Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

ثلث موظفي «مايكروسوفت مصر» في الشارع.. حمى فصل موظفي شركات التكنولوجيا تصل إلينا

قال موظفون في شركة “مايكروسوفت مصر” أن الشركة العالمية أقالت نحو 100 موظف من قوتها العاملة في مصر، والبالغة 300 موظف تقريبا، بشكل مفاجئ، ودون إخطار مسبق.

يأتي ذلك بعد خطط سابقة، أعلنتها مايكروسوفت، تتحدث عن تسريح ما يقرب من 6000 موظف، أي ما يعادل 3% من قوتها العاملة العالمية، كجزء من إعادة هيكلة تنظيمية استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة الشركة في سوق ديناميكي، بحسب متحدث باسم مايكروسوفت، وعلى الرغم من معرفتها بتأثير هذا التخفيض على الموظفين في مختلف المستويات والأقسام حول العالم.

وقال متحدث باسم شركة مايكروسوفت: “تعتبر التغييرات والتعديلات التنظيمية جزءا ضروريا من إدارة أعمالنا، وسنواصل تركيزنا على الاستثمار بما يخدم محاور النمو الاستراتيجي ومستقبل الشركة ويدعم عملاءنا وشركاءنا.”

تسريح رغم الأرباح أم تسريح لزيادة الأرباح؟

المثير للدهشة أن عمليات التسريح الجماعية لم تنبع عن أداء مالي مهتز أو خسائر تعانيها مايكروسوفت العالمية، فقد أعلنت الشركة عن نتائج مالية قوية للربع المنتهي في 31 مارس 2025، محققةً صافي دخل قدره 25.8 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 18% على أساس سنوي، ما قد يشير إلى أن عمليات التسريح هي جزء من خطة الشركة لتعظيم أرباحها عبر تقليل تكلفة عمالتها.

وارتفع إجمالي إيرادات مايكروسوفت بنسبة 13% ليصل إلى 70.1 مليار دولار أمريكي، مدفوعًا بالطلب المتزايد على الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي والاعتماد المستمر للبنية التحتية السحابية من قبل الشركات.

أكبر جولة تسريح في تاريخ مايكروسوفت

في نهاية يونيو 2024، بلغ عدد القوى العاملة العالمية لشركة مايكروسوفت 228,000 موظف، وعلى وجه التحديد، أعلنت ولاية واشنطن عن إلغاء 1985 وظيفة من مقر مايكروسوفت الرئيسي في ريدموند، بما في ذلك 1510 وظائف مكتبية، ويمثل هذا أكبر جولة تسريحات عمال في تاريخ مايكروسوفت، منذ أن ألغت 10,000 وظيفة في عام 2023.

وعلى عكس عمليات التسريح المرتبطة بالأداء التي جرت في يناير من هذا العام، تهدف عمليات التسريح الجديدة هذه إلى تبسيط مستويات الإدارة، ولا ترتبط بالأداء الفردي.

وسبق أن أوضح الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، خططًا لمراجعة استراتيجيات تنفيذ المبيعات بسبب النمو الأبطأ من المتوقع في إيرادات سحابة Azure، وهو نمو لا علاقة له بتطورات الذكاء الاصطناعي.

مبادرات مايكروسوفت السابقة لتسريح العمال

في وقت سابق من هذا العام، وتحديدًا في يناير 2025، أكدت مايكروسوفت عمليات تسريح على نطاق أصغر بسبب مخاوف تتعلق بالأداء، حيث أثرت على أقل من 1% من قوتها العاملة.

وبحسب ما ورد، شملت هذه التخفيضات عدة أقسام كجزء من جهودها لتحسين المواهب وتحسين الأداء العام، وشملت جولات التسريح السابقة ما يقرب من 2000 وظيفة في قسم الألعاب بعد الاستحواذ على Activision Blizzard، وحوالي 1000 وظيفة في وحدة Azure السحابية كجزء من مبادرات أوسع لإدارة التكاليف.

