حوار| أسامة حرفوش: مرسول تحتل صدارة تطبيقات توصيل الطلبات من نقطة لنقطة داخل مصر.. واستثماراتنا تقترب من 300 مليون جنيه
منافسة شديدة تشهدها سوق توصيل الطلبات داخل مصر، سواء توصيل طلبات الطعام أو غيرها، خاصة مع زيادة حجم هذا السوق خلال الأشهر الأخيرة بالتزامن مع جائحة كورونا التي خلقت احتياجا لدى العملاء وزاد خلالها الاعتماد على تطبيقات المحمول.
وتعد شركة مرسول لاعبا رئيسيا داخل هذا السوق بالرغم من دخولها السوق المصري قبل عامين فقط، لذلك التقت FollowICT مع أسامة حرفوش مدير مرسول مصر للتعرف منه على حجم نمو أعمال الشركة وحجم الاستثمارات وآليات التوسع خلال الفترة المقبل.
في البداية.. نريد التعرف على شركة مرسول بشكل عام؟
تأسست شركة «مرسول» عام 2015 داخل المملكة العربية السعودية، بعد قيام رائدَي الأعمال، نايف السمري وأيمن السند، بتدشين شركة ناشئة تحمل اسم «مرسول»، لتكون منصة رائدة تجمع بين ثلاثة أطراف رئيسية، وهم: (التاجر، والعميل، ومندوب التوصيل)؛ بهدف تسهيل التواصل بين الأطراف الثلاثة، وضمان تحقيق منافع مشتركة، وفي بداية عمل الشركة تم احتضانها من جانب حاضنة «بادر» بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومؤسسة Inspire You.
وتُعَدُّ منصة «مرسول» أول شبكة رائدة للتوصيل عند الطلب في السعودية، حيث تقوم الشركة بتقديم خدمات توصيل أي شيء ومن أي مكان إلى أي مكان، وأصبح ممكنًا من خلال تطبيق Mrsool أن يطلب المستخدمُ المنتجاتِ من أي متجر في المدينة، ليقوم مندوب «مرسول» بشراء تلك المنتجات نيابة عن المستهلك، ويسلّمها للعميل على الفور.
وفي عام 2018 تجاوزت القيمة الإجمالية للمنتجات التي تم توصيلها عبر «مرسول» أكثر من مليار ريال سعودي، وتجاوز عدد المستخدمين المسجلين لدى المنصة 4 ملايين مستخدم بنهاية 2018، وفي عام 2019 نجحت «مرسول» في إغلاق جولة تمويلية من الفئة A بقيادة رائد فنتشرز وصندوق STV الاستثماري، وبمشاركة المستثمر السعودي مازن الجبير، حتى أصبحت «مرسول» حاليًّا أكبر شركة متخصصة في تقديم خدمات التوصيل التشاركي عند الطلب، وثالث أكثر تطبيق من حيث الشعبية على متجر أبل ستور داخل المملكة العربية السعودية.
وكيف دخلت الشركة إلى السوق المصري؟
القصة بدأت في شهر إبريل لعام 2019، حينما قررت شركة «مرسول» تدشين أعمالها رسميًّا داخل مصر، حيث تَمَّ تأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة غير مدرجة بالبورصة، تعمل في مصر تحت المسمى القانوني «تطبيق مرسول للاتصالات وتقنية المعلومات مصر»، وتَمَّ اختياري لتولي مسؤولية مدير فرع «مرسول مصر»، وقمت بتكوين فريق عمل محترف؛ لضمان انتشار التطبيق على مستوى واسع، استغلالًا للفرص العريضة المتاحة في السوق المصري، وبعد عام واحد من انطلاقنا في السوق المصري، نجحنا في إحداث تأثير جيد في الاقتصاد المصري.
ما هو حجم الاستثمارات التي تم ضخها داخل مصر من جانب شركة مرسول؟
منذ دخولنا السوق المصري وحتى الآن قمنا بضخ ما يقرب من 300 مليون جنيه استثمارات مباشرة وغير مباشرة داخل مصر.
