستعمل أيضًا على توسيع الاتصالات المتنقلة من النظام البيئي الذي يركز على الإنسان إلى إنترنت الأشياء، وما وراء ذلك والذي لايمكن تحديده حاليا في ضوء التطورات الحالية والمتسارعة في المجال التقني، حيث وصفت بانها الجهاز العصبي المركزي لاقتصاد القرن الحادي والعشرين ، الذي يعاني حاليا ويحتاج لموجة إنعاش جديدة.

التوقعات تشير إلى أن التأثير الاقتصادي الكامل لطرح شبكة الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم يمكن أن يتيح ما يصل إلى 13.1 تريليون دولار من السلع والخدمات، ويضيف ما يصل إلى 22.8 مليون وظيفة بحلول عام 2035، وكشفت تقرير التنقل شركة إريكسون لشهر يونيو 2023، عن توقعات بأن تصل اشتراكات شبكة الجيل الخامس إلى 1.5 مليار بحلول نهاية العام الجاري.

في حين توقعت مؤسسة “فيتش سوليوشنز” أن تحدث قفزات كبيرة في أعداد مستخدمي شبكات الجيل الخامس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث توقعت أن يبلغ أعداد المستخدمين في المنطقة نحو 200 مليون مستخدم بحلول عام 2031، ارتفاعاً من 24 مليون مستخدم فقط حالياً.

ووفقا لهذه المعطيات يمثل إعلان طرح الجيل الخامس في مصر، مرحلة جديدة تحمل الكثير من المفاجئات سواءا كونها نقطة فاصلة في كل المجالات الصناعية والصحية والتعليمية والخدمية، وأيضا المدن الذكية التي تقوم على تقنيات الجيل الخامس، أو من ناحية أخرى إحتياجها لإطار قانوني وتشريعي شامل يستوعب تطوراتها، بالإضافة إلى الحاجة للتكامل والتواصل بين مشغلي خدمات الاتصالات والإنترنت مع اتساع دائرة الحاصلين على الرخصة.

لتبقى كافة التساؤلات تتعلق بالأهداف التي يحققها حصول المصرية للاتصالات على أول رخصة للجيل الخامس ، والاحتياجات الضرورة من حيث السياسات والتكنولوجيات لتعزيز مقومات السوق في استقبال هذه النوعية من التكنولوجيا وزيادة معدلات نفاذها في القطاعات الاقتصادية وأيضا في استخدامات الأفراد؟

محمد نصر الدين
محمد نصر الدين

قال محمد نصر الدين، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة المصرية للاتصالات، أن حصول المصرية للاتصالات على رخصة الجيل الخامس للمحمول مقابل 150 مليون دولار، خطوة استراتيجية تدعم كافة أهداف الشركة المتعلقة بتقديم الخدمات المتكاملة المتطورة في السوق المصرية، وتدعم مركزها التشغيلي والمالي بشكل مباشر في السوق المحلي وأيضا على مستوى المنطقة، منوها إلى أن الشركة بدأت إجراء تجارب تشغيلية علي الجيل الخامس في مواقع خاصة بالشبكة على أن يتم تعميم الخدمات في فترة من 3 إلى 6 شهور .

وأضاف، أن خدمات الجيل الخامس توفر سرعات تحميل وتنزيل أعلى، واتصالات أكثر اتساقًا، وقدرة محسنة مقارنة بالشبكات السابقة، وتتميز بأنها أسرع بكثير وأكثر موثوقية من شبكات الجيل الرابع الشائعة حاليا، ولديها القدرة على تغيير طريقة استخدامنا للإنترنت للوصول إلى التطبيقات والشبكات الاجتماعية والمعلومات.

وأشار نصر الدين، إلى أن دخول خدمات الجيل الخامس سيسهم في تغيير كبير باستخدام الإنترنت والبيانات وسيعزز من دعم الإبداع والابتكار في الاعتماد على الخدمة وسرعاتها العالية لإنتاج تطبيقات هامة لكافة القطاعات الاقتصادية ولعملية التحول الرقمي، منوها إلى أن المصرية للاتصالات على استعداد لدعوة كافة شركات التكنولوجيا المحلية والشركات الناشئه ورواد الاعمال للتعاون لتطوير تطبيقاتهم وافكارهم التى تعتمد على تقنيات الجيل الخامس للاتصالات في كافة المجالات الاقتصادية والخدمية والصناعية.

