Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

منتدى شباب العالم.. التكنولوجيا حاضرة بقوة ومطالب بتسريع عملية التحول الرقمي

شكلّت التكنولوجيا مسارا رئيسيا لفعاليات منتدى شباب العالم، الذي ينعقد في مصر في الفترة من 10 إلى 13 يناير الجاري، وافتتح فعالياته الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أكد المشاركون من كافة الجنسيات على أن جائحة كورونا فرضت على العالم أوضاع معينة، وسياسات اجتماعية دفعت إلى التوسع في استخدام التكنولوجيا فى كافة نواحي الحياة المختلفة، وتسريع عمليات التحول الرقمي، وإدراك أن التحول الرقمي والتطبيقات التكنولوجية الناجحة ستؤدي إلى أرباح في العديد من القطاعات الاقتصادية، فضلًا عن تحقيق الاستفادة القصوى من استخدام الموارد المتاحة وتعظيم الإنتاج.

وبقراءة لتصريحات كبار المشاركين في المنتدى، تم الإشارة إلى أن التحول الرقمي بات هدفا استراتيجيا على أجندات كافة الدول الباحثة عن الريادة وتخطي أزمة كورونا وأيضا الأزمات اللاحقة مما يتطلب ضرورة الوعي بأهمية التكنولوجيا ومنح المزيد من الفرص وأيضا الوقت للشباب للتفوق في مجالات التحول الرقمي المتنوعة، ووضع قطاع التكنولوجيا والاتصالات على رأس سياسات الدول التنموية خاصة في القارة الإفريقية، حيث سيحظى القطاع بالمزيد من فرص العمل كونه القطاع الأعلى جذبا لمهارات وإمكانيات الشباب في العصر الحالي.

واستعرض الخبراء المشاركون خلال فعاليات اليوم الأول للمنتدى وورش العمل الملحقة به، دور التكنولوجيا في مواجهة التحديات وحل المشكلات في مختلف أنشطة الحياة اليومية، ومجالات العمل المختلفة كالصحة والصناعة والتجارة والزراعة والأمن وغيرها، مؤكدين على أن المستقبل يشير إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود في هذا المجال الحيوي، وتعزيز الاستثمارات في تطوير البنية التحتية للاتصالات في ظل وجود فجوة في المنطقة في هذا الاتجاه لا تتناسب مع المعطيات التي فرضتها الجائحة من تنامي استخدامات التكنولوجيا.

وهدفت مجموعة من الفعاليات والورش التفاعلية بشكل رئيسي إلى إيجاد حلول للتحديات التي تواجه العالم تضمنت مجموعة توصيات من الشباب المشاركين فيها باستخدام تطبيقات تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وجميع مكونات النظام البيئى الرقمي للتأسيس لمجتمعات قائمة على الابتكار.

الروبوتات تسيطر على المشهد الرئيسي

سيطر على المشهد الرئيسي للمنتدى مشاركة العديد من الروبوتات ضمن كافة الفعاليات التي شارك فيها فريق ربوتات كبير لتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا، لمنتدى يشارك فيه شباب من 196 دولة، وتحدث واحد من الروبوتات المشاركة في فعاليات افتتاح المنتدى بعد استعراضه أمام الحضور الإجراءات الاحترازية والوقائية المقررة من أجل تأمين المنتدى.

وقال الروبوت أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي وضيوف مصر في افتتاح المنتدى: “أتشرف بوجودي اليوم بالإنابة عن مجموعة من أصدقائي الذين يعملون خلال أيام وفعاليات منتدى شباب العالم.. إدارة المنتدى حرصت على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا “أتمنى لكم وقتا آمنا وتظلوا آمنين تحيا مصر وشكرا”.

وهو ما أوضحته إدارة المنتدى بأن المنتدى يستخدم تقنيات غير مسبوقة تضم روبوتًا متطورًا يعمل على تعقيم القاعات، وروبوتًا آخر يقوم بقياس درجات الحرارة للمشاركين وتوزع على الحضور أدوات التعقيم، وتقديم المعلومات عن القاعات وأماكن الفعاليات، بالإضافة إلى روبوت يوزع الأطعمة والمشروبات على الحضور.

