Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

«التكنولوجيا» تدعم تكافؤ الفرص بين مقدمي خدمات توصيل الطعام.. فمن يربح سباق القيمة المضافة؟

تمثل “تطبيقات توصيل الطعام” أحد أهم الأسواق في قطاع التكنولوجيا في مصر خلال الوقت الحالي، حيث أصبحت تمثل فرصة ذهبية للاستثمار في سوق يصل تعداده السكاني الى أكثر من 100 مليون نسمة ومرشح للنمو بشكل مطرد في خدمات التوصيل خاصة مع تغير السلوك الاستهلاكي للعديد من الأفراد في الاعتماد على المنصات الرقمية في طلب الأطعمة بأنواعها المختلفة، فمنذ العام قبل الماضي وبعد تفشي فيروس كورونا المستجد، ارتفع الطلب على توصيل الأطعمة ومنتجات البقالة بشكل عام، نظرا للقيود التي فرضت لاحتواء فيروس كورونا والتي أجبرت الكثيرين للبقاء في منازلهم، ومازالت هذه “الثقافة” مستمرة حتى الآن وتجني العديد من الفرص.

هذه التغيرات فرضت واقعا جديدا في سوق توصيل الطعام المصري، حيث نما إلى 8% العام الماضي 2021، إلا أن معظم الطلبات كانت عبر الهاتف مباشرة في مقابل نسبة ضئيلة على منصات طلب الطعام عبر الإنترنت “وهو ما يشكل فرصة وأيضا تحديا رئيسيا” ، إلا أننا ام تغير قادم في هذه المعادلة وسط عدد من التغيرات الحاكمة لهذا السوق وأبرزها،نوعيات التكنولوجيا المستخدمة في هذه التطبيقات وتبني ابتكارات فريدة تلبي احتياجات السوق، إلى جانب ارتفاع عدد الشركات المقدمة لهذه النوعية من الخدمات واحتدام المنافسة المفيدة للمستخدمين، بالإضافة إلى التغيرات المتكررة لمتطلبات العملاء وتوسع دائرة نوعيات الطلب على الغذاء، سواء في مجال توصيل الأكل الجاهز من المطاعم أو سوق البقالة بشكل عام.

ووفقا لما أوردته العديد من الدراسات المتعلقة بهذا السوق، من المتوقع أن يسهم طلب الطعام وتوصيله عبر الإنترنت بدور كبير في حفز هذا النمو، إذ من المتوقع أن يحقق بدوره نمواً يبلغ 20% خلال السنوات الخمس المقبلة على حساب المكالمات المباشرة، ومن المثير للاهتمام أن الجزء الأكبر من سوق توصيل الطعام يندرج ضمن فئة «من المطعم إلى العميل»، مما يدفع مزودي الخدمات إلى الإعلان عن سياسات توسعية في السوق والدخول في شراكات مع العديد المطاعم ومحلات التجزئة ناهيك عن دخول لاعبين جدد خلال الفترة المقبلة سواءا في خدمات يتم تقديمها أو الدخول بخدمات جديدة.

وعالميا تنمو صناعة توصيل الطعام بنسبة 10% سنويا، ومن المتوقع أن يصل حجم هذا السوق إلى 365 مليار دولار بحلول عام 2030، في حين أن المنطقة هنا ليست بمعزل عن هذا التوجه إذ تجاوزت عوائد القطاع 9 مليارات دولار في مارس الماضي، بارتفاع بنحو من 75% مقارنةً بمارس 2020 .

حجم سوق توصيل الطعام

بينما وفقا للأرقام يبلغ حجم سوق توصيل الطعام بالكامل في مصر 2.5 مليار دولار، بينما يشكل حجم قطاع توصيل الطعام عبر الانترنت جزءاً صغيراً يبلغ 74 مليون دولار فقط، حيث تتم معظم الطلبات عبر الهاتف مباشرة في الوقت الحالي ما يعني فرصة مليارية لمنصات طلب الطعام عبر الانترنت مثل طلبات والمنيوز ومرسول وأخرين ، وأيضا فرصة للدولة في زيادة مدخلات الحصيلة الضريبية خاصة مع خضوع المطاعم والمحلات (الخاصة بالمأكولات) التى تقدم خدماتها إلى العملاء من خلال خدمة توصيل الطلبات الواردة عبر مواقعها الإلكترونية لضريبة القيمة المضافة بنسبة 14% .

