«بجهدنا وبدراعنا» وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من النجاح والتطور، بتلك الكلمات قطع المهندس أحمد مكي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بنية، الطريق أمام من يظنون أن الوساطة أو المحاباة هي التي فتحت الطريق أمام شركة «فايبر مصر» التي بدأت أعمالها منذ 4 سنوات بشكل رسمي في السوق المصرية، واليوم أصبحت كيانا كبيرًا يسمى مجموعة «بنية» وتضم 4 شركات يعمل فيها ما يزيد عن 750 موظفًا، وفي الطريق إلى تدشين 3 شركات جديدة.
مكي في حواره لـFollowICT تحدث عن عوامل النجاح الحقيقية للشركة، ومصدر الثقة الذي أهل شركته لاحتلال هذه المكانة في ظل 4 سنوات لم تكن الأسهل في تاريخ مصر الحديث، حيث شهدت عدة أزمات اقتصادية في مقدمتها تحرير سعر الصرف، وأزمة كورونا، لكن كلمة السر دائمًا لدى رئيس مجموعة «بنية» أن مصر تمتلك المقومات التي تجعلها رائدة في مجال التحول الرقمي بمفهومه الشامل،
نود أن نبدأ حوارنا بسؤال حول الأسباب التي دفعتك للعودة إلى مصر رغم النجاحات التي حققتها إقليميًا وعالميا في صناعة الاتصالات؟
قبل حوالي 20 عاما كانت لديّ خطة واضحة تعتمد على الخروج إلى دول أخرى لاكتساب خبرات عالمية، ثم أعود إلى مصر مجددا عند لحظة معينة لأنقل خبراتي إلى بلدي لأنني أؤمن بأن لي حقوق وعليّ واجبات تجاه وطني، وهو ما حققته بالفعل، فقد كان اهتمامي يرتكز على مجالين رئيسيين، الأول هو الأقمار الصناعية حيث ساهمت بالفعل في بناء 5 أقمار صناعية هي الأكبر حول العالم، داخل أكبر قارات العالم سواء أمريكا أو أوروبا أو آسيا، ثم قررت «النزول من السماء إلى الأرض» أو بمعنى أدق قررت ترك مجال الأقمار الصناعية والاتجاه إلى الكابلات، فمن خلال شركة GBI نجحنا في تدشين كابل يربط 25 دولة بطول 40 ألف كيلو أغلبهم في أعماق البحار، وحصلنا على 6 آلاف موافقة قبل إطلاق الكابل، وهو إنجاز أفتخر به في حياتي المهنية بالتأكيد، وفي عام 2016 شعرت أنه الوقت المناسب للتركيز على مصر والعودة لبلدي، وبالفعل اصطحبت أسرتي وعدنا للاستقرار في مصر.
مع قرار العودة لمصر، ما هي خطتكم الاستثمارية في ذلك الوقت لكي تصل إلى كل هذه النجاحات؟
حينما قررت العودة لمصر لم يكن لمجرد التمثيل المشرف، ولكن هدفي هو وضع اسم مصر على الخريطة العالمية لصناعة الكابلات، فبالتأكيد كانت خطتي تتجه لمجال البنية التحتية التكنولوجية ومشروعاتها المتعددة، ومن بينها مجال الكابلات البحرية، وما لا يعرفه البعض أن مصر تعتبر ثاني أكبر دولة من حيث إنزال الكابلات البحرية نظرا لما تتمتع به من مقومات جغرافية متميزة للغاية، لذلك كانت بداية المشروع من خلال تأسيس شركة «فايبر مصر»، لتكون انطلاقتنا داخل مصر ضمن خطتى الموسعة للانتشار عالميا.
كيف بدأت توسعات «فايبر مصر»؟
بدأنا بتكوين فريق عمل يمتاز بالقوة والفكر الاستثماري، وتقدمنا لمشروع ربط المدارس الحكومية بكابلات الفايبر في عام 2018، ووقتها كان مشروعا ضخما، فقررنا وقتها اتخاذ أول خطوة ضخمة بالاستحواذ على شركة إيكوينوكس، وهي من أكبر الشركات وقتها في مجال الكابلات الفايبر، وبعد هذا الاستحواذ أصبحنا نقوم بالإشراف على عمليات ما يقرب من 230 عميل داخل وخارج مصر، ونجحنا في إتمام كافة المشروعات القائمة بكفاءة عالية، وتم زيادة عدد الكوادر البشرية لضمان إنجاز كافة المشروعات في الوقت المحدد.
