Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

قوة الـ«ChatGPT» تُنبىء عن نمر جديد للذكاء الاصطناعي.. فهل تنجح مصر في ترويضه؟

الشغف ورد الفعل والانبهار، دائما مشاعر إنسانية تحيط بالتكنولوجيا وتطوراتها المتلاحقة ، حيث لاأحد يسبقها في ذلك، مع الصراع المحموم نحو القيادة والتفوق في كافة المجالات بين الدول الكبرى، فالتكنولوجيا ليست حيادية ولايمكن أن تكون كذلك في ظل تأثيرها المباشر على كل مناحي الحياة وعلى حكومات الدول وطريقة إدراتها، وأيضا تفكير الناس وأحلامهم القابلة للتحقيق المتعلقة بالمستقبل خاصة في ظل هذه الظروف التي تقل فيها الفرص باستثناء طوق النجاه الخاص بالتكنولوجيا والعائم بمفرده فوق موجات الأزمة الاقتصادية الحالية.

ومايميز التكنولوجيا هو ظهروها الدائم على المسرح العالمي بألف وجه بحيث لايمل الجمهور بل ويصفق أمام كل حركة أو تأثير لها، وأحدث المنضمين على المسرح هي تكنولوجيا” ChatGBT” التي أصبحت حديث الساعة في الصحف والبرامج التلفزيونية والمنتديات الاقتصادية العالمية، والتي تبلور عن القادم الجديد في عالم التكنولوجيا وثورة منتظرة للذكاء الاصطناعي، وذلك في ظل توقيت مثالي للظهور مع تغيرات اقتصادية تصب جميعها في مصلحة المجتمعات الأكثر تمسكا بالتكنولوجيا كحل للتحديات الاقتصادية الحالية.

“تشات جي بي تي”، هو روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، سيحدث تغييرا بمختلف أوجه الحياة وفقا لما تم رصده خلال الأيام الماضية، مثل كيفية استعداد الناس لمقابلات العمل، وكتابة الصحفيين للقصص، وأداء الأطفال واجباتهم المدرسية، وتم تدريب “تشات جي بي تي” على كمية هائلة من النصوص عبر الإنترنت، مع القدرة على تقديم ردود شبيهة بالبشر بشأن أي موضوع تقريبا، مما أثار تكهنات بأنه يمكن أن يشكل فرصة وتحديا وأيضا سيحدث تغيير على مستوى صناعة التكنولوجيا المتعلقة بالبحث والوظائف ، وأيضا سباق التسلح المحتمل للذكاء الاصطناعي الذي تنبأ به “قيصر” إعلانات جوجل السابق سريدهار راماسوامي، الذي يريد استخدام ما تعلمه خلال 15 عاما في الشركة، للمضي قدما في هذا الاتجاه الذي يحتمل أن يغير قواعد اللعبة.

وأعلنت شركة مايكروسوفت أنها ستضخ استثمارات بمليارات الدولارات على مدى سنوات في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر توسيع شراكتها مع شركة “أوبن إيه إل”، المطورة لبرنامج الدردشة “تشات جي بي تي”.

هذا المشهد التكنولوجي والاستثماري الجديد ، يشير إلى أن برامج الذكاء الاصطناعي مثل “جي بي تي تشات” ليس أكثر من مقدمة، فمن المؤكد أن مطوري الذكاء الاصطناعي لن يقفوا عند هذا الحد، وسيتزايد معدل إحلال الذكاء الاصطناعي والربوتات محل عديد من الوظائف، فصحيفة “نيويورك بوست” الشهيرة رصدت عددا من الوظائف في قطاعات من بينها الصحافة والتعليم العالي وتصميم الجرافيك والبرمجيات جميعها معرضة للخطر بفضل برنامج “جي بي تي تشات”.

ومن المتوقع أن تسهم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في اقتصاد دول المنطقة بنحو 320 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقاً لمؤسسة برايس ووتر هاوس كوبرز للاستشارات والأبحاث، والتي تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم بما يوازي 7.7 % من الناتج المحلي في مصر.

