Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

«المسئولية المجتمعية لشركات الاتصالات حقيقة أم وجاهة؟».. 120 دقيقة على كلوب هاوس ترصد تحالف الخير

تعد الرغبة الجادة في دعم مجالات المسؤولية المجتمعية من جانب شركات الاتصالات في مصر “قاسم مشترك” خلال الفترة الأخيرة خاصة في ظل تنامي دور القطاع على مستوى المشاركة في الناتج المحلي الإجمالي أو على مستوى دعم مؤشرات التنمية المستدامة للدولة المصرية، فالشركات بجانب تخصيصها ملايين الجنيهات لهذا القطاع الحيوي سنويا قامت بإنشاء إدارات ومؤسسات تابعة للإشراف على هذه المجالات تحت مسؤولية قيادات واعدة، للالتزام بأفضل الممارسات العالمية للمسئولية المجتمعية سواء البيئية أو الاجتماعية أو الحوكمة أو بما يتماشى مع مناخ الأعمال المصري ومتطلبات التنمية في ظل التحديات الحالية.

وتنوعت الأنشطة التي تقوم بها شركات الاتصالات بمجالات المسؤولية المجتمعية ما بين أنشطة بيئية واجتماعية أو في مجالات الرعاية الصحية أو التعليم الأساسي أو التقني، لتتعدد وجهات النظر حول المسؤولية المجتمعية بين كونها تعزز العلاقة بين الشركات والمجتمع المحلي والعملاء من وجهة نظر اجتماعية فقط لتحسين الصورة الذهنية حول الشركة وعلامتها التجارية، أو كونها أداة رئيسية للتنمية المستدامة وتعزيز قوة المجتمع عبر سياسات تشترك فيها الشركات بمخصصات مالية وفنية وبموظفيها وشركائها للوصول لأثر حقيقي يدفع بخطوة نحو المستقبل.

ووضعت جائحة فيروس كورونا وتداعياتها الصعبة شركات الاتصالات داخل دائرة الأحداث في ظل سياسات البقاء في المنازل والعمل والتعليم عن بعد والاعتماد بشكل كلي على شبكة الإنترنت والاتصالات لإنجاز مسارات الحياة المختلفة؛ ما أشار بقوة لبعد اجتماعي حصري ومهم لهذه الشركات لتعزيز هذه القنوات الإلكترونية، ليس بفكر استثماري فقط ولكن بسياسات تضمن تطورها وتقديمها بأسعار مناسبة أو مجانية لبعض الفئات خاصة في مجالات التعليم والصحة لتتلائم مع الظروف استثنائية التي فرضتها جائحة كورونا وكون “الاتصالات والتكنولوجيا” ركن رئيسي.

ونظمت FollowICT ندوتها الافتراضية حول هذا الموضوع عبر تطبيق كلوب هاوس للوقوف على أنشطة شركات الاتصالات في مجال المسؤولية المجتمعية والتعرف على السياسات والأهداف المستقبلية في هذا المجال الحيوي، بمشاركة نجلاء نصير رئيس قطاع المسؤولية المجتمعية بالشركة المصرية للاتصالات، وسارة عادل مدير قطاع المسؤولية المجتمعية والاستدامة بشركة اتصالات مصر، وهالة عبد الودوود رئيس قطاع العلاقات العامة والإعلام والمسؤولية المجتمعية وإدارة الجودة بشركة أورنج مصر، ومي ياسين أمين عام مؤسسة فودافون مصر لتنمية المجتمع ورئيس قسم أعمال الاستدامة بشركة فودافون مصر، إلى جانب مشاركة أحمد رأفت مذيع الشارع باعتباره من أنجح الشخصيات التي استفادت من شهرته على منصة اليوتيوب والفيسبوك في تقديم دعم إنساني ومجتمعي للعديد من الأسر.

