Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

زي النهارده| بدء ثورة الحواسيب بانطلاق مشروع ENIAC السري في الولايات المتحدة

في مثل هذا اليوم، 10 أبريل من عام 1943، انطلقت شرارة ثورة حقيقية في جامعة بنسلفانيا، حيث بدأ فريق من الباحثين الموهوبين العمل على مشروع طموح يُعرف باسم “جهاز التكامل العددي الإلكتروني والكمبيوتر” أو إنياك (ENIAC).

كان هذا الجهاز يُمثل قفزة نوعية في عالم الحوسبة، حيث اعتبر أول حاسوب إلكتروني بالكامل للأغراض العامة، قادرًا على إجراء العمليات الحسابية بأسرع ألف مرة من أي حاسوب آخر في ذلك الوقت.

ونظرًا لأهميته العسكرية، تم تنفيذ العمل على ENIAC سرًا تحت غطاء من السرية، وكان الهدف الأساسي من المشروع هو مساعدة الجيش الأمريكي في حساب مسارات الصواريخ والتنبؤ بالطقس بدقة عالية، مما كان له دور حاسم في تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية.

استمر العمل على “إنياك” ENIAC طوال فترة الحرب، حيث واجه الباحثون العديد من التحديات التقنية المعقدة، ولم يتم الانتهاء من الجهاز فعليًا حتى عام 1946، بعد انتهاء الحرب.

وعند الكشف عنه للجمهور في فبراير 1946، أحدث “إنياك” ENIAC ثورة حقيقية في عالم الحوسبة، فقد أذهل العالم بقدراته الهائلة على حل المسائل المعقدة، وفتح الباب أمام إمكانيات جديدة لا حصر لها في مختلف المجالات العلمية والتجارية.

ويُعدّ “إنياك” ENIAC علامة فارقة في تاريخ الحوسبة، حيث مهد الطريق لتطوير أجهزة الكمبيوتر الحديثة التي نستخدمها اليوم، فقد أثبت هذا الجهاز إمكانيات التكنولوجيا الهائلة، وألهم الأجيال القادمة من العلماء والمهندسين لابتكار المزيد من التطورات المذهلة في عالم الحوسبة.

وكان “إنياك” ENIAC عبارة عن آلة ضخمة تزن 30 طنًا، وتحتوي على 17468 أنبوب مفرغ و 7200 صمام ثنائي، واحتل الجهاز غرفة بأكملها في جامعة بنسلفانيا، وكان يتطلب طاقة هائلة لتشغيله.

تم استخدام “إنياك” ENIAC لحل العديد من المسائل المعقدة، مثل تصميم القنابل النووية وبرمجة الرحلات الفضائية، ويُعدّ “إنياك” ENIAC رمزًا للابتكار والإبداع، ونموذجًا للدور الرائد الذي لعبته الولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا.

لم يقتصر تأثير “إنياك” ENIAC على المجال العسكري فقط، بل امتد ليشمل مختلف المجالات العلمية والتجارية، حيث ساعد في تطوير مجالات مثل الطب والهندسة والرياضيات والفيزياء، وساهم في تحسين كفاءة العديد من الشركات والمؤسسات، ورفع مستوى الإنتاجية، كما ألهم الأجيال القادمة من العلماء والمهندسين لابتكار المزيد من التطورات في عالم الحوسبة.

يُعدّ 10 أبريل 1943 تاريخًا هامًا في تاريخ الحضارة الإنسانية، حيث شهد انطلاق ثورة حقيقية في مجال الحوسبة. لقد كان “إنياك” ENIAC بمثابة حجر الأساس في بناء عالم التكنولوجيا المتقدمة الذي نعيش فيه اليوم.