Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

أحمد وحش: أسست 6 شركات لسد فجوة الخدمات اللوجيستية بقطاع التجارة الإلكترونية.. والسوق الموازي أكبر التحديات

لا يقتصر قطاع التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية على مجرد البيع والشراء وتوصيل الطلبات، ولكن هناك العديد من الكواليس خلف تلك الصناعة، والعديد من المشاكل والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى توفيرها العديد من الفرص التي لايقتنصها إلا رواد الأعمال الباحثين عن فرصة للصعود في عالم الأعمال، خاصة خلال التوقيت الحالي الذي تؤسس فيه خريطة جديدة لصناعة تحظى باهتمامات الحكومات وتتصدر أجندات الدول الباحثة عن مكان وسط كبار الاقتصاديات الرقمية.

رائد الأعمال أحمد وحش، قرر اقتناص عدد من الفرص من رحم واقعية المشكلات التي تواجه قطاع التجارة الإلكترونية في مصر والتي تحظى بفرص نمو كبيرة رغم التحديات حيث بلغ حجم التجارة الإلكترونية بمصر في عام 2021 ما يصل إلى 4.9 مليار دولار، وتحتل مصر المرتبة الثانية من حيث حجم وقيمة التجارة الإليكترونية على مستوى دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط .

ومن خلال خبرته التي بدأها مبكرا، أطلق عدد من الشركات الناشئة التي سعت كل شركة فيها إلى حل مشكلة تواجه القطاع اللوجستي في مصر والبحث عن مساحة عمل لنشاطها.

بوابة الاقتصاد الرقمي FollowICT حاورت أحمد وحش، مؤسس شركات Vhubs و OutHyre و Smart Man & Van و Vsoft و Gexpress و Pudo، ليتحدث عما تقدمه من حلول للقطاع اللوجستي.

كيف بدأت بتأسيس الشركات الناشئة؟     

لقد كان لدي دائما هذا الشغف والحلم تحديدا منذ بداية حياتي العملية، فقد التحقت عقب تخرجي للعمل بشركة ارامكس (Aramex)، ثم انتقلت إلى شركة اي.اس.اس (ISS) التابعة لبنك بيريوس (Piraeus)، لاحقًا في عام 2011 قمت بالمشاركة في تأسيس شركة جولبكس (GlobEX)، والتي تعد من الشركات الرائدة في مجال الشحن والتوصيل لقطاع التجارة الإلكترونية في مصر، وقامت بعد ذلك شركة سوق بالاستحواذ على شركة (GlobEX)، فانتقلت تلقائيا للعمل في شركة سوق، وتلى ذلك استحواذ شركة أمازون على شركة سوق والشركات التابعة لها فعملت في أمازون، وقمت بعد ذلك بالمشاركة في رحلة إطلاق شركة بوسطة، ومن ثم بدأت قصتي في تأسيس شركاتي الحالية.

لماذا وقع اختيارك على المجال اللوجيستي وتحديدا المعني بخدمة قطاع التجارة الإلكترونية؟

المجال اللوجيستي مليء بالتعقيدات والصعوبات مما يجعله حرفة شديدة التحدي ومفعمة بالتفاصيل الدقيقة، وأحب أن اعتبرها كرحلة من بداية وضع العميل للطلب حتى إتمام توصيل الطلب إليه، وأي خلل في إحدى محطات هذه الرحلة قد يؤدي إلى عدم اكتمال عملية التوصيل، مما قد يلغي عملية الشراء برمتها.

لماذا تعتبر شركة في هابز (Vhubs) من الشركات المميزة في هذا المجال؟

راودتنا فكرة شركة في هابز (Vhubs) من ملاحظتنا لفجوة في عمليات شركات الشحن والتوصيل المساندة لقطاع التجارة الإلكترونية، فدائما ما تعاني هذه الشركات من عدة مشاكل إما بسبب عدم قدرتها على تغطية خدماتها لبعض المناطق بشكل منتظم أو لارتفاع تكلفة التشغيل لديها لأسباب كثيرة، من هنا أردنا أن نقدم لهم الدعم عن طريق ابتكار حلول تكنولوجية تساعدهم على مشاركة تكاليف التشغيل، مما يسهل لهم تغطية خدماتهم لكل مناطق التوصيل بشكل منتظم وسريع، على سبيل المثال إذا كان هناك شركة تقدم خدمات شحن و توصيل داخل محافظة القاهرة فإنها مؤكدا لديها عدد من طلبات التوصيل السريع الذي يكون كافيا لتغطية تكاليفها وتحقيق أرباح، ولكن عندما نتحدث عن محافظة ولتكن أسوان مثلا فقد لا يوجد لدى هذه الشركة عددا كافيا من طلبات التوصيل السريع لتغطية تكاليف النقل من القاهرة إلى أسوان وتكاليف التوصيل داخل أسوان نفسها، ومن هنا تظهر عدة مشاكل أهمها التأخير في توصيل الطلبات وارتفاع تكلفة التشغيل، مما يؤثر سلبا على جودة الخدمة المقدمة وقد يؤدي إلى خسائر مادية لهذه الشركة،