في بداية الجلسة قمنا بالحديث عن نشاط شركات الاتصالات في مجال المسؤولية المجتمعية في مصر، ومدى ارتباطه بأهداف الدولة التنموية، فأوضحت نجلاء نصير أن المصرية للاتصالات تعمل على تنفيذ برامج المسئولية المجتمعية باعتبارها واجب وطني لدعم التنمية المستدامة للدولة المصرية بشكل عام، مشيرة إلى أن سياسات الشركة تركز على تحقيق تأثير طويل المدى فى المجتمع كنشاطها في مجالي الصحة والتعليم باعتبارهما من الملفات الحيوية التي تحتاج دعم القطاع الخاص بجانب جهود الحكومة.

أضافت “كما نحاول تطويع التكنولوجيا واستخدامها في مجال المسؤولية المجتمعية من أجل خدمة المجتمع، وهي الاستراتيجية العامة التي تحكم قطاع الاتصالات بشكل عام حيث يعد القطاع العنصر الرئيسي في خطة الدولة للتحول الرقمي وتعزيز الشمول المالي، وهو توجه مجتمعي قبل أن يكون استثماري حيث أن الدولة بتطبيقها تحولات تكنولوجية في كافة المجالات واعتمادها على التقنيات الحديثة وقواعد البيانات الالكترونية ستسهل عملية الانتقال الى الاستدامة وتحريك معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل إيجابي”.

نجلاء نصير رئيس قطاع المسؤولية المجتمعية بالشركة المصرية للاتصالات

أما هالة عبد الودود، فشددت على أن شركة أورنج تعتبر المسؤولية المجتمعية جزء رئيسي من استراتجيتها في السوق المصري وتركز على مجالات حيوية تخدم أهداف التنمية المستدامة كالصحة والتعليم (الأساسي والفني) ودعم ريادة الأعمال وذوي الاحتياجات، بالإضافة إلى دعم المرأة المصرية وتمكينها داخل المجتمع، ويتم ذلك من خلال التدريب والتوعية والدعم المباشر وغير المباشر.

وأضافت “تعد المسؤولية المجتمعية هي جزء  تتعاون فيه شركات الاتصالات ولا يوجد تنافس بيننا”.

في حين تشير سارة عادل إلى أن اتصالات مصر تؤمن بأن المسؤولية المجتمعية من أهم قطاعات الشركة، لذلك قامت بصرف ما يقرب من 120 مليون جنيه على مدار السنوات الماضية من أجل دعم ميزانية المسؤولية المجتمعية، وفي عام 2013 قامت بتدشين مؤسسة اتصالات لتنمية ورعاية المجتمع، ونسعى دائما لمساعدة الدولة في مواجهة المشكلات وأبرزها مشكلة الرعاية الصحية وزيادة الوعي لدى المواطنين وتوفير حياة آمنة خالية من المرض اعتمادا على الحلول التكنولوجية.

وأضافت “نسعى للتخطيط مستقبليا من أجل تفعيل دورنا المجتمعي، ونعمل ضمن خطة مصر 2030 من أجل دعم تحقيق بعض الأهداف، ولدينا مبادرات للتنمية المستدامة التي تضمن خلق بيئة رقمية آمنة، بجانب دعم رواد الأعمال المتخصصين في مجال مشروعات الصحة”.

سارة عادل مدير قطاع المسؤولية المجتمعية والاستدامة بشركة اتصالات مصر
سارة عادل مدير قطاع المسؤولية المجتمعية والاستدامة بشركة اتصالات مصر

وقالت مي ياسين إن مؤسسة فودافون مصر لديها العديد من الأنشطة المجتمعية منذ عام 2003 كأول مؤسسة تابعة لفودافون مصر وخاضعة لوزارة التضامن الاجتماعي، واستثمرنا داخل مصر حوالي 550 مليون جنيه داخل حوالي 50 مشروع تنموي، وتعد أبرز اهتماماتنا هي تمكين المرآة ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة والتعليم وتوفير فرص عمل للشباب ، ولدينا جزء خاص بأعمال الاستدامة مثل مشروعات الحفاظ على البيئة بالتعاون مع وزارة البيئة مثل إطلاق تطبيق e  tadweer ومنصة فكرتك ومنصة تعليمي التي أطلقناها خلال جائحة كورونا.

