كثير من الدول اعتمدت في نمو اقتصادها على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وقد تنبهت مصر إلى ذلك خلال السنوات الماضية، وطرحت العديد من المبادرات والمؤسسات لدعم تلك المشروعات، ووسط كل ذلك سعت رائدة الأعمال رانيا أيمن إلى أن يكون لها دور في ذلك، فأطلقت Entreprenelle التي تدعم الفتيات والنساء من رائدات الأعمال لإطلاق مشروعاتهن، ونجحت رانيا في قيادة المؤسسة لدعم وإطلاق ألف مشروع منذ 2015 وحتى الآن، ومازالت مستمرة في مواجهة التحديات من أجل زيادة تلك المشروعات، ومؤخرا أصبح لديها توجها لاستخدام الذكاء الاصطناعي من أجل تقديم منتجات محترفة والمساعدة في نمو تلك المشاريع، وتتحدث رانيا أيمن مؤسسة Entreprenelle في حوارها مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT عما حققته المؤسسة منذ انطلاقها وحتى الآن، والتحديات التي واجهتها والخطوات القادمة.
ما الذي حققته «Entreprenelle» منذ انطلاقها في 2015 وحتى الآن؟
Entreprenelle هي شركة ريادية مجتمعية بدأت برؤية خدمة المجتمع، ومساعدة رائدات الأعمال وصاحبات المشاريع من أجل نمو أعمالهن، وهناك العديد من الأشياء تغيرت منذ انطلاقنا وحتى الآن، إذ أصبح هناك الآن بيئة ريادية خصبة بشكل أكبر، وعندما انطلقنا لم يكن الأمر سهلا أن نقول لفتاة إننا ممكن نساعدها لإنشاء مشروعها، أو نساعدها لكي تصنع منتجا من خلال مشروع صغير، لأن التصنيع كان مقتصرا على الشركات الكبرى أو الحرف اليدوية، ولكن الآن الموضوع تغير بشكل كبير، ونحن كنا جزءا من هذا التغيير وساعدنا في ذلك، فقد كنا نعمل مع صاحبات المشاريع بشكل شخصي، وجزء مما نقدمه يكون من خلال مسرعات الأعمال الخاصة بنا، إذ نساعد الفتيات والسيدات على بدء مشاريعهن بشكل ثابت ومستمر، لأن الاستمرار هو التحدي، بجانب كيفية الحصول على استثمار، والحمد لله استطعنا العمل مع ألف مشروع حتى الآن تخرج من برامجنا.
فالأرقام تضاعفت وقت الكورونا، لأن كثيرين تركوا وظائفهم ولجأوا إلى مشاريعهم الخاصة، وقد أعلن الفيس بوك وقت كورونا أن مصر من البؤر التي تشهد زيادة في إنشاء النساء للمشاريع Online، ونحن كنا جزءا من ذلك، وأصبحنا جزءا من برنامج فيس بوك للمجتمعات كمجتمع ناشئ داعم لريادة الأعمال، وكل ما نقوم به يفرق كثيرا على مستوى الاقتصاد بالتأكيد.
وهل كنت تتوقعين نجاح المشروع منذ البداية؟
لا طبعا، فعندما بدأنا كنا نريد عمل شيء مختلف، ولم تكن شركة مجتمعية، وبدأنا في العمل مع بعضنا كفريق عمل، ولم نكن نتخيل أن ما سنفعله سيصل إلى ما وصل إليه، فكنا نريد مساعدة المرأة التي تريد تحقيق دخل، واستطعنا العمل في كل المحافظات، سواء Online أو Offline، لمساعدة النساء في المحافظات اللاتي ليس لديهن نفس فرص التعليم والاستثمار المتاحة في القاهرة، فأردنا تعليمهن في أماكنهن.
