Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

محمود داوود يكتب.. تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحقيق الاستدامة العمرانية في مصر

في سياق التطور الهائل والمتسارع الذي يشهده العالم الآن في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، أصبح هناك تنافس قوي من كافة الدول نحو آليات تحقيق الاستغلال الأمثل وأكبر قدر ممكن من المكاسب الاقتصادية لكافه القطاعات الاقتصادية، ولعل القطاع العقاري يعد واحد من أهم تلك القطاعات الاقتصادية التي أصبح تطبيق الاستدامة والتحول إلى الأنظمه الرقمية والذكاء الاصطناعي في عمليات البناء ضروره ملحة، وفي مصر تحديدا وفي سياق حركه التنمية العمرانيه والمدن المستدامه التي نفذتها الدولة مؤخرا ساهم ذلك في التأسيس لفكر عمراني جديد لم يكن السوق العقاري المصري معتادا عليه.

وبلاشك فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحقق الاستدامة العمرانية من خلال تحسين كفاءة استخدام الموارد والطاقة والمياه في المباني والمدن. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات استخدام الطاقة والمياه في المباني والمدن وتحديد الأنماط غير الفعالة والتي تستهلك الكثير من الموارد. بعد ذلك، يمكن اتخاذ إجراءات مثل تحسين العزل الحراري وتركيب تقنيات الإضاءة الذكية وأجهزة التحكم في المياه لتحسين الكفاءة.

كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات حركة المرور وتحديد الأنماط والمشكلات في التدفق المروري، وتوجيه حركة المرور بطريقة فعالة وتوفير الوقت والوقود وتقليل الانبعاثات الضارة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التحليل الضوئي بواسطة الذكاء الاصطناعي لتحديد خصائص المواد والانبعاثات الضارة في البناء ومراقبة جودة الهواء في المباني والمدن.

وفي المجمل، يمكن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة العمرانية من خلال تحسين الكفاءة في استخدام الموارد والطاقة والمياه، وتحسين نوعية الحياة في المدن وتقليل تأثيرها على البيئة.

وفي حقيقية الأمر ، فإن هناك عدة معوقات قد تحول دون اعتماد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع التطوير العقاري في مصر، ومن أبرزها:

1- قلة الوعي والإدراك بأهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري، حيث لا يزال هناك تحديات في توعية المستثمرين والمطورين بفوائد هذه التقنية.

2- نقص المهارات والخبرات الفنية اللازمة لتنفيذ وإدارة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري، فالتقنية لا تزال جديدة وتحتاج إلى خبراء متخصصين لإدارة وتنفيذ هذه الحلول.

3- عدم توافر البنية التحتية والتقنية اللازمة لتنفيذ تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري، مثل ضعف الاتصالات والشبكات والبرمجيات.

4- التحديات القانونية والتنظيمية، حيث يواجه المطورون صعوبة في تطبيق التقنية في ظل عدم وجود قوانين ولوائح واضحة تنظم استخدام التقنيات الحديثة في القطاع العقاري.

5- التكلفة العالية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، فإدارة هذه التقنية وتنفيذها تحتاج إلى استثمار كبير من المطورين والمستثمرين.

6- تحديات الخصوصية والأمان، حيث يجب على المطورين أن يضمنوا سرية البيانات والمعلومات والتأكد من عدم اختراقها من قبل جهات خارجية.

7- نقص المسؤولية الاجتماعية للشركات المطورة، حيث يجب على هذه الشركات الالتزام بتوفير حلول مستدامة وصديقة للبيئة والمجتمع في إطار استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري.

بالتالي، يجب تحديد هذه المعوقات وتطوير الإجراءات والسياسات والتشريعات التي تضمن الاستفادة الأمثل من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري في مصر.

ولتحقيق الفوائد التي يوفرها استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع التطوير العقاري، يمكن لشركات التطوير العقاري في مصر اتباع عدة خطوات، من بينها:

1- توعية المستثمرين والمطورين بأهمية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال القيام بحملات توعوية وورش عمل لتقديم المعلومات والتدريبات اللازمة.

2- تطوير المهارات والخبرات الفنية اللازمة لتنفيذ وإدارة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري، حيث يجب تدريب فريق العمل على استخدام هذه التقنية وتطبيقها على أرض الواقع.

3- إيجاد شركاء متخصصين في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والعمل بالتعاون معهم في تنفيذ المشاريع العقارية، وذلك لتوفير الخبرات اللازمة وتجنب التحديات التي قد تواجهها الشركة في تطبيق هذه التقنية.

4- توفير البنية التحتية والتقنية اللازمة لتنفيذ تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري، بما في ذلك شبكات الاتصالات والبرمجيات اللازمة لتشغيل هذه التقنية.

5- اتخاذ إجراءات لتخفيض التكلفة العالية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال استخدام حلول مبتكرة واستثمارات مدروسة.

6- توفير الأمان والخصوصية للمستخدمين من خلال وضع بروتوكولات أمنية وسياسات لإدارة البيانات والمعلومات.

7- الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية وتوفير حلول مستدامة وصديقة للبيئة والمجتمع في إطار استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري.

بالتالي، يجب على شركات التطوير العقاري في مصر الاستثمار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتمكن من الاستفادة من فوائدها وتحقيق النجاح في مشاريعها العقارية.