حوار| ريم أسعد: استراتيجية سيسكو تدعم رؤية مصر 2030.. وجائحة «كورونا» صحوة للمتأخرين عن التحول الرقمي
تولي شركة سيسكو اهتماما كبيرا لمشروعات التحول الرقمي في مصر، خاصة في ظل الزخم الكبير للمشروعات التي تقوم عليها الدولة في السنوات الأخيرة، ونرى أن استراتيجيتنا تتوافق مع استراتيجية مصر 2030 في التحول الرقمي.. هكذا بدأت ريم أسعد نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في سيسكو حوارها مع FollowICT لتسلط الضوء على خطتها ومهامها بالشركة في ظل التغيرات التي طرأت على سوق التكنولوجيا خلال الفترة الأخيرة وخطة الشركة في مصر رؤيتها للتحول الرقمي بها.
وتعد ريم أسعد أول امرأة وقائدة محلية تشغل منصب نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في الشركة العملاقة، وتتولى ريم مسؤولية الإشراف على عمل 2500 موظف ومقاول، وتقود الشركة لترسيخ مكانتها كمزود تكنولوجي واستشاري رائد في 74 سوقاً في المنطقة.
وجودك في منصب بهذا الحجم مع شركة عالمية مثل سيسكو يؤكد أن اختيارك جاء بناء على مهام رئيسية تستهدفين تحقيقها على المدى القصير في ظل أزمة كورونا وعلى المدى البعيد؟
دوري في سيسكو يركز على تعزيز التعاون مع الحكومات والعملاء والشركاء، مدعومة بمجموعة حلول سيسكو المتقدمة لتسريع أجندتهم الرقمية.
وتعمل سيسكو حالياً إلى جانب القيادة الوطنية والصناعة والأوساط الأكاديمية في أسواق مثل مصر ودولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا، في إطار برنامج Cisco Country Digital Acceleration.
انقمست شركات التكنولوجيا حول آثار كورونا على حجم أعماله بين من يرى أنها ساهمت في نموها وآخرون يرونها تسببت في خسائر.. فما هو الوضع مع سيسكو الشرق الأوسط؟
رأينا في تداعيات كورونا فرصة ذهبية لتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة ودعم البنية التحتية الرقمية والارتقاء بآليات إدارة الأزمات والطوارئ في المستقبل.
ويقع على عاتق سيسكو مسؤوليات اجتماعية سامية أبرزها: ترسيخ المستقبل الشامل عبر تحقيق المساواة في الوصول إلى الفرص، وإلهام الأشخاص والمجتمعات للاقتراب أكثر من تحدياتنا الجماعية، بدلاً من الهروب منها، فضلاً عن تسليط الضوء على التقنية الحديثة لترسيخ المستقبل الشامل.
جاءت جائحة كوفيد 19 بمثابة صحوة للمتأخرين عن رحلاتهم في التحول الرقمي، حيث كان قبل الأزمة تصنف الشركات التي لديها قدر عالي من الاستعداد الرقمي بفضل استثماراتها في بنيتها الرقمية بالأمر الجيد، أما الأن فقد حولته جائحة كورونا إلى ضرورة ماسة لضمان استمرارية الأعمال.
ولعب الاستثمار في التقنية دور اللقاح لمواجهة تداعيات أزمة كورونا وسيظل يلعب دور اللقاح وخاصة في مرحلة التجهيز لما بعد مرحلة الأزمة.
واستطاعت سيسكو من وضع رؤية تفصيلية للتحديات التي واجهتها الشركات خلال وبعد الأزمة. وبناءً على ذلك، انطلقت سيسكو في تطوير حلول ثورية لتمكين الشركات وخاصة تلك المعنية بالتواصل والتعاون واستمراية الأعمال والمرونة والأمن الرقمي.
إلى أي مدى تولي سيسكو الشرق الأوسط أهمية للمشروعات التي تقوم بها الحكومة المصرية على مدار السنوات الأخيرة؟
نبدي في سيسكو اهتماما كبيرا لمشروعات التحول الرقمي في مصر وخاصة مع بدء تنفيذ الكثير من المشروعات في هذا الصدد أبرزها تنفيذ مشروع التحول الرقمي بمحافظة بورسعيد ومشروع ميكنة التأمين الصحى الشامل فى محافظة و تعميم خدمات المرور والتوثيق والبطاقات التموينية والاستثمار فى كافة أنحاء البلاد تحت مظلة مبادرة مصر الرقمية
ونرى أن هناك توافق كبير ما بين استراتيجية سيسكو لتعزيز التحول الرقمي واسراتيجية جمهورية مصر العربية متمثلة برؤية مصر 2030.
وفيما يخص تفاصيل ركائز استراتيجية سيسكو لتعزيز التحول الرقمي الأساسية في المرحلة المقبلة، نعمل مع شركائنا في مصر على تنمية المواهب من خلال أكاديمية سيسكو للشبكات.