وتقدم شركة (Vhubs) حلولا تكنولوجية مبتكرة لهذه الشركات لتساعدهم على الوصول إلى المناطق المختلفة التي لا تغطيها خدمات شركاتهم بنفس كفاءة التوصيل داخل القاهرة وبتكلفة أقل،  نجحت (Vhubs) في تحقيق الانتشار، حيث إن فروعها وخدماتها التكنولوجية تغطي جميع المحافظات.

حدثنا عن شركة اوت-هايير (OutHyre) وفكرتها؟

شركة اوت-هايير (OutHyre) تأخذ على عاتقها توفير عمالة مدربة و مهنية في المجال اللوجيستي إلى جميع شركات الشحن و التوصيل، فتعاني معظم الشركات اللوجيستية من كفاءة العاملين في هذا المجال إلى جانب مواجهتهم لتحديات صعبة في اختيار وتدريب فريق العمل الخاص بهم، OutHyre هي شركة تعهيد تهدف إلى ربط هذه الشركات بطالبي وظائف مؤهلين ومدربين على العمل اللوجيستي لمساعدة هذه الشركات على تحقيق نمو سريع و انتشار متصاعد، تغطي خدمات OutHyre العديد من الوظائف في مجالات كثيرة مثل النقل والشحن والتجارة الإلكترونية و غيرهم.

ماذا عن شركة سمارت مان اند فان (Smart Man & Van)؟

دائما ما تعاني شركات الشحن من مشكلة البحث عن سيارات أو موتوسيكلات لتوصيل طلباتها، كما أن تعيين السائقين في هذه الشركات يثقل القوة العاملة بها بإداريات وموارد إضافية، حيث يتعين على المسئولين في هذه الشركات البحث المستمر عن أفضل السائقين و الأكثر أهلية للتوظيف، ويتخلل عملية إدارة ومتابعة السائقين الكثير من الإجراءات الروتينية مثل التدريبات المتواصلة وفحوص المخدرات وعمليات البحث عن سجلات المركبات والكثير غيرها من المعاملات الحكومية، مما يزيد من تكلفة الخدمات في هذه الشركات. وفي شركتنا نقوم بتوفير موارد ادارية لأساطيل النقل الخاصة بالشركات، مما يلغي تكلفة إدارة و متابعة كل ما يختص الأسطول الخاص بالشركة وسائقيه. نحن نوظف أحدث تكنولوجيا في مجال إدارة النقل والأساطيل لزيادة إنتاجية أساطير النقل بأقل تكلفة ممكنة.

هل هناك حلول أخرى تقدمها لهذا القطاع من الشركات؟

لدينا 3 شركات اخري توفر خدمات مبتكرة و ذكية. شركة في سوفت (Vsoft) و هي شركة برمجة تعمل علي توفير برامج إلكترونية لوجيستية تستخدمه الشركات بديلا عن بناء انظمة خاصة بها مما يمكلف مبالغ طائلة. و شركة جي اكسبرس (Gexpress) و هي شركة للخمات البريدية. وأخيراً شركة بودو  ( PUDO) وهي توكيل لشركة فوديل الإماراتية و توفر هذه الشركة خدمة نقاط استلام الطلبات حيث يستطيع العميل تجميع و استلام طلباته التي طلبها إلكترونيا من اقرب نقطة استلام من بيته سواء كانت صيدلية أو سوبرماركت أو غيرهم.

