Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

محمد طنطاوي: مصر تشهد تحوّل رقمي حقيقي.. و«جونيبر نتوركس» شريك رئيسي للمشغلين (حوار)

تراهن شركة «جونيبر نتوركس»، بالحلول غير التقليدية والمبتكرة، على تقديم أعلى قيمة مضافة لعملائها في مختلف الأسواق التي تعمل بها، ولذلك أصبحت في مكانة متميزة بين المتنافسين لثقتها في الحلول التي تقدمها، ومن منطلق التحول الكبير الذي تشهده مصر في الفترة الأخيرة لعملية الميكنة واستخدام وسائل التكنولوجيا في كافة القطاعات الحكومية، بجانب عمليات التحديث التي يقوم بها مقدمو خدمات الاتصالات في السوق المصري، انتعشت أعمال «جونيبر نتوركس» في المنطقة والسوق المصري تحديدًا، ويعود جزء كبير من ذلك لوجود قيادة مصرية تمتلك خبرات كبيرة في هذا المجال وتتمتع بسجل حافل من الإنجازات، وهو محمد طنطاوي المدير التنفيذى لمزودي الخدمات في “جونيبر نتوركس” لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا وباكستان، الذي نحاوره اليوم للتعرف على رؤيته للسوق المصري وما يحدث فيه، وكيف تأثرت أعمال شركته خلال أزمة كورونا، وما هي الحلول التي يجب المراهنة عليها في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى بما في ذلك ملامح عن حياته الشخصية.

هل يمكن أن تعطينا نبذة سريعة عن نشاط جونيبر نتوركس؟

جونيبر نتوركس هي شركة عالمية تأسست في أمريكا، ولها ريادة كبيرة في تطوير وتسويق منتجات الشبكات، بما في ذلك أجهزة التوجيه والمحولات وبرامج إدارة الشبكات ومنتجات التأمين للشبكات بأحدث التكنولوجيا بما في ذلك الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وتراهن باستمرار على تقديم الحلول الهندسية المبتكرة للمشاكل التقنية لمساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم في مختلف الأوقات، للشبكات، ولدى الشركة ما يزيد عن 10 آلاف موظف في مختلف أنحاء العالم.

في مصر نتحدث عن التحول الرقمي باعتباره واقع ملموس.. فما هو تقييمك لجهود الدولة في هذا المجال؟

أنا متابع للسوق المصري منذ 15 عاماً، ومتفاعل معه بشكل رئيسي على مدار السنوات السبعة الماضية، وأستطيع التأكيد على أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لم يشهد هذا الرواج والانتعاش منذ فترة الدكتور أحمد نظيف والمرحوم طارق كامل، حيث أن الطلب على التكنولوجيا حاليًا أصبح أمر مفروض لتطوير جميع القطاعات، والقطاع يتطور بسرعة كبيرة وهو ما جعلني مندهش لكونه أكثر القطاعات تطورًا على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، ليس فقط بسبب المشروعات القومية، ولكن بسبب أسلوب تطوير الخدمات الحكومية التي تتطور بشكل سريع.

وهنا أذكر اجتماعًا في عام 2016 حينما كانت الناس تتسائل هل التحول الرقمي الذي يحدث في مصر أمر حقيقي أم أنه أحد أنواع الرفاهية؟ ولكن أثبتت الأيام أن التحول الرقمي سبب رئيسي لتطور الاقتصاد المصري، وساعد على تقصير المسافات في تقديم الخدمات وتحسين القدرة التنافسية للسوق والقطاع ومكسبه أصبح أكبر بكثير مما يتم إنفاقه عليه، وبدأ القطاع ينمو بشكل سريع، ومع بناء المدن الذكية وتطوير الخدمات الحكومية الواقع يؤكد أن مصر قادرة على محاذاة الدول المتقدمة.

