استثمرت المؤسسات الكبيرة ملايين الدولارات في أنظمتها الرقمية، لكن عددا مدهشا منها لا يزال يعتمد على العمليات اليدوية، سواء الأعمال القائمة على الورقيات أو برمجيات الإدخال التقليدية مثل Word وExcel.
يعني ذلك أن هذه الشركات، وعلى الرغم من استثماراتها الكبيرة، لا تحقق الإمكانات الكاملة للتحول الرقمي.
خلال العديد من الاجتماعات مع الشركات الكبيرة، حددنا العديد من التحديات المعتادة التي تواجههم خلال رحلة تحولهم الرقمي، وتشمل هذه التحديات الأنظمة غير المتصلة، والخدمات الذاتية المحدودة، وصعوبات دمج الأنظمة الجديدة مع الأنظمة الحالية، وعمليات الصيانة والدعم والتوسع المستقبلي.
على الرغم من هذه التحديات، من المهم أن تستمر المؤسسات الكبيرة في المضي قدما في جهود التحول الرقمي، ويجب أن يتغلبوا على هذه العقبات، وأن يتبنوا بالكامل الإمكانات التي توفرها التكنولوجيا، والتي تضمن لهم كفاءة أكبر في إدارة عملياتهم، وتحسن من تجارب العملاء، وتعود بالزيادة على الإيرادات والأرباح.
ووفقا لمسح أجرته YouGov، العالمية المتخصصة في استطلاعات الرأي والبيانات، فإن 61% من المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد بدأت أو أكملت رحلة تحولها الرقمي، ومع ذلك، تعتقد 5% فقط من هذه المؤسسات أنها حققت أهداف التحول الرقمي الخاص بها.
يعني ذلك أنه لا يزال هناك طريق طويل يجب أن تقطعه المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتبني التحول الرقمي بالكامل وجني فوائده.
علاوة على ذلك، أكد تقرير صادر عن شركة McKinsey & Company أن الشرق الأوسط ينتظره الاستفادة بقيمة اقتصادية تصل إلى 575 مليار دولار من خلال تبني التحول الرقمي بالكامل.
كما أكد التقرير أن المنطقة لا زالت متأخرة عن المناطق الأخرى في النضج الرقمي، حيث تعتبر 8% فقط من الشركات بالمنطقة متقدمة رقميا مقارنة بنسبة 15% على مستوى العالم، ما يؤكد الحاجة الملحة للمؤسسات في المنطقة لتسريع التحول الرقمي من أجل الحفاظ على قدرتها التنافسية في السوق العالمية.
تحليل كتبه: محمد عابدين
الشريك المؤسس لكوربوريت ستاك والمدير الإقليمي