أصبح هناك اهتمام كبير على مستوى العالم بدمج الشركات الناشئة في قطاع الصناعة، وذلك تقديم ابتكاراتها التي تساعد على نهوض هذا القطاع، وهناك العديد من البرامج التي تقدم على مستوى العالم لهذا الهدف، ومنها برنامج “كيف تقوم التكنولوجيا بتحويل الصناعة” الذي يقدمه مركز الابتكار في وادي السيليكون، وفي مصر يسعى فريق شركة Simplex إلى تحقيق هذا الهدف منذ 10 سنوات، يقودهم رائد الأعمال أحمد شعبان، حيث تصنع الشركة ماكينات التحكم الرقمي باستخدام الحاسوب “CNC”، وقد تم اختيار الشركة ضمن أهم 100 شركة عربية ناشئة تعمل على تشكيل الثورة الصناعية الرابعة من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي في 2017.
يتحدث أحمد شعبان المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Simplex، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول ما حققته الشركة والتحديات التي واجهتها وتواجهها حاليا.
لماذا اخترت إطلاق مشروع بقطاع الصناعة؟
الفكرة بدأت كمشروع تخرج أثناء الدراسة بجامعة المنيا، وعقب التخرج وجدنا أننا يمكننا تحويل المنتج إلى مشروع على الأرض ونبيعه في السوق، وعملنا لمدة عام في شركة تابعة لشنايدرك إلكتريك، ثم أطلقنا Simplex في 2013، والتي تقدم حلولاً صناعية للشركات، حيث تصنع ماكينات التوجيه باستخدام الحاسب الآلي، والتي تعمل على قص قص وحفر الأسطح الخشبية والأكريليك والألمنيوم بدرجة عالية من الدقة والسرعة، مما ينتج عنه عملية إنتاج أقوى من تلك التي تعتمد على العمالة اليدوية.
وكيف تطورت فكرة المشروع؟
أنتجنا في البداية ماكينة تقطع الخشب، وحاليا تقطع الحديد والرخام، والتحقنا إلى Flat6labs، وكنا نرى الطلب في السوق المصري.
العمل في قطاع الصناعة ليس سهلا فما هي أبرز التحديات التي واجهتكم؟
واجهنا العديد من التحديات، أهمها أننا نعمل في صناعة ليست منتشرة أو موجودة بكثافة، فكرة أن تجد جهة تصنع صناعات ثقيلة هي شيء صعب في مصر، بجانب العثور على العمالة المؤهلة للعمل في الشركة، بجانب تحد خاص بالعثور على المكونات نفسها فلم تكن منتشرة ولم يكن هناك موردون كثيرون لها، وأن نجد مهندسين تصميم يعملون على المنتج ويكون لديهم الخبرة، بجانب تحد التمويل، وثقة السوق في شراء منتج محلي الصنع وهو ليس منتج مصري عادي ولكن ماكينة.
وكيف استطعتم إقناع السوق بمنتجكم؟
كان هناك اهتمام شديد بالجودة وخدمة ما بعد البيع، فهي أشياء العميل يعاني منهم في الآلات والمعدات، فأي مصنع من الممكن أن يتوقف بسبب ماكينة، ومع تجربة بعض الجهات لإنتاجنا أصبح هناك طلب علينا.
وكيف تعاملتم مع تحد التمويل؟
دخل معنا مستثمرون ملائكة مقابل أسهم في الشركة، وحصلنا على استثمار في 2014 و2017 و2018 بقيمة 200 ألف دولار، وانضممنا إلى مبادرة الصناعة في 2019.
وهل هذا المبلغ كان كافيا لكم؟
بالطبع لا ولكن هذا ما كان متاح لنا.
وماذا عن التصدير؟
بالفعل نصدر في السعودية والإمارات والكويت والعراق وليبيا والسودان.
لماذا هناك نقص في الشركات الناشئة العاملة بقطاع الصناعة؟
الصناعة مجال ليس بسيطا والتعامل على الأرض صعب جدا، بالرغم من أننا في أكثر وقت البلد تحتاج إلى شركات كثيرة تصنع وتنتج ونقلل الاستيراد، ولكن هناك الكثير من التحديات، بداية من العثور على أرض صناعية ومؤهلة، فمن المفترض أن نركز في الصناعة نفسها ولكننا نجد أنفسنا نركز حول الصناعة، وأسعار الخامات يتغير سعرها يوميا، فالظروف نفسها ليست سهلة، وتحتاج إلى مجهود كبير ومن يدخل المجال سيبذل مجهودا غير طبيعية ولا أحد يعلم النتائج، ونحن بدأنا في وقت لم تكن كل تلك التحديات موجودة مثل الآن مثل نقص العملة والمواد الخام.
وما هو أكبر تحد يواجهكم الآن؟
هي مشكلة خاصة بأرض صناعية نريد الحصول عليها لبناء أكبر مصنع لتصنيع ماكينات الـ CNC، بسبب تضارب بين هيئة التنمية الصناعية وهيئة المجتمعات العمرانية، وقد أنهينا 25% من الإنشاءات وانتظمنا في سداد الأقساط، وتوقفنا لأن هيئة المجتمعات رفضت منحنا جواب للبنك لكي ننتهي من الإنشاءات، وقدمنا أكثر من تظلم لرئيس هيئة المجتمعات ووزير الإسكان وننتظر حل المشكلة.
هل فكرتم في الانتقال إلى دولة أخرى لبناء مصنعكم خصوصا مع توجه العديد من الشركات للخروج من مصر بسبب بعض التحديات؟
لا أبدا، فقد عُرض علينا كثيرا، ولكننا نرى أن البلد فيها مساحة أن “نعافر”، وفيها قوة بشرية تستطيع بالمجهود والعمل تحسين القطاع، وليس أفضل شيء أن نترك كل شيء وراءنا ونرحل، فنحن عددنا أكثر من 100 موظف، وإذا فكرنا في الانتقال إلى بلد أخرى سنقطع عيشهم.
وما هي أبرز الأرقام التي حققتها الشركة؟
استطعنا التصدير إلى 20 دولة، حيث صدرنا إلى دول إفريقية وعربية وأوروبية، وأنتجنا 8 أنواع من الماكينات و28 موديل.
وما هي أهدافكم خلال الفترة القادمة؟
نريد زيادة الإنتاجية 3 أضعاف خلال العامين القادمين، وأن نصدر إلى 40 دولة، ونزيد أنواع الماكينات إلى 11 ماكينة و36 موديل.
وكيف تستطيع الشركة قيادة هذا السوق؟
حاليا نبحث عن التمويل، لكي يصبح لدينا مخزون من الخامات ونقوم بعدة حملات تسويقية، فهي أشياء نبحث عنها في الوقت الحالي.