محيي أبو علم: «TheDar.AI» تساعد مؤسسات المنطقة على الرصد والتحليل بمساعد الذكاء الاصطناعي.. ونستعد لمنافسة الشركات العالمية
في السنوات الأخيرة بدأت الشركات تهتم بفهم انطباعات العلامة التجارية والجمهور عن منتجاتها، ليصبح هناك سوق للرصد والتحليل، فعلى سبيل المثال قُدِّر حجم سوق تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي العالمية بـ 13.47 مليار دولار في عام 2024. ومن المتوقع أن ينمو هذا السوق من 16.53 مليار دولار في عام 2025 إلى 61.95 مليار دولار بحلول عام 2032، وفقا Fortune Business Insights، ومع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي تطورت أدوات الرصد والتحليل.
ولكن قبل الطفرة التي حدثت في مجال الذكاء الاصطناعي استكشف رائد الأعمال المصري محيي أبو علم هذا السوق، وشارك في تأسيس Darwinz في 2021 والتي تحول اسمها إلى TheDar.AI وهي شركة ناشئة مصرية سعودية تُقدّم برنامج AI Copilot لمديري العلامات التجارية والمسوّقين وخبراء العلاقات العامة في أبرز الوكالات والشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بفضل AI Copilot، يُمكن للمستخدمين تعزيز إنتاجيتهم اليومية، من خلال إيجاد طرق مبتكرة لفهم انطباعات العلامة التجارية والجمهور عن منتجاتهم وعروضهم بشكل دقيق، وتحليل مئات الآلاف من نقاط البيانات من قنوات رئيسية مُتنوّعة. وقد حصلت مؤخرا على تمويل تأسيسي بقيمة 325,000 دولار.
يتحدث محيي أبو علم، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة TheDar.AI، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول انطلاقته في عالم ريادة الأعمال، وتأسيسه للشركة، وما تقدمه لمساعدة الشركات الكبرى بالخليج والشرق الأوسط، وأهدافها خلال الفترة القادمة.
ما هي خبراتك قبل تأسيس TheDar.AI؟
حصلت على ماجستير في الهندسة الكهربية من جامعة Imperial College London في إنجلترا، وكان مشروع تخرجي في مجال الذكاء الاصطناعي بعمل نموذج Machine learning لوصفات الأكلات، فأنا أحب الأكل والطبخ، وصممت نموذجا يقترح وجبات جديدة ومكوناتها، وكان هذا بداية دخولي في مجال الذكاء الاصطناعي، وبعدها عملت في شركة استشارية بإنجلترا تعمل مع الحكومة في تطوير الطرق السريعة باستخدام علوم البيانات، ولكن لم يكن هذا المجال يحقق طموحي في الذكاء الاصطناعي الذي كنت ابحث عنه، وتواصلت مع مهندس عماد الأزهري وهو صديق أكبر ومرشد لي، وكنا نتناقش عن الفرص المتاحة في السوق وخاصة بالذكاء الاصطناعي، وقررنا أن نؤسس شركة ذكاء اصطناعي تخدم الشركات والمؤسسات المختلفة التي تحتاج إلى الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي ولكن لا تعرف الكيفية، ومن هنا انطلقت Darwinz AI التي تحول اسمها إلى TheDar.AI، وبدأنا في 2021.
ولماذا قررت الانطلاق في عالم ريادة الأعمال؟
عندما كنت في الجامعة كان هناك كورس خاص عن ريادة الأعمال فقط، وكنت أول مرة اسمع عن التخصص، فقرأت كثيرا عن الموضوع وأعجبتني الفكرة، وعندما كنت اعمل في إنجلترا كنت أجرب بعض الأشياء الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وفي هذا التوقيت سمعت أن شركة تيكو في مصر التي تملك وتدير العديد من المطاعم كانت تبحث عن جهة تساعدهم في تحليل البيانات، فمجال المطاعم به العديد من العمليات، وبدأت أساعدهم في ذلك، وتحدثت مع عماد الأزهري والفكرة تحولت إلى شركة متخصصة في أي مشروع له علاقة بالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
وما هي التطورات التي حدثت في الشركة؟
قررنا استهداف العمل مع الوكالات والشركات والمؤسسات الكبيرة، وأطلقنا منتجنا Dima، فإحدى الشركات التي كنا نعمل معها أخبرونا عن أداة اشتروها من الخارج خاصة بالرصد والتحليل، ولكن مع التعويم هذه الأداة سعرها ارتفع، فطلبوا أن نعمل على توفير أداة مماثلة ومصممة خصيصاً للسوق العربية، وبالفعل أعجبنا الموضوع، وأصبح هذا المنتج هو المنتج الأساسي لدينا، وهو Copilot أو مساعد مطور بالذكاء الاصطناعي يساعد مديري التسويق والعلاقات العامة في الوكالات والشركات والمؤسسات الكبيرة على الرصد وتجميع التقارير وتحليلها وتوضيح أي اتجاهات، وأصبحنا معروفين بهذا المنتج، وتوسعنا في السعودية في 2024، وانتشر عملاءنا وخدماتنا في حوالي 8 دول حتى الآن.
