تعد شركة IBM أحد أكثر الشركات عراقة في صناعة تكنولوجيا المعلومات، وأصبحت منصة لتصدير الكوادر والخبرات العالمية لمختلف الشركات حول العالم، بل إنها أصبحت مدرسة لتخريج الوزراء، وحول قوة الشركة ودورها في السوق المصري نحاور اليوم المهندس وائل عبدوش مدير عام شركة IBM مصر الذي يتمتع بأكثر من 29 عامًا من الخبرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات على الصعيد الدولي والاقليمي في مصر والشرق الأوسط ووسط وشرق أوروبا وإفريقيا، ليتحدث معنا عن مستقبل الصناعة، والفرص الذهبية وآثار فيروس كورونا على الشركة وأهمية مصر كمركز إقليمي لـ IBM العالمية، بالإضافة لتفاصيل أخرى كثيرة بعضها عن الشركة والسوق، وأخرى عن حياته وهواياته والنصائح التي يقدمها للشباب.
الحكومة الآن تتحدث عن التحول الرقمي باعتباره واقع ملموس.. فما هو تقييمك لجهود الدولة في هذا المجال؟
تقوم مصر بعملية تحول رقمي مكثف بداية من 2018 كخطة لتطوير الدولة عموما، وتقديم خدمات أفضل، وإدارة موارد الدولة بشكل أفضل، ومكافحة الفساد، ولقد ساهمت أزمة كورونا في الإسراع لكل خطط الدولة، ونعيش حاليًا أهم مراحلها في التحول الرقمي وتبذل الحكومة مجهودات كبيرة لتعميمه بجميع الجهات الحكومية والوزارات والهيئات التابعة لها بهدف إتاحة الخدمات الرقمية إلكترونيًا لجميع المؤسسات والمواطنين وتحقيق التنمية المستدامة بمصر.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه عمليات التحول الرقمي؟
أرى أن توافر الكوادر البشرية المدربة من أهم التحديات التي قد تؤثر على سرعة تعميم التحول الرقمي، بالإضافة إلى توافر الميزانيات المالية لتعميم مشروعات التحول الرقمي في كل الجهات، وتبذل الحكومة المصرية وعلى رأسها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مجهودات كبيرة للتغلب على تلك العقبات.
ما هي الحلول التي تمتلكها IBM والتي يمكنها أن تساعد الدولة في التحول الرقمي؟
تمتلك IBM أحدث حلول التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات والحوسبة السحابية والبلوك تشين، والأمن السيبراني، بالإضافة الي الكوادر البشرية المدربة على تنفيذ مشروعات التحول الرقمي والخبرات الاستشارية المكتسبة من خلال العديد من المشروعات التي قمنا بتنفيذها على المستوى العالمي.
وقد سعدنا بالعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة المصرية في معظم المشروعات ذات الأهمية الوطنية لدعم التحول الرقمي، مثل مشروع ميكنة الضرائب مع وزارة المالية ومشروع رقمنه مقتنيات دار الوثائق القومية ومشروع الرقم القومي وغيرها من المشاريع.
هل اختلفت خطط IBM المستقبلية داخل مصر بعد أزمة كورونا؟
مثلت أزمة كورونا تحديا كبيرا للعالم، وندين جميعًا بفضل كبير للأطقم الطبية، ولقد اتضحت أهمية التكنولوجيا في تلك الأزمة، وبدونها كانت الأزمة ستكون أكبر بكثير مما هي عليه الآن، بسبب كورونا حصلت التكنولوجيا على دفعة قوية بالاعتماد عليها من الدول والمؤسسات بعدما ظهرت تأثيراتها الاجتماعية خلال الأزمة، ومما لا شك فيه أن Covid-19 يمثل نقطة تاريخية فاصلة في حياتنا وأود أولاً أن اشكر كل العاملين في الدولة وخصوصاً في مجال الرعاية الصحية على مجهوداتهم الكبيرة لاحتواء الأزمة وتمنياتي بالشفاء العاجل لكل المصابين.
ونتيجة لهذه الازمة، يواجه عملاؤنا تحديات غير مسبوقة في المحافظة على استمرارية أنظمة أعمالهم في ظل وجود أعباء تؤثر على القدرات الإنتاجية وتوافر الموارد والمحافظة على الأمن، وبالرغم من التحديات التي يواجها العالم، تعمل شركة IBM لضمان استمرارية هذه النظم الحيوية، وأصبح هدفنا هو التعامل مع الوضع الجديد كشيء طبيعي لتسريع عملية الانتعاش الاقتصادي، وتسخر الشركة خبرتها الطويلة للمساهمة في هذه الأزمة من خلال تطبيق الطرق والحلول الرائدة الخاصة بها.