وما هي أبرز التحديات التي واجهتكم؟
أهم تحد هو أننا كنا نقدم فكرة جديدة، وكان السؤال دائما عن الاستفادة التي سنحصل عليها مما نقوم به، حيث إن الشركات المجتمعية لم تكن معروف مفهومها في مصر، والتحدي الآخر هو أننا في سوق ناشئ ونقدم كل الدعم ولكن السيدات لا يكملن أو لا نساعدهن بالشكل الكافي، وتجاوزنا كل ذلك بالشراكات، فالسيدات في المحافظات الأخرى لا يعملن أو يتعاملن إلا مع جهات حكومية، فالخدمة عندما تأتي من وزارة أو أي جهة حكومية يكون هناك مصداقية أكبر، ولذلك دخلنا في شراكات مع جهات حكومية في المحافظات لكي يكون هناك مصداقية واطمئنان وحتى يعرفنا الجميع، وهذا ما يحدث الآن، فهناك ثقة بيننا وبين عملائنا.
ألم يكن المشروع في حاجة إلى استثمار؟
لم نكن في حاجة إلى استثمار مادي، لأننا نحقق أرباح جيدة، ولكن كنا في حاجة إلى جهات دعم، وفي 2017 تعاوننا مع نهضة مصر وحصلنا منهم على استثمار، لأنها أكبر دار نشر في مصر والشرق الأوسط، ويساعدوننا بالمحتوى، فنحن في حاجة إلى شركاء لكي ننمو بشكل أكبر ونساعد أكبر عدد من الفتيات والنساء.
وماذا تقدمون خلال الفترة القادمة؟
لدينا أكثر من برنامج نريد أن نساعد به المشاريع الصغيرة لكي تحصل على استثمارات، وقمنا بعمل تحديث لكل مسرعات الأعمال التي نعمل فيها، لكي تتناسب مع الظروف الاقتصادية الحالية، ونبني أعمالنا بشكل تكنولوجي ونستخدم الذكاء الاصطناعي لأن العالم كله يتحرك في هذا الاتجاه، ونريد مساعدة النساء على تقديم منتج محترف من أجل البيع بشكل أفضل، ونساعد النساء على تعلم توظيف الذكاء الاصطناعي في أعمالهن.
وما الذي تريدين الوصول إليه مع Entreprenelle؟
أريد الوصول إلى مرحلة عدم الحاجة إلى التعامل مع جهة لكي تبدأ النساء أعمالهن معنا، ونريد مساعدتهن للنمو بشكل أكبر، وأرى أننا في منتصف الطريق، ولدينا مشاريع قادرة على المنافسة في السوق المحلي والخارجي، وهناك مشاريع تصدر منتجاتها بالفعل، وفي مجال تصميم الملابس لدينا Tech Fashion، فهناك من يعمل في مجال التصميم بالتكنولوجيا ويصدرن منتجاتهن، وهناك تصنيع قماش، ولدينا منتجات كثيرة تحتاج إلى دعم من الجهات المعنية من أجل التصدير، هذا بجانب أننا نتعاون مع المجالس المحلية للوصول إلى كل السيدات، ونحتاج إلى جهات أخرى تساعدنا، وندعم هؤلاء السيدات للحصول على تمويلات كافية، ونحتاج لجهات تقف معنا لكي نصل إلى كل ذلك.
ألا تفكرين في إطلاق شركة Startup؟
بالتأكيد أفكر في ذلك ولديّ النية للقيام بتلك الخطوة، ولكن حاليا أريد التركيز على ما نقوم به، ولديّ بيزنس بجانب Entreprenelle خاص بمدرسة لتعليم إدارة الـ Fashion Business، لمساعدة الفتيات والنساء على نمو أعمالهن في مجال تصميم الملابس.
وما هي الاستفادة التي تعود عليكم؟
الهدف من الشركات المجتمعية هو خدمة المجتمع، مثل الجمعية الخيرية، وتريد خدمة أكبر عدد من القطاعات وتساعد الحكومات على الوصول إلى فئات أكبر، بجانب تحقيق المكاسب المادية بالتأكيد، لكن قبل تفكيري في الأموال أفكر في خدمة أكبر عدد من الناس.