ما هي أبرز التحديات التي تواجه عمليات التحول الرقمي؟

وصول الإنترنت للقاعدة الأكبر من المواطنين في مصر يمثل تحدي، ويجب الاستمرار في تطوير البنية التحتية، وضخ مزيد من الاستثمارات لمواكبة القفزة الكبيرة في الطلب على الخدمات خاصة وأن التعليم أصبح أونلاين وخدمات الحكومة ومنصة مصر الرقمية والمحتوى الترفيهي، الأمر الذي ضاعف الطلب أكثر من 30%، وبرغم أن الوقت الحالي يمثل أكثر فترة تنفق فيها شركات الاتصالات على تطوير الخدمات والبنية التحتية، إلا أنها ما زالت في حاجة لمواكبة الطلب المتزايد.

ما هي الحلول التي تمتلكها جونيبر والتي يمكنها أن تساعد الدولة في التحول الرقمي؟

شركة جونيبر جزء من هذا القطاع، وتعمل دائمًا على أن تكون جزءًا من تطوير التحول الرقمي بسرعة أكبر، وحلولنا تستهدف الحكومة والشركات في قطاعات الاتصالات والبنوك والصناعة والصحة والتعليم، ونقدم أحدث الحلول للشبكات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وأحدث الحلول في مجال الأمن السيبراني، والحوسبة السحابية، ونساعد العملاء على زيادة سرعة التحول الرقمي بحلول متطورة ومؤمنة، كما نقدم حلول مخصصة لقطاع النقل، والمطارات، والقطاع الرياضي، ولدينا حلول قادرة على ربط الجهات الحكومية بصورة آمنة.

هل اختلفت خطط جونيبر المستقبلية داخل مصر بعد أزمة كورونا؟

تزايد الطلب على التكنولوجيا وسرعة التحول التكنولوجي والرقمي في مصر دفعنا لتحسين إدارة قنوات البيع، واستطعنا استعادة 95% من قدرتنا التصنيعية في أول 45 يوم من بداية أزمة كورونا، وبدأنا مساعدة العملاء في إدارة أعمالهم من المنازل دون الحاجة للتواجد في مقار الشركات، وقمنا بتطوير الدعم الفني بصورة عالية جدًا للتأكد من أن كافة المشاكل التي قد تواجه العملاء يمكن التعامل معها بأسرع وقت، وهو الأمر الذي ساعد عملائنا في التعامل مع زيادة الطلب على خدماتهم خلال فترة كورنا، وقمنا بعمل دراسات لتطوير شبكات العملاء بأحدث الحلول، وتشاركنا مع العملاء النصائح لتطوير الحلول الموجودة خلال الأزمة، وتمكنا خلال كورونا من ربط أول Core بقدرة 400 جيجا على شبكة المصرية للاتصالات.

هل نجحت بعض الجهات الحكومية في استغلال حلول ومنتجات جونيبر خلال أزمة كورونا.. وما هي قصص النجاح التي يمكن إلقاء الضوء عليها؟

تمثل جونيبر جزء أساسي من نجاح المصرية للاتصالات في العاصمة الإدارية، وتطوير البنية التحتية، ونمثل جزء هام من تطوير الخدمات في مراكز البيانات في العاصمة، وكذلك مشاريع تطوير التعليم للحكومة بما في ذلك مبادرة وزارة التربية والتعليم للتعليم عن بعد، وكذلك نحن جزء من قصص نجاح مشغلي المحمول الأربعة في السوق المصري أورنج وفودافون واتصالات والمصرية، بالإضافة للقطاع المصرفي والقطاع الحكومي.

كيف تلعب جونيبر دورها المجتمعي في دعم الشباب ورواد الأعمال المتخصصين في التكنولوجيا؟

قمنا العام الماضي بتوقيع مذكرة تفاهم لتطوير برنامج تعليمي مع معالي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، بهدف تدريب الشباب تحت إشراف وتبني هيئة إيتيدا، وهو برنامج يستهدف تطوير الشباب الجامعي وإمدادهم بمؤهلات سوق العمل، هذا بجانب خطط تدريبية للشركات التي نقدم لها خدماتنا لتطوير قدرات المستخدمين للحلول والبرامج التي نقدمها.