هل نجحت بعض الجهات الحكومية في استغلال حلول ومنتجات IBM خلال أزمة كورونا.. ما هي قصص النجاح التي يمكن إلقاء الضوء عليها؟
تفخر شركة IBM بكونها جزء من الاقتصاد المصري منذ أن تم إنشاء فرع الشركة عام 1954 ونتعاون مع الحكومة المصرية في تنفيذ المشاريع والمبادرات لدعم خطة الدولة وتثبيت ريادة مصر في مجال تكنولوجيا المعلومات، مما يؤكد التزامنا وثقتنا بالسوق المصري، وقد أظهرت الأزمة الحالية الدور الأساسي للتكنولوجيا في مواجهة الأزمات والحد من آثارها من خلال قيام جميع المؤسسات الحكومية والخاصة بمختلف القطاعات باستخدام التطبيقات والحلول التكنولوجية لتقديم خدمات عن بعد مثل التعليم والرعاية الصحية والخدمات المصرفية وغيرها مما يثبت إن اتجاه المؤسسات للتحول الرقمي أصبح شيء أساسي لمجابهة أثار الازمة الحالية وتغيير طريقة عملهم ألان وخلال السنوات القادمة.
وقد قمنا مؤخراً بالإعلان عن التعاون مع شركة اتصالات مصر، لإطلاق أول مساعد افتراضي لعملاء اتصالات والمعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمدهم بتجربة غير مسبوقة باللغة العربية والانجليزية. ويتم تطبيق المساعد الافتراضي والمبني على تكنولوجيا IBM Watson Assistant على منصات سحابية لتطوير الخدمات ونظم التفاعل الفوري لعملاء شركة اتصالات مصر.
وقد قامت اتصالات مصر بإثراء التطبيق الجديد لـIBM Watson Assistant لتوفير معلومات يومية لعملائنا عن فيروس كورونا والتعداد اليومي للمصابين والمتعافين، وطرق الوقاية وتجنب انتقال العدوى في هذه الظروف الصعبة.
وما هي أهمية السوق المصري بالنسبة للشركة العالمية؟
السوق المصري يعد من أكبر الأسواق في المنطقة والتطور الذي يحدث فيه السنوات الأخيرة تدفع الشركة العالمية لتنمية أعمالها بشكل أكبر، وهو الأمر الذي سينعكس بشكل أكبر الأسواق الأخرى المحيطة خاصة وأن مصر فيها 6 مراكز لخدمة العملاء والإبداع.
كيف تقيم الكوادر المصرية وقدرتها على التعامل مع الأزمات والأمن السيبراني؟
مصر بها كوادر قوية تعمل في قطاع التكنولوجيا من سنوات وقادرة على التعامل مع كل التحديات والأزمات، ودورنا تحسين وتطوير هذه الكوادر من خلال التدريب المستمر، لذلك ندعم الطلاب في الجامعات باستمرار بوسائط مختلفة ومنصات عليها كل التكنولوجيا الحديثة وذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات، وبالاتفاق مع وزارة الاتصالات ومعهد ITI.
كيف تلعب IBM دورها المجتمعي في دعم الشباب ورواد الأعمال المتخصصين في التكنولوجيا؟
حرصت شركة IBM على مدار تاريخها الطويل بعمل الاستثمارات والمبادرات لدعم الابتكار لدى الشباب، وقمنا باختيار مصر لإنشاء مراكز استراتيجية لخدمة عملائها لكونها مركزاً للابتكار في المنطقة والتي توظف مجموعة من أفضل الكوادر البشرية الشابة ذوي المهارات التكنولوجية العالية، ويوجد لدى IBMعلى مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا مجموعة من مطوري البرامج يقوموا بتبادل الخبرات مع مجتمعات المطورين بالمنطقة، وذلك عن طريق تنظيم لقاءات، وورش عمل، ومسابقات (Hackathons).
كما أطلقنا برنامج Call for Code والذي يمثل مبادرة بتكلفة 25 مليون دولار تهدف لخلق حلول تقنية لمواجهة التحديات الناتجة عن الكوارث الطبيعية، وأطلقنا أيضًا برنامج Startup With IBM بالتعاون مع حاضنات الأعمال لجميع الشركات الناشئة، حيث توفر لهم دعمًا كاملاً تقني حتى تصل خدماتهم ومنتجاتهم للسوق.
وكيف أثرت أزمة كورونا على خطط الشركة؟
شركة IBM واجهت العديد من التحديات منذ تواجدها عالميا، وتأتي حماية مصالح موظفينا وعملائنا وشركاء أعمالنا على رأس أولويات شركة IBM من خلال الحفاظ على سلسلة التوريد الخاصة بنا والاستجابة بسرعة وفعالية لمساعدة عملائنا وتقديم مجموعة واسعة من الخدمات من ضمنها خدمات شاملة لحماية أنظمة المؤسسات وبرامج استرداد البيانات لضمان استمرارية الاعمال في ظل هذه التحديات والظروف الصعبة التي يشهدها العالم.
كيف تقيم سوق البيانات في السوق المصري -وحجمها والتحول الذي يمكن أن تحدثه في تطور صناعة الأعمال والاقتصاد المصري بشكل كامل؟
مع توجه الدولة لدعم عجلة التحول الرقمي، يحظى سوق البيانات في مصر باهتمام كبير حيث آنه يعد أحد المحاور الأساسية لمساعدة صناع القرار على تحليل بيانات أعمالهم وتطوير بنية تحتية رقمية متكاملة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن من خلالها إتاحة خدمات رقمية للمواطنين خصوصاً في ظل الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم وتوافر حلول تكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والبلوك تشين وانترنت الأشياء وغيرها.
