Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

محمد عابدين يكتب: لماذا يجب على الشركات الانضمام فورا إلى منظومة التحول الرقمي؟ (2)

تناولنا في الجزء الأول من هذا المقال، صعوبة وضع تعريف واحد لعملية التحول الرقمي ينطبق بدورة على كافة الشركات والمؤسسات، حتى وإن تطابقت مجالات الأعمال بين الشركات، فلكل شركة طبيعتها وأسلوب إدارتها للعلاقات الخارجية مع العملاء والموردين، وكذلك المعاملات الداخلية بين الإدارات المختلفة والعاملين بهذه الإدارات.

لكن المؤكد، وبشكل عام، أن تعظيم دور التكنولوجيا واستخدامها داخل الشركات يؤدي إلى تحول جذري في الأداء بشكل عام، ويعظم من القيمة المضافة المقدمة للموظفين والعملاء، ويرفع من الإيرادات. يمكن أن يكون هذا نواة لتعريف دقيق لعملية التحول الرقمي.

وكما وضحنا، أصبح التحرك نحو التحول الرقمي الآن لعبة بقاء، ولم يعد رفاهية يمكن الاستغناء عنها، وأكدنا على أن امتلاك حلول أعمال التحول الرقمي الشامل يبعث برسائل طمأنة للمساهمين أن الإدارة العليا للشركة تسعى لتركيز الجهد على تنفيذ استراتيجية الشركة، وتحسين الإنتاجية والكفاءة، والذي ينعكس بدوره على زيادة الإيرادات وخفض التكلفة.

…..

إذاً كيف تبدأ الإدارة خطواتها تجاه التحول رقميا؟

يقول توماس سيبيل، من شركة الاستشارات الأمريكية الشهيرة ماكينزي وشركاه: “يعد الرؤساء التنفيذيون ذوو البصيرة بمثابة محركات التغيير الهائل غير المسبوق في تاريخ تعظيم دور تكنولوجيا المعلومات داخل الشركات.”

تبدأ عمليات التحول الرقمي داخل أي مؤسسة أو شركة عن طريق رأس الهرم الوظيفي: الرؤساء التنفيذيون، نزولا إلى قاعدة الهرم الوظيفي للشركة، وذلك لامتلاكهم الرؤية الكاملة والشاملة ماليا وإداريا للمساعدة في اتخاذ القرار، ووضع الاستراتيجيات والآليات المطلوبة والهدف المرجو من هذا التحول، إذ يتطلب جهد ووقت واستثمارات واسعة النطاق أيضا، تصل في بعض الأحيان إلى مئات الملايين.

وأثبتت دراسة حديثة أن ما يقرب من 97% من قصص نجاح الشركات في إدارة منظومة التحول الرقمي سببها الرئيس الإدارة العليا، كما تتسبب الإدارة العليا في فشل ما يقرب من 80% من الشركات أيضا.

وتعدى حجم الإنفاق العالمي على أنظمة التحول الرقمي حاجز الـ 50 مليار أمريكي للعام المالي المنقضي فقط لدى كبار مقدمي الخدمات العشر الكبار، ومن المتوقع وصول الرقم الإجمالي إلى 100 مليار دولار في السنوات الخمس القادمة، وفي تقديري ربما زاد هذا الرقم بمعدل الضعف إذا أدرجنا مقدمي الخدمات المحليين.

يتأقلم العالم اليوم مع العصر الذهبي للتكنولوجيا، وتنتشر أنظمة تخطيط موارد المؤسسات، والتطبيقات المختلفة، والخدمات متناهية الصغر، حيث أصبحت التقنيات السحابية هي المعيار. يتواصل تبسيط التكنولوجيا وتقليل تكلفتها بشكل كبير.

ويعد تنفيذيي الإدارات وموظفيها بمثابة حجر الزاوية في تنفيذ الاستراتيجيات، وتعزيز التنسيق والتعاون بين القطاعات والإدارات، وتحديد الأولويات وإشراك المعنيين من موظفي الشركة في متابعة المتغيرات وبشكل استباقي، والعمل على ترسيخ القاعدة الأساسية لدى كل العاملين بالشركة، وهي أنه لم تعد العمليات القديمة، التي يتم إجراؤها باستخدام الطرق القديمة، قابلة للتطبيق.

وعليه، يتحتم على القوة العاملة لدى الشركة العمل على تعظيم الاستفادة الشخصية من تعلم ودراسة عمليات التحول الرقمي، والتي سوف تنعكس على الأداء الشخصي واكتساب الخبرات اللازمة في سوق العمل الحالي. لا يمكن للمدراء التنفيذيين تجاهل الحاجة إلى التحول المالي والإداري الرقمي، في عالم تحسب فيه كل نقطة مئوية وتتصاعد وتيرة المنافسة باستمرار.

وعلى سبيل المثال، تكتسب التكنولوجيا مركز الصدارة لدى مدراء تقنية المعلومات بالمؤسسات، كوسيلة لتحقيق الأهداف على مستوى الشركة، ووفقا لـ 95% من مدراء تقنية المعلومات، فإن مخاطر الأمن السيبراني ستزداد سوءا.

يقوم مدراء تقنية المعلومات بدور أكثر استراتيجية، حيث ترتفع هذه الجهود إلى قمة قوائم الأولويات، ولابد من اكتساب الخبرات المطلوبة لتحديد المنصات الآمنة والقابلة للتطوير وتحسين الذكاء الرقمي لشركاتهم.

تحليل كتبه: محمد عابدين

الشريك المؤسس لكوربوريت ستاك والمدير الإقليمي