ما هي البلدان التي تعمل فيها مرسول حاليا؟
تتواجد مرسول حاليا داخل المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر، ولدينا خطط كبيرة للتوسع داخل قارة إفريقيا انطلاقا من مصر.
ماذا يمثل السوق المصري من إجمالي حجم أعمال مرسول داخل البلدان الثلاثة؟
السوق المصري يمثل نحو 10-15% من حجم أعمال مرسول، وحاليا نعمل داخل 10 مدن مصرية (القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، بورسعيد، السويس، المنصورة، الزقازيق، بنها، طنطا، الغردقة)، مع وجود خطة مستقبلية للتوسع في محافظات مصرية أخرى.
تتحدث عن منظومة تتكون من 3 أركان رئيسية، فما هو دور الشركة في الربط بين أطراف المنظومة؟
تساهم «مرسول مصر» حاليًّا في توصيل الطلبات بين أطراف المنظومة اعتمادًا على نموذج التوصيل المباشر من نقطة إلى نقطة أخرى، ويقوم خلالها مندوب التوصيل بالاتفاق مع العميل على التفاصيل كافةً، وتعتمد «مرسول» في علاقتها مع مندوبي التوصيل على مبدأ الشراكة والاستفادة المتبادلة والمرونة في أداء العمل، حيث يستطيع المندوب تحديد قيمة التوصيل وفقًا لرؤيته دون أي إجبار من أحد، في حين تحصل «مرسول» على أرباحها من خلال إضافة 25% من قيمة عملية التوصيل، مع إتاحة برامج ولاء متميزة لضمان تحقيق المندوب أقصى ربحية ممكنة.
وما هي الحصة السوقية لمرسول داخل مصر؟
تحتلّ «مرسول» صدارة تطبيقات التوصيل المباشر من نقطة لنقطة داخل القاهرة، كما تمتلك «مرسول» حصة سوقية داخل مصر تزيد عن 28% من إجمالي عمليات التوصيل عند الطلب، وذلك حتى نهاية عام 2020، وتركّز «مرسول» حاليًّا على التوسع في خدمات توصيل الطعام من المطاعم إلى العملاء؛ حيث تستهدف الشركة مضاعفة عدد المطاعم المتعاقدة مع «مرسول»؛ لإتاحة خدمات التوصيل مع مَنْحِ المزيد من التنوع للعملاء.
كم يبلغ عدد مندوبي التوصيل لدى مرسول حاليا؟
لدينا داخل مصر ما يقرب من 120 ألف مندوب توصيل، ولدينا خطة للوصول بهذا العدد إلى مليون مندوب خلال 5 سنوات.
تطبيقات التوصيل عند الطلب تزايدت بشكل ملحوظ داخل مصر، فما هي عناصر الجذب لدى مرسول التي تجعلها الاختيار الأمثل للمندوب؟
نعتمد على مفهوم مختلف بعض الشيئ بالنسبة للتعامل مع مناديب التوصيل، فهو «مدير نفسه»، بمعنى أنه يحدد مواعيد العمل وأماكن العمل وآلية العمل، المندوب يحدد متى يبدأ العمل، ويحدد تكلفة خدمة التوصيل دون أي إجبار عليه ودون معاقبته إذا رفض، نحن في مرسول نتيح المرونة الكاملة للمندوب في تحديد عدد ساعات العمل يوميا بناءا على الظروف الشخصية.
ومرسول لا تشترط توافر مواصفات بعينها في المندوبين أو وسيلة النقل المستخدمة في توصيل الطلبات بقدر إتاحة فرص عمل لأطراف كثيرة داخل المجتمع، إلا أنه يجب توافر بطاقة رقم قومي سارية وألا يقل سن المتقدم للعمل عن 18 عاما.
وما هو متوسط الدخل الذي يمكن أن يجنيه مندوب التوصيل؟
من خلال تقييم أداء مندوبي التوصيل، اكتشفت أن بعضهم قادر على تحقيق متوسط دخل يومي يتراوح بين 350 إلى 500 جنيه، ونحن من جانبنا نعمل على تقديم حوافز لمندوبي التوصيل من أجل تشجيعهم على بذل المزيد من الجهد.