ويتوقع التقرير ، أن يساهم الذكاء الاصطناعي بنحو 16 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030. وستتمكن الشركات المستخدمة لتلك التكنولوجيا من زيادة مبيعاتها ومحاربة الغش وتوفير النفقات إضافة لعمل دراسات سوق يمكن استخدامها وأمور أخرى. وفي الماضي كانت الشركات الكبرى هي الوحيدة القادرة على الاستثمار في ذلك المجال، ولكن الوضع يتغير الآن بوتيرة أسرع، وأصبحت شركات صغيرة تستخدم الذكاء الاصطناعي، مع تراجع تكلفة القدرة الحاسوبية.

وقد تبنت الدولة الاهتمام بهذا المجال، حيث تشمل استراتيجية مصر بناء قاعدة للذكاء الاصطناعي تتمثل في دعم المهارات والأفراد والكفاءات، وأنشأت الحكومة المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي في نوفمبر 2019 باعتباره شراكة بين المؤسسات الحكومية والأكاديميين والممارسين البارزين من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

رئيس الوزراء يجتمع بوزير الاتصالات
رئيس الوزراء يجتمع بوزير الاتصالات

وتقع على عاتق هذا المجلس مسئوليات وضع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وتحديد آليات المتابعة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي بطريقة تتوافق مع أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال، وتحديد الأولويات الوطنية في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، واقتراح سياسات وطنية وتقديم توصيات ذات صلة بالأطر الفنية والقانونية والاقتصادية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي، بما في ذلك تبادل أفضل الممارسات والخبرات، وتحديد تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقدم حلولًا وخدمات ذكية وآمنة ومستدامة، والتوصية ببرامج بناء القدرات وتعزيز مهارات ومعارف الكوادر الوطنية.

ويطرح التطور الذي حدث مؤخرا في مجال الذكاء الاصطناعي بظهور ChatGPT التقنية التي أنتجتها شركةOpen AI، العديد من التساؤلات، فإلى أين تتجه هذه التكنولوجيا ؟ وما هي الفرص التي ستتاح ؟ وكيف يمكن لمصر اللحاق بهذه التكنولوجيا في ظل استراتيجيتها الحالية للتحول الرقمي؟ وهل لدينا الكفاءة اللازمة لنكون مؤثرين في هذه الصناعة وترويض النمو الجديد؟ وهل الشركات الناشئة في مصر المتخصصة في هذا المجال يمكنها أن تقود هذا السوق؟.

ChatGBT يجيب

في البداية سألنا ChatGPT بمساعدة المهندس أخلد الأبحر المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة EGROBOTS، عن اتجاه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والفرص التي ستتيحها في المستقبل خصوصا بعد ظهور تلك التقنية، فأجاب ” من المتوقع أن تتقدم تقنية الذكاء الاصطناعي وتتوسع في عدة مجالات في المستقبل القريب، منها معالجة اللغة الطبيعية (NLP) والذكاء الاصطناعي للمحادثة، سيكون هناك تطوير وتحسين مستمر في قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على فهم اللغة البشرية والاستجابة لها، مما يوفر فرصًا جديدة لخدمة العملاء، والمساعدين الافتراضيين، والتطبيقات الأخرى، بجانب التحليلات التنبؤية والتعلم الآلي، سيستمر الذكاء الاصطناعي في لعب دور أكبر في التنبؤ بالنتائج وتحسين عملية صنع القرار وتحسين العمليات عبر الصناعات مثل التمويل والرعاية الصحية والتسويق، وستؤدي التطورات في رؤية الكمبيوتر إلى تطبيقات جديدة في مجالات مثل المركبات المستقلة والمراقبة وتحليل الصور والفيديو، وستصبح الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أكثر تطوراً وقدرة، مما يؤدي إلى زيادة الأتمتة وخلق وظائف جديدة في مجالات مثل التصنيع والتسليم والخدمة.”

