Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

حوار| رئيس إريكسون مصر: شهيتنا مفتوحة لزيادة التعاون مع مشغلي الاتصالات الأربعة استعدادا لإتاحة تقنية 5G

الارتباط الزمني الذي يربط شركة إريكسون بالسوق المصري لا يمتد لعام واحد أو 10 أعوام أو حتى 100 عام، بل يمتد لما يزيد عن 125 عاما، فمنذ بدأت إريكسون عملها في مصر عام 1897 وهي تسعى جاهدة لتقديم أحدث حلولها المتعلقة بخدمات الاتصالات، مما جعلها من الشركاء المميزين للحكومة المصرية.

ولعل الخبرة الكبيرة التي تمتلكها إريكسون في مجال الاتصالات تعد نقطة قوة بالتأكيد، لكن اشتعال المنافسة حاليا مع شركات أخرى سيفرض على جميع الشركات اتباع خطط استراتيجية تتناسب مع طبيعة السوق المصري المتنامي، لذلك التقينا مع هاكان سارفيل رئيس إريكسون مصر والسعودية، على هامش مشاركة إريكسون بالمعرض العالمي للهواتف المحمولة MWC 23 ببرشلونة، للتعرف على حجم التعاون الحالي بين إريكسون ومشغلي الاتصالات الأربعة في مصر، بجانب مدى استعداد الشركة لإتاحة تقنيات الجيل الخامس حال طرح تراخيصها في مصر قريبا، وغيرها من الأسئلة في الحوار التالي:

 

في البداية، نود التعرف على ما يمثله السوق المصري لدى الإدارة العالمية لشركة إريكسون؟

نعلم جميعا أن إريكسون تعمل بالسوق المصري منذ سنوات طويلة تتجاوز 125 عاما، ويرتبط اسم إريكسون بأذهان المواطنين في مصر، حيث قمنا بتدشين أول منظومة ربط هاتفي بالبلاد عام 1897 بين القاهرة والإسكندرية ليبدأ مشوارنا الطويل داخل مصر الذي يمتد حتى الآن وسيظل مستمر، حيث أصبحت مصر هي أهم أسواق القارة الإفريقية بالنسبة لإريكسون، وهذا السوق يمثل أهمية كبيرة للمجموعة.

لماذا نجد دوما نظرة تفاؤلية من جانب إريكسون تجاه السوق المصري؟

نؤكد دوما أن السوق المصري به فرصة عظيمة للنمو، ليس فقط بسبب طبيعته الجاذبة ولكن لضخامة عدد المواطنين الذي يتجاو 100 مليون نسمة، وهذا الرقم يؤكد على الفرص العظيمة التي يمكن استغلالها، لذلك استثمرنا في الماضي بقوة داخل مصر ومستمرون في هذا الاستثمار خلال الفترة المقبلة.

ونرى أن مصر تولي أولوية كبيرة للتحول الرقمي من خلال تحديد أهداف طموحة ضمن رؤيتها لعام 2030، ولتحقيق أهداف هذه الرؤية، وضعت الدولة استراتيجية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2030 ومبادرة مصر الرقمية والتي تهدف جميعها إلى تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتعزيز الشموال الرقمي والتشجيع على الإبداع من أجل المساهمة في تحول مصر إلى اقتصاد قائم على المعرفة.

كما أن تعزيز قطاع الاتصالات في مصر يمثل عاملا رئيسياً في الإسراع نحو التحول الرقمي، ومع أخذ ذلك في الاعتبار، أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العنان لتنفيذ عدة مشروعات أدت إلى تحسين جودة النطاق العريض الثابت في مصر وتقديم خدمة إنترنت فائق السرعة وأيضا توسيع نطاق تغطية الشبكات في المنطقة وتحسين خدمات الاتصالات.

أيضا، تعمل الحكومة المصرية على تسريع إصدار تصاريح بناء الأبراج الخلوية لشركات الاتصالات، وبدأت طرح ترددات جديدة لزيادة كفاءة الشبكات وجودة خدمات الاتصالات.

تواجد إريكسون داخل أي سوق يعتمد بالأساس على شراكتها مع المشغلين، فما هو شكل العلاقة الآن بينكم وبين مشغلي الاتصالات الأربعة في مصر؟

نعمل مع كافة مشغلي الاتصالات الأربعة داخل مصر (المصرية للاتصالات، فودافون، أورنج، واتصالات)، وندعمهم دوما بالتكنولوجيا المتطورة، فحاليا ندعمهم لتعظيم الاستفادة من خدمات الجيل الرابع للاتصالات اعتمادا على أحدث تقنيات إريكسون في مجال الشبكات.