وقدر حجم الهواتف المحمولة الداعمة لتقنية الجيل الخامس في مصر بحوالي 8% من إجمالي حجم سوق الهواتف المحمول في مصر، منوها إلى أن تقديم خدمات الجيل الخامس سينتشر تدريجيًا خلال السنوات المقبلة محليًا، مع انتشار الهواتف الداعمة للجيل الخامس عبر إلزام الشركات المصنعة بإنتاج هواتف تتيح هذه التقنية في السوق المصري، خاصة بعد إتاحة الخدمة للمشغلين.

الجيل الخامس
الجيل الخامس

وأوضح  نصر الدين، أن 50% من مواقع المحمول لدى المصرية للاتصالات تدعم الجيل الخامس ونحن أول مشغل اتصالات متكامل بتكنولوجيا الجيل الخامس لتقديم خدمات للأفراد والشركات والمؤسسات وخاصة نحن في حاجة لترددات جديدة مع زيادة الاستخدام من قبل العملاء ونحن أسرع شبكة محمول وأسرع شبكة محمول في تحميل الألعاب .

وذكر، أبرز مؤشرات الجيل الخامس للمحمول عالميًا، حيث بلغت النسبة المتوقعة للهواتف الذكية المدعومة بتكنولوجيا الجيل الخامس 62% بنهاية عام 2023، وبلغ عدد مشغلى المحمول الذين أطلقوا خدمات الجيل الخامس تجاريًا 249 دولة فى 97 دولة حول العالم، وكانت شركة SK Telecom، وهى مشغل المحمول الأكبر فى كوريا الجنوبية، أول من أطلق خدمات الجيل الخامس عالميًا فى أبريل 2019.

وأكد الرئيس التنفيذي للمصرية للاتصالات ، إن الأثر المالي لخدمات الجيل الخامس ستظهر في نتائج الشركة بنهاية العام الجاري مع بدء التشغيل التجاري للخدمات ، منوها إلى أن الرهان على خدمات الجيل الخامس سيكون مربحا وسيدعم الشركة في تحقيق مستويات مرتفعة من النمو خلال الفترة المقبلة خاصة مع توسعها الاستراتيجي في تعزيز محفظة أعمالها التي تشمل خدمات الاتصالات والإنترنت والكابلات البحرية والتعهيد وغيرهم من الأنشطة الاستثمارية.

قال خالد نجم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق، أن بدء طرح الدولة لأول رخصة للجيل الخامس خطوة مهمة جدا في هذا التوقيت، وتمنح مساحة أكبر للتحرك على مستوى الاتصالات أو الإنترنت، ودعم البنية التحتية التي تدعم التكنولوجيات المتطورة القائمة على انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات التي تشهد نموا مطردا خلال الفترة الحالية .

وأشار إلى أنه في كل الأحوال يجب أن يكون هناك التطبيقات اللازمة لتشغيل الجيل الخامس حتى يكون هناك استفادة كبيرة منه، فالبنية التحتية موجودة بالفعل، والدولة استثمرت مبالغ كبيرة فيها، من أجل الوصول بالاتصالات والإنترنت إلى كل بيت في مصر، ولكن ليس هناك الخدمات والتطبيقات الكافية لتشغيل الجيل الخامس حتى يتم صناعة طلب واضح عليه.، هذا بجانب أهمية إتاحة استغلال الجيل الخامس للقطاع الخاص بسعر مناسب.

خالد نجم
خالد نجم

ونوه خالد نجم أن سرعات الإنترنت التي سيحدثها الجيل الخامس ستفيد الكثيرين خاصة من يريدون تأسيس مشروعاتهم من المنازل، فقد جربنا العمل عن بعد في فترة الكورونا، والتي أثبتت أننا لدينا بنية تحتية محترمة، مؤكدا على ضرورة العمل على تعظيم الاستفادة من الجيل الخامس حيث تحتاج إلى نطاق ترددي أعلى بكثير مما يتطلب في الكثير من الأحيان لإنشاء بنية تحتية جديدة تماما خاصة للشركات التي لم تكن في اعتباراتها الاستثمارية والفنية تشغيل هذه التكنولوجيا على المدى القريب.

