في مثل هذا اليوم، 18 يوليو من عام 1968، وفي قلب وادي السيليكون النابض بالحياة، ولدت فكرة ستغير مجرى التاريخ، حين اجتمع ثلاثة عباقرة، هم روبرت نويس وآندي جروف وجوردون مور في مدينة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، حاملين معهم رؤية طموحة لتطوير تكنولوجيا الشرائح الإلكترونية.
كانت تلك اللحظة هي لحظة ميلاد شركة إنتل (Intel)، التي سرعان ما أصبحت رائدة عالمية في مجال صناعة المعالجات الدقيقة.
في ذلك الوقت، كان عالم الإلكترونيات يشهد تطورات متسارعة، وكانت الحاجة إلى معالجات أصغر وأسرع وأكثر كفاءة تزداد يوماً بعد يوم، ورأى مؤسسو إنتل في هذه الحاجة فرصة ذهبية، فقرروا تأسيس شركة متخصصة في تطوير هذه التقنية الناشئة.
لم يكن قرار مؤسسي إنتل اعتباطياً، بل كان مدفوعاً بإيمانهم الراسخ بأن الشرائح الإلكترونية ستصبح العمود الفقري لأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية المستقبلية.
ولم تكن إنتل مجرد شركة ناشئة تسعى لتحقيق الربح، بل كانت مشروعاً طموحاً يهدف إلى تغيير العالم، وأصبح أولى إنجازات الشركة إطلاق معالج 4004 في عام 1971، والذي كان أول معالج دقيق تجاري في العالم، وفتح هذا الإنجاز التاريخي الباب أمام تطوير أجهزة حاسبة صغيرة وأكثر قوة، مما أحدث ثورة في عالم الحوسبة الشخصية.
ولكن القصة لم تتوقف عند هذا الحد، ففي سبعينيات القرن الماضي، اتخذت إنتل قراراً استراتيجياً بالتركيز على تطوير معالجات متوافقة مع معمارية x86، وهي معمارية أساسية لا تزال تستخدم حتى يومنا هذا في معظم أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
هذا القرار كان بمثابة نقطة تحول في تاريخ إنتل، حيث جعلها الشريك المفضل لشركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر الكبرى مثل IBM.
اليوم، وبعد مرور أكثر من خمسة عقود، لا تزال إنتل تلعب دوراً حيوياً في تشكيل مستقبل التكنولوجيا، ومن خلال استثماراتها الضخمة في البحث والتطوير، تسعى إنتل باستمرار إلى دفع حدود المعرفة وتطوير تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
إن قصة إنتل هي قصة نجاح مبنية على الابتكار والإصرار والرؤية المستقبلية، وقد أثبت مؤسسو الشركة أن الأفكار العظيمة يمكن أن تغير العالم، وأن التكنولوجيا يمكن أن تكون قوة دافعة للتقدم البشري.