Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

مصطفى محسن يكتب: المنصات العقارية الافتراضية وتصدير العقار.. التكنولوجيا في خدمة الاستثمار

عالم جديد يعيش وسط كم هائل من التطور، منه ما يتماشى مع طبيعة الحياة التي تعودنا عليها، ومنه ما يعد جديدا علينا، إلا أننا لا نمتلك رفاهية الاختيار أو الانتظار طويلا حتى نستطيع التجاوب مع تلك المتغيرات وتحقيق الاستفادة منها.

ومن أهم هذه المتغيرات الحالية، التي أصبحت تشكل أمرا واقعا يعيشه العالم، هي تقنيات الواقع الافتراضي VR أو الواقع المعزز AR (الميتافيرس) Metaverse، ولعل مع تطور استخدام تلك المنصات الافتراضية، أصبح التجاوب معها أمرا واقعا، فأصحاب كل قطاع يحاولون تحقيق الاستفادة العظمى من هذا التطور التكنولوجي الهائل بما يخدم قطاعهم ويحقق لهم السبق، ويعزز من استمرارية تواجدهم وتنافسيتهم داخل الاقتصاد العالمي تحديدا.

وضمن قائمة أهم المنصات الافتراضية وتقنيات الميتافيرس، تأتي منصات العقارات الافتراضية، والتي أصبحت تستخدم بقوة الآن عالميا، خاصة في ظل التطور الهائل والقوي الذي يشهده العالم في قطاع التطوير والاستثمار العقاري، وفي ظل انتشار مفاهيم جديدة تذاع لأول مرة، مثل مفهوم تصدير العقار، وهو يعني بالأحرى اجتذاب مواطني الدول لشراء عقارات داخل دولة أخرى، ومن هنا كان الاعتماد على المنصات العقارية الافتراضية لدعم هذا المفهموم الجديد، حيث تستطيع تلك المنصات العقارية الافتراضية أن تقدم محاكاة حقيقية لأي مشروع عقاري داخل أي دولة، لكي تمكن مواطني الدول الأخرى الراغبين في الشراء من الاطلاع على كافة التفاصيل التي يرغبون في التعرف عليها في هذه المشروعات قبل أن تتم عملية الشراء، ودون الحاجة إلى السفر والانتقال إلى تلك الدول لمشاهدة هذه المشروعات.

وفي نفس السياق، تتجه أنظار العالم نحو صناعة العقارات الافتراضية عبر الشبكة العنكبوتية العالمية، وأصبح هناك أفراد يدفعون مبالغ خيالية مقابل شراء وحدات سكنية عن بُعد، دون أن يتمكنوا من معاينتها على الطبيعة.

وقد زاد الأمر تعقيدًا ارتفاع أسعار الوحدات الافتراضية، مقارنة بمثيلتها فى الواقع، إلى درجةٍ تصل إلى حد الجنون، وسط توقعات عالمية بأن يصل حجم سوق حلول الواقع الافتراضى بنهاية العام الحالى إلى 209.2 مليار دولار.

ولا شك أن وجود تقنيات الميتافيرس والواقع الافتراضي سيسهم فى تطوير سوق العقارات بمصر خلال المرحلة المقبلة، لكنها ستحتاج إلى بعض الوقت كي يتقبلها المستهلك المصري، وهو هنا يعني أكثر المطورين العقاريين وشركات التطوير العقاري، والتي تعتمد تلك المنصات الافتراضية كأحد الآليات البيعية لمشروعاتها العقارية.

ولعل ذلك هو التحدي الأكبر، خاصة أنها ما زالت تقنية حديثة العهد، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن توفير تقنيات الواقع الافتراضي في السوق العقارية سيساعد في تصدير العقار المصري للخارج وتسويقه من خلال العمل على معايشة التجارب الواقعية عبر جولات أونلاين داخل العقارات، بالإضافة إلى خلق حالة من المنافسة بين الشركات لتقديم أفضل منتج للعملاء، بشرط العمل على تقنين هذه التكنولوجيا الجديدة، ووضع الأطر التنظيمية الحاكمة لها لضمان توظيفها بشكل آمن يخدم جميع أطراف المنظومة العقارية في مصر.

ولا شك أن تلك التقنيات الجديدة، المتمثلة في المنصات الافتراضية، ستغير ديناميكات عمليات البيع والشراء داخل النشاط العقاري، مما سيحتاج لبعض الوقت بعد تصدير التكنولوجيا الجديدة للسوق المصرية، كما أن دخول تقنية الميتافيرس إلى سوق العقارات المصرية سيؤدى إلى خلق أدوات جديدة في عملية البيع والشراء، تهدف إلى اختصار الوقت وتوفير الجهد، كما تساعد العميل، وخاصة المقيم خارج مصر، في عمل محاكاة واقعية للوحدة السكنية قبل اتخاذ قرار الشراء، كما أن تلك المنصات الافتراضية ستلعب دورًا في تسهيل عمليات البيع والشراء، إذ تتيح عمل محاكاة افتراضية للوحدة العقارية قبل امتلاكها، ومن ثم تغيير خريطة المنافسة لصالح الشركات صاحبة مبادرات التطوير في هذا الصدد، مما سينعكس بلا شك على دعم ملف تصدير العقار المصري للخارج .

ومن أهم الآليات التنافسية، التي توفرها تلك المنصات الافتراضية، أنها تعزز أيضًا فكرة شراء وحدات عقارية تحت الإنشاء، مما يجعلها أحد أهم الميزات التنافسية التي قد تساعد العملاء في اتخاذ قرارات شرائية فورية بعد إجراء محاكاة واقعية للوحدات العقارية محل البيع ومحيطها أونلاين.

ومن ناحية أخرى، فإن تلك المنصات الافتراضية قد تخدم شركات التطوير العقاري نفسها أمام عملائها القدامي، حيث تمكن تلك المنصات الافتراضية من تقديم محاكاة حقيقية لكافة التطورات التي تحدث في العمليات الإنشائية والبنائية للمشروعات العمرانية، مما يمكن العملاء المقيمين خارج مصر من الإطلاع على نسب الإنشاءات وتطوراتها في المشروعات العمرانية التي تم التعاقد عليها، وهي آلية إن نجحت شركات التطوير العقاري في تطبيقها، وتحقيق الاستفادة منها، ستنعكس بشكل إيجابي للغاية، ليس فقط على شركات التطوير العقاري، بل على السوق المصري كله.

إلى جانب ذلك، ستساعد منصات العقارات الافتراضية المستخدمين لها على وضع تصور مستقبلي للمعيشة داخل هذه الوحدات، وحياتهم المستقبلية فيها، علاوة على زيادة معدل شراء مجموعة من الأشخاص الذين كانوا لا يستطيعون شراء عقارات تحت الإنشاء أو غير مرئية في الماضي، كما ستدعم توجه الحكومة نحو تصدير العقار المصري للخارج، إلا أنه من الضروري والمهم أن يخضع تفعيل تقنية الميتافيرس في سوق العقارات لقواعد منظمة لضمان استخدامها بشكل آمن، خاصة أنها ستعتمد على تداول أصل غير موجود، في حين أن تكنولوجيا أمن المعلومات تتطلب وجود أصل لحمايته من أية مخاطر إلكترونية، على غرار نماذج تأمين بيانات المؤسسات أو الشركات.

تحليل كتبه: مصطفى محسن

الرئيس التنفيذي لشركة EG MAPS للمنصات الافتراضية