ولفت إلى أن تقنية الجيل الخامس توفر سرعات بيانات فائقة السرعة، دون أي تأخير تقريبًا، كما أن لديها القدرة على التعامل مع عدد مذهل من الأجهزة في وقت واحد، وهذا ليس مجرد تحسن تدريجي بل قفزة نوعية في الاتصال، حيث قوتها ببساطة للمستخدمين العاديين تتمثل في تنزيل ملفات ضخمة في غمضة عين، وتشغيل مقاطع فيديو بدقة 4K دون تخزين مؤقت، والانخراط في الألعاب عبر الإنترنت دون حدوث أي تأخيرات.

تابع نجم “بالنظرة الشمولية الأهم، تتمثل قوة الجيل الخامس في قدرته على إحداث ثورة في إنترنت الأشياء والرعاية الصحية والتطبيب عن بعد، وتدشين المدن الذكية الكاملة، وعلوم الفضاء، والرعاية الصحية عن بعد، وتشجيع  تطوير تطبيقات جديدة وخدمات مبتكرة ، حيث إن زمن الوصول المنخفض لشبكة الجيل الخامس وقدرتها المذهلة يجعلها الخيار المثالي ، حيث يمكن تخيل عالما يتواصل فيه عدد لا يحصى من الأجهزة الذكية، وهذا يعني منازل ومدن وصناعات أكثر كفاءة.

من جانبه قال علاء عدلي، رئيس شركة “كاراد” للاتصالات، أن طرح تكنولوجيا الجيل الخامس تأخر كثيرا، خاصة أن العديد من دول المنطقة وخاصة الخليج يعمل لديها شبكات الجيل الخامس منذ سنوات، بجانب الدول الأوروبية، منوها إلى أن الطرح الحالي والذي حصلت عليه المصرية للاتصالات إيجابي للغاية ويدعم تطور السوق ويضمن استدامة نموه خاصة مع الانتقال لتقديم خدمات تكنولوجيا فائقة.

وأشار إلى أن الطرح يجب أن يشمل كافة مشغلي الاتصالات وهو الأمر المتوقع خلال الفترة المقبلة لتعظيم الاستفادة من هذه التكنولوجيا وخلق تنافسية أعلى بين المشغلين، منوها إلى أن مصر لديها البنية التحتية الجيدة والمقومات اللازمة لاستقبال هذه النوعية من التكنولوجيا والتي تساعدها على نجاح تطبيقات الجيل الخامس والبناء عليها للمستقبل.

ولفت علاء عدلي إلى ضرورة توعية المجتمع بأهمية الجيل الخامس وأهمية تعزيزه لسرعات الإنترنت  وإنجاز الأعمال بشكل أسرع، بسرعات تصل إلى 10 جيجابايت في الثانية، بجانب زمن الانتقال المنخفض، كما يعمل الجيل الخامس بآليات حماية أكثر أمانًا من المستخدمة في الأجيال السابقة، حيث يتم تأمين جميع مكونات الشبكة فيها بشكل منفصل باستخدام تقنيات تشفير حديثة، كما تدعم  شبكة الجيل الخامس اتصال عدد كبير من الأجهزة، حيث تكون قادرة على دعم اتصال حوالي مليون جهاز في كل كيلومتر مربع.

ونوه إلى ضرورة توعية المستخدمين بالتطبيقات التي يمكن أن تعمل مع الجيل الخامس، وتشجيع الشركات على العمل بتلك التطبيقات، وبذلك سيكون هناك فرص كبيرة لنجاح تطبيق الجيل الخامس خاصة في حال طرحها بأسعار مناسبة، في ظل اعتماد الأجيال الجديدة على التكنولوجيا بطريقة مدهشة.

تابع علاء عدلي، نحن نعيش حاليًا في عالم حيث البيانات هي القوة الحقيقة، وبالتالي التحكم في شبكة الجيل الخامس الأساسية يمنح الشركة أو الدولة المسؤولة ميزة كبيرة على الآخرين، ونتيجة لذلك، احتلت تكنولوجيا الجيل الخامس مكانة متقدمة في منافسة القوى العظمى المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، ففي حين أنه لا توجد شركة أمريكية لديها القدرة على بناء شبكة الجيل الخامس ، فإن شركة هواوي الصينية لديها هذه القدرة وهي تهيمن حاليًا على السوق.