وما هو عدد مستخدمي التطبيق داخل مصر؟
يوجد حاليا 1.3 مليون مستخدم لخدمات مرسول داخل مصر، ونهدف للوصول إلى 2 مليون مستخدم للتطبيق بنهاية العام الجاري.
منصة مرسول حتى الآن تعتمد على الدفع كاش عند الاستلام رغم أهمية الدفع أونلاين.. فهل لديكم خطة لإتاحة بدائل متنوعة للدفع؟
بالفعل ما زلنا نعتمد على الدفع كاش فقط، لكن هذا الأمر يعود لعدة عوامل كانت متعلقة بفترة زمنية محددة، لكن حاليا باتت خدمات الدفع الإلكتروني هي الأكثر انتشارا، لذلك نقوم حاليا ببعض التجارب مع أحد مقدمي خدمات الدفع الإلكتروني وسوف نعلن عن إتاحة الدفع الإلكتروني قريبا.
ما هي طبيعة العميل الذي يقوم باستخدام مرسول؟
مستخدمي تطبيق مرسول ينقسمون إلى عدة أنواع، بعضهم يقوم بالتجربة فقط ويحتل الحصة الأكبر بين المستخدمين لكنه ليس الأعلى من حيث الإنفاق، والبعض يستخدم التطبيق بشكل موسمي أي في شهر رمضان فقط أو في وقت وجود العروض الترويجية مثلا، بجانب العميل الدائم الذي يعتمد على مرسول في عدة أشياء وهو الأكثر ولاءا للتطبيق ولا يهتم بالسعر فقط وإنما لديه اهتمامات أخرى نسعى لتوفيرها له.
هل يتم السماح بتوصيل أي شيء عبر مرسول؟
نحن كشركة نقوم بتوصيل أي شيء من أي مكان وفي أي وقت دون أي قيود جغرافية، فالفكرة لدينا مختلفة عن المنافسين الذين يجبرون العميل على مطاعم محددة أو منطقة جغرافية لا يجوز الخروج عنها، لكن لدينا يقوم العميل بتسجيل الطلب ثم يأتي إليه عرض من مندوب التوصيل وبعدها يتواصلان سويا من أجل الاتفاق على المطلوب توصيله، لكن لدينا بالتأكيد مجموعة من المحظورات التي لا يجوز شرائها أو إرسالها من خلال مناديب مرسول، وهي (المشروبات الكحولية، أي منتج ممنوع تداوله داخل مصر، الأعشاب الضارة والمواد المخدرة، المواد الإباحية التي يمكن أن تشكل استغلالا جنسيا للأطفال، المواد المحمية بحقوق ملكية، السلع المقلدة وغير القانوينة، الأجهزة المستخدمة في فك أو اختراق الحماية التقنية، ألعاب القمار، الأعضاء البشرية، معدات الاتصالات غير القانونية، السلع غير اللائقة مجتمعيًا، المواد الثمينة مثل الأحجار الكريمة والمجوهرات باهظة الثمن، الألعاب النارية، الأسلحة)، كما أن المندوب له الحق في فتح الشحنة والاطلاع عليها قبل القيام بتوصيلها، للتأكد من عدم مخالفتها لقواعد التوصيل المتبعة داخل التطبيق.
ما هو تقييمك لسوق طلبات التوصيل داخل مصر؟
أعتقد أن سوق خدمات التوصيل في مصر ينمو بشكل كبير جدا وفقا للأرقام الرسمية التي نقوم برصدها بشكل دوري، فلدينا حاليا مليون و450 ألف طلب يوميا داخل مصر، سواء توصيل من نقطة لنقطة أو توصيل طعام، لكن توصيل الطعام بات يستحوذ على 60% من إجمالي سوق توصيل الطلبات، وأعترف أن عدد شركات توصيل الطلبات العاملة في مصر تواكب 30% على الأكثر من حجم الطلبات، وهذا يعني أن السوق ما زال في بدايته ويحتاج لبذل المزيد من الجهد من أجل اقتناص الفرص العظيمة.