قبل أسابيع قليلة أعلنت شركة فودافون مصر عن تغيير الرئيس التنفيذي ألكسندر فرومان، الذي ذهب لتولي مهام إدارة فودافون في تركيا، ليحل محله محمد كمال عبد الله، وهو القرار الذي صاحبه حالة من الارتياح داخل الشركة نظرا لكون عبد الله من أبناء الشركة القدامى.
ورغم أن سنه لا يتجاوز 44 عاما، لكن نصف عمره قضاه داخل فودافون مصر منذ تأسيسها عام 1998، وبالتالي يعرف كل كبيرة وصغيرة داخل الشركة، وتدرج في المناصب داخل الشركة إلى أن وصل لأكبر منصب وهو الرئيس التنفيذي.
ولعل الخبرات التي يمتلكها محمد عبد الله ساعدته على الظهور سريعا للميديا بعد أيام قليلة من تولي المنصب الجديد، على عكس قيادات أخرى كانت تفضل الابتعاد لحين دراسة الأوضاع، وكذلك كان توقيت الظهور مناسبا للغاية في ظل هدوء الأوضاع داخل فودافون بعد حصولها على الترددات الجديدة.
وفي أول ظهور إعلامي، تقوم Follow ICT برصد أبرز الرسائل والتصريحات التي ركز عليها محمد عبد الله:
ما فائدة الحصول على الترددات الجديد؟
بالتأكيد كان ملف الترددات صاحب النصيب الأكبر بتصريحات عبد الله وكذلك أسئلة الإعلاميين، وبالتالي أكد الرئيس التنفيذي لفودافون مصر أن الشركة نجحت في الحصول على حزمة ترددات جديدة حجمها 40 ميجا بتقنية TDD في الحيز الترددي 2600، ليتم إضافتها إلى الترددات الموجودة حاليا وحجمها 42.5 ميجا، وأن زيادة حجم الترددات جاء في وقت هام ومؤثر، خاصة مع زيادة اعتماد المستخدمين على خدمات الاتصالات في ظل جائحة كورونا، ولأن الترددات الجديدة ستخدم الموبايل داتا فإننا نتوقع أن يشعر المستخدم بتحسن ملحوظ في جودة خدماتنا قريبا.
كيف ستقوم الشركة بتمويل القيمة المالية للترددات الجديدة؟
أوضح عبد الله أن فودافون سوف تقوم بسداد مبلغ 540 مليون دولار مقابل تلك الترددات، سيتم سداد 50% من المبلغ مقدما عند التوقيع على التعاقد، في حين سيتم سداد 25% بعد مرور عام، و25% الأخيرة بعد مرور عام آخر، وفيما يتعلق بالدفعة الأولى والتي تقدر بحوالي 270 مليون دولار فإنها جاهزة وسيتم سدادها دون الحاجة للحصول على قروض من البنوك أو أي مصادر تمويل خارجية، كما أن الدفعات الأخرى سيتم سدادها دون أي الحاجة أيضا للبحث عن مصادر تمويلية، خاصة وأن الدفعات المتبقية يمكن سدادها بالجنيه المصري أو الدولار.
ما هي الخطة الزمنية للحصول على الترددات الجديدة؟
شدد عبد الله في تصريحاته على أن الشركة حاليا في مرحلة استلام الترددات من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وأن الشركة بمجرد استلام الترددات سيتم إعادة هيكلة الترددات بالكامل من أجل تخصيص حيزات معينة لخدمات الصوت وحيزات أخرى لخدمات الداتا، وهو الأمر الذي سيتطلب استثمارات جديدة تقدر بحوالي 1.5 مليار جنيه لتحديث الشبكة وتزويدها بمعدات وأجهزة جديدة تتوافق مع الهيكل الجديد للترددات، وأوضح الرئيس التنفيذي لفودافون أن جهاز تنظيم الاتصالات لم يضع مخططا زمنيا واضحا لتسليم الترددات حتى الآن.
هل انتهت مفاوضات STC السعودية للاستحواذ على حصة فودافون الإنجليزية داخل فودافون مصر؟
بدأ محمد عبد الله حديثه في تلك النقطة بالتأكيد على أن الإدارة التنفيذي التي يرأسها حاليا مسؤولة عن إدارة فودافون مصر وكل ما يتعلق بعملاء فودافون مصر، وبالتالي فهو لا ينشغل بوجود مفاوضات من عدمه، وقال “منذ نشأة فودافون مصر حينما كانت تسمى كليك شهدنا 4 تغييرات في هيكل الشركة ورغم ذلك لم نتأثر وما زلنا في الصدارة داخل سوق الاتصالات المصري.