حمدي الليثي
حمدي الليثي

من جانبه أكد الدكتور حمدي الليثي، رئيس مجلس إدارة شركة« ليانتل» لحلول الاتصالات، على أن جدوى إطلاق خدمات الجيل الخامس في مصر والعديد من الدول الناشئة يتمثل بشكل رئيسي في الجدوى الاقتصادية لتطبيقه واختيار التوقيت المناسب، وأيضا توافر المقومات الفنية والتشغلية لإطلاق الخدمة خاصة وأن تكلفتها مرتفعة جدا من كافة الجوانب سواءا في استخراج الرخص أو حتى استكمال البنية التحتية للشبكات خاصة مع الارتفاع الكبير في التكلفة في الوقت الحالي.

وشدد على أنه يجب توافر مقومات استهلاكية لهذه الخدمة لتحقيق الجدوي الاقتصادية المطلوبة ، وهو مايحتاج معه إلى دخول انترنت الأشياء والتقنيات المتطورة بشكل أكبر في الصناعات والخدمات ، لخلق حالة طلب ، ولتعزيز أيضا النمو الاقتصادي بالشكل الأمثل ، حيث أنها دائرة محسوبة ومتوقفة على الاحتياج لهذه التقنية من عدمه.

وأشار الليثي إلى أن التداعيات الاقتصادية الحالية التى يتعرض لها العالم سيكون لها تأثيرا كبيرا على مستقبل تشغيل شبكات الجيل الخامس في العديد من الأسواق سواءا المتطورة او الناشئة ، في ظل ارتفاع التكاليف وعدم توافر العملة الصعبة، منوها إلى أن الكثير من الدول لم تستفيد بالشكل المطلوب من الجيل الرابع ومايوفره من خدمات ، او أن بعضها لايزال في طور تحسين البنية التحتية للاتصالات وتطوير الخدمات المقدمة للمستخدمين.

سباق الجيل الخامس

أطلق حوالي 240 من مزودي خدمات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، خدمات تجارية لشبكة الجيل الخامس، وقام حوالي 35 منهم بنشر أو إطلاق شبكات جيل خامس مستقلة، ويعد النطاق العريض المتنقل المحسن، والوصول اللاسلكي الثابت ، والألعاب وبعض الخدمات القائمة على تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز، كالتدريب والتعليم، أكثر خدمات الجيل الخامس التي أطلقها مزودو الخدمة للمستهلكين انتشاراً وشيوعاً، وهناك أكثر من 100 مزود خدمات اتصالات، يشكلون حوالي 40% من إجمالي مزودي خدمات الوصول اللاسلكي الثابت، يقدمون حالياً الوصول اللاسلكي الثابت عبر شبكة الجيل الخامس.

ومنذ الإطلاق الرسمي لشبكة الجيل الخامس في عام 2019، احتلت الصين الصدارة من حيث عدد المستخدمين، وأعلن المشغلون الثلاثة الرئيسيون مؤخرًا عن بيانات التشغيل الخاصة بهم بنهاية مارس 2023 والتي أشارت إلى تجاوز عدد مستخدمي حزمة الجيل الخامس على الشبكة بأكملها 1.2 مليار، وهذا أكبر بكثير من عدد مستخدمي G5 في بقية أنحاء العالم.

وفقا للمؤشرات والأرقام تتصدر منطقة آسيا والمحيط الهادئ سباق الجيل الخامس، حيث كانت كوريا الجنوبية والصين أول دولتين تطلقان خدمات الجيل الخامس تجاريًا في عام 2019.

ووفقًا لتقرير صادر عن النظام العالمي لرابطة الاتصالات المتنقلة (GSMA)، فإن منطقة آسيا والمحيط الهادئ سيكون لديها أكبر عدد من مستخدمي الجيل الخامس بحلول عام 2025 وسوف تمثل ما يقرب من ثلثي شبكة 5G العالمية.

كما قطعت الولايات المتحدة وكندا أيضًا خطوات هائلة في نشر شبكات الجيل الخامس، حيث أطلقت شركات الاتصالات الكبرى خدمات الجيل الخامس في عام 2019. ووفقًا لرابطة GSMA، من المتوقع أن يكون لدى أمريكا الشمالية ثاني أكبر عدد من مستخدمي شبكات الجيل الخامس بحلول عام 2025. وسوف يمثل حوالي 20% من مستخدمي الجيل الخامس على مستوى العالم. اعتبارًا من عام 2022، وهناك حوالي 150 مليون مستخدم لـ 5G في أمريكا الشمالية.