وكيف تحول الأمر لإنشاء شركة بنية القابضة؟
مع بداية عام 2019 قررنا تخصيص الأعمال وتكوين شركات تكون مسؤولة عن أجزاء محددة، وبالفعل قمنا بتسمية شركتين وهما: فايبر مصر للأنظمة وفايبر مصر الهندسية، وبعدها قررنا أن تندرج شركاتنا تحت مسمى شركة بنية القابضة، وبعدها تم تدشين شركة جديدة وهي بنية للكابلات، ومؤخرا قمنا بتدشين شركة بنية رقمية، ليصل إجمالي الشركات القائمة لدينا إلى 4 شركات، بجانب 3 شركات ما زالت في مرحلة الاحتضان أو ما يسمى بـ Business Unit.
ماذا تقصد بمصطلح «شركات محتضنة»؟
نعتمد في توسعاتنا على مفهوم عالمي طبقته كبرى المجموعات الاستثمارية، وهو خلق شركات صغيرة ومرورها بعدة مراحل رئيسية قبل التوسع، وبالتالي نقوم بخلق فكرة ثم تحويلها لوحدة أعمال ثم تكوين شركة واحتضانها لفترة محددة ونقوم بالصرف عليها ودعمها وعمل دراسات الجدوى اللازمة، وحين نصل لمرحلة معينة فإنها تخرج من الاحتضان لتنضم إلى مجموعة شركاتنا المستقلة تحت مجموعة بنية القابضة بعد موافقة مجلس الإدارة، وقريبا سيتم الإعلان عن انطلاق شركات جديدة وقوية.
ما هو حجم أعمال شركة بنية القابضة حتى الآن؟
حتى الآن لدينا مشروعات عملاقة بحجم أعمال 1.5 مليار دولار بمختلف القطاعات، ونأمل في مضاعفة هذا الرقم خلال السنوات القليلة المقبلة.
ما هي أبرز المشروعات التي نجحت شركة بنية في القيام بها مؤخرا؟
قمنا بتزويد 2530 مدرسة حكومية بالبنية التحتية التكنولوجية ضمن خطة قومية لنشر كابلات الفايبر بمؤسسات الدولة، كما قمنا بالمساهمة في خطة الدولة لبناء مراكز بيانات عملاقة «داتا سنترز» وذلك بالتعاون مع مجموعة من كبرى الشركات العالمية والمحلية، وأيضا نساهم في بعض مشروعات البنية التحتية التكنولوجية داخل العاصمة الإدارية الجديدة، وقمنا بتوريد 230 ألف عداد ذكي بالعاصمة الإدارية، ومؤخرا نجحنا في تنفيذ أنظمة ERP لحوالي 50 شركة تابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، وغيرها من المشروعات الأخرى.
يتساءل البعض عن مصادر التمويل التي تستند عليها شركة بنية، هل لديك إجابة يمكن الإفصاح عنها؟
بالتأكيد الأمر ليس سرًا، فنحن نعتمد على مصادر التمويل المعتادة والتي تتبعها أغلب الشركات الكبرى، خاصة التمويل المصرفي من خلال القروض، ولدينا تعاون استراتيجي مع عدة بنوك تعمل داخل مصر، والحمد لله نجحنا في بناء علاقة قائمة على الثقة والالتزام المتبادل.
في بداية حديثك ذكرت لنا أن هدفك هو التوسع الخارجي، فهل بدأت في تلك الخطوة؟
التوسع الخارجي يتم بالتوازي مع التوسع المحلي داخل مصر، ولدينا مشروعات حاليا داخل دولتين إفريقيتين هما الكونغو ونيجيريا، بجانب وجود مفاوضات مع 6 دول إفريقية أخرى، من خلال مشروعات ضخمة لتطوير البنية التحتية بتلك البلدان.
البعض يكون لديه مخاوف من العمل والتوسع بالدول الإفريقية، فكيف تغلبت على تلك المخاوف؟
لا توجد أي مخاوف على الإطلاق، فالسوق الإفريقي من أكبر الأسواق على مستوى العالم، فغالبية البلدان الإفريقية تحتاج لتطوير بنيتها التحتية، كما أنني ذكرت لك أنني تعاملت مع الدول الإفريقية قبل ذلك وأعرف جيدا طبيعة العمل داخلها، لذلك توجهنا لإفريقيا على الفور، ودائما لدينا قناعة شديدة بأن إفريقيا هي قارة الفرص، لكن في حقيقة الأمر فإن المشروعات داخل قارة إفريقيا تحتاج لكوادر بشرية ذو طبيعة خاصة، بجانب القدرة المالية على تنفيذ المشروعات العملاقة، وأعتقد أننا نمتلك المؤهلات التي تساعدنا على تحقيق ذلك.