ChatGPT
ChatGPT

وأضاف “سيلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في تحسين نتائج المرضى من خلال تمكين التشخيص المبكر وتخطيط العلاج الأفضل والطب الأكثر تخصيصًا. في الختام، سيوفر الذكاء الاصطناعي فرصًا جديدة في مجموعة واسعة من الصناعات، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وتحسين النتائج”.

أما عن التحديات التي ستفرضها تلك التقنية فأجاب ChatGPT ” يطرح الذكاء الاصطناعي العديد من التحديات التي يجب معالجتها، منها أتمتة الوظائف – تتمتع الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بالقدرة على استبدال بعض الوظائف، مما يؤدي إلى البطالة والحاجة إلى برامج إعادة التدريب وانتقال الوظائف، بجانب أنه مع اندماج أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في حياتنا وأنظمتنا، ستصبح حماية المعلومات الشخصية والحساسة تحديًا بالغ الأهمية، ومع استمرار تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع ، هناك حاجة متزايدة إلى لوائح واضحة وفعالة لضمان تطويره ونشره بشكل مسئول”.

ما تحتاجه مصر

وعما تحتاجه مصر للحاق بهذه التكنولوجيا في ظل استراتيجيتها الحالية للتحول الرقمي قال ChatGPT ” من أجل اللحاق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يمكن لمصر اتخاذ عدة خطوات كجزء من إستراتيجيتها للتحول الرقمي، ومنها الاستثمار في التعليم وتنمية المهارات، حيث سيساعد الاستثمار في برامج تنمية المهارات والتعليم في مجال الذكاء الاصطناعي على بناء مجموعة من المواهب المحلية ودعم نمو صناعة الذكاء الاصطناعي المحلية، بجانب تشجيع البحث والتطوير، والذي سيساعد على بناء الخبرة المحلية ودفع الابتكار في هذا المجال، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التمويل الحكومي والحوافز الضريبية والتعاون بين الجامعات والشركات والمؤسسات البحثية، كما يجب تعزيز نظام بيئي للشركات الناشئة، والذي يمكن أن يساعد في دفع نمو الأعمال المبتكرة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وتحفيز النمو الاقتصادي.

وأضاف ” يمكن أن يساعد التعاون مع الشركاء الدوليين في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطويره ونشره مصر على الاستفادة من الخبرات والمعرفة العالمية، مع توفير الفرص أيضًا لصناعة الذكاء الاصطناعي المحلية لتوسيع نطاق انتشارها، وسيساعد تطوير الأطر الأخلاقية والتنظيمية للذكاء الاصطناعي في ضمان تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره بشكل مسئول وأن يكون تأثيره على المجتمع إيجابيًا.”

توطين المعرفة

ولبناء صناعة ذكاء اصطناعي قوية في مصر، قال ChatGPT “هناك العديد من مجالات المعرفة الرئيسية التي يجب أن تكون متوطنة، منها الرياضيات والإحصاء، فالأساس القوي في الرياضيات والإحصاء ضروري لتطوير وفهم خوارزميات الذكاء الاصطناعي، كما تعد المعرفة بعلوم الكمبيوتر، بما في ذلك الخوارزميات وهياكل البيانات والبرمجة وهندسة البرمجيات، أمرًا بالغ الأهمية لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، هذا بجانب أن فهم خوارزميات التعلم الآلي، بما في ذلك التعلم الخاضع للإشراف وغير الخاضع للإشراف والتعلم العميق والتعلم المعزز، يعد أمرًا بالغ الأهمية لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتعد معرفة تقنيات وخوارزميات البرمجة اللغوية العصبي ، مثل تحليل المشاعر وتصنيف النص والتعرف على الكيانات، أمرًا ضروريًا لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكنها فهم اللغة البشرية ومعالجتها، وتعتبر معرفة الروبوتات  بما في ذلك الحركية وأنظمة التحكم والاستشعار، ضرورية لتطوير الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويعد فهم الآثار الأخلاقية والتنظيمية للذكاء الاصطناعي أمرًا بالغ الأهمية لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره بطريقة مسئولة ومفيدة اجتماعياً.