فهل يقتنص السوق هذه الفرص وتترجح كفة التكنولوجيا بشكل أكبر في شكل ونوعية الخدمات، وهل هناك تحديات في المواجهة تعيق هذا النمو؟ وماهي تقديرات الشركات المقدمة لخدمات توصيل الطعام لشكل المنافسة؟

هشام صفوت

تنامي ثقافة الرقمنة

السوق المصري مرشح للنمو في خدمات التوصيل بشكل مطرد خلال الفترة المقبلة خاصة مع تنامي ثقافة الرقمنة لدي فئات كثيرة من المجتمع المصري، وارتفاع استخدام الهواتف الذكية  وفقا لهشام صفوت مدير عام جوميا مصر، والذي أشار إلى أن سلوك الأفراد في الاعتماد على المنصات الرقمية في طلب الطعام وتوصيله في غضون دقائق معدودة أصبح يمثل “أسلوب حياة” وهو مايشكل فرصة كبيرة لتطور هذا السوق على مستوى نوعية الخدمة أو حتي الأدوات التي تتم من خلالها .

وأشار إلى ان جوميا خرجت بتطبيق Jumia Food كدلالة على تطور هذا السوق في مصر ، حيث يتميز بكبر حجمه ونموه المتسارع في كافة أنحاء الجمهورية، حيث تتطلع الشركات الى خدمات طلب الطعام عبر الانترنت في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل القاهرة والاسكندرية بالاضافة الى المناطق الريفية والنائية التي تعاني من نقص شديد في خدمات توصيل الطعام ولديها قوة شرائية مرتفعة ، كما أن هناك لا تزال شرائح معينة من المستهلكين تتطلع لخدمات مخصصة لهم، مما يشير إلى أن وضع استراتيجيات لتلبية تلك الشرائح من العملاء سيكون مجالاً لنمو الشركات الحالية أو الجديدة في هذا القطاع.

وأشار هشام صفوت ، إلى أن النمو الذي تشهده صناعة المطاعم في مصر يساهم في دعم السوق بشكل مباشر، حيث تتخذ العديد من البراندات العالمية والإقليمية العاملة في مجال الطعام من مصر على وجه التحديد مركزاً لأعمالها وأيضا التوسع المحلي من العلامات التجارية المصرية، لاسيما أن التطور الذي تشهده مصر على مستوي تطوير المدن وإنشاء مدن جديدة سيكون له دور فعال في تطوير هذا القطاع، الأمر الذي يعتبر تغييراً اجتماعياً في الطريقة التي يستهلك بها الطعام، كما تحظى خدمة التوصيل بشهرة واسعة جداً؛ لأنها توفر الكثير من الفوائد للمطاعم والعملاء على حد سواء، وتسهم في تغيير شكل السوق، ولها تأثير إيجابي كبير؛ حيث أتاحت الوصول إلى الأسواق التي لم يكن من السهل بلوغها ، إضافة إلى الوصول إلى عدد أكبر من الناس .

كريم جمال
كريم جمال

نماذج الأعمال

كريم جمال مدير عام شركة مرسول مصر، قال أن المنافسة في سوق توصيل وطلب الطعام والبقالة عبر الانترنت في مصر تعطي مؤشرات قوية بنمو السوق وحجم تعاملاته وستنعكس بشكل مباشر على جودة اداء الخدمات لافتا إلى أن جزء من سبب نمو الطلب عبر الإنترنت وتوصيل الطعام هو التغيير في نموذج الأعمال الذي تتبناه المطاعم حيث أصبحت نماذج توصيل المطاعم أمرًا معتادًا مع ظهور العديد من أنواع الأساطيل، يتضمن ذلك التسليم في نفس الساعة أو في نفس اليوم ، والتسليم الجماعي ، والتسليم في اليوم التالي، كما يستمر التغيير وإدخال نماذج الأعمال الجديدة في تشكيل شبكة توصيل الطعام ويتم تقديم ميزات جديدة تشمل المطبخ السحابي وتطبيقات المطاعم وتطبيقات التوصيل وكل هذا يخدم السوق بشكل إيجابي.

ونوه إلى أن السوق المصري يتميز بالفرص العديدة في هذا المجال ولم يصل مطلقا لمرحلة التشبع، خاصة وأن هناك فرصا عديدة في المحافظات لم تستغل بعد في هذا المجال ، إلى جانب نمو السوق في المدن الرئيسية كالقاهرة والإسكندرية، مشيرا إلى أن هناك فرص كبيرة في صعود تطبيقات الطعام المعتمدة علي التكنولوجيا على حساب الاتصال المباشر، كما أن أتمتة عمليات المطاعم ستساعد في ذلك خاصة وأن حتي الاتصالات المباشرة أصبح 30 % منها يتم التعامل معها عبر تقنيات وأنظمة دون تدخل بشري .

