Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

زي النهارده| إطلاق أجهزة «بلاك بيري» وIBM تسجل خسارة 5 مليار دولار في عام واحد

في مثل هذا اليوم، 19 يناير من عام 1999، طرحت شركة “ريسيرش إن موشن” (RIM) الكندية جهاز “بلاك بيري” (BlackBerry)، الذي كان بمثابة بداية ثورة في عالم الاتصالات والأجهزة المحمولة.

وعلى عكس الهواتف الذكية التي نعرفها اليوم، لم يكن الجهاز الأصلي هاتفًا، بل كان جهازًا محمولًا متخصصًا في إرسال واستقبال البريد الإلكتروني في الوقت الفعلي.

كانت أجهزة “بلاك بيري” BlackBerry الأولى تشبه أجهزة النداء “بيجر” (Pagers) الكبيرة، لكنها كانت تتمتع بقدرات متقدمة للغاية في ذلك الوقت، فقد كان الجهاز مزودًا بشاشة صغيرة ولوحة مفاتيح مادية، مما جعله مثاليًا لإدارة البريد الإلكتروني والرسائل النصية، واستهدفت هذه الأجهزة في البداية المهنيين ورجال الأعمال الذين يحتاجون إلى البقاء على اتصال دائم بفريق العمل والعملاء.

مع مرور الوقت، تطورت أجهزة بلاك بيري لتصبح أكثر من مجرد أجهزة بريد إلكتروني، وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أضافت RIM ميزات الهاتف إلى أجهزة بلاك بيري، مما جعلها واحدة من أولى الهواتف الذكية في العالم، وأصبحت هذه الأجهزة مشهورة جدًا في قطاع الأعمال، حيث كانت تُعرف بكونها أداة أساسية للتواصل الفوري وإدارة المهام.

وجاء اسم بلاك بيري “BlackBerry” من التشابه بين الأزرار الصغيرة على لوحة مفاتيح الجهاز وبين سطح ثمرة التوت الأسود (Blackberry)، وساعد هذا الاسم اللافت في ترسيخ صورة الجهاز كمنتج مبتكر وفريد من نوعه.

في عام 2001، زار أحد الأشخاص منشأة إنتاج بلاك بيري في واترلو، أونتاريو، كندا، ووصفها بأنها كانت صغيرة بشكل مدهش في ذلك الوقت، مما يعكس النمو السريع الذي شهدته الشركة لاحقًا.

كانت أجهزة بلاك بيري رائدة في مجال الاتصالات المحمولة، وساعدت في تمهيد الطريق للهواتف الذكية الحديثة، ومع ذلك، ومع ظهور منافسين مثل هواتف آيفون وأندرويد، تراجعت شعبية بلاك بيري تدريجيًا، لكن إرثها يبقى كواحد من أكثر الأجهزة تأثيرًا في تاريخ التكنولوجيا.

وفي مثل هذا اليوم، 19 يناير من عام 1993، أعلنت شركة “آي بي إم” (IBM) عن خسارة مالية هائلة بلغت حوالي 5 مليارات دولار للسنة المالية 1992.

كانت هذه الخسارة جزءًا من سلسلة من النكسات التي واجهتها الشركة في أوائل التسعينيات، والتي كانت نتيجة للتغيرات الجذرية في صناعة الكمبيوتر التي فشلت IBM في التكيف معها بالسرعة الكافية.

في الثمانينيات، شهدت صناعة الكمبيوتر تحولًا كبيرًا مع ظهور الكمبيوتر الشخصي (PC)، وكانت IBM واحدة من الشركات الرائدة التي ساعدت في إنشاء منصة الكمبيوتر الشخصي الأكثر شعبية في ذلك الوقت، حيث أطلقت جهاز IBM PC في عام 1981.

ومع ذلك، ارتكبت الشركة خطأ استراتيجيًا كبيرًا عندما سمحت لشركة مايكروسوفت بتوفير نظام التشغيل DOS لأجهزتها، ولشركة إنتل بتصنيع المعالجات، وأدى هذا القرار إلى فقدان IBM السيطرة على المنصة التي ساعدت في إنشائها.

مع انتشار أجهزة الكمبيوتر الشخصية، بدأت شركات أخرى في إنتاج أجهزة متوافقة مع IBM بتكلفة أقل، مما أدى إلى تراجع حصة IBM في السوق، وفي الوقت نفسه، أصبحت مايكروسوفت القوة المهيمنة في صناعة البرمجيات، بينما أصبحت إنتل الرائدة في صناعة المعالجات.

