رفع البنك المركزي التركي اليوم الخميس سعر الفائدة الرئيسي بواقع 3.5% ليصل إلى 46% من 42.5%، في محاولة لطمأنة المستثمرين بعد اضطرابات داخلية وتصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة دفعت الليرة التركية إلى التراجع الحاد.
وقررت لجنة السياسة النقدية، بقيادة المحافظ فاتح قرة خان، زيادة سعر إعادة الشراء لأجل أسبوع واحد (الريبو) بمقدار 350 نقطة أساس، في حين تم رفع سعر الإقراض لليلة واحدة إلى 49% من 46%، وفق بيان المركزي.
كان القرار مفاجئًا للأسواق، إذ لم يتوقعه سوى 3 من أصل 23 محللاً استطلعت آراؤهم بلومبرغ، من بينهم “إتش إس بي سي لإدارة الأصول” و”غولدمان ساكس”.
يأتي هذا التحرك النقدي في أعقاب اجتماع طارئ عقده البنك الشهر الماضي بعد انهيار الليرة إثر سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أبرز خصوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما أدى إلى موجة بيع حادة في الأسواق.
وقدر اقتصاديون أن البنك أنفق نحو 50 مليار دولار من احتياطاته لدعم الليرة ومنعها من الانزلاق، مع تصاعد التوترات السياسية داخليًا، وتزايد المخاوف الخارجية من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على تركيا ودول أخرى.
ورغم الضغوط، نجحت تدخلات المركزي في تثبيت سعر صرف الليرة عند نحو 38 ليرة مقابل الدولار منذ الهبوط الأولي، لكن هذا الثبات جاء على حساب استنزاف كبير للاحتياطيات الأجنبية، بحسب تحليل لـ”بلومبرغ إيكونوميكس”.
وأكد البنك في بيانه التزامه بموقف السياسة النقدية المتشددة، مشددًا على أن أسعار الفائدة ستُعدل بحذر خلال الفترة المقبلة بناءً على بيانات التضخم وتطورات السوق، وذلك بهدف تحقيق استقرار دائم في الأسعار.