هل نجحت جهود البنوك في وقف عمليات الاحتيال الإلكتروني؟
| |
في إحدى المؤتمرات الخاصة بالأمن المعلوماتي ، حكى أحد المتحدثين أن محتالا في أسبانيا حاول اختراق أحد البنوك والاحتيال عليها لسرقة ملايين اليوروهات منها، وحاول بكافة الطرق التقليدية لكنه فشل، وفي المحاولة الأخيرة اهتدى لمتابعة موظفي البنك حتى محطة ركوب الحافلات التي يستقلونها للعودة إلى منازلهم، وقرر توزيع هدايا باسم "براند تجاري شهير" على ركاب هذه الحافلة ومنهم موظفي البنك، ومن بين الهدايا التي وزعها كانت وحدات تخزين "فلاشات"، وكانت هذه الفلاشات تحمل فيروس معين سيشكل بوابة لهذا المحتال لاختراق البنك، وفي صباح اليوم التالي وضع أحد هؤلاء الموظفين الفلاشة في أحد الأجهزة بالبنك لنقل ملف من جهاز لأخر. ليكون الخبر الذي ينهي هذه القصة، "محتال ينجح في اختراق بنك وسرقة 10 ملايين يورو". وفي واقعة في مصر، حكى أحد الأشخاص في منشور له عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أنه تعرض لعملية احتيال من شخص ادعى أنه موظف بالبنك الذي يتعامل معه، وأبلغه بعض البيانات حول حسابه وبياناته الشخصية ليطمئنه أنه أحد موظفي البنك، فمنحه بقية البيانات ليكتشف أنه تم سحب حوالي 50 ألف جنيه من رصيده البنكي. هذان نموذجان من قصص المحتالين ولصوص الحسابات البنكية، وما يقومون به لاختراق البنوك باستمرار، "طرق كثيرة هدفها واحد وهو الحصول على الأموال"، وفي تشديد البنوك لحماية نفسها ضد الاختراق المباشر عبر إجراءات أمنية حازمة وحماية أنظمتها من محاولات الاختراق أو حتى تقليل أثارها، اتجه المخترقون إلى العملاء أنفسهم، والتي لعبوا فيها على استغلال الطبيعة البشرية وسلوكيات العملاء، حيث يسعى المحتال دائما لكسب ثقة الهدف ليكشف له معلوماته البنكية التي يجب الحفاظ عليها في حالة آمنة. وشهدت مصر خلال فترات سابقة موجة من هذه العمليات، التي استغلت قطاع عريض من العملاء البسطاء، للسطو على حساباتهم المالية عبر مكالمات تليفونية أو إرسال ميلات خاصة تحمل بعض تفاصيل حسباتهم البنكية، وهدفها الرئيسي الحصول على معلومات العميل البنكية، عبر التحايل بالكلمات سواء في أن منح هذه المعلومات مفيد للعميل ولحسابه أو حتي الحصول على أموال ومكافئات، وهو ما أوقع كثرين في "الفخ". لكن الفترة الأخيرة تم رصد اختفاء حالات النصب الإلكتروني بشكل كبير بفضل جهود البنوك العاملة في السوق المحلية، ودورهم في الحد من عمليات الاحتيال الإلكتروني، وذلك عبر العديد من الطرق، والتي يأتي على رأسها توعية البنوك للمستخدمين عبر عدد من الحملات المجتمعية والمبادرات بضرورة المحافظة على خصوصية بياناتهم، وإرسال رسائل نصية بشكل مستمر، بالإضافة إلى التوعية المباشرة التي تقدمها خدمة العملاء بالبنوك للمستخدمين بشكل مباشر، والحملات الإعلانية المكثفة التي تقوم بها البنوك في مصر للحد من عمليات الاحتيال. ومنذ عملية الاحتيال الأخيرة التي تعرضت لها إحدى عميلات بنك مصر في أغسطس 2021، إثر مشاركتها بياناتها السرية مع مجهولين، اختفت بشكل كبير الأخبار الخاصة بعمليات النصب والاحتيال الإلكتروني، إلا أنه في الفترة الأخيرة تم ظهور انتشار رسائل نصية على الهواتف للحصول على أي معلومات مصرفية من العملاء تحت مسمي تحديث بياناتهم. منصة «FollowICT» استطلعت عددا من أراء الخبراء للوقوف على الأسباب التي أدت إلى تقليل عمليات الاحتيال الإلكتروني في مصر خلال الفترة الأخيرة بنسبة كبيرة، وهل أصبحنا في مأمن أم أن هناك "كثير" لم يظهر على السطح.. اضغط لقراءة التفاصيل
|