ونحث على الابتكار في مجال الأعمال من خلال مشاركة خبراتنا العالمية مع الشركات المحلية الناشئة بالتعاون مع مركز الإبداع التكنولوجي والابتكار وريادة الأعمال (TIEC)، ضف على ذلك جهودنا المعنية بالمدن الذكية والصحة الرقمية والتعليم والخدمات الرقمية المصرفية وغيرها.
وتساهم سيسكو خلال الفترة الحالية فى تنفيذ عدد من المشروعات الخاصة بالبنية التحتية إلى جانب العاصمة الإدارية الجديدة مثل مدينة العلمين حيث نقوم بالعمل من شركائنا بتنفيذ أحدث التقنيات التكنولوجيا للبنية التحتية لهذا المشاريع.
كم يبلغ عدد شركاء سيسكو في المنطقة؟
سيسكو شريك كل كيان في المنطقة والعالم بغض النظر عن طبيعة هذه المؤسسة سواء كانت ربحية أو غير ربحية، صغيرة أو كبيرة. الجميع اليوم يعمل جاهداً على تعزيز الأجندة الرقمية؛ لمواكبة للمتطلبات الحالية والمستقبلية أو دراستنا الدورية والتي توفر معلومات قيمة لتصحيح مسارات الشركات ومساعدتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة في هذا الإطار.
تركيزنا دائما يكون على العمل مع شركائنا في المنطقة لإحداث تأثير إيجابي بالشكل الذي يتوافق مع متطلبات كل شركة على حدة.
ومع إستراتيجية التركيز على الشركاء، نؤمن بأننا في مكان أفضل للوصول إلى عملائنا بشكل أسرع، علماً أننا نورد 90% من حلولنا من خلال الشركاء. الأمر الذي يؤكد مدى أهمية منظومة الشركاء في سيسكو.
ماذا عن معدلات نمو منصة webex منذ اندلاع جائحة كورونا وحتى الآن؟
حصلت منصة Webex على مدار 12 عام على التوالي على لقب “الرائدة” في تقرير Gartner Magic Quadrant لحلول اجتماعات الفيديو، ويعكس هذا التصنيف عرض قيمة فريدة للعملاء وتتجاوز المهام الأساسية لحلول مؤتمرات الفيديو التقليدية.
ويأتي هذا اللقب في إطار الدور الكبير الذي يلعبه ويبكس في تمكين المؤسسات، وخلال العام الماضي، دعمت سيسكو 3600 عميل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في ذروة جائحة كورونا؛ لضمان استمرارية الأعمال عبر استخدام Webex، بما في ذلك نقل أكثر من 500 مؤسسة تعليمية إلى نماذج التعلم عن بعد أو الهجين.
واستضافت المنصة أكثر من 204 مليون دقيقة اجتماع فيديو لعملائها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال 3 أشهر من 1 مارس وحتى 1 يونيو 2020، وأجرى حوالي 164 ألف مضيف نشط في المنطقة ما يقرب من 1.77 مليون اجتماع.
ونتوقع في سيسكو أن تستمر تقنيات التعاون مثل Webex في الازدهار والنمو، حيث تعمل المؤسسات على تسريع أجنداتها الرقمية لتعزيز العلاقات وزيادة الكفاءات وتقليل النفقات العامة المتعلقة بتكاليف السفر والمكتب.
دفعنا هذا النمو لتقديم تجربة Webex أفضل بـ10 مرات، وشهد التطبيق تطورات ومميزات مبتكرة مثل توفر ميزة الترجمة في الوقت الفعلي مع توسيع مكتبة اللغات بشكل كبير من 10 إلى أكثر من 100 لغة وقدرات جديدة لدعم لبيئات العمل والفعاليات الهجينة الشاملة ودعمه لتطبيقات عمل أخرى من مورد خارجي بالإضافة إلى توسيع منتجات Webex عبر طرح ثلاث أجهزة جديدة متمثلة بـ Webex Desk Camera وWebex Desk Hub وWebex Desk.
كيف تساهم سيسكو في تدريب وتأهيل الخريجين للالتحاق بسوق العمل؟
إلى جانب المبادرات التي نطلقها مع الجهات المعنية لتطوير وتأهيل كوادر المستقبل، أنشئت سيسكو في عام 1997 أكاديمية سيسكو للشبكات، وهي منصة لتدريب رأس المال البشري وصقله وتطويره.
وبدأت NetAcad ككلية واحدة وتطورت الآن إلى مجتمع دائم التوسع من الطلاب والمعلمين وأرباب العمل والمؤسسات غير الحكومية وموظفي سيسكو والعملاء الذين يعملون على بناء مستقبل متطور رقمياً.