تعزيز العناصر البشرية

ولفت كريم جمال ، إلى أن محور تعزيز العناصر البشرية التي تعمل على الأرض في شركات التوصيل هو الأساس الذي يتم بناء عليه منظومة صحية وفعالة للشركة، وهو ماتطبقة “مرسول” كمثال ، فضمان الولاء للعاملين هو مايشكل المعادلة الرئيسية التي سيبني عليها نجاح العمليات التشغيلية والتوسع في السوق ، وضمان ارتفاع عدد العملاء.

وأكد مدير عام شركة مرسول مصر ، على أن النمو المستمر للطلبات عبر الإنترنت وتوصيل الطعام يعني تحسين تقديم الخدمة من جانب العملاء حيث يمكن للعملاء طلب أي طعام يحلو لهم عبر الإنترنت وتوصيله في الموقع الذي يختارونه، وبالنسبة للشركات ، هذا يعني زيادة المنافسة. تحتاج المطاعم وشركات الأطعمة الأخرى إلى أن تصبح أكثر إبداعًا في اختيارهم للخدمات وما يقدمونه لعملائهم ، وعلى الرغم من أن التكنولوجيا قد حسنت كيفية طلب الطعام وتسليمه ، إلا أنها خلقت مجالًا متكافئًا للشركات كما أنها ستدفع بالمزيد من الابتكارات والنمو.

هدير شلبي
هدير شلبي

من جانبها قالت هدير شلبي، مدير «طلبات» مصر ، انه يمكن أن يُعزى نمو الطلب عبر الإنترنت وتوصيل الطعام إلى التحول الرقمي الذي طال المستخدمين والشركات في مصر، حيث اعتادت الأجيال الجديدة على طلب معظم منتجاتهم عبر الإنترنت و يستمر حجم السوق في الزيادة ، لافتة إلي أن الشركات تدرك هذا التطور للتكيف مع السوق والتعامل مع ألياته واقتناص الفرص الموجودة والتي من وجهة نظري مازالت مساحتها شاسعة وستستوعب المنافسة بين الشركات.

وأشارت إلي أن المنافسة بين الشركات العاملة  في مجال توصيل الطعام مهمة جدا على مستوي قوة القطاع حيث ستوجه جميع الشركات العاملة في هذا المجال لتقديم أفضل الخدمات للجمهور، إلا أن المنافسة الحقيقية والتي نحاول كغيرنا التغلب عليها هو “الطلب عن طريق الهاتف بشكل مباشر” ، حيث نسعي لتغيير ثقافة المستخدم المصري المعتمد هذه الألية وتحويلة للاعتماد على التطبيقات والتكنولوجيا الحديثة.

معدل الاستهلاك والقوة الشرائية

وأكدت هدير شلبي على أن السوق المصري هو أحد أهم وأبرز أسواق الشرق الأوسط من حيث معدل الاستهلاك والقوة الشرائية في المواد الغذائية بشكل خاص إلى جانب تميزه بتنوع في شرائح المستخدمين مما يتطلب شركات قادرة على استيعاب الطلبات المستمرة من قبل المستهلكين لزيادة عدد الخدمات والمنتجات فضلا على الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة، لافتة إلى أن تلبية هذه الاحتياجات لن يتم إلا للشركات التي تملك إدارة محترفة  وشبكة موزعين وشركاء في كافة أنحاء الجمهورية إضافة لعدد كبير من العمالة المدربة والمتطورة.

ونوهت إلى أن جائحة كورونا ساهمت بشكل عام في تغيير استراتيجي للمستخدم من حيث الاعتماد على الإنترنت والتطبيقات الالكترونية ، وكان من الضروري أن تتعامل الشركات مع هذا الوضع خاصة مع سياسات التباعد الاجتماعي ، لذلك قامت الشركة بإضافة خدمة السوبر ماركت التي تتيح للمستهلك الاختيار من بين آلاف المنتجات اليومية من المعلبات، الخضار والفاكهة وغيرها من الاحتياجات المنزلية الأساسية، مع توفير خدمة التوصيل المجاني لجعل تجربة الطلب متاحة لأكبر عدد من المستخدمين.

