خسر أباطرة العقارات في الصين ثرواتهم وفي مقدمتهم رئيس مجموعة إيفرجراند الذي فقد نحو 93% من ثروته البالغة 42 مليار دولار، بعد أن كان أحد أغنى عمالقة الصين وأكثرهم نفوذاً، وجسراً للتواصل بين قطاع الأعمال والقيادة السياسية.
وتراجعت ثروة رئيس مجلس إدارة مجموعة «إيفرجراند» إلى نحو 3 مليارات دولار، من 42 مليار دولار، عندما كان ثاني أغنى شخص في آسيا، وفقاً لمؤشر بلومبرج للمليارديرات.
وتشير التقارير إلى تزايد عزلة «هوي» السياسية أيضاً، ويمثل مؤتمر الهيئة الاستشارية السياسية لحزب الشعب الصيني، التي تضم نخبة من المسؤولين الحكوميين وكبار رجال الأعمال، أحدث دليل على تلك العزلة.
ومنذ 2008، و«هوي» عضو بالهيئة الاستشارية السياسية، كما أنه أصبح عضواً بارزاً في اللجنة الدائمة، التي تضم 300 عضو، منذ 2013.
رغم ذلك، طالبوا هوي بعدم حضور المؤتمر السنوي العام الماضي، بعدما أصبحت إمبراطوريته العقارية أكبر ضحايا أزمة الائتمان في البلاد، كما خرج من القائمة الأخيرة للهيئة الاستشارية السياسية للسنوات الخمس المقبلة، التي أُعلنت الأربعاء.
ورغم اعتبار إقصاء هوي مفاجأة، لكنه لم يكن وحده، حيث خرج العديد من أقطاب العقارات من الهيئة الاستشارية السياسية للحزب الشيوعي الصيني، ومن بينهم هوي وينج ماو، مالك شركة «شيماو جروب هولدينجز» (Shimao Group Holdings)، وتشانج لي، المؤسس لشركة «قوانتشو أر آند أف» (Guangzhou R&F)، وهوي كين هونج، من شركة «باور لونج ريال ستيت هولدينجز» (Powerlong Real Estate Holdings Ltd).
وتعكس الخطوة تغير موقف الصين تجاه المطورين، الذين سقط الكثير منهم وسط أزمة عقارات هددت الاقتصاد على مدى سنوات.
ويتوجه الأعضاء الجدد للهيئة الاستشارية السياسية إلى بكين في مارس لحضور المؤتمر الرابع عشر للهيئة، لمناقشة كافة القضايا السياسية والاجتماعية والقوانين الجديدة ونمو الاقتصاد الوطني.
قال ويلي لام، الأستاذ المساعد بالجامعة الصينية في هونغ كونغ، الذي ألف عدداً من الكتب حول السياسة الصينية: «تمثّل عضوية الهيئة الاستشارية السياسية لحزب الشعب الصيني مكافأة فخرية تمنحها الصين لرجال الأعمال المخلصين الذين قدموا مساهمات جليلة للبلاد، ولا يُعدّ مفاجأة خروج أباطرة العقارات مثل هوي، الذين تسببوا في مشكلات بقطاع العقارات وأفرطوا في الاقتراض من القائمة».
يُعدّ هوي، عضو الحزب الشيوعي لما يزيد عن 3 عقود، أكثر المطورين شهرة تعرضاً لضغوط، حيث يتراجع ترتيبه بقائمة بلومبرج للثروة نتيجة التراجع الأخير بسبب الأموال التي أعلنت “إيفرجراند” عن ضخها لتمويل أعمال الشركة وسداد مطالبات الدائنين، حيث طالبته إحدى الشركات بضخ ما لا يقل عن ملياري دولار من أمواله الخاصة.
وتخلفت «إيفرجراند» عن سداد سنداتها المقومة بالدولار لأول مرة في 2021، فيما يبلغ إجمالي قيمة السندات المقومة بالدولار المستحقة على المجموعة أكثر من 16 مليار دولار.
واقترحت الشركة خطة لإعادة هيكلة تحمل خيارين هذا الأسبوع، بعدما لم تفِ بعدد من المواعيد التي حددتها قبل ذلك لطرح مخطط إعادة هيكلة أولية، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.
توقفت أسهم المجموعة عن التداول لنحو عام عقب عدم إعلان الشركة عن النتائج السنوية للعام 2021، وتخلت شركة «بي دبليو سي» (PWC) عن تدقيق حساباتها الإثنين.
وتخلفت أيضًا «شيماو جروب هولدينجز» عن السداد، كما توقفت أسهمها عن التداول منذ مارس الماضي، كذلك أُلقي القبض على تشانج من شركة «قوانتشو أر آند أف» الشهر الماضي في لندن، بتهمة الرشوة في الولايات المتحدة ووضع قيد الإقامة الجبرية في شقته المكونة من 5 غرف نوم، بعدما دفع كفالة قياسية بقيمة 16 مليون دولار.
وفقدت “باور لونج”، إحدى ضحايا الأزمة، أكثر من 80% من قيمتها السوقية من ذروة ارتفاعها في 2021.
تضمنت حملة “الرخاء المشترك”، التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ لإعادة توزيع الثروة إجراءات صارمة في قطاعات عديدة، من بينها قطاع العقارات، الذي تفاقمت أزمته وأثرت على البنوك وشركات الائتمان والملايين من مالكي المنازل، بسبب فرض سياسة “الخطوط الحمراء الثلاثة” الصارمة للحد من الديون.
أظهر مؤشر بلومبرج للمليارديرات خسارة 5 من أغنى أباطرة العقارات في الصين نحو 65 مليار دولار خلال العامين الماضيين.