فرصة ذهبية

أما المهندس أخلد الأبحر المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة EGROBOTS، فيقول: بصفتي أعمل في مجال البيانات والتحليلات المتقدمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لأكثر من 12 سنة، فاستطيع ان أقول إننا أمام واقع مرعب سيغير كل شيء ولكن في نفس الوقت فرصة ذهبية لم تتوفر لمن سبقونا، أما الواقع المرعب فهو التغيير الجذري في الكثير من الوظائف المعتمدة على التراكم المعرفي مثل صناعة المحتوى والبرمجة والتعليم والتشخيص الطبي والتصنيع وغيرها، وتهديد نماذج عمل كبرى الشركات التكنولوجية مثل جوجل وفيسبوك المعتمدة على الإعلانات، وأما الفرصة الذهبية فهي اختصار عقود من المعرفة والإنفاق على البحث العلمي والتطوير، بتبني الذكاء الاصطناعي تستطيع الدول النامية أن تسد الفجوة البحثية والمعرفية بينها وبين والدول المتقدمة، فاعتبر الذكاء الاصطناعي طريق مختصر أو ثقب دودي نستطيع من خلاله أن نطوي الزمان والمكان بيننا وبين من سبقونا، ولكن كل هذا بالطبع يعتمد على استراتيجية وطنية وأهداف واضحة وفريق من “الكوماندوز” العلمي والبحثي يتم توفير كل الوسائل له بدون الوقوع في مستنقع البيروقراطية.

محمد معاذ
محمد معاذ

الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي

المهندس محمد معاذ، الشريك المؤسس لشركة (Aim Technologies) للذكاء الاصطناعي، قال إن الـ ChatGPT هو الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي، حيث إن الجميع كان في انتظار أن يقوم الذكاء الاصطناعي بالعديد من المهمات المختلفة والمتنوعة، بعد أن كان يقوم بمهمة أو اثنين، ولكن ما يحدث مؤخرا هو التطور الحقيقي، حيث يستطيع ChatGPT أن يقدم النتائج بجودة عالية، ولذلك فهو بمثابة مرحلة جديدة، وستطلق العديد من التطبيقات، لأن ChatGPT يكتب كودا أنظف بكثير، مما يجعله يساعد العديد من الشركات لدخول سوق التكنولوجيا بطريقة أسهل، لأن الشركة لم تعد في حاجة إلى جيش من المبرمجين والمهندسين، وفي نفس الوقت سيسرع من قدرات الشركات الموجودة على التطوير.

أما عن مصر فيشير معاذ إلى أننا لدينا القدرة على اللحاق بهذه التكنولوجيا، حيث لدينا مستخدمون كثيرون بالرغم من إغلاق ChatGPT في مصر، ولدينا كفاءات في الذكاء الاصطناعي، سواء متخصصون في الذكاء الاصطناعي أو البرمجة، ولكن نفتقد إلى وجود جهود منظمة، وبالرغم من ذلك قطاع التكنولوجيا سيستفيد من ChatGPT وخصوصا في تحسين الفعالية.

مجالس متخصصة في الذكاء الاصطناعي

ولدى معاذ بعض الاقتراحات لدعم هذا القطاع في مصر، ويقول: نحتاج إلى تنظيم الكفاءات لدينا، بجانب أهمية التشجيع على مستوى السياسات سواء الاقتصادية أو التعليمية أو السياسات الضريبية، فنحن لدينا نواة جيدة يمكن البناء عليها، وهناك تجارب في دول أخرى تشبهنا من حيث الاعتماد على الدولة في التعليم والاقتصاد مثل الهند لديها منظمات وهيئات ومجالس متخصصة في دعم الذكاء الاصطناعي، وترصد ميزانيات للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، بجانب أهمية توفير البنية التحتية التكنولوجية، ويكون هناك حزم دعم وتشجيع، ويمكن الاتفاق مع شركات مثل مايكروسوفت وجوجل من أجل أن تستفيد الشركات والباحثين في مصر من خدمات تلك الشركات بأسعار مخفضة ولن تمانع تلك الشركات في ذلك، كل ذلك يؤدي إلى دفع هذا السوق إلى الأمام، وخصوصا أننا لدينا شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي يمكن أن تقود هذا السوق، فالحقيقة أن أغلب الكفاءات العاملة في المنطقة نجدها من مصر، ولدينا شركات بقدرات رائعة.