وتوقعت “طلبات” أن ينمو سوق توصيل الطعام عبر الانترنت في مصر بـ 77% ليتجاوز الـ 130 مليون دولار عام 2024.

كريم مرسي
كريم مرسي

ظهور مطاعم سحابية

قال كريم مرسي، أحد مؤسسي شركة تاكيرى للمتاجر السحابية في مصر، إن جائحة كورونا التي أصابت العالم ومصر، نتج عنها زيادة في حجم الطلبات عن طريق الإنترنت أو ما يطلق عليه «الدليفري»  بمعدلات تتجاوز 70% لبعض المشغلين بالمولات التجارية، وبالتالي أصبح تأجير الأماكن التجارية الكبيرة المميزة والإنفاق الزائد علي التشطيبات أمر غير مجدي بالنسبة لاقتصاديات الطلب، الأمر الذي ساهم في ظهور نوع جديد من المتاجر المشتركة و المتاجر السحابية المصممة لغرض التوصيل، وهو نموذج جديد على السوق المصري وقد ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية منذ اكثر من عامين نتيجة ارتفاع حجم الطلب عن طريق الانترنت ورغبة العملاء في الحصول علي السلعة في فترة زمنية قصيرة.

وأشار إلى إن نسبة 80 ل 90 % من شباب الجيل الجديد يفضلون التسوق عن طريق الإنترنت، لافتا إلى أن المطاعم السحابية ستصبح ظاهرة في مصر وذلك من خلال قيام بعض الماركات بالحصول على موقع مشترك يتم من خلاله قيام كل طرف بتقديم وعرض منتجه علي الإنترنت لعملائه دون الحاجه إلي حصول كل منهما علي مكان مخصص بقيمة إيجاريه مرتفعة، حيث بلغت قيمة سوق المطابخ السحابية عالميا نحو 52 مليار دولار في عام 2020، مع توقعات بنمو سنوي مركب بنسبة 12.4 % من العام الماضي إلى 2028.

وأكد كريم مرسي، على أنه يجب على الشركات العاملة بتلك الصناعة أن تدرك جيدًا أنها ستحقق عائدات إيجابية للغاية فى المستقبل، مع وجود أنشطة أخرى مكملة تتمثل فى مساعدة المطاعم على زيادة حجم أعمالهم ليس بالضرورة فى سوق خدمات الديلفري. ، مازال بحاجة إلى جهود تنظيمية واستثمارات هائلة في المطاعم تشكو من معدلات العمولات المرتفعة التي قد تصل إلى 30% من قيمة الفاتورة لمنصات طلب الطعام. مواصلة تبني ابتكارات فريدة تلبي احتياجات السوق.

ونوه إلى أن هناك ثلاث عوامل رئيسية في النمو في هذا القطاع، أولها كان استخدام العالم الرقمي لإتاحة طلب الوجبات والتسويق أون لاين؛ أما العامل الثاني، فتمثل في تحسين تجربة العملاء من خلال توفير خدمات متكاملة لتوصيل الطلبات؛ ونشهد الآن العامل الثالث المتمثل في التوسع الإضافي من خلال تبني مفهوم «المطبخ السحابي» الذي يمكّننا من توفير العلامات التجارية لأشخاص أكثر وبشكل يساعد على مواكبة متطلبات الزبون التي تتغير بسرعة هائلة.

التطور العالمي

وعلى المستوى العالمي يشهد العالم تغيراً سريعاً في شتى مجالات الحياة، وأصبح قطاع توصيل الطعام في صدارة القطاعات المشكلة للاقتصاد القائم على الطلب، وذلك بعد أن سجل نمواً ملحوظاً بفضل استخدام التقنيات الحديثة التي تتيح للعملاء تسجيل طلباتهم بسرعة وسهولة أكبر وبأقل تكلفة بنقرة زر واحدة، وفي ظل هذا النمو المتسارع الذي تسجله السوق العالمية لطلب وتوصيل الطعام، بات من المتوقع أن تبلغ قيمتها ما يصل إلى 200 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، وذلك وفقاً لما أوردته مجلة «فوربس» العالمية.

تتقدم الصين في إجمالي إيرادات توصيل الطعام ، حيث بلغت 27.3 مليار دولار في عام 2021. وساهمت شركة Meituan في 15 مليار دولار من تلك الإيرادات ، كأكبر تطبيق لتوصيل الطعام في العالم من حيث الإيرادات والاستخدام.