في مثل هذا اليوم، 4 أبريل من عام 1975، انطلق شابان طموحان، هما بيل جيتس (19 عامًا) وبول ألين (22 عامًا)، في رحلة تاريخية لتغيير مسار التكنولوجيا.
ففي مدينة ألبوكيرك بولاية نيو مكسيكو، ولدت شركة “مايكروسوفت” من شراكة واعدة وهدفٍ واضح هو تطوير بيئة برمجة أساسية لجهاز Altair 8800، أحد أوائل أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
كان قرار جيتس وألين بنقل مايكروسوفت إلى سياتل بولاية واشنطن خطوةً محورية في مسيرة الشركة، هناك، في مسقط رأسهم، حيث نشأ شغفهم بالتكنولوجيا، اتخذت مايكروسوفت خطواتها الأولى نحو الريادة.
لم تقتصر إنجازات مايكروسوفت على تطوير بيئة برمجة أساسية لـ Altair 8800 فحسب، بل توسعت لتشمل مجالاتٍ أخرى، ففي عام 1981، أصدرت الشركة نظام التشغيل MS-DOS، الذي أصبح فيما بعد نظام التشغيل المهيمن على أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
مع مرور الوقت، واصلت مايكروسوفت رحلة الابتكار، حيث قدمت للعالم مجموعة واسعة من المنتجات والبرامج، مثل نظام التشغيل “ويندوز” Windows، ومجموعة برامج أوفيس Office، وغيرها الكثير.
تُعدّ مايكروسوفت اليوم واحدة من أكبر شركات البرمجيات في العالم، ورمزًا للابتكار والتطور التقني، فلم يكن تأسيس مايكروسوفت مجرد حدث عابر، بل كان علامة فارقة في تاريخ التكنولوجيا، حيث لعبت الشركة دورًا رئيسيًا في ثورة الحاسوب الشخصي، وساهمت بشكلٍ كبير في توسيع نطاق الوصول إلى التكنولوجيا حول العالم.
ولا يمكن إنكار الدور المحوري الذي لعبه كل من بيل جيتس وبول ألين في تأسيس مايكروسوفت ونجاحها، فقد اتسمت رؤيتهما بالجرأة والابتكار، وحرصا على توفير منتجات وخدمات تلبي احتياجات المستخدمين وتُسهل حياتهم.
تُعدّ قصة تأسيس مايكروسوفت مصدر إلهام للأجيال القادمة من رواد الأعمال والمبتكرين، فهي تُظهر كيف يمكن للشغف والمثابرة والتفكير الإبداعي أن تُحدث ثورةً في مختلف المجالات.
وفي مثل هذا اليوم، 4 أبريل من عام 1994، ولدت شركة Mosaic Communications Corporation، والتي ستصبح لاحقًا Netscape Communications Corporation، حاملةً راية ثورة جديدة في عالم الإنترنت.
بعد 19 عامًا من تأسيس شركة مايكروسوفت، ظهرت شركة “نتسكيب” Netscape على الساحة لتُحدث نقلة نوعية في مجال تصفح الويب، فقد قام مارك أندريسن وجيم كلارك، مؤسسا Netscape، بتطوير متصفح الويب “موزايك” Mosaic أثناء عملهما في المركز الوطني لتطبيقات الحوسبة الفائقة (NCSA) في جامعة إلينوي.
كان متصفح Mosaic ثوريًا في ذلك الوقت، حيث سمح للمستخدمين بعرض صفحات الويب بشكل رسومي، مما جعله أسهل استخدامًا بكثير من المتصفحات النصية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
سرعان ما اكتسب متصفح Mosaic شعبية واسعة، مما أدى إلى تغيير مسار الإنترنت إلى الأبد، فقد ساهم في انتشار استخدام الإنترنت بشكل كبير، وجعله أكثر سهولة للوصول إلى المعلومات.
في عام 1995، تم تغيير اسم Mosaic Communications Corporation إلى Netscape Communications Corporation، وواصلت الشركة تطوير متصفح الويب Netscape، الذي أصبح منافسًا رئيسيًا لمتصفح إنترنت إكسبلورر من مايكروسوفت.
شهدت Netscape ذروة نجاحها في أواخر التسعينيات، حيث كان متصفح Netscape هو المتصفح الأكثر استخدامًا في العالم.
ومع ذلك، فقد واجهت Netscape صعوبات في التكيف مع التغييرات السريعة في عالم الإنترنت. ففي عام 1998، تم الاستحواذ عليها من قبل AOL مقابل 4.2 مليار دولار.
على الرغم من تراجع Netscape، إلا أنها تركت إرثًا هامًا في عالم الإنترنت. فقد لعبت دورًا رئيسيًا في نشر استخدام الإنترنت، وجعله أكثر سهولة للوصول إلى المعلومات، وإلى اليوم، لا تزال Netscape رمزًا لثورة الإنترنت، وتذكيرًا بقدرة الابتكار على تغيير العالم.