محمود عبد العزيز
محمود عبد العزيز

تطوير التعليم والوعي

محمود عبد العزيز الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة (DevisionX) لتقنيات الذكاء الاصطناعي قال إن ChatGPT تساعد الإنسان على تنفيذ مهامه اليومية بشكل أفضل، ولست مع التخوف من أن تلك التقنيات ستحل محل البشر، ولكنها ستكون مساعدة، وبالتأكيد سيكون لدى تلك التقنيات تأثيرها في مصر ولكن بشكل أبطأ، ويمكن لمصر اللحاق بهذه التكنولوجيا من خلال سرعة تبنيها، وزيادة عدد المستخدمين، وزيادة عدد المطورين حتى لو كانوا يخدمون أسواق بالخارج، ونحن لدينا كفاءة مبدئية ولكن ليست كبيرة، ولذلك نحتاج إلى العديد من العوامل التي تدفع هذا القطاع إلى الأمام، منها التعليم قبل أي شيء، فيجب تخريج كفاءات لديها القدرة على العمل في هذا المجال.

تابع ، “الدراسة في الجامعات ليست مرتبطة بسوق العمل بشكل كبير، كما أن البرامج الجديدة المقدمة من وزارة الاتصالات لا تواكب التطور الذي يحدث، فتحاول الوزارة دعم الخريجين الجدد للحصول على برامج معينة، ولكن صناعة الذكاء الاصطناعي مختلفة وتحتاج إلى تحرك بشكل مختلف، هذا بجانب أنه كلما كان لدينا حجم كبير من البيانات التي تخرج من المؤسسات كلما كان لدينا ذكاء اصطناعي بشكل منظم، ونحتاج أيضا إلى زيادة الوعي بالذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات سواء المجال الصناعي أو الخدمي أو غير ذلك، فالوعي يخلق زخم معلوماتي في النظام البيئي.

التعاون بين الشركات والحكومة والجامعات

من جانبه قال أحمد أباظة، الشريك المؤسس لشركة Synapse Analytics إن العالم بعد ظهور تقنية Chat GPT مختلف عن السابق، فتقنيات الذكاء الاصطناعي ستغير العالم، ولديها تأثير كبير على جميع الصناعات، وشركة Synapse Analytics تساعد الشركات على تبنّي الذكاء الاصطناعي من خلال مجموعة متنوعة من المنتجات، والاستفادة من فرص التحول الرقمي، لبناء ميزة تنافسية مستدامة في أسواقها، كما تقوم الشركة ببناء تحليلات وصفية وتنبؤية وتعليمية، لمساعدة الشركات على اتخاذ أفضل القرارات لتحقيق أفضل نتائج الأعمال.

ونوه إلى أن الشركة تستخدم طرقا مبتكرة وتقنيات فعالة من حيث التكلفة، فأي مؤسسة لديها عمليات تسويق أو تصنيع أو تبيع أي منتج وعندها خدمة يمكن أن تتبنى الذكاء الاصطناعي، بداية من وضع الاستراتيجية، فنفهمهم كيف يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يساعدهم في تقديم الخدمات المناسبة للعملاء، ونقدم تكنولوجيا متخصصة في التعلم الآلي، والمشكلة في تشغيل الذكاء الاصطناعي ومراقبته أن يعمل بشكل مضبوط وتكون تنبؤاته مضبوطة، وهو ما نقوم به.

