في مثل هذا اليوم، 23 مارس من عام 2001، وبعد 15 عامًا من الوجود في مدارها حول الأرض، ودّعت محطة الفضاء الروسية “مير” البشرية، حيث هبطت في الغلاف الجوي للأرض، محترقةً تاركةً إرثًا هامًا في تاريخ استكشاف الفضاء.
تم إطلاق محطة “مير” في عام 1986، لتكون أول محطة فضاء دولية، حيث استضافت رواد فضاء من روسيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، وعلى مدار 15 عامًا، أجرت “مير” العديد من التجارب العلمية الهامة في مجالات الطب والفيزياء وعلم الفلك، وساعدت في تطوير تقنيات جديدة لبناء وصيانة محطات الفضاء في مدارها.
مع مرور الوقت، ارتفعت تكاليف تشغيل محطة “مير” بشكل كبير، بينما تدهورت حالتها، مما دفع الحكومة الروسية إلى اتخاذ قرار إيقاف تشغيلها في عام 2000، وفي 23 مارس 2001، تم فصل محطة “مير” عن مدارها حول الأرض، ودخلت الغلاف الجوي للأرض، حيث احترق معظم حطامها، بينما سقطت بعض الأجزاء التي لم تحترق بأمان في المحيط الهادئ.
على الرغم من نهايتها، إلا أن محطة “مير” لا تزال رمزًا هامًا للتعاون الدولي في مجال الفضاء، حيث مهدت الطريق لبناء محطة الفضاء الدولية، التي تدور حول الأرض حاليًا.
تجاوزت محطة “مير” العمر المتوقع لها بكثير، حيث استمرت في العمل لمدة 15 عامًا بدلاً من 5 سنوات، واستضافت أكثر من 100 رائد فضاء من 12 دولة مختلفة، كما أجرت أكثر من 23000 تجربة علمية في مجالات مختلفة، وساهمت في تطوير تقنيات جديدة لبناء وصيانة محطات الفضاء في مدارها.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1857، سجل التاريخ لحظة فارقة في مسار التطور الحضري مع افتتاح أول مصعد تجاري آمن في متجر Haughwout متعدد الأقسام في مدينة نيويورك.
كان هذا الابتكار ثمرة عبقرية المخترع إليشا أوتيس، الذي ابتكر نظامًا ثوريًا لمنع سقوط المصعد في حال انقطاع الكابلات، مما أدى إلى طفرة في مجال التنقل الرأسي.
تم دعم المصعد بمحرك بخاري، وكان يتحرك بسرعة 40 قدمًا في الدقيقة، ويستغرق 15 ثانية للتنقل بين الطوابق، ليقدم حلًا عمليًا وآمنًا للتغلب على صعوبة الوصول إلى الطوابق العليا.
مثل اختراع المصعد الآمن نقطة تحول في تاريخ الهندسة المعمارية، حيث سمح ببناء ناطحات السحاب التي نعرفها اليوم، وفتح المجال أمام توسع المدن بشكل عمودي.
على الرغم من أهمية هذا الابتكار، إلا أنه واجه صعوبات في البداية، حيث لم يكن الناس على دراية بفوائده، واعتبره البعض تقنية خطيرة، وبعد 3 سنوات فقط من افتتاحه، تم إغلاق مصعد Haughwout بسبب عدم وجود عدد كافٍ من العملاء الذين يرغبون في استخدامه.
ولكن، لم يدم هذا التردد طويلًا، حيث بدأ الناس يدركون فوائد المصعد، وسرعان ما انتشر استخدامه في جميع أنحاء العالم، ليصبح رمزًا للحداثة والتقدم.
ويُعدّ مصعد إليشا أوتيس أحد أهم الاختراعات في التاريخ الحديث، حيث ساهم بشكل كبير في تطوير المدن الحديثة وتغيير طريقة حياة الناس.
ويعود اختراع أول مصعد رافعة إلى عام 1823، وكان مصعد Haughwout أول مصعد تجاري آمن في العالم، وبحلول سبعينيات القرن التاسع عشر، كان هناك 2000 مصعد أوتيس في الخدمة.