Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

زي النهارده| فيروس «أنا أحبك» يهدد العالم ونهاية شركة كومودور

contact

في مثل هذا اليوم، 4 مايو من عام 2000، هزّ فيروس كمبيوتر خبيث يُعرف باسم “Love Letter”، كما عرف خطأ باسم “أنا أحبك” ILOVEYOU، أرجاء العالم، تاركًا وراءه أثرًا مدمرًا على ملايين أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تعمل بنظام مايكروسوفت ويندوز Windows.

وخلال ست ساعات فقط، تحول هذا فيروس Love Letter من مجرد رسالة بريد إلكتروني مشبوهة إلى كارثة رقمية عابرة للقارات، فقد انتشر الفيروس مستخدمًا حيلة ذكية لإغراء الضحايا، حيث وصلت رسائل بريد إلكتروني تحمل عنوان “ILOVEYOU” إلى ملايين المستخدمين حول العالم، مُغريَةً إياهم بفتحها لمعرفة مصدرها، وبمجرد فتح الرسالة، ينفذ الفيروس برنامجه الخبيث، مُصيبًا الكمبيوتر بالعدوى.

لم يكتفِ “Love Letter” بإلحاق الضرر بالملفات وإبطاء أداء النظام، بل قام أيضًا بمنع الوصول إلى البيانات، مما أدى إلى حالة من الفوضى والذعر بين المستخدمين، وخلال ساعات قليلة، انتشر الفيروس ليشمل ما بين 2.5 إلى 3 ملايين جهاز كمبيوتر، مُخلفًا وراءه دمارًا رقميًا هائلاً.

وُصف “Love Letter” آنذاك بأنه أسرع فيروس انتشارًا وأكثرها انتشارًا في التاريخ، مُخلفًا خسائر مادية هائلة قدرت بـ 8.7 مليار دولار، وقد شلّت الهجمة الإلكترونية أنظمة الكمبيوتر في الشركات والمؤسسات الحكومية، متسببةً في تعطل الخدمات الأساسية وتوقف الأعمال.

أظهرت كارثة “Love Letter” مدى هشاشة العالم الرقمي في ذلك الوقت، وشددت على أهمية اتخاذ خطوات وقائية لحماية أجهزة الكمبيوتر والشبكات من التهديدات الإلكترونية، كما أدت هذه الحادثة إلى زيادة الوعي بأهمية مكافحة الفيروسات وبرامج الحماية، ودفعت الشركات والمؤسسات إلى الاستثمار بشكل أكبر في أمن المعلومات.

مع مرور الوقت، تطورت تقنيات مكافحة الفيروسات بشكل كبير، لكن تظل حادثة “Love Letter” تذكيرًا قويًا بقدرة الهجمات الإلكترونية على إحداث دمار هائل.

وفي مثل هذا اليوم من عام 1995، أعلنت شركة Escom AG الألمانية عن استحواذها على حقوق اسم وبراءات اختراع وملكية كومودور Commodore Electronics Ltd، الشركة الرائدة في صناعة الحوسبة الشخصية التي أعلنت إفلاسها في العام السابق.

ومثّلت هذه الصفقة نهاية حقبة مميزة في تاريخ الحوسبة، حيث كانت كومودور قد سطّرت اسمها بحروف من ذهب من خلال إنجازات بارزة، شملت امتلاكها لأكثر كمبيوتر مبيعًا في التاريخ، حيث حقق جهاز Commodore 64، الذي تم إصداره عام 1982، مبيعات هائلة قدرت بنحو 30 مليون وحدة خلال 10 سنوات، ليصبح بذلك الكمبيوتر الأكثر شعبية على الإطلاق، حسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

وفي ذروة نجاحها، سيطرت كومودور على أكثر من 50% من سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية المنزلية، مما يدل على تأثيرها الواسع في هذا المجال، كما أصبحت أول شركة كمبيوتر تحقق إيرادات تفوق مليار دولار، وهو إنجاز هائل يعكس نجاحها في تلبية احتياجات المستهلكين.

لم تقتصر إنجازات كومودور على المبيعات فقط، بل اشتهرت أيضًا بتصنيع بعض أجهزة الكمبيوتر الأكثر ابتكارًا في ذلك الوقت، مثل Amiga، أول كمبيوتر متعدد الوسائط، والذي تميز بقدراته المتقدمة في مجال الرسومات والصوت والفيديو.

ولسوء الحظ، واجهت كومودور تحديات كبيرة، خاصة مع ظهور أجهزة الكمبيوتر المتوافقة مع IBM التي تميزت بقوة أكبر وسهولة استخدام أوسع، بالإضافة إلى ذلك، عانت الشركة من سوء الإدارة، مما أدى إلى تراجعها التدريجي وفقدانها حصتها في السوق.

مع شراء Escom لحقوق كومودور، انتهت رحلة الشركة الأصلية، تاركةً وراءها إرثًا من الابتكار والإنجازات التي ساهمت في تشكيل مسار صناعة الحوسبة الشخصية.