في خطوة تعكس توجهًا وطنيًا نحو دمج قطاعات الاقتصاد الحيوية، أطلقت «إنفستجيت» مائدتها المستديرة السادسة والعشرين، لتسليط الضوء على العلاقة التكاملية بين قطاعي العقارات والسياحة في مصر، باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق رؤية مصر 2030 نحو تنمية اقتصادية مستدامة.
اقرأ أيضا: «إنفستجيت» تناقش التكامل بين العقار والسياحة كقاطرة لنمو الاقتصاد المصري
منصة حوار تجمع قادة الاستثمار والتطوير العقاري والسياحي
انعقدت المائدة المستديرة بفندق النيل ريتز كارلتون – قاعة ألف ليلة وليلة، تحت عنوان:
“من التراث إلى الآفاق: دمج فرص الاستثمار في العقارات والسياحة”، بمشاركة نخبة من كبار المسؤولين التنفيذيين والمطورين والخبراء في المجالين العقاري والسياحي.
وأدار النقاش الأستاذ معتز صدقي، المدير العام لشركة ترافكو هوليدايز، وسط حضور رسمي رفيع المستوى شمل:
- د. م. عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان للشؤون الفنية،
- م. خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية،
- د. مصطفى منير، رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة للتنمية السياحية،
- محمد يوسف، مستشار رئيس الهيئة العامة للاستثمار،
- هشام الدميري، العضو المنتدب التنفيذي لشركة إيجوث.
كما شارك عدد من أبرز قادة التطوير العقاري والسياحي، من بينهم:
كريم سلطان ومصطفى الشريف من شركة دلتا كابيتال للتطوير العقاري (DCUD)،
د. بهاء سالم، رئيس مجموعة السالم القابضة،
م. عمرو جزّارين، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم بيراميدز،
علاء عاقل، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق جاز،
كريم شافعي من الإسماعيلية للاستثمار العقاري،
عمر الطيبي من The Land Developers،
أحمد إهاب من مدار للتطوير،
إلى جانب نخبة من التنفيذيين مثل وائل الورداني، آسر حمدي، أيمن عباس، أحمد كيره، مها عبد الرازق، أدهم البديوي، ومعتز أمين.
نقاشات تسلط الضوء على مفهوم جديد للتنمية العقارية والسياحية
شهدت الجلسات حوارات معمقة ركزت على إعادة تعريف مفهوم الاستثمار العقاري باعتباره منظومة متكاملة لإنشاء وجهات معيشية وسياحية مستدامة، وليست مجرد عمليات بناء مادي.
وأكد المشاركون أن التكامل بين السياحة والعقار يمثل رافدًا رئيسيًا لتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق جاذبية استثمارية عالمية لمصر من خلال الدمج بين الثقافة، الضيافة، والاستدامة.
وصيات المائدة المستديرة: خريطة طريق لتكامل العقار والسياحة
اختُتمت فعاليات المائدة بتقديم حزمة من التوصيات الاستراتيجية شملت خمسة محاور رئيسية تهدف إلى دعم الشراكة بين القطاعين العقاري والسياحي وتحقيق أقصى استفادة من الإمكانات الوطنية.
أولاً: السياسات والتشريعات
- تسريع إصدار القوانين المنظمة للتكامل بين القطاعين، وخاصة قانون تراخيص السياحة رقم (8) لسنة 2022 لتقليل البيروقراطية.
- توحيد إجراءات التراخيص عبر آليات مثل “الرخصة الذهبية” لتسهيل جذب المستثمرين.
- تطوير نظام موحد للحوافز الاستثمارية يشمل الإعفاءات الضريبية والتسهيلات الائتمانية للمشروعات المتكاملة.
- تفعيل التحكيم الدولي لتسوية المنازعات مع المستثمرين الأجانب وتعزيز الثقة.
- إطلاق خريطة قومية موحدة للمشروعات العقارية والسياحية تحدد أولويات التنمية في المواقع التراثية والمناطق الساحلية.
- تعزيز التنسيق المؤسسي بين الوزارات من خلال لجنة دائمة لمتابعة مشروعات الوجهات المتكاملة.
- إنشاء آلية للرصد والتقييم لقياس تنفيذ السياسات والحوافز بوضوح وشفافية.
- تشجيع المطورين على دمج المكونات الفندقية داخل المشروعات العقارية لتحقيق التكامل الفعلي.
ثانياً: تطوير القطاع العقاري
- دمج مكونات الضيافة داخل المشروعات الجديدة مثل الوحدات الفندقية والمشروعات متعددة الاستخدامات.
- تطبيق المدن الذكية والتحول الرقمي في التراخيص والتسويق والتشغيل.
- التوسع العمراني المتوازن بالمحافظات كثيفة السكان، خاصة في دلتا مصر والظهير الصحراوي.
- اعتماد مبادئ الاستدامة وتوحيد الهوية البصرية لتعزيز الجاذبية طويلة الأمد للوجهات العقارية.
ثالثاً: تطوير القطاع السياحي
- رفع جودة الخدمات السياحية وتحسين تجربة الزائر عبر تدريب الكوادر وتبسيط الإجراءات.
- تنويع منتجات السياحة المستدامة مثل الثقافية والطبية والبيئية والتراثية لزيادة مدة الإقامة.
- إحياء الفنادق التراثية وترميم الأصول التاريخية لتكون معالم ثقافية مميزة.
- إضافة أكثر من 300 ألف غرفة فندقية جديدة لتحقيق مستهدف 30 مليون سائح سنويًا.
- تشجيع تحويل الوحدات السكنية الصغيرة إلى منشآت ضيافة لمواكبة الطلب المتزايد على الشقق الفندقية.
رابعاً: التوعية والترويج
- تنويع الأنشطة السياحية لتشمل التسوق، المؤتمرات، والسياحة العلاجية والتراثية.
- تعزيز التعاون مع وسائل الإعلام الدولية للترويج لمصر كوجهة متكاملة تجمع بين العقار والسياحة.
- تحسين تجربة الوصول إلى المطارات وتوسيع البنية التحتية لتلبية النمو المستقبلي في أعداد الزوار.
خامساً: الكفاءة التشغيلية والربط بين القطاعات
- تطوير منظومة النقل الداخلي واللوجستيات لضمان ربط فعال بين الوجهات العقارية والسياحية.
- تكرار النماذج الناجحة مثل مشروع تطوير أهرامات الجيزة كأنموذج يجسد التكامل بين الاستثمار والتراث والسياحة.
تكامل العقار والسياحة… مستقبل الاستثمار في مصر
أكدت «إنفستجيت» من خلال هذه المائدة أن التكامل بين العقار والسياحة لم يعد خيارًا بل ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة مصر على خريطة الاستثمار الإقليمي والعالمي، خاصة في ظل توجه الدولة لتطوير وجهات سياحية متكاملة تواكب طموحات الجمهورية الجديدة.