وتقدم المنصة دورات تدريب لمهارات تقنية المعلومات والاتصالات للأفراد في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا. ويحصل الطلاب عند الانتهاء من الدورات التدريبية بنجاح على شهادة من سيسكو تساهم ببناء مسيرتهم المهنية سواء كانوا مبتدئين أو ينوون تحفيز شغفهم بقطاع معين.
ويساعد برنامج سيسكو NetAcad على تهيئة الطلاب للمهن المستقبلية وتسهيل الانتقال نحو اقتصادات أكثر تركيزاً على التقنيات الرقمية، ونجحنا في تدريب 1,632,500 طالب منذ إطلاق البرنامج في دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتوجد اليوم 1627 أكاديمية نشطة تعمل في 60 دولة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك مصر ودولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وعمان وتركيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا.
وفي عام 2020، كشفت أكاديمية سيسكو للشبكات عن زيادة بنسبة 27% في عدد الطلاب المتدربين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال عام واحد. وتم تدريب إجمالي 378,900 طالب في المنطقة خلال السنة المالية 2020، مقارنةً بـ297,800 طالب في السنة المالية 2019.
ما هو حجم أعمالكم في مصر، وأبرز المشروعات الحكومية التي تشاركون بها، وهل لكم دور داخل العاصمة الإدارية؟
سيسكو مستمرة في دعم مبادرات التحول الرقمي من خلال استثماراتنا المتنوعة؛ لبناء قدرات الكوادر الشابة المصرية عن طريق نقل الخبرات التكنولوجية، بما يتواكب مع استراتيجية الحكومة للتحول الرقمي والتي من شأنها الارتقاء بتلك الخدمات وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
وعن أهم ما في جعبتنا، وقعنا مؤخراً مع وزارة لاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مذكرة تفاهم بهدف تسريع عمليات التحول الرقمي في البلاد وتحفيز الإبداع التكنولوجي وتعزيز جهود مصر لتصبح مركزًا إقليميًا للابتكارات الرقمية.
وتحدد مذكرة التفاهم الإطار العام لتطبيق برنامج سيسكو للتسريع الرقمي للدولة (CDA) الذي أطلقناه في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا لمساعد البلدان التي تستهدف تنفيذ خطط تنموية على تبنى التكنولوجيات الرقمية، حيث يتم تطبيق البرنامج فى مصر بما يتفق مع “رؤية مصر 2030”.
ويركز برنامج التسريع الرقمي على تنفيذ عدد من المبادرات التي تشمل الاستفادة من خبرة سيسكو في عمليات التحول الرقمي.
وبموجب مذكرة التفاهم، تشارك سيسكو في تنفيذ استراتيجيات الوزارة لبناء القدرات وتطوير المهارات الرقمية خاصة تلك المتعلقة بالمبادرات الرئاسية ومن ضمنها الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة (PWDs) ومبادرة افريقيا لإبداع التطبيقات والألعاب الرقمية.
وخرجت من هذه الاتفاقية مبادرة مطوري الرقمنة المصريين والتي تنطوي تحت برامج أكاديمية سيسكو للتواصل الشبكي (NetAcad) في مصر كما تمثل جزء أساسي من برنامج سيسكو للتسريع الرقمي للدولة (CDA). ونسعى من خلال هذه المبادرة، إلى تشجيع الطلاب والمدرسين على تداول صفوف الأكاديمية المعنية بالأمن الرقمي.
ومنذ عام 1999، قامت أكادمية سيسكو بمنح شهادات لأكثر من 95 ألف طالب. وتشير الإحصاءات بأن 92% من الطلاب قد استطاعوا الولوج إلى سوق العمل بسلاسة أو متابعة تعزيز مهاراتهم عبر ممارسة التعليم في مجال التقنية.
ما هو رأيك في صناعة التعهيد حاليا، وما هي التحديات التي تواجه تلك الصناعة؟
نرى أنها صناعة واعدة توفر فوائد عديدة للاقتصاد أبرزها خلق من فرص العمل، وتعزيز دخل الدول، ولا شك أن مصر نجحت في حفر اسمها وسط كبرى الدول التي تقدم خدمات التعهيد، اعتمادا على عدة عوامل تنافسية تكمن في الكوادر البشرية المدربة والموقع الجغرافي المميز وانخفاض المقابل المالي مقارنة بغيرها من الدول الأخرى.
ولضمان الازدهار في هذا المجال، نحث المعنيين في هذه الصناعة على تطويرها والاستثمار فيها واستخدام التقنية الحديثة لنقلها إلى مستوى أعلى، كونها صناعة ذات تنافسية عالية وتتميز بسرعة تطورها. وعليه، يجب علينا مواكبة هذا التطور السريع في صناعة لتصدر قائمة الدول كأفضل وجهة للقيام بأعمال التعهيد.