المشهد منح رسالة مباشرة حول أهمية التكنولوجيا في الحدث، والتركيز على مختلف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وفي المقدمة منها الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي تجسدها، حيث أنه بحسب تقارير الاتحاد الدولي للروبوتات، فإن عدد الروبوتات الصناعية ارتفع من 74 روبوتاً لكل 10 آلاف موظف على مستوى العالم عام 2016، إلى 113 روبوتاً عام 2020، وفيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، قدرت التقارير الاقتصادية نسبة مساهمة الذكاء الاصطناعي في اقتصادات دول الشرق الأوسط بنحو 320 مليار دولار بحلول عام 2030.

مستقبل التكنولوجيا والتحول الرقمي

وعُقدت ضمن الورش التحضيرية لمنتدى شباب العالم، ورشة عمل بعنوان مستقبل التكنولوجيا والتحول الرقمي ما بعد الجائحة، بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة والمتخصصين في مجال العمل التكنولوجي ورواد المجال على المستويين العلمي والعملي، وجرى خلال الورشة مُناقشة عدة موضوعات حول استغلال وسائل التكنولوجيا المُختلفة في مجالات الحياة اليومية لمواجهة التحديات الناتجة عن جائحة فيروس كورونا.

وأكدت الدكتورة يمنى عبد الله، مدرس مساعد بإحدى الجامعات الألمانية والمتخصصة في مجال تكنولوجيا التصوير الحراري، على دور التكنولوجيا في مواجهة التحديات وحل المشكلات في مختلف أنشطة الحياة اليومية، ومجالات العمل المختلفة مثل مجال الصحة والصناعة والزراعة والأمن، مشيرة إلى أنه مع بداية العام الجاري ومرور أكثر من عامين على بداية جائحة كورونا يجب أن يفكر قادة الأعمال بالفعل في أولويات التحول الرقمي، جنبًا إلى جنب مع الاستثمار اللازم لإنجازها.

وأشارت إلى أن العالم يشهد الآن ثورة في المنصات السحابية والأتمتة الفائقة مرورا بتكنولوجيا الجيل الخامس وظهور المدن الذكية، لافتة إلى أن المؤسسات في جميع القطاعات تقترب من “لحظة الرقمنة أو الموت” الخاصة بها، فالوباء حفزّ ابتكار وتنفيذ تقنيات جديدة عبر مجموعة من الصناعات، مما مكّن العلامات التجارية المنافسة والوافدين الجدد للقطاعات الاقتصادية المختلفة من النفاذ وتحقيق نجاحات.

ونوه براين بوسير، رائد أعمال فى مجال إنترنت الأشياء IOT من دولة كينيا، أن الأساسيات والأهداف الأساسية للتحول الرقمي تتمثل في زيادة الإنتاجية والكفاءة والابتكار، ومن خلال القيام بذلك يجب تقديم حلول محسنة تتناول مبادرات الاستدامة، مثل أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن التحول الرقمي في عام 2022 يجب أن يضمن للشركات الوصول إلى البنية التحتية الرقمية بما في ذلك البنية التحتية للاتصال.

وعدد براين أهمية التطبيقات التكنولوجية في كافة القطاعات الحيوية للدولة ملقيا الضوء على تجربته فى إنشاء تطبيق لتحسين الإنتاج الزراعى عن طريق استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لمعرفة خواص التربة، وتحديد الأوقات المناسبة للري وكمية المياه المطلوبة، وتحديد أنسب أنواع الأسمدة لتحقيق الفاعلية الناجحة لاستخدام الموارد المتاحة، خاصةً مياه الرى مما يحقق تعظيم الإنتاج وجودته، وهي مشكلة تواجه القارة الإفريقية تحديدا بما تواجهه من تصحر ونقص في المياه.

