Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

أحمد أبو علي يكتب: الذكاء الاصطناعي في قطاع العقارات «تجربه باتت قريبة»

في البداية، لعل التساؤل الأكثر أهمية، ما هو الذكاء الاصطناعي وتعريفه قبل الاسهاب في تطبيقاته في مجال العقارات.

يُعرّف الذكاء الاصطناعي على أنه قابلية برنامج الحاسوب أو الآلة للتفكير والتعلّم، كما يُعرّف أيضاً على أنه المجال الذي يسعى لجعل الحواسيب ذكية لتعمل بطريقة لا تحتاج بعدها إلى أوامر المبرمج أو المستخدم البشري.

وفي السنوات الأخيرة، بات الذكاء الإصطناعي يشغل حيزاً واسعاً من نقاشات قادة الفكر وأصحاب الأعمال والريادة مع الزخم الكبير الذي اكتسبه، إذ بات رقماً صعباً في عالم الأعمال والحلول وصارت كُبرى الشركات الرائدة تتسابق لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، في مسعى لاكتساب ميزة تنافسية وأفضلية عن بقية المنافسين في السوق، فلقد أصبحت العقارات التقليديه من الطوب والإسمنت وكأنها الشيء الملموس الوحيد المتبقي من القطاع العقاري والتي قاربت الي أن تصبح مع مرور الوقت غير متواجده في ظل عالم افتراضي متنامٍي بشكل سريع وكبير، في ظل مايشهده العالم من ثورة تكنولوجية هائلة طالت كل شىء وغيرت من شكل ونمط كافة أمور الحياه

ولم يسلم القطاع العقاري من تلك الثوره التكنولوجية الهائلة، والتي يعد الذكاء الاصطناعي أحد أهم دعائمها، فعلي سبيل المثال اتجهت العديد من الشركات في الصناعة العقارية مثل Compass و Zillow و LoanSnap، الآن الي استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المشترين في الحصول على  العقار الأنسب اي كان نوعه، وهو ما قد احدث بالفعل تغيير في قواعد اللعبة داخل السوق العقاري.

ليست هناك صعوبه تذكر في الاستثمار العقاري أو حتى في آليات الشراء أو عمليات البناء، فمعظم البيانات عن الصناعة العقارية متوفره  من سجلات الأراضي إلى مستندات الملكية وسعر الشراء وحتى امتيازات التأجير واعاده البيع، إلا أن المشكلة تكمن في أن تذهب عزيزي القارئ إلى الوحدات المحلية مثلا و تستطيع الحصول على جميع المعلومات فهي أصبحت عمليه شاقه ومرهقة، لكن ذلك الأمر الآن لم يعد موجودا في ظل مايشهده العالم من ثورة هائلة في تكنولوجيا المعلومات.

فامن خلال أجهزه الحاسب الآلي الآن تستطيع المرور عبر ملايين المستندات في ثوانٍ، والبحث في قيم الممتلكات ومستويات الديون وتجديدات المنازل وحتى بعض المعلومات الشخصية لمالك المنزل إن أردت، فعلي سبيل المثال في LoanSnap، وهو من أكبر مقرضي  الرهن العقاري في سان فرانسيسكو، أصبح يتم الاعتماد علي استخدام الذكاء الاصطناعي في الخطوات المختلفة لعملية الرهن العقاري، بدءًا من العثور على نوع القرض المثالي للمقترض إلى العثور على المستثمر المناسب للقرض، حيث يتم إدخال المعلومات المالية للمقترض،

ثم “يأخذ النظام كل تلك المعلومات ويتنبأ بها في المستقبل وينظر في الآلاف من الخيارات، ولعل جائحة كورونا دعمت بقوه نجاح الاعتماد على آليات الذكاء الاصطناعي في عمليات البيع والشراء والرهن العقاري داخل الصناعة العقارية عالميا الآن، حيث أن الذكاء الاصطناعي أصبح يساعدك اليوم في العثور على المنازل التي من المرجح أن يتم بيعها خلال العام القادم، من خلال جميع البيانات المرتبطة بالمنزل، مثل آخر مرة تم فيها بيع المنزل، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتثليث كل هذه المعلومات للتنبؤ بالمنزل المحتمل عرضه للبيع، لذلك يمكن للوكيل الآن الاتصال بمالك المنزل هذا، وتقديم خدماته، كما أنه امكن استخدام الذكاء الاصطناعي من تقييم سعر العقار الذي يتم امتلاكه الآن بالعقارات الأخرى في السوق، وكذلك امكانية البحث عن أنواع معينة من العقارات في مناطق محددة للغاية، وكذلك إختيار شكل ونمط التصميمات والمساحات الداخلية والخارجية، ثم الحصول على تنبيهات فورية عند حدوث شيء ما جديد يحدث بالسوق العقاري، ومن ناحية اخري فقد يتم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العقارات علي النحو التالي

اولا/ التمكين نحو إدارة ذكية للعقارات

فعلي سبيل المثال المجمعات التجارية التي تضم الشركات، تكاليف الصيانة بها قد تحتاج إلي قدر كبير من الأموال لإتمامها، ووفق بعض الإحصائيات، فإن 30-40% من مساحة المكاتب الادارية تبقى غير مستخدمة، وهي ماتسمى بالتكاليف الصامتة نظراً لكون الخسائر غير واضحة المعالم فيها، ناهيك عن كون سوء إدارة المكتب يؤدي غالباً إلى عدم رضا الموظفين، وهنا يتم الاعتماد على آليات الذكاء الاصطناعي لمساعدة العاملين في العقار على استغلال مساحة المكتب بفعالية.