بالتأكيد أي شركة يكون لديها فكر رئيسي تعتمد عليه لكي تصل إلى أهدافها، فما هو الفكر أو الشعار الذي تستند إليه “بنية”؟
بالفعل لدينا شعار هام نطبقه منذ اليوم الأول، وهو Best Practices أو أفضل الممارسات والحلول وأكثرها فعالية، فحينما ندخل أي مشروع جديد يتم التركيز على أفضل آليات التنفيذ، ونبحث دائما عن شركاء كبار للتعاون معهم، وأيضا نبحث عن أفضل العلامات التجارية للحصول على منتجاتها التي نستخدمها داخل أي مشروع، ناهيك عن الكوادر البشرية التي نضمها إلينا فإنها أيضا من أفضل الكوادر داخل السوق.
ما هي نقاط القوة داخل كل شركة من شركات بنية القابضة؟ وما هي أكثر الشركات التي تتوقع لها نجاحا باهرًا؟
هذا السؤال صعب للغاية، ولن أرد عليه بالطريقة الدبلوماسية، في الواقع لدينا شركة «فايبر مصر للأنظمة» التي تعتبر بمثابة السند والظهر الذي نلجأ له جميعا، فهي الشركة المتخصصة في مشاريع تكامل أنظمة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهي أكبر شركات المجموعة من حيث حجم الأعمال وحجم المشروعات، وهي الذراع التنفيذي للمجموعة في التعاقدات.
أما شركة «فايبر مصر للحلول الهندسية» فهي متخصصة في تنفيذ مشاريع بناء مراكز البيانات والأعمال الكهروميكانيكية وحلول الجهد المنخفض في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولها أيضا دور كبير في العديد من المشروعات بالآونة الأخيرة، في حين تأتي شركة «بنية للكابلات» لتمثل المستقبل في مجال صناعة الكابلات، فهي تقوم حاليا ببناء أكبر منشآة صناعية متخصصة لكابلات الألياف الضوئية في إفريقيا والشرق الأوسط بالشراكة مع الهيئة العربية للتصنيع وبالتعاون مع شركة كورنينغ الأمريكية الرائدة عالميًا في تصنيع كابلات الألياف الضوئية.
أما شركة «بنية رقمية» فتعتبر الحصان الرابح خلال الفترة المقبلة، فهي أول وأكبر سوق رقمي متكامل يقدم حلول تكنولوجية سحابية لجميع متطلبات الأعمال، بالإضافة إلى ذلك فنحن بصدد الكشف عن خروج شركة “بنية تيليكوم” للنور من خلالها فوزها بمشروع ضخم لتشغيل شبكة الألياف الضوئية على مستوى جمهورية الكونغو الديموقراطية من خلال مد وتشغيل أكثر من 16000 كم لربط المدن الرئيسية في الكونغو.
لنتحدث الآن عن مشاركة بنية داخل معرض Cairo ICT في دورته الرابعة والعشرين، لماذا فاجئتم الجميع وقررتم المشاركة كراع رئيسي هذا العام؟
بالفعل نشارك هذا العام بمعرض Cairo ICT 2020 كراع رئيسي، والسبب كما ذكرت أننا الآن لسنا مجرد شركة واحدة وإنما مجموعة شركات تجتمع تحت مسمى «بنية القابضة»، وبالتالي كان من الضروري أن تتوافق مشاركتنا بالمعرض مع حجم النمو الذي شهدته الشركة مؤخرا، وسوف نستعرض خلال المعرض الهيكلة الجديدة للشركة والشركات التابعة لها، إذ تمثل كل شركة من شركاتنا عنصراً أساسياً لتحقيق هدفنا المتمثل في إنجاح عملية التحول الرقمي في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، ولقد قررنا رعاية معرض Cairo ICT هذا العام لإبراز وتأكيد دعمنا لصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط.
وكيف ستكون المشاركة داخل قاعات المعرض، وما هي أبرز الحلول والمنتجات التي ستقوم بنية باستعراضها؟
تشارك بنية بجناحين في المعرض، الجناح الأول يتم تخصيصه لعرض كل من شركة بنية للكابلات وشركة بنية رقمية، بالإضافة إلى استعراض مشروع بناء شبكة الألياف الضوئية في جمهورية الكونغو الديموقراطية، بينما يتم تخصيص الجناح الثاني لشركة فايبر مصر للأنظمة وشركة فايبر مصر للحلول الهندسية، وسيكون هذا الجناح داخل الجزء المخصص لمعرض تكنولوجيا النقل TransMEA.
وما هو الهدف الرئيسي الذي تسعى لتحقيقه داخل الدورة الحالية لمعرض Cairo ICT؟
المعرض بالنسبة لنا فرصة التقاء بالعملاء الحاليين والجدد، بجانب فتح آفاق جديدة للتعاون مع مختلق القطاعات، وهذا العام أعتقد أن المشروعات الخاصة بالبنية التحتية لقطاعات النقل ستكون لها الكلمة العليا في ظل اهتمام الدولة بتطويرها وإحداث نقلة نوعية بكافة وسائل النقل داخل مصر خلال الفترة المقبلة.