وأشار إلى أن هناك تحديات مختلفة لهذا القطاع، والتحدي المعروف هو الخاص بالكوادر، فنحن لدينا كوادر جيدة لكن السن صغير، والكوادر الكبيرة تعمل بالخارج، وتذهب إلى أمازون وجوجل ومثل هذه الشركات، فالكوادر والخبرة من المشاكل الموجودة، والمشكلة الأخرى متعلقة بعدم فهم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، كما أن هناك مخاطرة في الذكاء الاصطناعي، فيجب أن يكون هناك فهم قوي للتشغيل، بجانب أهمية البيانات والخصوصية.

أحمد أباظة
أحمد أباظة

وأوضح أباظة أن هناك شركات ناشئة عديدة في مصر، وتعمل وزارة الاتصالات على تأهيل الكوادر وتجهيز البلد لتشغيل الخوارزميات على مستوى الجمهورية، والمستقبل جيد، ونحن نسير بخطوات جيدة، ولكننا مازلنا بعيدين عن دول عديدة، ونحتاج إلى التعاون بين الشركات والحكومة والجامعات، ويكون هناك معامل وتعاون كلي، ونبني بيئة عمل كاملة، لكي يكون لدينا بصمة، وننافس العالم الذي يجري بسرعة في هذا المجال، والفرصة كبيرة، لأن التكنولوجيا مازالت في بدايتها، ونسير بخطوات مضبوطة ولكن نحتاج إلى أن نجري.

ولفت الدكتور رضا عبد الوهاب، عميد كلية الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي في جامعة القاهرة، إلى أنه في حال تعميم تطبيقات الذكاء الاصطناعي سيسهم ذلك في تعظيم الناتج القومي للدولة، كما سيعمل كذلك على تحسين الإنتاجية في حال دمجها ببعض التخصصات، ورأى أنه قد تسهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في إعادة توزيع العامل البشرى في بعض الوظائف، موضحا انه لن يتم الاستغناء عن العامل البشرى بشكل نهائي.

وأكد أن وزارة الاتصالات بكامل هيئاتها تبذل مجهودا ملحوظا للعمل على تسريع وتيرة التحول الرقمي، لافتا إلى أن البنية التحتية للدولة المصرية أصبحت مؤهلة لاستيعاب هذه التكنولوجيا المتطورة.

مساعدة صناع القرار

من جانبه قال خرام زكي مدير العمليات المالية والعمليات في السوق بشركة مايكروسوفت مصر، أن هناك تقدما كبيرا في الاعتماد علي أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتي من شأنها أن تنقل المجتمعات إلى عالم جديد سهل ومرن يؤثر علي القطاعات كافة، ومن الممكن استخدام هذه التقنيات في تطوير منظومة الطب والتعليم وغيرهما، لذلك هناك ما يسمي بالذكاء الاصطناعي الرشيد، لافتا إلي أن هناك توازنا كبيرا يحققه الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يساعد صانع القرار علي اتخاذ القرار المناسب.

جودة البيانات

أوضح أحمد الحبشي المدير الإقليمي في السعودية والبحرين ومصر بشركة NETAPP، أنه وفقا لكل الدراسات الحديثة، فإن جودة البيانات تعد عنصرا أساسيا للذكاء الاصطناعي، وليست البيانات التقليدية، لضمان تحقيق المرجو من استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يتيح تدفقا قويا للبيانات من أجل التحليل.

وأكد أن الشركات التي ترغب في تنفيذ الذكاء الاصطناعي ينبغي عليها أن تكون بياناتها منظمة بشكل كبير، وبجودة عالية، بالإضافة إلي ضرورة أن تمتلك الشركات خارطة طريق لها أهداف محددة، تستطيع من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق تلك الأهداف، وأن يكون الغرض من تنفيذ الذكاء الاصطناعي هو مواجهة تحد ما، وليس فقط من أجل المواكبة الشكلية.