وأكد براين بوسير على أهمية أن يتم تحديد الأهداف من استخدام إنترنت الأشياء لأي صناعة أومجال للاستفادة القصوي منها، إلى جانب تواجد وعي ورغبة لتجربة هذه التكنولوجيا الجديدة للوصول إلى الأهداف التي نسعى لتحقيقها من خلالها، مؤكدًا على أن هناك العديد من التحديات التي تواجه تطبيق هذه التكنولوجيا كغيرها من التقنيات الحديثة، ومنها كيفية تكامل كل أطراف المنظمومة وتفاعل هذه الأدوات مع بعضها، بالإضافة إلى أن تعدد الشبكات المستخدمة في عملية التحول إلى إنترنت الأشياء يعد تحديًا كبيرًا، وكذلك ضرورة وجود تشريعات تنظم هذه الصناعة وتضمن لها الاستدامة حيث لا ينبغي النظر إلى الاستدامة على أنها اتجاه، بل كجزء أساسي من التحول الرقمي.

التحول الرقمي في الدولة المصرية

وكانت “بيزنس إنسايدر” قد توقعت أن يخلق النمو المستمر لصناعة إنترنت الأشياء قوة تحويلية في جميع المنظمات من خلال دمج جميع الأجهزة الحديثة مع الاتصال بالإنترنت، ما يمهد الطريق لنمو حجم هذه الصناعة إلى أكثر من 2.4 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2027، مشيرة إلى أن من واقع بيانات استطلاع رأي شمل 400 من كبار المسؤولين التنفيذيين حول العالم، فإن من المرجح أن يكون هناك أكثر من 41 مليار جهاز إنترنت الأشياء في غضون 6 سنوات من الآن.

وأضاف الدكتور عماد نجيب، المتخصص مجال في تحسين الاستشعار خلال الورشة، أن كافة التقنيات التكنولوجية حاليا تعتمد على حجم هائل من سلاسل البيانات، وفي المقابل توجد عدد تحديات أخرى مرتبطة بتضخم البيانات وخصوصيتها وأمنها، مشيرا الحاجة إلى التنوع في التحول الرقمي وتوفير التمويل المطلوب له حيث أن أهم مشروع للتحول الرقمي الذي سيحتاج القادة إلى تنفيذه في العام المقبل هو بناء بنية تحتية تكنولوجية من شأنها أن تدعم وتعزز قوة عاملة عن بعد وعالية الأداء.

ولفت إلى إن البيانات لها قيمة نافذة في تطوير أي صناعة بصفه عامة، مما يؤكد على ضرورة الحاجة إلى الوقوف على أسباب الفجوة التي تدفعنا لاحتياج التكنولوجيات الحديثة، ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية، الأمر الذي يستلزم الاستعداد التام لمواكبة هذه التطورات، وكيفية استغلالها بالطريقة الأمثل.

أفكار لحلول تكنولوجية مبتكرة

وشارك العديد من الحاضرين في ورش العمل في فعاليات متصلة بالتكنولوجيا عبر التوزيع إلى مجموعات في عدد من الأنشطة، التي شملت اختيار تحدي مُحدد يواجه بلدانهم، واقترح أفكار لحلول تكنولوجيا مُبتكرة لمواجهته هذه التحديات، مع وضع خطة للتنفيذ ومراقبة التقدم المحرز فى تحقيق النتائج.

وأجمع المتحدثون على أهمية استخدام التكنولوجيا لتقوية البنية التحتية، حيث أن ضعف البنية التحتية يؤدى مشكلات مركبة منها ارتفاع تكلفة بعض الموارد الحيوية، وهو مما يؤدى إلى تضخم أسعار الغذاء والسكن، وتضاؤل فرص استثمار القطاع الخاص، خاصة فى دول افريقيا التى تعانى من تسارع النمو السكنى وندرة بعض الموارد الحيوية.

واتفق المتحدثون عبر تجاربهم التفاعلية، على أن جميــع مكونات النظام البيئي الرقمي مهمــة جــدًّا بالنســبة إلى الاقتصاديات الناميــة، خصوصًا في دول القارة الإفريقية، وبالتالي أهمية إدراك أن التحول الرقمي والتطبيقات التكنولوجية الناجحة ستؤدي إلى أرباح في العديد من القطاعات الاقتصادية.