وكيف أثرت أزمة كورونا على خطط الشركة؟

خلال أزمة كورونا، أداء الشركة جاء حسب المتوقع، والسوق المصري منحنا أكثر من المستهدف، ومنحنا إشارات إيجابية لمعدل التطوير والنمو ودفعنا لتعيين مزيد من الطاقة البشرية والتوسع في المرحلة المقبلة لاستيعاب زيادة الطلب، خاصة وأن نرى أن القطاع مؤهل للصعود خلال العام المقبل بعد اعتياد المستهلكين على الحياة الجديدة بعد أزمة كورونا التي ضاعفت المسئولية على جميع القطاعات للاعتماد على التكنولوجيا باعتبارها الحل الوحيد لتقليل التقارب الاجتماعي بالخدمات الأونلاين التي ستزيد مع الوقت.

كيف تقيم سوق البيانات في مصر وحجمها والتحول الذي يمكن أن تحدثه في تطور صناعة الأعمال والاقتصاد المصري بشكل كامل؟

كل الاقتصادات القوية مبنية على المعرفة والمعلومات وليس الاستنتاج، والاستخدام الأمثل للمعلومة هو ربطها الذكي بما يوازيها من ذكاء ويؤدي إلى اتخاذ قرار أفضل لتأمين العائد من الاستثمار، لذلك مصر في الوقت الحالي سواء في الشمول المالي أو التحول الرقمي، يؤدي في النهاية إلى تطوير قدرة تنافسيبة أعلى لهذا الاقتصاد بصورة أدق، ولولا وجود قاعدة بيانات مباشرة للمخالفين في العقارات والضرائب والجمارك، لن يكون لدينا قدرة لتحويلها إلى فرص تطويرية للمجتمع، والاستخدام الأمثل للبيانات في هو القاعدة الأولى لتحقيق النجاح.

صناعة مراكز البيانات أصبحت توجه استراتيجي لدى الدولة المصرية.. فكيف ترى مستقبل هذه الصناعة ودور شركتكم في هذا التوجه؟

نقوم بدور هام وحيوي في مجال الحوسبة السحابية والسيبر سيكيورتي، الجزء الأول تطوير أتوماتيكي للشبكة الموحدة لأي مركز بيانات، وتأمين العلومات المتاحة عليه في الداخل والخارج، ويتم ذلك بشكل سلس من خلال contrail الذي نقدمه لميكنة السويتشات، وميكنة الموارد، حيث يعد أفضل منتج للعام الخامس على التوالي في هذا المجال.

ونعمل على تطوير حلول للأمن السيبراني لمراكز البيانات، وقمنا بتطوير مجموعة حلول لتحقيق أعلى أداء في هذا المجال، ودور مصر، في مراكز البيانات، وموقعها الاستراتيجي قوي جدًا يؤهلها لتحقيق نتائج مبهرة خاصة مع وجود قانون حماية البيانات الشخصية، والقوانين التي تحمي المستثمرين من الخارج، بجانب الكابلات البحرية وسرعاتها الكبيرة التي توفرها، وبذلك تصبح مصر البوابة الشمالية لأفريقيا بالكامل، ولدى مصر فرصة لجذب الاستثمار الأجنبي والمصري.

ماهي أبرز القطاعات المقبلة على الاستفادة من حفظ وتحليل البيانات في السوق المصري.. وأيضا القطاعات التي حققت نموا في هذا التوجه؟

القطاعات الحكومية وخدماتها ومطوري الخدمات ومشغلي المحمول وقطاع التعليم والصحة والقطاعات المصرفية، ستشهد معدلات نمو كبيرة مع تزايد الطلب على خدماتهم بالشكل الجديد بعد أزمة كورونا.

كيف تري التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص في صناعة البيانات.. وهل نحتاج لمزيد من التوائم وإقرار تشريعات جديدة؟

الوقت الحالي يشهد نوع من التكامل بين القطاعين الخاص والحكومة بالفعل، ولكن يجب أن يتم التعامل مع المعلومات المتبادلة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص بأقصى أنواع الشفافية بمبدأ المصلحة المتبادلة وتحقيق أقصى منفعة ممكنة للطرفين.