أما عن توقف المفاوضات بين STC وفودافون الإنجليزية، فأوضح عبد الله أن الشركتين أعلنتا عن انتهاء الفحص النافي للجهالة دون الوصول لاتفاق حول إتمام عملية البيع، وما زالت STC مستمرة حتى الآن في التفاوض مع المصرية للاتصالات باعتبارها تملك 45% من فودافون مصر.
كيف تأثرت الشركة بأزمة كورونا؟
يوضح الرئيس التنفيذي لفودافون مصر أن خدمات الاتصالات بشكل عام شهدت زيادة رهيبة حول العالم بالتزامن مع أزمة كورونا، وبالتأكيد استفادت فودافون من هذا الأمر بشكل إيجابي على مستوى نمو استهلاك بعض الخدمات، في حين تأثرت سلبا بسبب الضغط على الشبكة وزيادة الاستهلاك رغم عدم وجود ترددات كافية لاستيعاب تلك الزيادة، لكن الآن الوضع سيكون أفضل للشبكة في ظل الحصول على ترددات جديدة.
كيف ساهمت فودافون في خدمة المجتمع خلال جائحة كورونا؟
فودافون تعتبر نفسها جزء لا يتجزأ من المجتمع، وبالتالي توالت المبادرات المجتمعية منذ اندلاع جائحة كورونا وحتى الآن، حيث تم التبرع بملايين الجنيهات لصالح مستشفيات العزل ولصالح المنظومة الصحية في مصر من أجل مواجهة تفشي وباء كورونا، بجانب دعم العمالة غير المنتظمة من خلال صرف الدعم لهم عبر خدمات فودافون كاش وإتاحة الاشتراك بخدمات كاش دون الالتزام بالإجراءات والمستندات اللازم تقديمها، بجانب دعم المنظومة التعليمية بالدخول في شراكات مع مزودي الخدمات التعليمية أونلاين.
هل لديكم خطة من أجل الاستعداد لخدمات الجيل الخامس؟
أشار عبد الله إلى أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لم يتطرق مع المشغلين لأي نقاشات متعلقة بطرح الجيل الخامس في مصر، ونحن أيضا ليس لدينا أي خطة حتى الآن تتعلق بخدمات 5G خاصة وأننا لا نتوقع طرحها داخل مصر حاليا، قد يكون الأمر بعد عامين أو ثلاثة، وسوف نقوم بوضع التصور الخاص بهذا الأمر بمجرد معرفة توجهات الدولة لطرح الجيل الخامس.
هل الحصول على ترددات جديدة يعني أن عملاء فودافون لن يشعروا بمشاكل مجددا؟
أوضح عبد الله أن خدمات الاتصالات تتوقف على عدة معايير أبرزها سعة الترددات، وبالتالي فإن المشكلة الأكبر سيتم حلها بوجود ترددات جديدة، لكن هذا لا يعني أن جميع المشكلات انتهت، فما زالت هناك تحديات أخرى تتمثل في بناء الأبراج الجديدة من أجل تغطية مختلف الأماكن، وهو أمر مرهق للغاية، حيث يتوجب علينا الحصول على 21 موافقة وترخيص من عدة جهات مختلفة لكي نقوم ببناء برج واحد فقط، وقد تستغرق تلك الموافقات حوالي 12 شهرا بالكامل، وبالتالي نحتاج لتسهيل تلك الإجراءات حتى نتمكن من تحسين الخدمة في الأماكن التي نرصد بها شكاوى متكررة من جانب العملاء، كما أن هناك بعض المستخدمين يلجئون لأجهزة تقوية الشبكة غير المرخصة وهي من أكثر الأمور التي تضر بالشبكة وتؤدي لسوء الخدمة لدى البعض.
ماذا عن الأرباح المحتجزة خاصة بعد مطالبة المصرية للاتصالات بالحصول على نصيبها؟
شدد عبد الله في إجابته على هذا التساؤل، على أن الأمر غير متعمد على الإطلاق، وأن أي شركة تقوم بوضع خطتها التوسعية بشكل مسبق، ومن ضمن السياسات أن يتم تجنيب الأرباح من أجل إعادة ضخها مجددا على هيئة استثمارات جديدة وهو ما نقوم به حاليا، حيث قمنا باستغلال الملاءة المالية من أجل شراء الترددات الجديدة، لكن ما يتعلق بحجب الأرباح فهذا غير صحيح لأننا قمنا بتوزيع جزء كبير من الأرباح الخاصة بسنوات ماضية.