من جانبه قدم متحدث هواوي، فرانك لي المسؤول الإقليمي للأمن السيبراني والخصوصية في ورشة العمل، عرضًا حول أهمية الأمن السيبراني وحاجة الشركات والحكومات للاستثمار فيه، وشرح أحدث الأساليب لحماية الأفراد والشركات والحكومات ضد مختلف الهجمات الإلكترونية، وذلك في إطار رفع الوعي حول أحدث التهديدات للأمن السيبراني.

‎وأكد فرانك لي، أنه مع التطور المتسارع للتكنولوجيا، تواصل الشركات ومنهم هواوي عملها الدؤوب مع كافة الحكومات والعملاء والشركاء لمواجهة تهديدات الأمن السيبراني والتغلب على تحدياته من خلال نُهُج مختلفة، إذ إن الأمن السيبراني وحماية الخصوصية على رأس أولويات الدول ، منوها إلى منتدي شباب العالم فرصة مناسبة للتواصل مع المواهب الشابة بغرض تبادل الخبرات في هذا المجال من أجل إيجاد أفكار خلاقة من شأنها المساهمة في مواجهة التحديات التي تواجه العالم.

‎وأشار إلى أن ورشة العمل التي كان حضورها من الشباب بشكل رئيسي، فتحت الفرصة لاكتساب المعرفة من خبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما أتاحت الفرصة للشباب المشاركين لتقديم أفكارهم وحلولهم المبتكرة لمختلف القضايا العالمية عبر تحديات تفاعلية باستخدام مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات،الأمر الذي يساهم في تمكين الشباب وبناء قدراتهم وتطوير مهاراتهم الرقمية.

ومن المتوقع أن يشهد المنتدى مناقشات ثرية حول الشباب والإبداع والتنمية، كما يركز على عدد من القضايا الجديدة والملحة على الأجندة الدولية كاقضية المناخ، وموضوعات نقاشية متكاملة تتعلق بكل من الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعى، و تمكين الشباب وتنمية المواهب الرقمية، انطلاقًا تعزيز التعلم الرقمي ومهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإيجاد جيل جديد من المواهب الرقمية يكون قادرًا على إحداث التغيير اللازم في العالم من حوله والمساهمة في حل مشكلاته، وأيضا تحقيق التنمية المستدامة من خلال زيادة الوعي والمعرفة بتقنيات التكنولوجيا.

وسيستعرض المنتدى نتائج توصيات ومبادرات الدورة السابقة للمنتدى المتعلقة بتشجيع التحول الرقمي ومكافحة القرصنة وتوفير مليون وظيفة للشباب ، وأهمها إطلاق مبادرة إفريقية للتحول الرقمي والتميز الحكومي، بالتعاون مع معمل الأمم المتحدة الإفريقي لرعاية الإبداع التكنولوجي والاتحاد الإفريقي ، والدعوة لإطلاق مبادرة إفريقية لمكافحة القرصنة الرقمية لتأمين المعلومات شديدة الحساسية لتكون حائط صد ضد محاولات الإختراق الرقمي ، وإنشاء منصة إلكترونية عربية إفريقية للمرأة، تَتَضَمّن مكتبة رقمية لكل الدراسات والأوراق البحثية والتقارير الخاصة بالمرأة، وإبراز المبادرات النسائية الناجحة وتعميمها، ودعم سبل تمويلها ، والدعوة لإنشاء اللجنة الأورومتوسطية لمكافحة الكراهية على الفضاء السيبراني، ودعوة الأمم المتحدة لتبني بروتوكول دولي لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف والتنمر عبر وسائل الشبكة الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأيضا إطلاق المنتدى في الدورة الماضية مبادرة بحثية للجامعات الإفريقية للتركيز على مختلف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ودراسة سبل الاستفادة منها لحل مشكلات القارة، وإطلاق مبادرة لدعم مطوري تطبيقات بلوكتشين في المجالات المختلفة، لدعم أهداف التنمية المستدامة، بالتعاون مع منصة WYF Labs التي أطلقها منتدى شباب العالم لتشجيع ريادة الأعمال، وإنشاء مراكز للتبادل المعلوماتي بين الدول ودعوة المؤسسات التعليمية والمالية والاقتصادية لدعم المبتكرين حول العالم.