وما هي القيمة التي يقدمها المنتج؟
هو برنامج AI Copilot لمديري العلامات التجارية والمسوّقين وخبراء العلاقات العامة في الوكالات والشركات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بفضل AI Copilot، يُمكن للمستخدمين تحسين إنتاجيتهم اليومية من خلال إيجاد طرق مبتكرة لفهم انطباعات العلامة التجارية والجمهور عن منتجاتهم وعروضهم بشكل دقيق، وذلك من خلال تحليل مئات الآلاف من نقاط البيانات من قنوات رئيسية متنوعة.
وهل هناك شركات منافسة لها؟
هناك شركات عالمية مثل Meltwater، وSprout، وغيرها من الشركات التي تعمل في مجال الرصد، ومعرفة اتجاهات وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
وما هي الميزات التنافسية التي تميز الشركة؟
الشركات الأخرى تركز على الشركات الصغيرة والمتوسطة بينما نحن نتميز عن تلك الشركات بأننا نركز على الشركات الكبيرة التي تحتاج مواصفات خاصة وتفاصيل مختلفة في الموضوعات والتقارير الخاصة بها، ونحن لدينا المرونة التي تجعلنا نقوم بذلك، وهذا بجانب تميزنا في اللغة العربية بجانب اللغة الإنجليزية، ونساعد مسئولي العلاقات العامة والتسويق على تقديم قيمة حقيقية.
وما الذي حققته الشركة خلال الفترة الماضية وإذا كان هناك أي أرقام معلنة خاصة بها؟
أصبحنا متواجدين في حوالي 8 دول، ومنها مصر والسعودية وعمان والإمارات ولبنان، ولدينا عملاء في مدريد ولندن وفرنسا ولكن تركيزنا الأكبر الآن ينصب على الشرق الأوسط والخليج، ثم سنستهدف باقي دول العالم لاحقاً، وأسسنا شركتنا في السعودية في مدينة تقنية “الكراج” لأنهم هناك يركزون على الشركات الناشئة بالشرق الأوسط التي يمكن أن تقدم خدماتها من الرياض لباقي العالم، كما أصبحنا شريك Google Cloud، وأصبحنا جزء من Google for Startups، وهو ما يمنحنا الفرصة للاطلاع على الأدوات الحديثة والاستفادة منها.
حصلتم على استثمار مؤخرا بقيمة 325 ألف دولار.. فما هي العوامل التي اعتمدت عليها الشركة لجذب المستثمرين؟
أولا الشركات والشركاء الذين نعمل معهم وفريق العمل المتميز فنياً و تجارياً. ثانياً فهمنا الجيد للسوق والمنتج المتميز المناسب لاحتياجات العملاء وتطورنا مع تطورات السوق، وأخيراً أننا نعمل في سوق كبير وأننا قادرين على المنافسة ولدينا تواجد جيد بالسوق، وقد قادت الجولة التمويلية كلٌّ من Flat6labs السعودية وجلينت فينتشرز.
وكيف سيساعدكم هذا الاستثمار؟
سيتم استخدام التمويل الجديد في تسريع تطوير المنتج، وزيادة فريق العمل في مكتب الرياض، بجانب الاستعداد للتوسع العالمي للمنتج.
وما هي التحديات التي واجهت الشركة خصوصا مع تأسيسها في 2021 ولم يكن أمر الذكاء الاصطناعي منتشرا مثل الآن؟
أولا الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى أن نتعلم ونتطور مع تطوراته، وقد بدأنا قبل انتشار ChatGPT، وهذا كان تحديا في حد ذاته، لأننا كنا في حاجة إلى شرح الاستفادة التي يمكن أن تعود على العملاء من خلال استخدام تلك التقنيات، فهذا لم يكن سهلا مع بدايتنا، ولكن الآن الوضع تغير، وأهم شيء كنا نهتم به هو التعلم من الدروس، فهناك منتجات أخرى اختبرناها ولكن ركزنا على Dima بعد أن وجدنا تأثيره القوى واستطعنا جذب العملاء به، وهناك تحد خاص باختيار فريق العمل وتنمية خبراتهم وأن نجد الخبرات التي نحتاج إليها.
ولماذا توجهتم إلى السعودية؟
وجدنا أن النظام البيئي بالسعودية جيد جدا ويطبقون ما يحدث في أحسن دول العالم في ريادة الأعمال، ويساعد على تطوير التجربة، ونحن نستهدف السوق العالمي، فأفضل شيء حاليا أن ننطلق من السعودية وبالتحديد الرياض.
وما هي أهداف الشركة خلال الفترة القادمة؟
نستهدف التوسع أكثر بالسعودية وزيادة عدد العملاء هناك بجانب مصر والشرق الأوسط، ونحضر أنفسنا من حيث التسويق والعمليات في أننا في خلال عام نتوسع بالمنطقة وخارجها وننافس الشركات العالمية العاملة في نفس المجال.
وما هي أدواتكم لتحقيق ذلك؟
التسويق بجانب أهمية فهم السوق بالخارج، فإذا كنا نريد أن نبيع في كندا على سبيل المثال يجب أن نفهم السوق الكندي وما ينظر إليه قسم التسويق في الشركات هناك، ويجب التركيز بصورة كبيرة على التسويق والتواجد Online، بما أننا لا نريد فتح مكتب في كل بلد، بجانب القيمة الحقيقية.