نادر البطراوي: «Wittify.ai» تقدم وكلاء ذكاء اصطناعي تُمكّن المؤسسات بالمنطقة وجمعنا 1.5 مليون دولار
من المتوقع أن يشهد سوق وكلاء الذكاء الاصطناعي العالمي نموًا غير مسبوق، حيث سيتوسع من 5.32 مليار دولار في عام 2025 إلى 42.7 مليار دولار بحلول عام 2030 ، مما يعكس معدل نمو سنوي مركب قوي، وفقًا لأحدث الأبحاث التي أجرتها شركة MarkNtel Advisors، ويعود هذا النمو إلى التبني السريع لمبادرات التحول الرقمي، وزيادة أتمتة المؤسسات، وتزايد انتشار التجارة الإلكترونية، والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم.
ويقدم رائد الأعمال نادر البطراوي، تجربة عربية مميزة، من خلال شركة Wittify.ai، والتي تقدم نموذج ذكاء اصطناعي للتواصل مع العملاء عن طريق النص أو الصوت، ونجحت هذا العام في إغلاق جولة تمويلية بقيمة 1.5 مليون دولار، وجذبت عملاء من مصر والسعودية والإمارات.
يتحدث نادر البطراوي الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Wittify.ai، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول رحلته الريادية، وما تقدمه الشركة وخططها خلال الفترة القادمة.
في البداية نريد نتعرف أكثر على خبراتك السابقة
بدأت حياتي المهنية بالعمل في العديد من الشركات في مجالات مختلفة، فقضيت 6 سنوات في شركة نستلة بمجال المبيعات، بجانب العمل بشركة Bayt، وعملت بشركة ألمانية، فعملت في مجالات مختلفة قبل الانتقال إلى مجال التكنولوجيا
وماذا عن مشوارك الريادي؟
كان لديّ بعض التجارب، ومنها جوبزيلا (Jobzella)، والتي أسستها عام 2013، ومستمرة حتى الآن، وهي منصة توظيف نجحت في إحداث تأثير إيجابي في المسيرة المهنية لأكثر من 750 ألف موهبة في الشرق الأوسط، ونجحت في دعم آلاف الشركات بالمنطقة.
وكيف انتقلت من هذا المجال إلى مجال الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق Wittify.ai؟
فكرة الشركة كانت موجودة لديّ منذ بداية حياتي المهنية، فقد عملت في المبيعات والتسويق، وكان لديّ تخيلا في هذا الوقت عن فكرة وجود آلة أو روبوت يحل مشاكل العملاء ويتحدث معهم، وعملت في المجال التقني ودائما أتابع التغيرات التي تحدث في قطاع التكنولوجيا والتطورات التي حدث، والوقت الذي قررت فيه إطلاق شركة Wittify.ai كان الذكاء الاصطناعي بدأ يأخذ شكلا مختلفا عن الماضي، وأصبح هناك أدوات تساعدنا في بناء تقنيات مثل Wittify.ai، ففي الماضي كان الأمر مكلفا جدا ويحتاج إلى خبرات لم تكن متاحة، فانطلقت الفكرة في 2024، ولكني بدأت التفكير فيها منذ 2022، وقمنا بالتحضير والدراسة لمدة عامين، فبناء شركة ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى تفكير ودراسة حتى يتم إطلاق الشركة بالشكل السليم.
وما هي الخدمات التي تقدمها الشركة؟
نحن نقدم نموذج ذكاء اصطناعي للتواصل مع العملاء عن طريق النص أو الصوت، فابتكرنا مساعد ذكي كأنه موظف يتواصل مع العملاء عن طريق كافة وسائل الاتصال، سواء البريد الإلكتروني أو الواتس اب أو مواقع التواصل الاجتماعي، وبدلا من تواصل العميل مع موظف يتعامل مع الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بنفس المهام ويرد في أي لحظة، فبناء علاقات فعالة مع العملاء أصبح ضرورة وأهم شيء للشركة لتحقيق النمو، ونحن في الشركة نعيد تعريف تعامل العملاء من خلال وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين يتحدثون جميع اللغات، ويقدمون تجارب استثنائية في جميع الأقسام والقنوات، فتتمثل مهمتنا في بناء أفضل ذكاء اصطناعي يتحدث باللغة العربية في العالم، مزودا الشركات بتفاعلات مُتعددة اللغات تُحاكي التفاعل البشري تماماً، فتحسن منصتان خدمة العملاء وتحفز نمو المبيعات، وتبسط جهود التسويق، وأصبحت الشركة موجودة في السعودية ومصر والإمارات.
وما الذي يميز الشركة عن الشركات المنافسة الموجودة بتلك الأسواق؟
هناك شركات تركز على التواصل من خلال الصوت، وأخرى تقدم التواصل من خلال النص، ولكننا نجمع بين الحلين، ومن المميزات أيضا أن العميل يستطيع عمل حساب بنفسه وربطه بالأنظمة المختلفة، فنوفر خدمة ذاتية ويربط العميل الذكاء الاصطناعي بدون تدخل منا وبمنتهى السهولة، بجانب أن أسعارنا تنافسية وتبدأ من ألف جنيه أو 19 دولارا.