موظفو الشركات التكنولوجية على كف عفريت

تعكس هذه التخفيضات في الوظائف اتجاهات أوسع في قطاع التكنولوجيا، وأفاد تقرير “متتبع تسريح العمالة التقنية” من TrueUp بأنه تم إصدار نحو 292 قرار تسريح جماعي لموظفين في شركات التكنولوجيا حتى الآن هذا العام، مما أثر على 71,045 موظفًا، بمتوسط ​​تأثير يومي على 530 شخصًا.

في المقابل، شهد العام الماضي 1,115 عملية تسريح وتقليل في العمالة، تأثر بها أكثر من 238,461 موظفًا في مختلف شركات التكنولوجيا، وقبل أسبوع تقريبا، أعلنت شركة باناسونيك اليابانية العملاقة للتكنولوجيا عن خططها لخفض قوتها العاملة العالمية بنحو 10,000 وظيفة، أي ما يعادل حوالي 4% من إجمالي موظفيها، وستُنفذ معظم هذه التخفيضات خلال السنة المالية التي بدأت في أبريل، حيث ستُوزع بالتساوي بين اليابان والدول الأخرى.

لماذا مصر رغم انخفاض تكلفة عمالتها؟

لم يعد خفيا تميز مصر بانخفاض تكلفة عمالتها بشكل عام، خاصة موظفي قطاع التكنولوجيا، مقارنة بالدول الأخرى حول العالم، وهو ما يجعلها وجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية في مجال تكنولوجيا المعلومات والخدمات الرقمية.

يعود هذا الانخفاض إلى عدة عوامل اقتصادية واجتماعية، كما يتضح من خلال مقارنة الرواتب ومستويات المعيشة بين مصر والدول الأخرى.

ووفقًا لبيانات World of Statistics، تحتل مصر المركز الأخير بين الدول العربية، والمركز 100 عالميا، في قائمة متوسط الراتب الشهري، والذي وصل إلى 145 دولارا (7300 جنيها تقريبا).

كما تشير البيانات أن موظفي التكنولوجيا في مصر يتقاضون في المتوسط 428 دولارا (21 ألف جنيه تقريبا)، بينما عالميا، تمنح سويسرا، على سبيل المثال، موظفي تكنولوجيا المعلومات راتبا سنويا يبلغ 104.2 ألف دولار، وتمنحهم النرويج 81.4 ألف دولار سنويا، كما يبلغ متوسط الراتب السنوي لهذا المجال نحو 76 ألف دولار في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكما يشير بعض العاملين في القطاع التكنولوجي في مصر، فإن رواتب المبتدئين في مجال الأمن السيبراني من حوالي 300-500 دولار شهريًا، بينما قد تصل رواتب الخبراء إلى 1,000-1,500 دولار شهريًا، وهذه الرواتب أقل بكثير من نظيرتها في دول الخليج أو أوروبا.

وتعد تكلفة السكن والمعيشة والخدمات الأساسية في مصر أقل مقارنة بالدول الأخرى، مما يسمح للشركات بدفع رواتب أقل، كما ينتج النظام التعليمي في مصر عددًا كبيرًا من خريجي كليات الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات سنويًا، مما يخلق فائضًا في العرض يخفض من قيمة الرواتب، ويضاف إلى ذلك اعتماد بعض الشركات على نظام التدريب الداخلي أو التوظيف بالمهام المؤقتة لتقليل التكاليف.

على الرغم من ذلك، لم تعد مصر بعيدة عن التأثر بقرارات شركات التكنولوجيا العالمية بتخفيض أعداد موظفيها، لنشهد قرارات فصل جماعية لكفاءات ومهارات شابة ساهمت في نجاح وتوسع هذه الشركات محليا، مع شك كبير في أن ينالوا تعويضا مناسبا أسوة بزملائهم عالميا، كما سبق وعانوا من تفرقة واضحة في تقدير جهودهم خلال خدمتهم.

The short URL of the present article is: https://followict.news/g7xm