وأوضحت “نقوم بالتركيز على مشروع أو مشروعين فقط خلال العام الواحد من أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة، وخلال جائحة كورونا كان لدينا تحد كبير بدأناه بالتبرع بمبلغ 10 مليون جنيه لتوفير أجهزة طبية لمستشفيات العزل مع تقوية الشبكة بمستشفيات العزل وإتاحة باقات مجانية للأطقم الطبية”.

ومن جانبه، يقول أحمد رأفت “من واقع تجربتي المجتمعية أرى أن شركات الاتصالات تحتاج إلى توجيه الإنفاق بشكل أكثر تركيزا، بحيث تذهب المخصصات المالية إلى مستحقيها، وهو ما يمكن أن نطلق عليه توظيف الإنفاق بشكل صحيح”، مشيرا إلى أن ما يقوم به حاليا في برنامجه مذيع الشارع من توزيع بعض الأموال على المحتاجين تستهدف في الاساس المساهمة في تحفيز المجتمع شركات وأفراد في دعم الفئات الأكثر احتياجا حيث تمنعهم عفتهم من السؤال، لذلك يجب أن تعمل الدولة والمجتمع المدني وشركات القطاع الخاص على بذل مجهود أكبر في تحديد بيانات هذه الفئات للوصول إليهم.

أحمد رأفت مذيع الشارع

والسؤال الذي يشغل بال عدد كبير من المتابعين لملف المسؤولية المجتمعية هو: كيف يتم توجيه الإنفاق في المسؤولية المجتمعية وتحديد الأوليات؟

هالة عبد الودود تقول “لدى شركة أورنج بالفعل استراتيجية لتحديد أولويات الإنفاق، حيث ننظر إلى احتياجات المجتمع الفعلية من خلال الزيارات الميدانية  والتعامل بمعطيات أرض الواقع، ثما يعقبها تحديد آليات ضمان تحقيق الاستفادة المطلوبة، مع الوضع في الاعتبار تحقيق أهداف الدولة ممثلة في وزارة التضامن الاجتماعي، بجانب مبادرات الدولة مثل المبادرات التي ظهرت وقت جائحة كورونا”.

هالة عبد الودوود رئيس قطاع العلاقات العامة والإعلام والمسؤولية المجتمعية وإدارة الجودة بشركة أورنج مصر

وأضافت “لدينا اهتمام كبير بمشروعات التنمية في المحافظات والأقاليم من خلال دورنا المجتمعي، ونسعى للعمل داخل تلك المحافظات من خلال منظمات المجتمع المدني لأنها تكون أكثر إداراكا بآلية التواصل مع مستحقي الدعم”.

وتشير نجلاء نصير إلى أن آليات توجيه الإنفاق في مجال المسؤولية المجتمعية لا يتوقف على شكل الصرف، فمثلا برنامج مثل مذيع الشارع يقوم بتوزيع مبالغ بسيطة جدا لكن لها مردود كبير جدا، والشركات الكبرى قد تنفق ملايين الجنيهات لكن من أجل تحقيق أهداف مجتمعية كبرى تتماشى مع توجهات الدولة، فمثلا نقوم بالتركيز على دعم التعليم الفني وتغيير نظرة المجتمع تجاهه وسد الفجوة بين خريجي التعليم الفني وسوق العمل.

في حين تؤكد سارة عادل أن اتصالات مصر تقوم بعمل دراسات واستقصاءات من أجل تحديد الأولويات، بعد ذلك يتم وضع خطة العمل من أجل ضمان وصول الدعم لمستحقيه، نركز على الاحتياجات الصحية والتي ينتج عنها القيام بقوافل طبية ضخمة.

نفس الأمر تؤكد مي ياسين، احيث تسعى فودافون دائما لتوجيه الإنفاق في مجال المسؤولية المجتمعية نحو الفئات الأكثر احتياجا، والأمر يعود للدراسات والبحوث التي يتم إجرائها بشكل دوري، بجانب دعم خطط الدولة.