وتعمل هذه التقنية على جمع البيانات من مختلف المصادر من ضمنها شبكة الانترنت اللاسلكية والمجسّات المرتبطة بانترنت الأشياء، ومن ثمّ يتم تحليل هذه البيانات المجمعة من قبل خوارزمية ذكاء اصطناعي وثم تحويلها إلى نصائح قيمة. وذلك من شأنه مساعدة الشركات على اتخاذ قرارات أفضل حول إدارة المساحات في مكتب العمل.

ثانيا/ تحسين تجربة البحث عن المنزل

لا شكّ أن عملية البحث عن منزل تبدو مرهقة للكثيرين، فمع انتشار أكثر من موقع عقار إلكتروني في السنوات الأخيرة، أصبحت مواقع العقار وتسويقه تجود بخاصية البحث التي تعمل على فلترة نتائج البحث وفق الخصائص التي يختارها الزائر مثل السعر والموقع وعدد الغرف والمساحة، وعلى الرغم من أن هذا النموذج ثبتت فعاليته، إلا أنه غالباً ما يترك للمشترين المحتملين عروضاً أكثر بكثير من المنزل ذو الخصائص المحددة الذي يبحثون عنه، ومن هُنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال، قد يتيح أحد المواقع العقارية الفرصة لمستخدميه لتنظيم بحثهم المنزلي بآلية تظهر نتائج أكثر ملائمة لتطلعاتهم الشخصية ومعاييرهم الخاصة في المنزل، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي على تعريف تفضيلات المستخدم في العقار بناءاً على البيانات الأكثر شخصية التي تم استخلاصها، من خلال استخدام نسخة حاسوبية لجمع معلومات ذات صلة من صور المستخدم الشخصية على هاتفه المحمول مثل عدد الطوابق المرغوبة، الألوان المفضلة، ومواد البناء. بعد ذلك يقوم النظام على هذا التطبيق باظهار أكثر النتائج ملاءمة في مقدمة نتائج البحث وتقديم التوصيات حول قوائم العقار الأخرى.

واخيرا فإن هناك 4 سيناريوهات محتملة قد تحدث جراء الثورة التكنولوجية الجديدة التي يقودها الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري وهي :

السيناريو الأول: في تطوير خاصية بحث العملاء عن الوحدات، فبدلاً من تقديم البوابات العقارية الحالية خصائص مثل المساحة وعدد الغرف وغيرها من المعلومات الأخرى التي تفوق حاجة المُشتري المحتمل، فإن حلول الذكاء الاصطناعي ستقوم بتقديم معلومات أكثر تركيزا تتوافق مع تفضيلات العملاء وقيمهم وسماتهم الشخصية، حيث أن هذه الحلول ستتولى أيضا إدارة خانات الدردشة بالبوابات العقارية للإجابة على الاستفسارات البسيطة لمساعدة العملاء في العثور على الوحدات المستهدفة، وفي حالة عدم تمكنها من تقديم إجابة فإنه سيتم إخطار المسؤولين بالحاجة لتدخل بشري لتقديم استجابة أفضل، حيث أنه مع تقدم التعلم الآلي ستكون مواقع الدردشة أكثر ذكاءً في المستقبل، وبإمكانها الإجابة على الاستفسارات المعقدة بما في ذلك استخدام تقنية الصوت.

السيناريو الثاني: وهو استبدال الوكلاء العقاريين بروبوتات، سترافق العملاء أثناء إجراء جولة بالوحدات العقارية المستهدفة للشراء ، حيث أن العملاء سيقومون بإجراء جولاتهم في وقت فراغهم بمعاونة الروبوتات التي تعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتتمتع بقدرة الإجابة على استفسارات العملاء.

السيناريو الثالث: يتلخص في امكانيه تنبؤ حلول الذكاء الاصطناعي بالأسعار المستقبلية للعقارات بناءا على قاعدة بيانات سوقية يجرى تحليلها مثل أنشطة السوق والخدمات والمدارس والجرائم التي تقع في مناطق الوحدات السكنية المستهدفة، وكذلك التنبؤ بقيم الإيجارات المستقبلية واتجاهات السوق والعلاقة بين أسعار العرض والطلب، فعلي سبيل المثال تقوم شركة Skyline AI  بالتنبؤ بقيم الإيجارات المستقبلية واتجاهات السوق والعلاقة بين أسعار العرض والطلب، وذلك من خلال تحليل حوالي 10 آلاف خاصية وأبحاث تعود إلى 50 عاما تخص ممتلكات في الولايات المتحدة الأمريكية.

اما السيناريو الرابع: هو تسهيل عملية شراء المنازل التي تعتبر شاقة الآن بسبب عدم الشفافية بين البائع والمشتري وبطء إتمام الشراء، ولكن ستكون عملية الشراء آلية بالكامل مستقبلا وتوفر معلومات دقيقة عن الوحدات، وكذلك عن العملاء الحاليين والمحامين.

تحليل كتبه: أحمد أبو علي

الباحث الاقتصادي