صناعة مراكز البيانات أصبحت توجه استراتيجي لدى الدولة المصرية، فكيف ترى مستقبل هذه الصناعة ودور شركتكم في هذا التوجه؟
أرى أن مصر مؤهلة كمركز إقليمي لمراكز البيانات، حيث إن الاستثمار الذي نراه حاليًا في تطوير البنية التحتية يدل على أننا نسير على الطريق الصحيح للوصول إلى أفاق تكنولوجية تنعكس على كافة المجالات، ويوجد لدينا فرص واعدة فيما يتعلق بصناعة مراكز البيانات وتعمل شركة IBM على نقل خبراتها على المستوى العالمي لزيادة كفاءة استخدام مراكز البيانات بالشكل، الذي يخدم الصناعات المختلفة.
وتحتاج صناعة مراكز البيانات إلى مجهود كبير واستثمار في تطوير الكوادر التي ستقود عملية تشغيل تلك المراكز، مما يساهم في خلق فرص واعدة للاستثمار في مصر، الأمر الذي سينعكس على معدلات النمو الاقتصادي وتوفير العديد من فرص العمل.
ماهي أبرز القطاعات المقبلة على الاستفادة من حفظ وتحليل البيانات في السوق المصري.. وايضا القطاعات التي بدأت نموا في هذا التوجه؟
يعد قطاع الاتصالات والقطاع المالي والحكومي من أكثر القطاعات التي قامت بالاستفادة من حفظ وتحليل البيانات في السوق المصري خصوصاً في ظل أزمة Covid-19 والتي دفعت المؤسسات على حتمية التحول الرقمي لضمان استمرارية أعمالهم.
كيف ترى التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص في صناعة البيانات وهل نحتاج لمزيد من التوائم وإقرار تشريعات جديدة؟
أرى أن الحكومة المصرية قامت بعمل العديد من الخطوات الإيجابية لتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات وجعلها قادرة على المنافسة على مستوى المنطقة وعلى المستوى العالمي وذلك عن طريق بناء بنية أساسية قومية قوية وجذب المستثمرين الأجانب إلى مصر وخلق طلب محلي لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات، ومن المتوقع أن يكون لهذه الصناعة عائد اجتماعي واقتصادي كبير، حيث أنها سوف تفتح أسواقا جديدة وتخلق فرص عمل جديدة وتتيح المنافسة على المستويات العالمية في المستقبل. وفي الفترة القادمة خصوصاً في ظل التحول الرقمي الذي تشهده الدولة، أرى أننا نحتاج إلى المزيد من التشريعات المتعلقة بتنظيم وإتاحة البيانات على المنصات السحابية المختلفة.
كل هذا التطور ينبغي أن يواكب تأمين شامل للبيانات، فماذا يمكن لـIBM تقديمه لطمأنه عملائها في هذا الإطار بتأمين بياناتهم؟
يعد تأمين وحماية بيانات العملاء من أهم أولويات الشركة، حيث يوجد لدينا قطاع عريض من الحلول والخدمات لتأمين وحماية بيانات المؤسسات بمختلف القطاعات.
ما هي أكثر التطبيقات التي كنت تعتمد عليها خلال أزمة كورونا؟
تطبيقات الفيديو كونفرانس للتواصل مع الموظفين لضمان استمرارية العمل بنفس الكفاءة، وما زال أغلب موظفينا يعملون من المنزل حتى الآن.
ما هي هواياتك المفضلة؟
الهواية الأساسية هي رياضة «الجري» فأنا عداء لمسافات ١٠ كيلو، وأواظب على الاشتراك في كل السباقات، وأخر ماراثون اشتركت فيه كان العام الماضي، لكن مارثون العام الجاري تم تأجيله بسبب فيروس كورونا، كما أهوى القراءة في مجالات السياسة والتاريخ والتكنولوجيا.
ما هو فريق كرة القدم المحلي الذي تشجعه؟
أنا أهلاوي وحزنت لخسارة الأهلي في المباراة الأخيرة لكنني أبارك لكل أصدقائي مشجعي نادي الزمالك على الفوز.
في حال لم تكن في منصبك الحالي.. في أي وظيفة كنت تتخيل نفسك الآن؟
أعتقد العودة للتدريس بالجامعة فأنا أعشق التدريس.
خارج التواصل للعمل.. كم من الوقت يستحوذ هاتفك الذكي على يومك؟
التليفون بياخد ٨٠ ٪ من وقتي خارج العمل، منها التواصل مع أولادي، وأنا أرى أن استخدام أدوات التكنولوجيا لوقت طويل يمكنا من إنجاز أشياء كثيرة بشكل أسرع بما فيها التواصل مع الأهل والأصدقاء، وإنجاز المعاملات المالية Mobile Banking المعاملة أصبحت تتم في 3 دقائق بدلا من ساعات.
ما هي النصيحة التي يمكن أن تقدمها للشباب؟
التعلم والقراءة باستمرار هما عماد أي تطور في الحياة العملية.