تمثل الهواتف الذكية القابلة للطي جزءا من استراتيجية مصنعي الهواتف عالميا، وذلك بعد تبني أكبر مصنعيها لهذا التصميم، وفي مقدمتهم سامسونج وموتورولا وجوجل، وربما آبل يوما ما، وعلى الرغم من ذلك لا يزال كثيرون يعارضونها!
ووفقا لاستطلاع أجرته CNET، قال 64% من المشاركين إنهم غير راغبين أو مهتمين بشراء هاتف ذكي قابل للطي في العام المقبل، في مقابل 13% فقط أبدوا رغبتهم في ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، فإن 20% آخرون غير متأكدين مما إذا كانوا يريدون هاتفًا قابلًا للطي من الأصل، و3% فقط قالوا إنهم يمتلكون واحدًا بالفعل.
وبدأت الهواتف القابلة للطي في الظهور من جديد في شكل هواتف ذكية منذ حوالي ست سنوات، عندما أصدرت سامسونج أول هاتف Galaxy Z Fold وأعادت موتورولا طرح هاتف Razr الشهير.
وأصدرت شركات أخرى مثل جوجل وهونر وأوبو وهواوي أجهزتها القابلة للطي، بدءًا من الإصدارات الشبيهة بالكتب وصولًا إلى الأجهزة ذات التصميم الصدفي.
لا يزال هناك لاعب رئيسي واحد لم يدخل الساحة بعد: آبل، التي يُشاع أنها تعمل على تطوير هاتف آيفون قابل للطي منذ عدة سنوات، وتشير التقارير إلى أنها تعمل مع سامسونج ديسبلاي لتطوير شاشات لهذا الهاتف القادم، ومن المحتمل أنه بمجرد دخول آبل إلى سوق الهواتف القابلة للطي، سيزداد الاهتمام بها على نطاق واسع.
وصرح لي توماس هوسون، كبير المحللين في فورستر، في وقت سابق من هذا الشهر: “إن دخول آبل المحتمل إلى السوق في وقت لاحق من عام 2026 قد يساعد بالفعل في إضفاء الشرعية على هذه الفئة وجعلها أكثر انتشارًا”.
وعلى الرغم من كثرة الخيارات، لا تزال الهواتف القابلة للطي سوقًا متخصصة للغاية تستهدف الصفوة، فهي تُشكل أقل من 5% من شحنات الهواتف الذكية، وفقًا لتقرير صادر عن تريند فورس، وإن كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع المبيعات.
ويشير تقرير صادر عن شركة IDC إلى أن شحنات الهواتف القابلة للطي ستصل إلى 45.7 مليون وحدة حول العالم بحلول عام 2028، وهي زيادة كبيرة مقارنة بـ 18.1 مليون وحدة شُحنت في عام 2023. ومع ذلك، لا يزال التبني بطيئًا نسبيًا.
من جانبه، صرح لي رايان ريث، نائب رئيس مجموعة IDC لتتبع الأجهزة العالمية، قبل مؤتمر Samsung Unpacked في أوائل يوليو: “إنه التزام كبير جدًا للمستخدم العادي أن يتخلى عن شيء يعتمد عليه كثيرًا. لا أحد يرغب في التنازل، خاصةً عند إجراء هذا التحول الكبير.”
ولهذا السبب، تُناضل الشركات بكل ما أوتيت من قوة لجعل هواتفها أكثر أناقةً وتكلفةً وقوةً – بدرجات متفاوتة. يُركز أحدث هاتف Galaxy Z Fold 7 من سامسونج على تصميم أنحف وكاميرا أفضل، بينما يُباع بسعر 2000 دولار أمريكي، وهو ما يُرجح أن يجعله جذابًا فقط لعشاق التكنولوجيا المتحمسين أو الأشخاص الذين يمتلكون ثدرة مالية.
في غضون ذلك، ركزت موتورولا على تطوير إصدارات أكثر ملاءمة للميزانية من هواتفها الذكية Razr، حتى لا تضطر لدفع مبالغ طائلة للاستمتاع بذكريات الهواتف القابلة للطي في عام 2025 وما بعده. (لدى سامسونج أيضًا إصدار “بأسعار معقولة” من هاتفها Galaxy Z Flip 7 يبدأ سعره من 900 دولار).
مع ذلك، قد يكون جذب شريحة أوسع من المستهلكين أمرًا صعبًا، خاصةً مع وجود تحفظات لدى الكثيرين.
من أكبر المشكلات التي تمنع الناس من شراء هاتف ذكي قابل للطي ارتفاع الأسعار (36%)، ومخاوف المتانة (31%)، وعدم فهم مزاياه مقارنةً بالهواتف العادية (31%)، وقلة التطبيق العملي (26%).
كما ذكر 15% من المشاركين أن الهواتف القابلة للطي ضخمة جدًا، وقال 10% إن علامتهم التجارية المفضلة لا تُنتج هواتف قابلة للطي بعد، وأعرب 8% عن قلقهم بشأن جودة الكاميرا المتدنية.
قد تتغير العديد من هذه التصورات قريبًا، بفضل إطلاق هواتف مثل Z Fold 7، الذي يركز على النحافة والمتانة وكاميرا عالية الجودة. لكن عوامل أخرى، مثل السعر المرتفع، قد تُشكّل عائقًا.