Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

«الديلر الجدد».. كيف توقعنا مواقع التسوق في فخ الإدمان وهوس الشراء؟!

في العام الماضي، وتحت ضغط جائحة فيروس كورونا العالمية، لجأ ملايين الأشخاص إلى الإنترنت لتسوق احتياجاتهم من البقالة ولوازم المنزل والسلع الأخرى، بعدما اعتادوا لسنوات شرائها من الأسواق والمولات.

ويقول الخبراء أن التسوق عبر الإنترنت يمكنه أن يتحول بسهولة من نشاط مريح للمستهلك إلى سلوك ضار مفرط، يمكن وصفه بالإدمان!

هوس الشراء مشكلة قديمة عمرها قرن

لا يصنف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وهو الكتيب الذي يعتمد عليه متخصصو الرعاية الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية، إدمان التسوق بشكل رسمي على أنه اضطراب، على الرغم من وصف كثيرون له كنوع من الشراء القهري أو الهوس.

ويقول المتخصصون أن مشكلة الهوس بالشراء قديمة للغاية، وتعود لأكثر من قرن مضى، وقد وصفها الطبيب النفسي الألماني الشهير إميل كريبلين (1856 – 1926) لأول مرة في أوائل القرن العشرين.

أصبح الشراء القهري أكثر سهولة وانتشارا مع ظهور الكمبيوتر وشبكة الإنترنت، وتشير الاستطلاعات أن 6% من الأمريكيين يكافحون من أجل السيطرة على إنفاقهم، وهو عدد كبير يقترب من 20 مليون شخص.

متى تعرف أنك مصاب بإدمان التسوق عبر الإنترنت؟

يعاني المصاب بحالة إدمان التسوق عبر الإنترنت من الانشغال الدائم بتصفح مواقع التسوق خلال استخدامه للإنترنت، ويعاني من إلحاح كبير للقيام بعملية التسوق، بغض النظر عن احتياجه للمنتج، وهو يحقق الإشباع من عملية التسوق نفسها لا من اقتناء المنتج.

وفي بحث، تم نشره في عام 2015، أكد مرضى الشراء القهري أنهم نادرا ما استفادوا أو استخدموا المنتجات التي تم شراؤها.

أضرار الشراء القهري أخطر مما نتصور

يقول المتخصصون أن موجة الشراء القهري، عند انتهائها، تؤدي إلى مشاعر سلبية خطيرة، منها الشعور بالوحدة والاكتئاب والقلق.

وقد يلجأ الشخص إلى التسوق هربا من التعامل مع بعض الضغوط في حياته، ومن أجل تعزيز إحساسه بذاته، كما يتجه كثيرون للتسوق بدافع الإحساس بالملل.

إلى جانب ذلك، قد يؤدي الشراء القهري إلى اضطراب أكبر في الحياة، إذا ما نظرنا إلى العواقب المالية لإنفاق كل مدخراتنا فيما لا نحتاجه، بل واضطرارنا للاستدانة بدافع هذا الإدمان.

التعامل مع إدمان التسوق

لا زالت الأبحاث حول الشراء القهري وإدمان التسوق قليلة، ويعتقد الباحثون أن إدمان التسوق يختطف نظام المكافآت في الجسم، بنفس الطريقة التي تحدث في حالات الإدمان السلوكي الأخرى، مثل إدمان القمار، أي شعور الجسم بالنشوة عند انغماسه في هذا النشاط.

يعود ذلك، كما يرى الباحثون، إلى اندفاع الدوبامين في الجسم عند ممارسة نشاط التسوق والشراء، محققا النشوة والسعادة (إيفوريا)، وبذلك يشعر الجسم بالاحتياج والضعف عند التوقف عن ممارسة هذا النشاط.

أصحاب مواقع التسوق يعرفوننا أكثر من الأطباء النفسيين

تقول ميليسا نوربيرج، أستاذ مساعد علم النفس في جامعة ماكواري في أستراليا، أن المسوقين وأصحاب مواقع التسوق يعرفوننا أكثر من الأطباء النفسيين وعلماء النفس الإكلينيكي، فيما يخص تحريك سلوك المشتري.

من بين حيل مواقع التسوق، التي ساعد عليها التقدم التكنولوجي، عرض إعلانات المنتجات وفقا لسجل البحث الخاص بك، كما أنها بارعة للغاية في عرض المنتجات المترادفة والمكملة لبعضها، فقد تهتم بشراء حذاء في البداية، فتحاصرك إعلانات الجوارب وملمع الأحذية لتنجح في إقناعك.

إلى جانب ذلك، تنجح عروض البيع السريع (فلاش سيل)، وخطط مثل “اشتر الآن.. وادفع لاحقا”، في جذب الكثيرين إلى عالم التسوق والانغماس فيه.

هل من علاج أو دواء لإدمان التسوق؟

حتى اليوم، لم يتم إثبات فعالية أي دواء في علاج إدمان التسوق، على الرغم من ارتباطه باضطرابات المزاج الأخرى، مثل القلق والاكتئاب، والتي يتم علاجها ببعض الأدوية والحبوب.

تقول بعض الدراسات أن العلاج السلوكي المعرفي الجماعي يساعد في الشفاء، ويمكن للمساعدة الذاتية في بعض الأحيان مساعدة البعض.

وتفضل نوربيرج “نهج اليقظة” في العلاج، فهي توصي المريض بالتفكير في سلوكه، والتمعن في حاجته لما يشتريه، ثم تحديد دوافعه للتسوق، والابتعاد عن محفزات هذا التسوق، مثل تطبيقات التجارة الإلكتروينة، وإزالتها فورا من حياته.

إلى جانب ذلك، يوصي المتخصصون بضرورة ملء فراغنا النفسي، عبر الاتصال بالأصدقاء أو ممارسة رياضة الجري أو قراءة الكتب أو ممارسة الهوايات، مع البحث عن طرق مختلفة لتلبية احتياجاتنا.