كل هذا التطور ينبغي أن يواكب تأمين شامل للبيانات، فماذا يمكن ل تقديمه لطمأنه عملائها في هذا الإطار بتأمين بياناتهم؟

تأمين الشبكات خط الدفاع الأول لحماية أمننا القومي من ناحية التطور التكنولوجي والتحول الرقمي، وبطبيعة الحال ينبغي تقديمها بأفضل الحلول من شبكات الحماية لوقف المخاطر السيبرانية، لذلك نركز في جونيبر على تقديم حماية قوية من خلال مجموعة من الحلول المختلفة.

ما هو معدل نمو جونيبر في مصر.. وكم يبلغ عدد الموظفين بالشركة؟

حققنا نمو 54% العام الماضي، وعدد الموظفين بمكتب مصر يبلغ 18 موظفا، وفي المنطقة يزيد عن 400 موظفا.

وما هو تقييمك لقدرات المهندسين المصريين في هذه الصناعة؟

بدون أي نوع من التحيز، أرى أن المهندسين المصريين من أكثر المهندسين تميزًا من حيث التعليم واللغات والقدرات الفنية، وتميزهم جعلهم متفوقين وأصبحوا مطمع للشركات العالمية وهو ما يمنح مصر فرصة لتصدير المواهب إلى الخارج، وهو أمر جيد، حيث لا توجد كوادر في المنطقة تفوق الكوادر المصرية وتفانيهم في العمل.

كنت في منصب كبير في شركة Dell تكنولوجيز العالمية.. ما هي الدوافع لانتقالك لشركة جونيبر؟

التحدي وتحقيق نجاح إقليمي كان أحد الحوافز الرئيسية لقبول منصبي في جونيبر، خاصة وأن جونيبر تمنح المواهب قدرة من المساحة والحركة لتحقيق أهدافهم وكان ذلك أيضًا من بين حوافز انتقالي، بعدما شعرت أن دوري للقطاع في مصر سيكون أكثر تأثيرًا بقيادتي لعمليات الشركة إقليميًا، وكنت أطمح للقيام بدور لإقليمي، بعد فترة نجاح حققتها مع شركة Dell EMC في مصر بقيادة المهندس محمد أمين الذي أحتفظ بعلاقتي القوية به وبكافة زملائي في الشركة.

ما هو النادي المفضل إليك في كرة القدم محليًا وعالميًا؟

أنا رياضي، وعاشق للنادي الأهلي، وأشجع فريق ليفربول، وأمارس رياضة كرة القدم وقيادة الدراجات.

ما هي الوظيفة التي كنت تتمنى أن تعمل بها خارج هذا القطاع؟

كان نفسي أكون محلل رياضي فالرياضة جزء من الـDNA الخاص بمحمد طنطاوي.

ماذا تنوي أن تفعل بعدما تقرر ترك العمل في الشركات العالمية؟

سأغير النشاط وأتجه لتحقيق 3 أهداف وهم:

1- مساعدة رواد الأعمال في مجال التجارة الالكترونية، وأجمع أكبر عدد من صغار المستثمرين، ويكون ذلك من خلال مؤسسة مجتمع مدني لمنح المستثمرين الصغار فرصة لتنمية التجارة.
2- نفسي أطور القدرات التعليمية للسيدات وأمنحهم فرص عمل أفضل، وأرى أن السيدات في مصر مظلومة، وينبغي يكون للبنات فرص لدور قيادي.
3- أساعد الأطفال الأيتام.

ما هي النصيحة التي يمكنك تقديمها للشباب؟

لا تنتظر الوظيفة أو تبحث عنها وعليك أن تكون مستثمر صغير، فأنت في بداية العمر، عليك أن تخاطر بتطوير صناعة وتأسيس مشروع صغير حتى وإن كان برأس مال صغير، ساهم في خلق فرص جديدة من خلال قطاعات مختلفة تعتمد على التكنولوجيا.