يوجد سؤال آخر لافت للنظر، لماذا يسيطر السيدات على مناصب مديري المسؤولية المجتمعية في شركات الاتصالات؟

مي ياسين أجابت بدبلوماسية، حيث قالت “بشكل عام زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل والمناصب القيادية وتحقيق المساواة يعزز فرص النمو الاقتصادي؛ وتوضح دراسة صندوق النقد العربي أن القضاء على عدم المساواة الاقتصادية بين الرجل والمرأة يمكن أن يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بما يتراوح بين 12 إلى 28 ترليون دولار بحلول عام 2025”.

مي ياسين أمين عام مؤسسة فودافون مصر لتنمية المجتمع ورئيس قسم أعمال الاستدامة بشركة فودافون مصر

وأضافت “في قطاع المسؤولية المجتمعية يكون الإيمان بالقضية هو الفيصل، وفي الأغلب يكون السيدات أكثر إيمانا بقضايا المسؤولية المجتمعية، نظرا لطبيعة المرأة بشكل عاما حيث تكون أكثر اهتماما واتصالات بالمسائل المجتمعية سواء على مستوى أسرتها أو المجتمع بشكل عام، بالإضافة إلى دراساتها العميقة في هذا المجال لأنها تتعامل معه ليس كوظيفة فقط ولكن بشغف وحب لتقديم يد العون لكافة الفئات التي تحتاج إلى دعم”.

أما هالة عبد الودود فكانت منحازة للمرآة، وقالت إن الفترة الحالية تشهد تحركات إيجابية في ملف دعم المرأة فى مختلف القطاعات وليس المسؤولية المتجمعية وفقط، وإبراز دورها الفاعل فى خدمة المجتمع ورفع مؤشرات التنمية بالدولة والإستفادة بطاقة المرأة فى تمكين المجتمع على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأضافت “لاشك أن الرغبة في العمل المجتمعي والشراكة يكون أكثر وضوحا لدى السيدات، والدليل بالفعل أن النساء يسيطرن على هذا المنصب سواء في شركات الاتصالات أو البنو، ويقدمن نجاحات ملموسة في هذا المجال بشكل واضح”.

وتقول نجلاء نصير “لا أحد ينكر مجهودات ونجاحات المرأة المصرية في  جميع المؤسسات العاملة فى مصر فى مجال المسئولية المجتمعية سواء مؤسسات مجتمع مدنى أو كيانات وشركات تهتم بدعم العمل المجتمعى بجميع محاوره ، مستندة على الدعم الكامل الذي قدمته القيادة السياسية لقضايا المرأة وتمكينها سياسياً واقتصادياً”.

وأضافت “تشير أزمة كورونا إلى ضرورة فتح المجال للمرأة المصرية لتساهم في تقديم كافة أنواع الدعم ، باعتبارها جزء رئيسي في معادلة التنمية للدولة المصرية، وتعزيز الجهود فى المرحلة المقبلة بين جميع الأطراف العاملة فى العمل المجتمعى، وتوحيد الرؤى وعقد الشراكات وطرح الحلول لأهم القضايا والموضوعات والخروج بالتوصيات اللازمة والتي يكون لها الأثر التنموى الواضح على أرض الواقع وتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانات جميع الأطراف”.

وترى سارة عادل أن المرأة المصرية قدمت خلال الفترة الأخيرة نماذج مُشرفة فى العديد من المجالات والمناصب التي تتولي فيها مناصب قيادية، وليس على مستوى إدراتها لمجالات المسؤولية المجتمعية وفقط، فيكفي أن المرأة المصرية تترأس حاليا 8 وزارات هامة وحيوية، مما أثبتت قدرتها على القيادة والترقي وشغل المناصب الهامة بالدولة.

أضافت أن تواجد المرأة في المناصب القيادية وفي مجال المسؤولية المجتمعية يعد أحد أهم الدوافع الإيجابية والداعمة لتغيير واجهة المجتمع، وتوفير الرعاية الاجتماعية للمرأة العاملة، ومشاركة المرأة فى المجالات الحيوية كالتعليم والصحة.