وتركيزنا داخل مصر ينصب على مساعدة شركاؤنا من المشغلين وتمكينهم من اقتناء أحدث التقنيات في مجال تشغيل خدمات الاتصالات المتكاملة،

ماذا عن علاقة إريكسون بالحكومة المصرية؟

علاقتنا جيدة جدا بالحكومة المصرية ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتقينا مؤخرا بالوزير الدكتور عمرو طلعت داخل جناح إريكسون بمعرض MWC ببرشلونة، الذي أشاد بما تقدمه شركة إريكسون داخل السوق المصري، وطالب ببذل المزيد من الجهود من جانبنا سواء على مستوى توفير التقنيات المتطورة وأيضا خلق فرص عمل للشباب المصري من خلال عمليات التدريب والتأهيل، ونجن من جانبنا أكدنا على ثقتنا في معدلات النمو التي يحققها قطاع الاتصالات المصري وهو ما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري بشكل عام لذلك نأمل أن يكون لنا دور في هذا الأمر من خلال مساعدة المشغلين على تعظيم الاستفادة من خدمات الاتصالات التي يقدمونها للمستهلكين.

رغم أهمية السوق المصري لكم إلا أنه حتى الآن لم يشهد إتاحة تراخيص تقنيات الجيل الخامس 5G، فهل هذا الأمر يثير القلق لديكم؟

دعنا نؤكد أن مصر تواصل الآن رحلتها في العصر الرقمي، وبالتأكيد نرى أن شبكة اتصالات الجيل الخامس “5G” ستكون هي حجر الزاوية للعديد من التقنيات الناشئة والتي تستهدف تحسين سبل عيش المواطنين في جميع أنحاء البلاد وتعزيز وصولهم إلى الخدمة الحكومية والرعاية الصحية والتعليم.

هذه التقنيات بما فيها الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة الطرفية – على سبيل المثال لا الحصر – تزخر بإمكانات واعدة لإحداث تحول جذري في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية في مصر، كما أنها ثبتت أقدامها بين أهم الأولويات على أجندة السياسة المصرية في السنوات المقبلة.

ويقدر تقرير التنقل” من “إريكسون” في نسخة عام 2020 أن عدد الاشتراكات في خدمات شبكة اتصالات الجيل الخامس سوف يصل إلى 80 مليوناً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2025.

ومع تفهم “إريكسون” جيداً أهمية الدور الذي ستلعبه شبكات الجيل الخامس في تطوير وتحسين أنشطة التقنيات المذكورة، هناك تركيز أيضاً على دعم الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الاستعانة بشبكة “5G” وتسريع الاعتماد عليها في المنطقة، وتم بالفعل تنفيذ تجارب ناجحة لتثبيت هذه الشبكة في مصر بالتعاون مع شركة “اتصالات مصر”.

وفي النهاية نؤكد أن شهيتنا مفتوحة للتعاون مع مشغلي الاتصالات الأربعة من أجل إتاحة تقنيات الجيل الخامس حال طرح التراخيص رسميا في مصر، ولدينا مؤشرات وتكهنات تدلل على اقتراب هذا الأمر بشدة وقد يكون خلال العام الجاري.

ماذا عن التحديات التي تواجه عملكم داخل مصر؟

لا أعتقد أن هناك تحديات كبيرة تواجهنا داخل السوق المصري، جميعها تحديات نستطيع التعامل معها، وتلك التحديات تتعلق بالمدى القصير وواثقون من اجتيازها بنجاح، على سبيل المثال الأزمة المتعلقة بسعر الصرف والتي نأمل الانتهاء منها سريعا، إجمالا يمكنني التأكيد أن السوق المصري لم تواجهنا به أي تحديات صعبة، على العكس تماما نجد فيه كل عوامل النجاح سواء من خلال حجمه الكبير أو الكوادر البشرية الموجودة به أو مستوى خريجي الجامعات المؤهلين لشغل المناصب التقنية.

بالتأكيد باتت المنافسة بين إريكسون وباقي الشركات حامية للغاية، فكيف تقومون بمواجهة تلك المنافسة؟

التنافسية أمر جيد للغاية، ونرى أنها تساعدنا على بذل أقصى جهد ممكن، وأعتقد أننا نستفيد من التنافس مع الآخرين حيث نتحمس أكثر لعرض أحدث تقنياتنا، ونبحث دوما عن عناصر القوة التي نتميز بها لكي نبرزها.

ماذا عن زيادة استثمارات الشركة داخل مصر خلال الفترة المقبلة؟

استثماراتنا داخل مصر مستمرة في النمو بالتأكيد، وأوجه الاستثمار متعددة، فلدينا استثمار متعلق بالمساهمة في مشروعات عملاقة ومنها العاصمة الإدارية الجديدة، بجانب الاستثمار الأهم في العقول البشرية، ونرى أن السوق المصري يضم كوادر رفيعة المستوى، ولدينا مركز للذكاء الاصطناعي داخل مصر يعمل به عدد من المهرة والمختصين بمجالات AI، وهذا المركز يخدم عدة دول وليس مصر فقط، وسنواصل الاستثمار في هذا المركز.

وخلال الربع الأخير من عام 2020، حقق مركز الذكاء الاصطناعي والتحليلات التابع لـ”إريكسون” في مصر إنجازاً هاماً تمثل في شحن أول برنامج معرفي سيستخدمه عملاء “إريكسون” حول العالم لتصميم الشبكات وتحسين خدمتها، وأكدت الشركة التزامها بتنمية المواهب المحلية في مصر خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات من أجل المساهمة في دفع خطة مصر نحو العصر الرقمي.