تشهد الدورة السابعة لقمة مؤتمر الدول الرقمية (FDC Summit) انطلاقة استثنائية في الفترة من 28 إلى 30 أبريل 2025، حيث تتحول لأول مرة إلى منصة إقليمية شاملة للصناعة الرقمية.
تهدف قمة مؤتمر الدول الرقمية (FDC Summit) إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار التكنولوجي، وترسيخ دورها في تشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة.
يجمع هذا الحدث الرفيع المستوى بين قادة الفكر وصناع القرار والخبراء الدوليين لتبادل المعرفة وبناء شراكات استراتيجية تدعم التحول الرقمي الشامل.
التحول إلى منصة إقليمية شاملة
لأول مرة في تاريخها، يتم التعامل مع قمة مؤتمر الدول الرقمية (FDC Summit) كمنصة إقليمية متكاملة للصناعة الرقمية، وهو تحول استراتيجي يعكس النمو المتسارع للقطاع التكنولوجي في مصر والمنطقة.
ووفقًا للمهندس طارق شبكة، رئيس اللجنة المنظمة، فإن هذه الخطوة تهدف إلى “نقل التخصصات الفنية إلى المجتمع المصري، وتعزيز الدور الاستراتيجي لكافة الأطراف داخل المنظومة الرقمية”. تأتي هذه الرؤية متوافقة مع جهود مصر لتصبح مركزًا إقليميًا لصناعة المؤتمرات المتخصصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
المحاور التكنولوجية الأساسية
تركز القمة على خمس قطاعات رئيسية تمثل قلب التحول الرقمي العالمي، هي التحول الرقمي، حيث تستعرض القمة أفضل الممارسات ونماذج الأعمال الناجحة في مختلف المجالات الرقمية، والأمن السيبراني، حيث يتم مناقشة التحديات والحلول في مواجهة الجرائم السيبرانية المتزايدة، والذكاء الاصطناعي، حيث يتم استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على مختلف القطاعات.
كما تركز القمة على البنية التحتية الرقمية، والتي تعني بتعزيز مراكز البيانات والشبكات الأساسية للتحول الرقمي، والبيانات الضخمة، حيث تستعرض دور البيانات في دعم اتخاذ القرار ودفع الابتكار.
المشاركون والفعاليات
يشهد المؤتمر تمثيلاً قويًا من مختلف أنحاء العالم، فمن منطقة الخليج العربي، تشار دول الإمارات والكويت وعمان والسعودية، ومن أوروبا، تشارك المملكة المتحدة وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، كما تحظى القمة بحضور وزراء وخبراء من مختلف الدول الأفريقية.
ومن مصر، تشهد القمة مشاركة واسعة من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بما في ذلك هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، والمعهد القومي للاتصالات، ومعهد تكنولوجيا المعلومات ITI.
الفعاليات الرئيسية
تنقسم فعاليات القمة إلى عدة محاور متخصصة، منها:
المؤتمرات الموازية: والتي تتضمن ثلاث مؤتمرات كبرى تركز على الذكاء الاصطناعي، الجرائم السيبرانية، والبيانات الضخمة
منتدى FDC للأبحاث: يعقد بالتعاون مع وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور، ويهدف إلى الربط بين التكنولوجيا والمتخصصين في الجوانب الفنية والبحثية.
فعاليات الشركات الناشئة: دعم رواد الأعمال والمبتكرين، مع التركيز على الميزة التنافسية لمصر في انخفاض تكلفة تأسيس الشركات الصغيرة.
الموائد المستديرة (FDC Roundtables): مناقشة متطلبات القطاعات المختلفة من منظومة التحول الرقمي.
نجوم القمة (FDC Stars): تتضمن تنظيم أول Investors Lounge للمستثمرين العرب والأفارقة.
الشراكات الاستراتيجية والتأثير الاقتصادي
أبرمت اللجنة المنظمة للقمة عدة اتفاقيات تعاون استراتيجية، منها اتفاقية مع شركة سينرجيز للدراسات الدولية والاستراتيجية لتحديد ملامح الاستراتيجية المستقبلية للقمة، وشراكات مع منظمات دولية مثل اليونيسف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتعاون مع المؤسسات الأكاديمية مثل جامعة حلوان وجامعة بورسعيد.
تساهم القمة في تعزيز الاقتصاد الرقمي من خلال جذب الاستثمارات العالمية وتصدير صورة إيجابية للسوق المصري وجذب الأنظار الدولية للميزات التنافسية، وتعزيز التعاون الإقليمي خاصة مع الدول الأفريقية في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، وتنمية رأس المال البشري من خلال البرامج التدريبية مثل التي أطلقتها الأمم المتحدة لتأهيل 25 محاضر و100 من الشباب و50 من الإعلاميين.
الرؤية المستقبلية والطموحات
تسعى القمة إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة المؤتمرات المتخصصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وتوسيع النطاق الجغرافي للتغطية لتشمل التوسع الإقليمي والأفريقي والعالمي، وإطلاق مؤشرات قياسية مثل أول مؤشر للأمن السيبراني في مصر وأفريقيا.
تمثل قمة FDC 2025 منصة حيوية لدفع عجلة التحول الرقمي في مصر والمنطقة، حيث تجمع بين صناع القرار والخبراء والمبتكرين لتبادل المعرفة وبناء شراكات استراتيجية.
ومع تركيزها على المحاور التكنولوجية الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، والتحول إلى منصة إقليمية شاملة، تسهم القمة في ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار التكنولوجي وتعزيز دورها في تشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي العربي والأفريقي.