وماذا عن التحديات التي واجهتك؟
أولا ليس هناك كثيرون يعرفون ما نقدمه، وعندما أردت تعيين مواهب وجدت أن معظم الأشياء التي كنت أحلم بتنفيذها لا يستطيع أحد القيام بها، فقررنا نعين مواهب ونبدأ نتعلم معهم حتى نبني التكنولوجيا، وهذا احتاج منا وقتا وجهدا كبيرين، بجانب نشر الوعي للعملاء في السوق، وحتى الآن نبذل مجهود كبيرا لتوعية الناس بأنهم يستطيعون الاستفادة ودعم نمو أعمالهم من خلال الذكاء الاصطناعي، ومن واقع تجاربي السابقة تعلمت كثيرا خصوصا أني عملت مشاريع عديدة في مصر والسعودية، ومن خلال ذلك استطعت التعامل مع أي تحديات.
ولماذا اخترت السعودية لإطلاق الشركة منها؟
السوق السعودي هو أكبر سوق في المنطقة والأكثر نموا حاليا، سواء السوق السعودي أو الإمارات أو مصر، وكانت خطوة جيدة بالنسبة لنا، خصوصا أن كل جهات الدعم بالمملكة تدعمنا، سواء من خلال وزارة الاتصالات أو مشروع ريادة الأعمال من مسك بالتعاون مع Plug and Play ، أو برنامج inspireU من STC، بجانب دعمنا من جهات عالمية مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل، وانضممنا إلى وبرنامج TikTok x Blossom Accelerator، فحصلنا على دعم على كل المستويات، بجانب تسهيل التواصل مع العملاء.
وما هي أبرز الأشياء التي حققتها الشركة خلال الفترة الماضية؟
استطعنا إطلاق المنصة في يونيو الماضي، وعملنا على أن تكون من أكثر المنصات تطورا في المجال، كما تمكننا من العمل مع عملاء من أكبر العملاء الموجودين بالمنطقة، سواء مراكز اتصال أو شركات طيران أو جهات حكومية، وكانت ردود الفعل جيدة، ونعمل على زيادة عدد العملاء، واستطعنا خلال هذا العام إغلاق جولة تمويلية بقيمة 1.5 مليون دولار بمشاركة مجموعة من كبار المستثمرين الملائكيين والشخصيات البارزة في قطاع الأعمال في السعودية، حيث يساهم هذا التمويل في تسريع تطوير المنتج، وتوسيع العمليات إقليميا، وتعزيز الاستثمار في تقنيات معالجة اللغة العربية.
وما هي أهم العوامل التي جذبت المستثمرين لضخ أموالهم في الشركة؟
الخدمة التي نقدمها، وهناك احتياج كبير لها في السوق، والتركيز على اللغة العربية، فمعظم المنافسين يركزون على الفصحى، لكن العملاء يحتاجون إلى اللهجات العامية، والفريق نفسه محترف جدا ولديه خبرة في المجال، بجانب التقنيات المتطورة، فنحن لا نعالج فقط فجوة إقليمية في الذكاء الاصطناعي التفاعلي باللغة العربية، بل نبني تقنيات بمستوى عال قادرة على المنافسة عالميا، وهدفنا تمكين المؤسسات من استخدام الذكاء اصطناعي باعتبار اللغة العربية لغة أساسية وليست مجرد خيار إضافي، مع الحفاظ على التميز في التعدد اللغوي، فالمنصة تمكّن المؤسسات من تقديم تجارب تفاعلية بصوت ونص شبيه بالبشر.
وما هي أهداف وخطط الشركة خلال الفترة القادمة؟
الهدف الرئيسي هو أن نكون الشركة رقم واحد في المنطقة بمجال خدمة العملاء عن طريق الذكاء الاصطناعي، والتوسع بشكل أكبر، فمساعد الذكاء الاصطناعي لدينا يتحدث 100 لغة، ولذلك نستطيع خدمة أي دولة في العالم ونذهب إلى أي مكان.
وماذا عن العوامل التي تعتمد عليها لنجاح الشركة؟
أرى أن الفريق أهم شيء، فإذا كان لديك فريقا قويا وتستطيع توظيف مهارات جيدة في كل مجال وأفضل منك سيكون ذلك سببا رئيسيا في نجاح أي شركة؟
وهل لديك نصائح أخرى لرواد الأعمال للنجاح في إدارة شركاتهم من واقع تجاربك؟
أنصح أي رائد أعمال بأن يأخذ وقته ويكون صبورا، ولا يضيع أمواله من أجل النمو أو يظهر أنه لديه نمو، فالنمو يجب أن يكون خطوة خطوة، وعليه أن يحافظ على الموارد التي يمتلكها، فليس مهما أن يصل بسرعة، فهناك من يحاول النجاح بسرعة ويخسر كل شيء، هذا بالإضافة إلى أن رائد الأعمال يعمل لكي يكون لديه قصة نجاح، فيجب أن يمنحها وقتها، فالموضوع ليس سهلا، ويحتاج إلى إصرار وصبر وعزيمة وعمل عظيم طوال الوقت، فالدنيا ليست وردية، ويجب أن يكون لديه حسابات لكل الاحتمالات.