هل الخبرة السابقة جعلتك تتعرف أكثر على المشاكل التي تواجه هذا القطاع؟

بالتأكيد، فمن خلال عملي في مجال التجارة الإلكترونية كنت أواجه تحديات عديدة و مشاكل كثيرة. اليوم اعمل من خلال شركاتي على حل تلك المشاكل وتوفير بيئة أفضل لشركات العمل اللوجيستي في مصر و لدينا افضل الخبراء الذين يقدمون عصارة خبراتهم دعما آمنا لكل الشركات بدون السعي للشهرة او للمنافسة ضدهم في صميم اعمالهم. نحن نقدم فقط الاستشارة و الدعم و نقف على مسافة واحدة من الجميع و بهذا فقد أخذنا خدماتنا المساندة الداعمة الي منطقة جديدة لم يتطرق غيرنا إليها من قبل.

ولكن ألا توافقني الرأي ان الشهرة مهمة جدا للشركات؟

عندما نتحدث عن قطاع الشركات اللوجيستية فبالتأكيد نحن مشهورون جدا، و لكني أتحدث عن فكرة الظهور الإعلاني والتواجد على منصات التواصل الاجتماعي للتحدث عن خدماتنا و الحلول اللتي نقدمها فهذا ليس هدفنا ابدا. رؤيتنا واضحة ومحددة وهي ايجاد حلول حقيقية للتحديات و ليس أي شئ آخر.

ماذا تفضل، تخصص كل شركة في توفير حلولا معينة أم شركة واحدة لتقديم جميع الحلول؟

أؤمن جدا بالتخصص فهو يجعل كل شركة تعطي كامل اهتمامها لنشاطها و عملائها المحددين بدون إهمال الأنشطة الأخرى، ويساعدنا وجود شركات كثيرة على التركيز التام على كل مشكلة علي حدى و البحث الدائم عن حلول لها, وأنا لا أدير كل تلك الشركات, و لكن هناك مدير مستقل لكل شركة قائما بذاته.

كيف ترى المنافسة مع الشركات الأخرى؟

المنافسة موجودة في كل شئ في الحياة و كلنا سواء شركاتنا أو منافسينا نقدم حلولا و لكن الفرق يكمن في نوع الحل وتكلفته، و هذا ما يميزنا دائما أننا نسعى بلا توقف إلى توفير الاكثر ابتكارا باقل تكلفة.

هل حصلت شركاتك علي تمويل خارجي؟

لا، كلها تمويلات ذاتية وأستطيع أن أقول بكل أريحية بأن كل شركة تغطي نفقاتها بشكل ذاتي ومستقل عن بقية الشركات، والتمويل الخارجي كفكرة ليست مرفوضة فإذا واجهنا مشروعا بمتطلبات مادية أكثر من قدرة إحدى الشركات أو أن قررنا أن نتوسع جغرافيا خارج مصر فحتما سنحتاج إلى تمويلات إضافية، ولكن حتى الآن فنحن قادرون على التمويل الذاتي ولا حاجة إلى تمويل خارجي.

ما أكبر التحديات التي واجهتك خلال تأسيس تلك الشركات؟

أكبر تحدي هو وجود قطاع موازي يقدم بعض من خدماتنا بتكلفة أقل لأنه يقدم خدمات بدون تزاخيص أو ضمانات مثل سائق النقل الذي يعمل في قطاع الشحن والنقل بدون حصوله على أي تراخيص لهذا العمل، ومثله الكثير في مجالات أخرى، فالقطاع الموازي يؤذي أي شركة مرخصة لأنها تصبح منافسة غير متكافئة.

وما الذي يحتاجه هذا المجال بوجه عام؟

يحتاج إلى دعم من الحكومة والدولة عن طريق تقديم تسهيلات لتنشيط قطاع الشحن والتوصيل والاهتمام بضرورة وجود كيان تعليمي وتأهيلي للعاملين في هذا المجال، فمعظم من لديهم خبرة من العاملين به لم يدرسوه ولكنهم اكتسبوا الخبرة من خلال عملهم في السوق، فنحتاج إلى دورات تدريبية خاصة به. فمعهد مثل معهد البريد يخرج مندوبين وموظفين و لكننا لا نراهم علي الساحة، فيجب أن يكون هناك مدرسة حقيقية للبريد، حقيقة هناك ندرة في المندوبين و تأهيلهم يأخذ وقتا طويلا، و الاحتياج أصبح متزايدا لمندوبي التوصيل سواء داخل مصر أو خارجها، والقطاع التدريبي للشباب سوف يوفر للدولة جيل حرفي في هذا المجال، كما نحتاج أيضا إلى تنظيم لقطاع تجارة مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تحول إلى قطاع كبير داخل مصر وخارجها.