كثير منا يتعرضون إلى الانقطاع المفاجيء لمكالماتهم الهاتفية، ليضطروا إلى معاودة الاتصال مجددا أكثر من مرة، وهو أمر يعاني منه 75% تقريبا من مستخدمي الهواتف المحمولة في العالم، بحسب دراسة أجرتها مؤسسة بيو.
فما هو تفسير الانقطاع المفاجيء للمكالمات الهاتفية المحمولة، والتي قد تعرض بعضنا إلى أزمة أو خطر إذا كانت هذه المكالمة طارئة أو في ظروف تهدد حياتنا؟!
الإشارة الضعيفة
تعد الإشارات الضعيفة، إلى حد كبير، السبب الأول لانقطاع المكالمات الهاتفية المحمولة، وكذلك انقطاع الاتصال بإنترنت البيانات على هاتفك، كما يؤكد جورج لامب، الذي عمل نائبا لرئيس خدمة العملاء في شركة Nextivity، والمسؤولة عن تطوير تكنولوجيا تغطية الهواتف المحمولة.
بشكل عام، كلما اقتربت من أبراج الهواتف المحمولة، كلما كانت الإشارة أفضل، والعكس صحيح، حيث تضعف الإشارة بالابتعاد عن الأبراج، ومعظم الهواتف المحمولة لا يمكنها الابتعاد أكثر من 35 كيلومتر عن أقرب برج.
تتأثر الإشارة أيضا بالمستوى الأفقي للمستخدمين، فإذا كنت على قمة جبل، فسوف تحصل على إشارة أفضل بكثير من الوقوف في مستوى منخفض، كما أن انحناء الأرض في المناطق المسطحة يؤثر أيضا على جودة الإشارة.
وبحسب الخبراء، يوجد نقاط ميتة تكون فيها الإشارة ضعيفة للغاية أو غائبة تماما، لأن إشارات الهواتف المحمولة متغيرة للغاية، وقد يصل عرض هذه النقاط الميتة إلى 91 سم، ما يفسر ضعف الشبكة في أماكن من منزلك عن أماكن أخرى.
الأمطار قاتلة الإشارات
على عكس ما يعتقد البعض، لا تؤثر الرياح أو حركة السيارة على قوة إشارات الأبراج المتبادلة بينها وبين الهواتف المحمولة، في حين تعتبر الأمطار قاتلة لهذه الإشارات!
فالأطوال الموجية عالية التردد التي تستخدمها الهواتف المحمولة لا تنتقل جيدا عبر الماء، ويحجب الماء إشارات الراديو اللاسلكية بين الهواتف المحمولة والأبراج، كما أن تساقط الثلوج والبرد أقل تأثيرا على قوة الإشارة، فمحتواها من الماء أقل من الأمطار.
يؤثر المناخ الساخن أيضا وارتفاع درجة الحرارة على قوة إشارات الهواتف المحمولة، فالهواء الأكثر سخونة يحمل المزيد من بخار الماء، ما يضعف هذه الإشارات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أوراق الأشجار تعتبر أحد موانع الإشارة القوية، بسبب احتوائها على الكثير من الماء.
البرج مزدحم في وقت الذروة
في حالات الزيادة الكبيرة في عدد المستخدمين للهواتف المحمولة في وقت واحد، كما يحدث لدينا في الأعياد والمناسبات، فإن ازدحام البرج وزيادة التحميل عليه يؤدي إلى ضعف وتقطع في إشاراته.
وتؤدي الزيادة المفاجئة في حركة مرور شبكة الهواتف المحمولة، مثل إجراء المكالمات في أماكن الازدحام كالحفلات الموسيقية ومبارايات كرة القدم والطواريء واسعة النطاق، إلى تشويش الشبكة وانقطاع المكالمات وضعف الاتصال بالإنترنت.