فشلت IBM في التكيف بسرعة مع التغيرات السريعة في صناعة الكمبيوتر، حيث استمرت في التركيز على أجهزة الكمبيوتر المركزية (Mainframes) بينما كانت السوق تتحول نحو الحوسبة الشخصية.

وأدى ظهور أجهزة الكمبيوتر المتوافقة مع IBM بأسعار أقل أدى إلى تراجع مبيعات الشركة، كما عانت IBM من هيكل تكاليف مرتفع، بما في ذلك عدد كبير من الموظفين والعمليات البيروقراطية المعقدة.

في النهاية، أدركت IBM الحاجة إلى تغيير جذري، وتحت قيادة لو جيرستنر، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي في عام 1993، بدأت الشركة في إعادة تنظيم أعمالها.

قامت IBM بالتركيز على نقاط قوتها الأساسية، مثل الخدمات الاستشارية وتكنولوجيا المعلومات، وتخليص نفسها من الأعمال غير الأساسية، كما بدأت في تبني استراتيجيات جديدة للاستفادة من نمو الإنترنت والحوسبة السحابية.

تعد أزمة IBM في أوائل التسعينيات درسًا مهمًا في عالم الأعمال حول أهمية التكيف مع التغيرات التكنولوجية والسوقية، وعلى الرغم من أن الشركة كادت أن تنهار، إلا أنها تمكنت من التعافي بفضل إعادة الهيكلة والتركيز على الابتكار.

وفي مثل هذا اليوم، 19 يناير من عام 1983، أعلنت شركة أبل عن إطلاق جهاز “أبل ليزا” Apple Lisa، وهو أول كمبيوتر شخصي تجاري يتميز بواجهة مستخدم رسومية (GUI) وفأرة كمبيوتر.

على الرغم من كونه إنجازًا تقنيًا كبيرًا في ذلك الوقت، إلا أن “ليزا” انتهى به الأمر إلى أن يكون فشلًا تجاريًا لشركة أبل بسبب سعره المرتفع وقلة التطبيقات المتوافقة معه، ومع ذلك، كانت التقنيات التي طورتها أبل لجهاز ليزا بمثابة الأساس لجهاز ماكينتوش Macintosh الذي تم إطلاقه لاحقًا وحقق نجاحًا كبيرًا.

كان سعر جهاز أبل ليزا حوالي 9,995 دولارا، أي ما يعادل 26 ألف دولار بسعر اليوم، مما جعله بعيدًا عن متناول معظم المستهلكين، وتميز ليزا بمعالج موتورولا 68000 بسرعة 5 ميجاهرتز، وذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 1 ميجابايت، وشاشة عرض أحادية اللون بدقة 720 × 364 بيكسل.

وعمل جهاز ليزا بنظام تشغيل خاص به، وهو “ليزا أو إس” Lisa OS، الذي قدم واجهة مستخدم رسومية تعتمد على النوافذ والقوائم المنسدلة، والتي يمكن التحكم فيها باستخدام فأرة الكمبيوتر.

كان سعر ليزا باهظًا جدًا بالنسبة لمعظم المستهلكين والشركات الصغيرة، ولم يكن هناك سوى عدد محدود من التطبيقات المتوافقة معه، مما قلل من جاذبيته، وفي نفس الفترة، كانت أجهزة الكمبيوتر الشخصية الأخرى، مثل IBM PC، تصدر بأسعار معقولة ولديها مكتبة أكبر من البرامج.

على الرغم من فشله التجاري، كان لجهاز ليزا تأثير كبير على صناعة الكمبيوتر، فقد كانت الواجهة الرسومية التي قدمها بمثابة ثورة في طريقة تفاعل المستخدمين مع أجهزة الكمبيوتر، وهذه التقنية تم تبنيها لاحقًا في جهاز ماكينتوش، الذي تم إطلاقه في عام 1984 وحقق نجاحًا كبيرًا.

وكانت فأرة الكمبيوتر التي جاءت مع ليزا واحدة من أولى الفئرات التجارية التي تم تقديمها للجمهور، وأصبحت لاحقًا عنصرًا أساسيًا في أجهزة الكمبيوتر الشخصية.

فشل ليزا علم أبل دروسًا مهمة حول أهمية تسعير المنتجات بشكل مناسب وتوفير مكتبة غنية من التطبيقات، وتم تطبيق هذه الدروس في تطوير جهاز ماكينتوش، الذي أصبح أحد أكثر أجهزة الكمبيوتر الشخصية نجاحًا في التاريخ.