Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

أحمد صبري يكتب: تكنولوجيا السياحة TourismTech .. «عصفورين بحجر واحد»

في عصر انتهت فيه حدود الزمان والمكان وانفتح العالم بكافة دوله ومدنه باستخدام تكنولوجيات الاتصالات والمعلومات ليصبح وبحق قرية كونية، ومع تزايد التطور المذهل في تكنولوجيات الذكاء الصناعي والتواصل الاجتماعي ليعيد تشكيل صناعة السياحة عالميا ويغير كافة المفاهيم والأسس ليجعل من السائح ونشره لتفاصيل رحلته في أي دولة هو أهم مسوّق سياحي، ويجعل نظم الذكاء الصناعي لقواعد الحجز المركزية هي المنظم للسياحة الدولية.

يعمل في مصر 2300 شركة متخصصة في السياحة والسفر، مقسمة بين شركات سياحة خارجية، سياحة السفر، والسياحة الدينية، وأيضا الصناعات الخدمية مثل النقل السياحة والليموزين والترفيه، تعمل كافة هذه الشركات تحت مظلة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة.

يمثل الوضع الحالي لتطبيق التكنولوجيا في مجال شركات السياحة أقل من المطلوب وخاصة مع التحديثات المستمرة في القطاع التكنولوجي الذي يجعل تحديث هذه الانظمة مطلوب باستمرار، وتحصل الشركة الكبرى على نصيب الأسد في التكنولوجيا السياحية والتي تعتمد بشكل كببير على أنظمة دولية.

من الطبيعي أن تجد أكبر الدول المصدرة للحلول التكنولوجية السياحية في العالم هي نفسها أهم دول المقاصد السياحية وعلى رأسها إسبانيا وفرنسا حيث اعتمدت شركاتها السياحية على حلول مطورة محليا ومن ثم انطلقت بهذه الحلول إلى كافة دول العالم.

تغطي هذه الحلول جميع مراحل التعاقدات والعمليات السياحية سواء التسويق أو الحجز أو الإدارة أو تمكين خبرة جيدة للسائح، وهذه الحلول لا تتوقف عن التطوير والتحديث، فهي تتواكب مع جميع التكنولوجيات الحديثة سواء المادية أو البرمجيات.

هناك العديد من التحديات التكنولوجية أمام صناعة السياحة المصرية والتي تبدأ بسيطرة الموجة الحديثة من مواقع وكالات السفر الإلكترونية العملاقة مثل Expedia  و booking.com وغيرها على سوق الرحلات عالميا والتي أصبحت تسيطر بشكل شبه احتكاري على السياحة عبر الإنترنت وأيضا تسعير الغرف الفندقية، ويذكر أن ميزانيات هذه الشركات تماثل ميزانيات الدول الصغيرة.

ويأتي في المرحلة الثانية من التحديات، منها محركات الحجز المركزية للطيران Global Distribution Systems  وبنوك الغرف الفندقية Hotel Bed Banks والغرف السياحية التي يمكن من خلالها الحجز في مئات الآلاف من الفنادق على مستوى العالم وأيضا حجز رحلات الطيران على المئات من الخطوط الجوية.

أما على صعيد إدارة أعمال الشركات السياحية نفسها، فأصبحت أنظمة ادارة التشغيل السياحي Tour  operators solution متقدمة للغاية لاعتمادها على تكنولوجيات البرمجة السحابية واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى تكنولوجيات الذكاء الصناعي.

تمثل تكنولوجيا السياحة فرصة لشركات السياحة المصرية تكمن في وجود أكثر من 2000 شركة تكنولوجية في مصر، وأيضا وجود هذا الكم الكبير من كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات، والتي قد تحدث طفرة في القطاع السياحي في حال تعاونها مع الشركات السياحية والاستمرار في إيجاد حلول تكنولوجية غير تقليدية بالبحث والتطوير المستمر.

وأيضا هي فرصة في ذات الوقت لشركات التكنولوجيا المصرية وذلك بدخولها في معلب واحدة من أهم مصادر الدخل في العالم وهي السياحة التي أصبحت تعتمد على الحلول التكنولوجية واحتياجاتها الدائمة لتحديثها للاستمرار في مواجهة التنافس العالمي.

 

الخلاصة

يجب أن تتبنى مصر رؤية خاصة لتكنولوجيا السياحة Tourism Tech  والتي يندمج فيها قطاعي السياحة مع قطاع التكنولوجيا من خلال رؤية وطنية تعتمد على عدة محاور، أولها بناء جيل من المبرمجين المصريين متخصصين في علوم السياحة والتكنولوجيا، ثانيا وضع مواصفات قياسية للبرمجيات المصرية المتخصصة في القطاعات الرأسية السياحية تمثل متطلبات القطاعات الرأسية السياحية المتخصصة ومواكبة للمواصفات القياسية السياحية الدولية وأيضا متماشية مع الطفرات التكنولوجيه الحديثة، ثالثا استمرار التواصل بين القطاعين من خلال ورش عمل وندوات تعقد بشكل منتظم للاطلاع على المستجدات السياحية والتكنولوجية وتوحيد الرؤى، رابعا التواصل مع العالم من خلال تنظيم عدة مؤتمرات وطنية عن تكنولوجيا السياحة يحاضر فيها المنظمات الدولية والشركات العالمية وأيضا مزودة الخدمات الدوليين لتصبح جسر التواصل الدولي، خامسا تمثيل القطاع المصري المستحدث Tourism Tech  في المحافل الدولية لتسويق الحلول والتجارب المصرية عالميا.

تحليل كتبه: م/ أحمد صبري

مستشار التسويق الإلكتروني والتحول الرقمي بغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة المصرية