Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

أحمد البرماوي يكتب: شكرًا بصيرة

تلقيت بحماس شديد دعوة من فريق الإعلام بشركة اتصالات من e& في مصر لحضور إحدى مشروعات الشركة في إطار مسئوليتهم المجتمعية، وحقيقة الأمر أنني لا أدخر وقتًا او جهدًا في تلبية مثل تلك النوعية من الدعوات، لما لها من أثر على المجتمع المصري تارة، وأثرها في نفسي تارة أخرى، لأحمد الله على ما أنعم به علينا من النعم، غير أن هذه المرة كانت مختلفة كُليًا بداية من الموقع حيث جمعية النور والأمل بمدينة نصر، التي تحتضن تجربة فريدة في الشرق الأوسط وأفريقيا تقام لأول مرة في مصر، وهو معرض”حوار في الظلام أو “بصيرة” كما أطلقت عليها شركة اتصالات مصر في إطار دعمها ورعايتها لهذا المشروع الذي تشرف على أدق تفاصيله يسرى مختار المدير التنفيذي لمعرض “حوار في الظلام” Dialogue In the Dark.

“بصيرة” اسم يحمل دلالة كبيرة، فليس كل من يمتلك بصرًا لديه بصيرة، فالبصيرة محلها القلب والعقل والإدراك بكافة حواسك، هذا ما جنيته في تلك التجربة التي يقودها من البداية شباب فاقدين للبصر، خمسون دقيقة تقريبًا قضيناها في ظلام دامس، لا نرى فيها أصابع أيدينا، هكذا أحكام التجربة، تقودك من غرفة إلى غرفة تمر بمحاكاة كاملة لطرقات وشوارع وكباري وإشارات مرور وجدران وأسوق بما فيها من خضروات وملابس وبضائع تتحسسها جميعا دون رؤية للون أو تفصيلة، فلتعتمد إذا على حواس اللمس، الشم، السمع، أو التذوق إن لزم الأمر.

هل تدرك خطورة ما يعانيه فاقد البصر؟ إذا أجبت بنعم ولم تخض مثل هذه التجربة داخل “بصيرة”، فتأكد لا زال ينقصك الكثير والكثير، لن تتخيل مدى خطورة أن يعبر فاقد للبصر الطريق في ظل طرق غير ممهدة لهم، لن تدرك خطورة رغبة فاقد البصر في تحضير طعام داخل منزله إلا بالتجربة، هذه بعض من تفاصيل المخاطر التي يتعرض لها إذا ما قرر أن يتعايش بشكل طبيعي في مجتمعنا الذي يضم بين جنباته ما يقرب من 3.5 مليون فاقد للبصر وفقا للإحصاءات.

الخلاصة أن تفاصيل التجربة لا تتسع لها تلك المساحة لذكرها وآثارها على نفسي وكيف لها أن تساهم في تغيير نظرتي تجاه الحياة بشكل عام ونظرتي تجاه فاقدي البصر بشكل خاص، فهم لا يحتاجون منا سوى المساواة، فلديهم مهارات وخبرات يفتقدها كثيرون من المبصرين، وهذه دعوة عامة لكل من لديه القدرة على تعيين هؤلاء الأكفاء لا تتردد، فمنهم عباقرة ينتظرون فرصة عادلة، ولمن لديه القدرة على زيارتهم في جمعية الوفاء والأمل لا تبخل عليهم بزيارة ثمنها قليل في مقابل الخبرة والتجربة التي ستكتسبها، ولمن لديه القدرة على الدعم والتمويل من المؤسسات فلتحزو حزو اتصالات مصر التي ابتكرت طريقًا جديدًا في هذا المجال لتعبر عن مسئوليتها تجاه مجتمعنا المصري.

شكرًا لمن أعاد إلينا بصيرتنا