وأطلقت الولايات المتحدة خدمات الجيل الخامس في أوائل عام 2019، وكانت شركة Verizon هي أول شركة تقدم الخدمة، وحذت شركات الاتصالات الكبرى الأخرى، بما في ذلك AT&T وT-Mobile، حذوها في وقت لاحق من العام. واعتبارًا من نهاية 2022، كان لدى الولايات المتحدة أكثر من 100 مليون مشترك في شبكة الجيل الخامس.

وأطلقت العديد من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك المملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا، خدمات الجيل الخامس، مع تسارع الإطلاق في عام 2020. وفقًا لـ GSMA، من المتوقع أن تحصل أوروبا على المركز الثالث – أكبر عدد من مستخدمي الجيل الخامس بحلول عام 2025.

وتحتل دول مجلس التعاون الخليجي المرتبة الأولى في عمليات نشر وعروض خدمات شبكات الجيل الخامس على مستوى العالم، وذلك بفضل السياسات والأطر التنظيمية القوية الموجودة فيها، بالإضافة إلى مبادرات القطاع العام التي تقود تسريع نمو سوق الجيل الخامس.

ومن المتوقع أن تنمو الاشتراكات في شبكات الجيل الخامس في دول مجلس التعاون الخليجي من 13 مليوناً إلى 70 مليوناً بين عامي 2022 و2028، أي ما يمثل 86% من إجمالي قاعدة المشتركين في نهاية تلك الفترة.

الجيل الخامس
الجيل الخامس

مستقبل الجيل الخامس

وفقا للعديد من التقارير الدولية، فإن الصراع الجيوسياسي والتجاري بين الصين والغرب (بما في ذلك الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي) له تأثير كبير على تكنولوجيا الجيل الخامس ومستقبلها، فالشركات الصينية مثل هواوي وزي تي إي قد طورت تكنولوجيا التقنية بشكل كبير وأصبحت لاعبين رئيسيين في هذا المجال وهو مايجعل المساحة أمامها مفتوحة لاقتناص العديد من الفرص رغم العقوبات الغربية، حيث واجهت هذه الشركات تحديات كبيرة من الجهات التنظيمية في الغرب بسبب مخاوف أمنية، مما أثر على قدرتها على توفير تجهيزات الجيل الخامس في الأسواق الغربية.

وأشارت التقارير ، إلى أن هذا الصراع تسبب في مخاوف أمنية حول استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس المصنوعة في الصين، حيث يُشتبه في أن الحكومة الصينية قد تستخدم هذه التكنولوجيا لأغراض التجسس، وأدى هذا إلى تقييد استخدام معدات هواوي وغيرها في البنية التحتية للاتصالات في بعض البلدان.

وتسبب هذا الصراع أيضا في انقسام بالأسواق العالمية، حيث بدأت بعض الدول الغربية في البحث عن بدائل محلية لتكنولوجيا الجيل الخامس والعمل على تعزيز صناعاتها المحلية، وهو ماسيتسبب في تعطل التطور في هذه الدول كما سيؤثر على اتجاهات التطور التكنولوجي في المستقبل، حيث قد يؤدي إلى تقليل درجة التعاون الدولي في مجال البحث والتطوير والابتكار التكنولوجي وأيضا حدوث زيادة مفرطة في الاستثمار الحكومي حيث قد تشجع دول الغرب على زيادة الاستثمار الحكومي في مجالات التكنولوجيا الحيوية والاستثمار في بنية التحتية الرقمية الوطنية للتنافس مع الصين.

ووفقا للمحللين فإنه رغم الصراع الدائر حاليا ، فإن هناك العديد من المعوقات التي ستحد من النمو الكبير لتكنولوجيا الجيل الخامس في العديد من المناطق حولها العالم، أبسطها أنه ليس هناك طلب بعد على هذه النوعيات من التكنولوجيا في ظل الاستخدامات السائدة الحالية للإنترنت في العديد من الأسواق ، كمشاهدة مقاطع الفيديو عالية الجودة وتالي تعمل بشكل جيد في ظل سرعات الجيل الرابع العادية، مما يشير إلى أن مستخدمي الإنترنت لن يكونو مهتمين بدفع أموال أكثر في شبكة الجيل الخامس، وبالتبعية لن تكون شركات المحمول على استعداد لتكلفة غير محسوب جدواها خاصة وأن الحصول على التراخيص الجديدة يقابلها دفع مبالغ مالية كبيرة.