Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

س&ج| يعني إيه رفع أسعار الفائدة؟

نتابع على فترات شبه منتظمة قرارات البنوك المركزية حول العالم، مثل بنك إنجلترا “المركزي البريطاني” والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي المصري، برفع أسعار الفائدة، دون أن يعرف معظمنا معنى وتفسير هذه القرارات، أو تأثيرها على الاقتصاد والحياة اليومية للمواطنين.

فماذا يعني قرار رفع أسعار الفائدة؟!

يعتبر رفع أسعار الفائدة أداة تحكم في السياسة النقدية، والتي تستخدمها البنوك المركزية في تحقيق أهدافها الاقتصادية، ومنها تثبيت قيمة العملة وتحفيز الاستثمار والنمو الاقتصادي، والحد من التضخم.

ويعني رفع أسعار الفائدة ارتفاع تكلفة الاقتراض وزيادة العائد على الادخار، بالإضافة إلى زيادة أسعار معظم السلع والمنتجات والخدمات بسبب زيادة الفائدة على القروض الاستثمارية المستخدمة في عملية الإنتاج.

ويؤدي رفع أسعار نسبة الفائدة إلى ارتفاع سعر صرف العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وأهمها الدولار الأمريكي، وتراجع في أسعار الأسهم، وارتفاع العائد على السندات.

ورفع أسعار الفائدة يعني زيادة تكلفة استدانة الأموال من البنوك والمؤسسات المالية الأخرى، وبمجرد رفع أسعار الفائدة، تكون هناك تكاليف أعلى للاقتراض، ما يعني أن الأشخاص والشركات سيدفعون مزيدا من الأموال كفائدة على القروض والرهون العقارية وغيرها من المنتجات المالية التي تستند إلى أسعار الفائدة.

ولأن كثير من العملات ترتبط بالدولار الأمريكي، وبعد كل قرار يتخذه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة، فإن تأثير القرار يصل إلى كثير من الدول عالميا، بل إن قرارات البنوك المركزية غالبا ما تسير على خطى قرار الاحتياطي الفيدرالي وكأنها تنتظره!

وتمس زيادة أسعار الفائدة حياتنا اليومية، ولم تبالغ وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير لها عندما قالت إن تداعيات قرار الاحتياطي الفيدرالي بزيادة أسعار الفائدة يتجاوز حدود أمريكا ليصل تأثيره إلى المستهلكين في سريلانكا والمزارعين في موزمبيق والفقراء حول العالم!

ولماذا تلجأ البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة؟!

تستخدم البنوك المركزية أداة رفع أسعار الفائدة بهدف جذب السيولة النقدية الزائدة في السوق، ما يقلل الإنفاق، مما يقلل من تأثير التضخم، والذي يعني زيادة القوة الشرائية أمام ندرة السلع والمنتجات.

فالبنوك المركزية ترى أن رفع أسعار الفائدة يشجع المدخرين على إيداع أموالهم بالبنوك، كما يؤجل كثيرون منهم خططهم للإنفاق، خاصة على السلع الترفيهية، في سبيل الحصول على فائدة مجزية على مدخراتهم.